لجوء وغربة

“منطقة خالية من السلاح”.. اتفاق تركي – روسي جديد حول إدلب

“منطقة خالية من السلاح”.. اتفاق تركي – روسي جديد حول إدلب

أخبار اليوم

متابعة وتحرير

شهدت محافظة إدلب، وأريافها شمال غربي سوريا أمس الأربعاء هدوءاً نسبياً لليوم الثاني على التوالي، تزامناً مع اجتماع عقده وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره التركي في مدينة أنطاليا التركية.

وقال الوزير لافروف، إنه توصل لاتفاق جديد مع تركيا بشأن محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره التركي بعد اجتماعهما في مدينة أنطاليا، وأضاف «تم الاتفاق على تأسيس منطقة خالية من الوجود العسكري في إدلب».

وقال لافروف إن بلاده تدرك حاجة المدنيين لاستمرار دخول المساعدات عبر تركيا، معتبراً أن مشروع القرار الذي يدعو لفتح ممر ثانٍ «يتجاهل الحقائق».

وأكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده «ستواصل العمل مع روسيا لاستمرار الهدوء في الميدان من أجل العملية السياسية».

وأشار المسؤول التركي إلى إبرام اتفاقيات جديدة في سوريا، كما تحدث عن استمرار اتفاقية «أستانة» مشيراً إلى وجود توافق في الآراء بين موسكو وأنقرة حول استمرار وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار في سوريا.

ولم يوضح الجانبان المقصود بـ«المنطقة الخالية من الوجود العسكري» وما إذا كانت ذاتها «الممر الآمن» على جانبي الطريق الدولي «M4» والذي تم الاتفاق عليه في اجتماع موسكو 5 آذار/ مارس 2020.

وأكد أن تركيا تجري محادثات مع ‎روسيا وأعضاء مجلس الأمن بشأن تمديد قرار توصيل المساعدات عبر الحدود إلى ‎سوريا، مشدداً على الآلية المعمول بها حالياً يجب أن تستمر.

وتشهد محافظة إدلب منذ مطلع شهر حزيران/ يونيو الحالي حملة عسكرية منذ ثلاثة أسابيع، هي الأعنف من نوعها، منذ التوصل لاتفاق وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان الروسي فلاديمير بوتين في 5 آذار/ مارس 2020، أسفرت عن سـقوط 35 مدنـياً من بينهم 3 أطفال و5 نساء، إضـافة إلى 72 إصابة من المدنـيين، وفق منـمة الدفاع المدني السـوري.

وقالت مصادر محلية إن محافظة إدلب وريفي حماة واللاذقية شهدت منذ صباح الثلاثاء، هدوءاً نسبياً، حيث توقف القـ.ـصـ.ـف المدفعي والصاروخي بشكل شبه كامل من قبل قوات النظام والميليشيات المساندة له على المناطق آنفة الذكر.

وأضاف المصدر أن هذا الهدوء جاء عقب استـ.ـهداف فصائل المعارضة لمواقع ومعسكرات قوات النظام السوري والميليشيات المساندة له في أكثر من 15 بلدة وقرية من ريفي إدلب الجنوبي والشرقي وحماة الغربي، وذلك رداً على الحملة العسكرية المكثفة التي شنتها قوات النظام بدعم جوي روسي منذ مطلع شهر حزيران الجاري، كان أعنفها يوم الأحد الماضي الموافق لـ27 من الشهر الحالي.

واستـ.ـهدف طيران التحالف الدولي، الأربعاء، معبرًا نهريًا على «نهر الفرات» يصل بين مناطق سيطرة «قسد» ومناطق سيطرة النظام السوري، في الريف الشرقي لدير الزور شرق سوريا.

وقالت مصادر إعلامية محلية، إن طيران التحالف المروحي استـ.ـهدف العبارات النهرية في معبر مدينة البصيرة النهري، على نهر الفرات، وذكرت شبكة أخبار «فرات بوست» المحلية الإخبارية إن أعمدة الدخان تصاعدت من معبر مدينة البصيرة النهري الواصل بين مناطق سيطرة «قسد» ومناطق سيطرة نظام الأسد بمحافظة دير الزور منذ الصباح وحتى ساعات متأخرة بعد ظهر أمس، جراء استـ.ـهداف الطيران التابع للتحالف الدولي العبارات النهرية المخصصة لتهـ.ـريب النفط إلى الضفة المقابلة.

وترتبط مناطق سيطرة «قسد» في دير الزور مع المناطق سيطرة الأسد بعدد من المعابر النهرية على الفرات، ولم يتوقف تهـ.ـريب النفط بواسطتها على الرغم من مداهمتها أكثر من مرة من قبل «قسد» والتحالف الدولي.

اقرأ أيضاً: مدن سورية جديدة ستنضم لتركيا.. الولايات المتحدة تتحدث عن أعمال تركيا القادمة في سوريا

كشف تقرير استخباراتي أمريكي عن إمكانية حدوث توغل تركي آخر في شمال سوريا،مشيرا إلى أنه سيتسبب بنزوح مئات الآلاف من المدنيين، كما شوهد في عامي 2018 و2019 في سوريا.

وكشف التقرير الاستخباراتي الأمريكي -الذي تم تسليمه إلى الكونغرس- أنه بعد 10 أعوام من اندلاع الثورة السورية،يسعى نظام بشار الأسد لتهديد القوات الأمريكية في مناطق شرق الفرات وعلى خط الحدود بين العراق وسوريا،وتهيئة بيئة دائمة ومستمرة لحلفائه في سوريا، ببناء وتوسيع القواعد العسكرية لروسيا، إيران، و”حزب الله”.

وأفاد تقرير استخباراتي عسكري، بأن القوات الأمريكية رصدت أنشطة النظام السوريبالعمل على بناء علاقات مع القبائل المحلية في شرق البلاد،

لإثارة الاضطرابات وإضعاف علاقة الولايات المتحدة مع تلك القبائل،وكذلك دعم هجمات يمكن القيام بها على قوات التحالف الدولي وقوات “قسد”،مستغلين تراجع عمليات القتال ضد “داعش” الإرهابي في سورياخلال عام 2020 حيث تكبد التنظيم خسائر قيادية.

اعتبر التقرير الاستخباراتي أنه بعد 10 أعوام من اندلاع الثورة السورية،وصل النظام السوري مع خصومه إلى طريق مسدود، وتكاد تكون المعارضة السورية لا تشكل أي تهديد عليه، ولم تعد قادرة على قتاله،ومن المرجح أن تظل الخطوط الأمامية ثابتة في الغالب خلال الأشهر الستة المقبلة،

وبدلا من ذلك فإنها تتجه إلى الدفاع عن مناطق سيطرتها المتبقية في شمال سوريا والحفاظ على الدعم التركي،مشيرا إلى أن الدعم العسكري التركي المباشر للمعارضة في أوائل عام 2020عزز سيطرة أنقرة وعزز النفوذ العسكري لجماعات المعارضة الرئيسية على حساب المتطرفين.

ولفت التقرير إلى أن حلفاء النظام السوري، (إيران وروسيا، وحزب الله)،يحاولون تأمين وجودهم العسكري والاقتصادي الدائم،وفي المقابل تتواصل الضربات الإسرائيلية المستمرة على المصالح الإيرانية،

وتواصل إيران مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في إعادة تأكيد سيطرته على البلاد،بينما تتنافس مع موسكو لتأمين الفرص الاقتصادية والنفوذ طويل الأمد في سوريا.

وأكد التقرير أن إيران لا تزال ملتزمة بتأمين مصالحها الاستراتيجية في سوريا،بما في ذلك ضمان استقرار النظام، والحفاظ على الوصول إلى شركائها ووكلائها،

كما لا تزال القوات المدعومة من إيران،تعمل على دعم القوة الحاسمة للعمليات المؤيدة للنظام في جميع أنحاء سوريا،مما أتاح لها السيطرة على بعض الأراضي في شرق البلاد.

وتتمتع روسيا بقدرة متزايدة على إبراز قوتهاباستخدام صواريخ كروز الدقيقة بعيدة المدى، وقدرات التدخل السريع المحدودة،لذلك يعمل القادة العسكريون الأمريكيون، على دراسة الأمور المستفادة من تورط روسيا في حرب سورياخلال تدريباتهم للقوات الميدانية، والسعي إلى تطوير قوة مشتركة منسقة بشكل أفضل.

وقال التقرير “تسعى روسيا إلى تسهيل إعادة دمج نظام الأسد في المنظمات الدولية، وتعزيز الشرعية الدولية للنظام،وحشد الدعم الدولي لإعادة إعمار سوريا، مع التخفيف أيضا من تأثير العقوبات الأمريكية على نظام الأسد.

ومن المحتمل أن يحسب الكرملين أن وجوده الدائم في سوريا سيضمن سيطرته على نظام الأسد،ويعزز النفوذ الإقليمي الروسي، والقدرة على استعراض القوة”.

وأشار التقرير الاستخباراتي، إلى أن القوات المؤيدة للنظامتدخل في مناوشات مع مقاتلي المعارضة في محافظة إدلب،لكنها لم تشهد أي تغييرات جغرافية كبيرة،

وذلك منذ دخول وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا حيز التنفيذ في آذار 2020،وربما لن تستأنف دمشق هجوماً كبيراً دون دعم سياسي وعسكري واضح من روسيا.

وتتوقع الولايات المتحدة أن يحدث توغل تركي آخر في شمال سوريا، وسوف يتسبب بنزوح مئات الآلاف من المدنيين،كما شوهد في عامي 2018 و2019 في سوريا، فيما كان اللاجئون العائدون من الخارج في حده الأدنى في عام 2020،وربما بسبب مخاوف واسعة النطاق، والظروف الاقتصادية السيئة في البلاد.

المصدر: الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى