أخبار اليوم

على مبدأ “أكِلتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض”.. فريسة جديدة لروسيا وإيران في الوطن العربي

على مبدأ “أكِلتُ يوم أُكِلَ الثورُ الأبيض”.. فريسة جديدة لروسيا وإيران في الوطن العربي

أخبار اليوم

فريق المتابعة والتحرير

تهيئ روسيا نفسها لكسب المزيد من النفـ.ـوذ مع انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، بينما تفكر واشنطن في إعادة الدخول في الاتفاق النـ.ـووي مع إيران.

وفي نفس الوقت، تنقل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بين الهند وباكستان وإيران، ليجد الكثير من الترحيب والضيافة، كما أدت التـ.ـوترات مع أوكرانيا إلى نشر عشرات الآلاف من القوات، ومن ثم سحبها في خطوة وصفتها موسكو بأنها مجرد “منـ.ـاورة”.

فهل استخدمت روسيا الصـ.ـراع السوري لترك بصماتها على المستوى الدولي؟، ومن الواضح أنها تعمل الآن مع إيران وتركيا والصين لتحـ.ـدي الولايات المتحدة، كما أنها تتحـ.ـدى أوروبا ودول أخرى.

وكان الصـ.ـراع في سوريا تحولاً بالنسبة لموسكو، حيث لم تساعد موسكو على عدم إسقـ.ـاط رئيس النظام بشار الأسد فحسب، بل أصبحت وسيطاً للسلطة في سوريا، وعملت مع تركيا وإيران.

روسيا ولبنان

لا يشبه الدخول الروسي الى لبنان المحاولات الصينية، فالصين التي قدمت أيضا عروضاً اكثر اتساعا من حيث الحجم والنوع، لم تكن مستعدة لخوض اي مواجـ.ــهة سياسية مع الولايات المتحدة الاميركية، وهذا الامر لا ينطبق على موسكو.

ترى روسيا لبنان جزءا من أمنها الحيوي في سوريا، وهذا في علاقة الدول الكبرى مفهوم اميركيا، وبالتالي لا يمكن لروسيا السماح بالفـ.ـوضى في لبنان، لان ذلك قد يؤثر على قواتها المتمركزة في قـ.ـاعدة حميميم في اللاذقية، وعلى الوضع السوري عموما.

قبل مدة، وتحديدا عند زيارة وفد “حز ب الله” الى موسكو، طلب الوفد من الروس ان يساهموا في ملء الفراغ السياسي في المنطقة بالتزامن مع الانكفاء الاميركي، ولبنان احدى هذه الساحات، وتم متابعة التنسيق مع الروس خلال الاشهر الماضية.

تم الاتفاق قبل مدة على أن تقدم إحدى الشركات الروسية الكبرى عروضا جدية ومفصلة للبنان، لذلك بدأت موسكو اتصالاتها مع القوى السياسية، والتقت بالرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل وتواصلت مع رئيس الحز ب الاشتراكي وليد جنبلاط، ويقال انها حصلت على موافقات مبدئية من جميع المعنيين.

اليوم، تقدم موسكو عروضا مرتبطة بمصافي النفط، واعادة بناء المرفأ ومحطات توليد الكهرباء وغيرها من الامور، بما يشمل الكلفة والتفاصيل ومدة التنفيذ، على ان تحصل على اجابات من الجانب اللبناني الرسمي في وقت قريب.

لا يبدو ان موسكو ستحتاج للمواجـ.ـهة مع الاميركيين في هذه المسألة، فوفق مصادر مطلعة، هناك تنسيق جدي حصل مع واشنطن قبل قمة الرئيسين بوتين وبايدن وبعدها.. على أمل ان يثمر هذا الحـ.ـراك ويؤدي الى المساهمة في فرملة الانهـ.ـيار في لبنان.

إذن تعمل روسيا بهدوء وبطء في لبنان. ويقـ.ـرن المسـ.ـؤولون الروس مبادراتهم في لبنان، بموافقة الدولة اللبنانية أو بمطالبتهم الدولة بالموافقة. وتؤكد مصادر روسية أن أي دخول روسي إلى لبنان يجب أن ينطـ.ـلق من علاقات رسمية بين الدولتين. أي أن العلاقة هي من دولة إلى دولة.

استثمار روسي

واللقاءات السياسية التي عقدت مؤخراً في موسكو بين شخصيات لبنانية وروسية، كان هـ.ـدفها بقاء روسيا على تواصل وتماس مع اللبنانيين، الاحتفاظ بعلاقة بهم.

والوجود الروسي في سوريا يحـ.ـتّم نفوذاً بفعل الجغرافيا السياسية وعوامل أخرى روسية في لبنان.

ولذلك، كانت روسيا قد أبدت سابقاً استعدادها للعمل على ترسيم الحدود البحرية والبرية بين لبنان وسوريا، إضافة إلى إصرارها على مبادرتها لإعادة اللاجئين السوريين.

ويوم أمس وصل إلى بيروت وفد من شركات استثمارية روسية في مجالات متعددة: البنى التحتية، الاستثمار في المرافئ والنفط.

والهـ.ـدف هو التواصل مع المسـ.ـؤولين اللبنانيين وإبداء الشركات الروسية استعدادها للدخول في عملية إعادة إعمار مرفأ بيروت.

وليس تفصيلاً أن تأتي هذه الزيارة بعد أيام على لقاء الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين، على وقع كلام كثير حول الانسـ.ـحابات الأميركية من المنطقة والاهتمام بالشؤون الداخلية. وهذا يدفع روسيا إلى التقدم أكثر، بلا عودة إلى الصـ.ـراع الحـ.ـاد أو الانقسـ.ـام القطبي مع الولايات المتحدة الأميركية.

تقاسم نفـ.ـوذ

وثمة من يشبه الحـ.ـركة الروسية في لبنان باتفاقية الخط الأحمر التي وضعت في العام 1973 بين وزير خارجية أميركا هنري كيسنجر والرئيس السوري حافظ الأسد. إذ وضعت خريطة لبنان ورسم خطّ أحمر حول النفوذ السوري والنفوذ الأميركي-“الإسرائيلي”.

وحالياً هناك من يعتبر أن واشنطن ستبقى موجودة في لبنان بنفوذ كبير، بدءاً من دورها في عملية ترسيم الحدود البحرية، ووجودها نظرياً في مرفأ بيروت وعلى السواحل اللبنانية في قواعد عسكرية للجيش اللبناني، أو من خلال مبنى السفارة الضخم الذي يتم تشييده.

وفي المقابل، روسيا تريد أن يكون لها نفوذ في لبنان، امتداداً من نفوذها السوري، وخصوصاً في الشمال وعلى الحدود الشرقية الشمالية.

وفي العام 2018 فازت شركة نفط روسية بمناقصة إعادة تأهيل مصفاة النفط في طرابلس. كان ذلك مؤشراً على الدخول الروسي بقـ.ـوة إلى لبنان. والهـ.ـدف له أبعاد تتعلق بالنفط والغاز.

إيران وروسيا

وتأتي زيارة الشركات الروسية اليوم في أخطـ.ـر أز مة مالية واقتصادية يعيشها لبنان، الذي ينتظر الوصول إلى اتفاقات إقليمية تسعى إلى حلّ الكثير من المشـ.ـاكل مع المجتمع الدولي، وتؤدي إلى تخفيف القـ.ـيود التي يتعرض لها.

وينتظر لبنان بفارغ الصبر الوصول إلى تسوية تتيح له إنجاز عمـ.ـلية ترسيم الحـ.ـدود والبدء بعمليات التنقيب عن النفط والغاز.

وفي هذا السياق كثرت دعوات حز ب الله وفريق رئيس الجمهورية للتوجه شرقاً وبناء علاقات تعاون استراتيجية مع روسيا، لتحقيق إنجازات في هذا الصدد.

وتراهن إيران ومن خلفها حز ب الله على أي دور روسي في هذا المجال. ولكن لا يمكن لموسكو أن تحقق ما تريده في لبنان من دون موافقة أميركية أو عدم ممانعتها كحدّ أدنى.

ووفد الشركات الروسية كان قد مهد لزيارته أمين عام حز ب الله حسن نصر الله في خطابه الأخير، عندما أكد استعداد الكثير من الشركات للمجيء إلى لبنان والاستثمار في مجالات متعددة، وأبرزها الكهرباء.

ومن مصلحة حز ب الله وإيران دخول روسيا، كما من مصلحة طهران الوصول إلى اتفاق نـ.ـووي مع الأميركيين بموافقة الروس، لتعزيز التعاون بين البلدين في ظل الانسـ.ـحاب الأميركي من المنطقة. وهكذا يحظى النفوذ الإيراني والروسي بموافقة أميركية، تحتمها الأولوية الأميركية لمواجـ.ـهة الصين و”طرق تحريرها”.

نفط إيران ولبنان

ويؤشر هذا إلى مدى التنسيق بين حز ب الله والروس بعد الزيارة التي أجراها وفد من الحز ب إياه إلى موسكو. والمراد هنا هو التركيز على “الأمر الواقع” الذي أنتج تفاهمات روسية-إيرانية في سوريا حول توزيع مناطق النفـ.ـوذ، بغض النظر عن وجود خلافات متعددة.

وهذا لا يمكن أن ينفصل عن موقف الخارجية الإيرانية أمس. والذي أكد وقوف إيران إلى جانب لبنان، وأن إيران تبحث عن أسواق جديدة لتصدير النفط. ولبنان قد يكون أحد هذه الوجهات. وطهران تنظر بجدية إلى أي طلب تقدمه الدولة اللبنانية. وتتجاوز أبعاد هذا كله مرحلة الاتفاق النـ.ـووي مع الأميركيين، في انتظار رفع الحظر عن الصادارات الإيرانية.

المصدر: المدن ولبنان 24

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تنبيه: 3tablecloth

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى