منوعات وطرائف

مرضه بالزهايمر أنساه أنه كان متزوجا.. فأعاد الكرة ثانية.. تعرف ماذا حصل وكيف ردت زوجته.. 

مرضه بالزهايمر أنساه أنه كان متزوجا.. فأعاد الكرة ثانية.. تعرف ماذا حصل وكيف ردت زوجته..

أخبار اليوم

فريق المتابعة والتحرير

مرض الزهايمر لا يصيـ.ـب الكبار في العمر فقط وإنما مختلف الأعمار معـ.ـرضة لهذا المرض الذي يجعل الإنسان شخصاُ آخر ربما ينكر هو ذاته ويبحث في الآخرين عن ملامح الوقت الذي يعيشه.

يتعلق المرض بكمية الضـ.ـغط والتركيز والطموح والحالة النفسية التي يمر بها الإنسان عبر سنوات عمره الماضية.

تؤثر الحالة العاطفية والانفعالات ومدى الاندماج بالواقع أو قبوله أو رفـ.ـضه والتعايش مع ضـ.ـغوطات الحياة المختلفة على عمق الإصـ.ـابة بالزهايمر والوقت للدخول في هذا المرض الذي يفقـ.ـد الإنسان الحياة الحقيقية.

لا تتوقف المعـ.ـاناة عند المصـ.ـاب فذوي المصـ.ـاب والمقربين منه أيضاً يعـ.ـانون من تصرفات يعتبرونها غريبة وغير مقبولة لهم صادرة عن عزيز يفترض أنه يدرس قراراته بتسلسل منطقي ويحقق نتائج رائعة.

في الولايات المتحدة الأمريكية اضـ.ـطرت زوجة تقوم برعاية زوجها المصـ.ـاب حديثاً بفـ.ـقدان قوي للذاكرة، اضـ.ـطرت قبول طلب زوجها “الزواج مرة ثانية” وذلك لتخفف عنه عناء الوقت المؤلـ.ـم الذي يقضيه، بعد أن ظن نفسه شاباً ولديه وقت فراغ كبير.

ونتج وقت الفراغ لدى الخمسيني الأمريكي كونه اضـ.ـطر للتوقف عن العمل بعد تدهـ.ـور سريع للذاكرة، فأصبح لديه متسع من الوقت ليجول بفكره ويختبر نفسه من جديد.

وكتب موقع الجزيرة نت؛

في غضون عامين من ظهور علامات فـ.ـقدان الذاكرة عليه لأول مرة، اضـ.ـطر بيتر مارشال إلى التخلي عن عمله.

وبعد عام من إصـ.ـابته بألزهايمر في عام 2020 اضطرت زوجته ليزا (54 عاما) إلى ترك عملها أيضا لتهتم به وتقدم له الرعاية اللازمة بدوام كامل.

ومع تطور المرض، أصبح بيتر (56 عاما) يشير إلى ليزا على أنها “الشخص المفضل لديه”.

تدهـ.ـورت ذاكرته بشدة ونسي بيتر -الذي كان يعمل في مجال الخدمات المالية- زواجهما الذي أقاماه في جزر توركس وكايكوس عام 2009.

هل تود الزواج؟

وقال الكاتب ديفيد تشارتر -في تقرير نشرته صحيفة “ذا تايمز” (the times) البريطانية- إنه في أحد الأيام من العام الماضي (2020) كانا يشاهدان لقطات من زفاف على التلفزيون عندما نظر بيتر فجأة إلى زوجته قائلا “فلنتزوج” فسألته ليزا “هل تود الزواج؟”.

وقالت ليزا لشبكة “إن بي سي نيويورك” (NBC New York) “لقد أجابني بنعم وكانت تعلو وجهه ابتسامة عريضة”، فأجبته “‘حسنا، فلنتزوج إذن، فهو لا يعرف أنني زوجته”.

وفي اليوم التالي، نسي بيتر كل ما يتعلق بزواجهما، ولم يعد يتذكر أي شيء عن حفل زفافهما الذي أقاماه على جزيرة.

ومع اقتراب الذكرى السنوية الـ20 للقائهما الأول هذا العام (2021) بدت فكرة الزواج منطقية بالنسبة إلى ليزا في محاولة لمواجـ.ـهة التدهـ.ـور السريع لحالة زوجها.

حفل الزفاف في هوليوك

وذكر الكاتب أن مختص قد ساعد في إعداد خطة رعاية خاصة ببيتر ووافق على أن يكون القس الذي يزوجهما.

وقد نظمت سارة بريهانت (32 عاما) -وهي ابنة ليزا من زواجها السابق قبل أن تلتقي ببيتر- حفل الزفاف بمدينة هوليوك في ماساتشوستس.

وصرحت بريهانت لصحيفة “واشنطن بوست” (Washington Post) “لقد كان زوج أمي إلى جانبي في بعض أصعـ.ـب الأوقات بحياتي، بيتر عزيز على قلبي وأمي أفضل صديقة لي”.

وقالت ليزا “لقد كنت أشعر بسعادة غامرة ولم أر بيتر بهذه السعادة منذ وقت طويل”.

وأنشأت ليزا مدونة على فيسبوك بعنوان “أهلا بمرضى ألزهايمر” لمساعدتها في التغلب على تحدي فقـ.ـدان زوجها ذاكرته بشكل تدريجي.

وفي هذا الشأن قالت ليزا “كنت أتلقى رسائل كل يوم من أشخاص يشكرونني لأنهم لا يشعرون بالوحدة بفضل هذه المدونة”.

أخذت ليزا زوجها لأول مرة لإجراء الفحوصات بعد أن أصبح يواجه صـ.ـعوبة في العثور على الكلمات اليومية.

وقبل تشخيص زوجها بالمرض، كانت ليزا تعتقد أن مرض ألزهايمر يصيـ.ـب كبار السن فقط، لكنها اليوم أصبحت أكثر اطلاعا على المرض.

زفاف للمرة الثانية

اليوم، يحتاج بيتر لإشراف مستمر ولا يبدو أنه يتذكر حفل زفافه الثاني أيضا، ومن المحتمل أن تضـ.ـطر ليزا قريبا إلى وضعه في دار رعاية، لكن في الوقت الحالي لا يزال بإمكانهما العيش معا.

والتقى الزوجان عام 2001 بعد مرور كليهما بالطـ.ـلاق عندما كانا جارين في هاريسبرغ بولاية بنسلفانيا.

وخلال إقامة ليزا وزوجها لزفافهما للمرة الثانية، كانت فرحته واضحة للجميع، قالت ليزا إن الزفاف الثاني خلق ذكريات لا تمحى، وبينما كانا يرقصان، همس لها زوجها ببضع كلمات في أذنها قائلا “شكرا لك على البقاء بجانبي”.

عندما تغيب لغة الحوار.. الطـ.ـلاق العاطفي أصبح الظاهرة الأكثر شيوعا بين الأزواج

تتواصل علاقتهما تحت سقف واحد لسبب ما قد يكون الأطفال، أو الحفاظ على الشكل الاجتماعي أمام العائلة، وهذا هو الطـ.ـلاق العاطفي: شراكة تحت سقف واحد بين الزوجين.

ورغم وجودهما في مساحة مكانية واحدة فإن هناك مسافة شاسعة بينهما تمنـ.ـع الاندماج النفسي، فالحكاية قـ.ـاسية: التفاصيل لبيوت مفتوحة على خواء المشاعر والصمت المطبق، وانعدام المودة والرحمة اللتين ترتكز عليهما الحياة الزوجية الصحية والصحيحة.

كيف يؤثر الانفصـ.ـال العاطفي على الصغار؟ وكيف يفـ.ـقدهم الود في التعامل مع الآخرين، ويؤدي بهم للحـ.ـدة والقـ.ـسوة ورفـ.ـض التواصل؟

فتوريث الفراغ العاطفي للأبناء تحصيل حاصل لانفـ.ـصام العلاقة بين الأبوين، بما يؤثر سلبا على علاقة الأخوة بين الأبناء ويذهب بهم مستقبلا للعيش نحو نمط حياة أبويهم الجاف والخاوي عاطفياً، ولهذا تأثير مجتمعي غير إيجابي.

تستعرض الجزيرة نت بعض القصص الواقعية لطـ.ـلاق عاطفي لأزواج وزوجات يعيشون في حالة اغتراب نفسي وجسدي عن بعضهما البعض إثر وفـ.ـاة مشاعرهما رغم سنوات الزواج.

المشـ.ـاكل المادية

يقول هيثم مريش متزوج وأب لطفل “قد تكون الضـ.ـغوط والمشـ.ـاكل المادية من أهم أسباب الطـ.ـلاق العاطفي، فضـ.ـغوط الحياة والأعباء تجبر كلًا من الزوجين على الانشغال بالنواحي المادية، وكيفية تدبير أمور المنزل وخاصة في ظل وجود طفل له مصاريفه

كما أن ميزانية الشهر وتدبير المنزل من أهم المشـ.ـاكل التي تجـ.ـبر الزوج والزوجة على التفكير في نفسهما دون الانتباه للعواطف وما يحتاجه الطرف الآخر”.

ويشرح وضعه بحـ.ـسرة “المشـ.ـاحنات ازدادت والمتطلبات كثرت وحملتني فوق طاقتي مما أدى للنفـ.ـور والتشـ.ـاجر الدائم، وحتى غابت الخصوصية وأصبحت تفاصيل حياتنا الزوجية عرضة لأهلها وتدخلهم المستمر لدرجة غياب الحوار والتفاهم

وكل ذلك أدى للنـ.ـفور العاطفي الذي يهـ.ـدد الحياة الزوجية وانعـ.ـدام الانسجام، وهذه مؤشرات طـ.ـلاقنا العاطفي وانفصـ.ـالنا رغم وجود ابننا بحياتنا، لكن لا بد من التحلي بالصبر وتهدئة الامور، فالزواج يحتاج لرجل قوي بكل معنى الكلمة وإنسانة عاقلة واعية لمتطلبات الحياة الزوجية”.

وينهي بالقول “اللـ.ـوم يقع علينا كزوج وزوجة، ومن المفـ.ـروض علينا أن نتماسك ونعتمد لغة الحوار بطريقة هادئة وجيدة تعيد الدفء للحياة الزوجية وحل كل المشـ.ـاكل لإبعاد الفتور العاطفي بينا، وهذا ما أحاول تحقيقه للمحافظة على أسرة سعيدة”.

تقاليد عائلية منعـ.ـت الطـ.ـلاق

وتقول كارولينا سابا للجزيرة نت، وهي متزوجة ولديها ابنة “زوجي أخـ.ـل بعهودنا، وأهـ.ـان حياتنا بعلاقاته الخارجية، عندما ارتبطت به لم أكن أدري أنه لن يحفظ بيتنا ويصون كرامتي، واكتشفت أنه يجري وراء نـ.ـزواته، معتقداً أنني لن أعلم بأفعاله الشـ.ـائنة

لكنني لم أكن غـ.ـافلة أو قليلة الوعي بما يرتكبه من ورائي، وعندما واجـ.ـهته اعترف بأنه لا يشعر معي بالمشاعر التي كان يتمناها، لكنه لا يفكر في تطلـ.ـيقي، لأننا من عائلات معروفة، لم تقع فيها حالة طـ.ـلاق من قبل”.

وتضيف “وافقت بالطبع خـ.ـشية حمل لقب مطـ.ـلقة، وحتى لا أوصم بفـ.ـشل حياتي الزوجية، وأتعـ.ـرض للقيل والقال والاتهـ.ـامات، وعشنا معاً نتظاهر بالسعادة والانسجام أمام الجميع، لكن ما إن يغلق علينا باب بيتنا، يذهب كل منا لينام في غرفة منفـ.ـصلة، ولا نتبادل الحديث على الإطـ.ـلاق

ورغم مرور كثير من السنوات على وضعنا الزوجي، ما زلنا كما نحن بحالة انفصـ.ـال نفسي وجسدي تام، وأصبحت بالتالي لا أعيره اهتماماً، ولا انتفـ.ـض غضـ.ـباً حين أعلم بأي علاقة له، وربما لا أتذكر وجوده في البيت”.

التأثير على الأطفال

وعن تأثير هذا الوضع على ابنتهما تقول “ابنتي تأثرت كثيراً بالخـ.ـلافات المستمرة بيننا والعيش كغرباء، ووجدت نفسي ملزمة بتريبتها لوحدي وكأنه لا وجود للأب في حياتها، وحتى هي شعرت بالنفـ.ـور منه ومن تصرفاته رغم محاولتي اقناعها بعكس ذلك، لكن اللـ.ـوم يقع عليه فهو لم يبادر للتقرب من ابنته مما زادت الفجـ.ـوة بينهما بكل أسف”.

وأوضحت سابا مكررة بأنها تعيش مع زوجها بسبب تحـ.ـريم التقاليد العائلية والاجتماعية -التي تعيش في كنفها- فكرةَ الانفـ.ـصال والطـ.ـلاق الفعلي، إلا أن هذا النوع من الطـ.ـلاق مد.مر ولا يمكن التصريح به علانية لذا يبقى أشـ.ـد إيلاما، بحسب قولها.

ظاهرة شائعة

وتؤكد سوزان حطيط الاستشارية في العلاقات الاسرية ومدربة التنمية البشرية أن الطـ.ـلاق العاطفي أصبح الظاهرة الأكثر شيوعا الوقت الحالي

فعدم القدرة على التفاهم بين الزوجين وانعدام المشاعر بينهما تنعكس كلها سلبيا على الأبناء الذين يعـ.ـانون من الحـ.ـرمان العاطفي والحب، إضافة إلى العــ.زلة وفقـ.ـدان الثقة بالنفس، وكل ذلك يعـ.ـرضهم للأمراض النفسية.

وتعزو وجود هذه الظاهرة في مجتمعاتنا إلى عدة أسباب منها تمسك الأزواج بالمؤسسة الأسرية للحفاظ على مظهرهم الاجتماعي من ناحية وحماية أبنائهم من الضـ.ـياع من جهة أخرى

كما أن هـ.ـدف الأزواج من اللجوء للانفـ.ـصال العاطفي هو الهـ.ـروب من لقب “مطـ.ـلق” وللحفاظ على الأبناء من الضـ.ـياع والتشـ.ـرد وتفكـ.ـك الأسرة.

ضـ.ـغوطات وأولويات

وبحسب حطيط، يجب على الزوجين التحدث مع بعضهما ومحاولة الوصول للمشاعر الداخلية العميقة، ومراعاة تلبية هذا الاحتياج تمثل أفضل علاج للتخلص من الطلاق العاطفي، ففي بعض الأحيان يكون هذا الشعور موجودا لكن عدم الرغبة في التعبير عنه يقف حـ.ـاجزا أمام المساعدة الفعلية للزوجين.

وتوضح أن أهم الأسباب التي تؤدي للانفصـ.ـال العاطفي هي الضـ.ـغوطات المادية التي يتعرض لها الزوجان في حياتهما

فتجدهما منغمسين بتأمين مستلزمات البيت والأولاد، مبتعدين شيئاً فشيئاً عن كل ما يؤجج العاطفة، دون انتباه منهما.

ومن الأسباب المهمة أيضا إسـ.ـاءة تحديد الأولويات، وذلك بتفضيل الآخرين على شريك الحياة، مع اختـ.ـلاف الاهتمامات والمعـ.ـتقدات والأهـ.ـداف والمستوى الثقافي والاجتماعي بين الزوجين.

نصائح

وتعتقد الاستشارية بالعلاقات الاسرية ومدربة التنمية البشرية أن العلاج لهذه الظاهرة لا ينجح مع كل ثنائي، إنما يوجد بعض الأمل في تحقيقه باتباع هذه الطرق ومن أهمها:

زيادة الصراحة والوضوح بين الزوجين، ومحاولة فهم الآخر من خلال حقوقه وواجباته ومشاعره وأفكاره ومخاوفه ومشاكله.

كـ.ـسر الروتين اليومي، ومحاولة تجربة أمور جديدة في الحياة، حتى لو كانت بسيطة جداً وغير مكلفة.

لغة حوار وتفاهم بين الزوجين، والعمل دائماً على التوصل لحل يرضي كافة الأطراف في حالة وقـ.ـوع المشـ.ـاكل، لأن الصـ.ـراخ والضجـ.ـيج والمشـ.ـاجرات كلها تؤدي للطـ.ـلاق العاطفي.

على الزوجين عدم الخجل والتوجه إلى مراكز الاستشارات الأسرية لغاية إنجاح المحاولات ولطلب النصح شرط أن يكون برضا الطرفين، وإذا لم ينجح الأمر فالطـ.ـلاق الفعلي هو الأنسب للزوجين والأبناء.

الحل الأخير للخروج من هذه الظاهرة يكون باعتماد الطـ.ـلاق الرسمي في حال وصل الزوجان إلى طريق مسـ.ـدود لا يمكنهما من التفاهم.

وتختتم بالقول “جعل الله سبحانه وتعالى من الزواج المودة والسكينة والطمأنينة، فإذا غابت هذه الراحة حدث الخلل في المؤسسة الأسرية، ولم يبق أمام الزوجين إلا أبغـ.ـض الحلال”.

المصدر: الجزيرة نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى