أخبار اليوم

بين طهران وموسكو ماذا بقي من الثـ.ـورة السورية في ذكراها العاشرة؟

بين طهران وموسكو ماذا تعلم العالم من الثـ.ـورة السورية في ذكراها العاشرة؟

أخبار اليوم -فريق التحرير والمتابعة

بعد عشر سنوات من انطلاق الثـ.ـورة السورية، زاد نظام الأسد من شـ.ـراستـ.ـه مع الشعب السوري الذي ما زال مصراً على تحقيق أهداف ثـ.ـورته.

ومنذ بداية الثـ.ـورة تبنت كل من روسيا وإيران مسؤولية حماية نظام الأسد عسـ.ـكرياً ومادياً وسياسياً، ولولا هذا الدعم لسقــ.ـط الأسد في الشهرو الستة الأولى.

لم تتدخل إيران وروسيا حباً بالأسد فليس في السياسة مجال للعواطف والحب وكل شيء له ثمن، ففي الوقت الذي تسعى فيه روسيا للسيـ.ـطرة على المياه الدافئة في المتوسط ومقارعة أمريكا قبالة سواحل قبرص، كانت إيران تريد فتح الطريق الواصل بين طهران وبيرون، مروراً بدمشق.

نشر موقـ.ـع القدس العربي على شبكة الإنترنت: حت عنوان “عشرة دروس قاتمة تعلمها العالم من عقد الحـ.ـرب السورية” قال الكاتب في صحيفة “أوبزيرفر” سايمون تيسدال، إن الحـ.ـرب الأهلية السورية الفظـ.ـيعة لم تعد في مركز العناوين الرئيسية للأخبار.

فقد تردد الساسة في أمريكا وأوروبا في التدخل، فيما نظر الرأي العام الغربي للجهة الأخرى متجاهلا ما يحدث.

وتلعب روسيا دورا رئيسيا ولكنها تقف مع الجانب المذنب، أما القوى الإقليمية التوسعية مثل إسرائيل وتركيا وإيران، فتتابع مصالح أنانية قصيرة المدى، والنتيجة هي حالة من الانسداد التي تتميز بنزاع صغير يتخلله عنف متفرق وألـ.ـم شديد ولامبـ.ـالاة استراتيجية.

إلا أن الفـ.ـشل وعلى قـ.ـاعدة ملحمية لوقف الحـ.ـرب، يترك آثارا بعيدة المدى على الأمـ.ـن الدولي والقيم الديمقراطية وحكم القانون والمواطنين السوريين.

ويتابع سايمون في مقاله؛ سواء كان الأمر يتعلق بالمعـ.ـاناة الإنسانية أو اللاجئين، جـ.ـرائم الحـ.ـرب، الأسلـ.ـحة الكيـ.ـماوية أو الإرهـ.ـاب، فإرث الحـ.ـرب السـ.ـام والمتعدد هو عالمي وخبـ.ـيث ومستمر.

وتقول الصحيفة إن سوريا هي حـ.ـرب العالم، وهذه عشرة دروس عن الحـ.ـرب:

أولا: معـ.ـاناة المدنيين

تتراوح الخسـ.تائر في الأرواح منذ آذار/ مارس من مصدر لآخر، وما بين 117.000 – 226.000 قتيل، لكن حجم حقول المـ.ـوت الحديثة لا جدال حوله.

فقد أشار تقرير الأمم المتحدة هذا الشهر إلى أن “عشرات الآلاف من المدنيين الذين اعتـ.ـقلوا بشكل تعسفي في سوريا لا يزالون في عداد المفـ.ـقودين.

وتعـ.ـرض آلاف آخرون للتعـ.ـذيب والعنـ.ـف الجنـ.ـسي أو القـ.ـتل في المعتقل”، وأصبحت المدن السورية حطـ.ـاما.

ويواجه ملايين السوريين الجوع، وهذه أرقام ربما لم تعد صـ.ـادمة، لكن السؤال الأخلاقي لا يزال يحمل أهمية عالمية: لماذا سمح باستمرار القـ.ـتل؟

ثانيا: اللاجئون

فرّ تقريبا نصف سكان سوريا قبل الحـ.ـرب البالغ عددهم 22 مليون نسمة، وفرّ حوالي 6.6 مليون سوري إلى الخارج.

وعلق الكثيرون في إدلب شمال غرب سوريا، ويعيشون وسط قـ.ـوى متصـ.ـارعة وعـ.ـرضة للميلـ.ـيشيـ.ـات المتطـ.ـرفة.

وقال الصحافي المحلي فادي حلبي: “لو شن النظام هجـ.ـوما على إدلب فستحصل كـ.ـارثة”، وأدى تدفق اللاجئين إلى قلب طبيعة السياسة الإقليمية والأوروبية وفي بريطانيا، وعزز صعود الأحزاب اليمينية المتطـ.ـرفة والمعـ.ـادية للمهاجرين، ويأتي المـ.ـوت يوميا إلى الشواطئ الأوروبية، فكيف يتم التسامح مع هذا؟

ثالثا: الإفلات من العـ.ـقاب

يُتهم بشار الأسد وحاشيته بعدد كبير من الجـ.ـرائم ضـ.ـد الإنسانية، وتم استهـ.ـداف المدنيين والطواقم الطبية والمستشفيات بشكل روتيني مع أن هذا محـ.ـرم دوليا.

وعرقلت روسيا والصين عمل المحكمة الجنـ.ـائية الدولية من خلال الفيتو في مجلس الأمن الدولي. وفُتحت تحقيـ.ـقات ضد بشار الأسد في فرنسا وبريطانيا، وأديـ.ـن عدد من عناصر القوى الأمنية التابعون له، لكن الفـ.ـشل في جلب مرتكبي الجـ.ـرائم إلى العدالة بما في ذلك المعـ.ـارضة والجمـ.ـاعات الإسلامية هي سخرية من القانون الدولي.

رابعا: الأسلـ.ـحة الكيماوية

ترك استخدام النظام السوري المتكرر للأسلـ.ـحة الكيـ.ـماوية الممنـ.ـوعة دوليا وفي تحـ.ـد للمعاهدات الدولية، عواقـ.ـب على مستوى العالم.

وكان من المفترض تخلي الأسد عن أسلـ.ـحته الكيـ.ـماوية بعد هجـ.ـوم السـ.ـارين في 2013 على الغوطة الشرقية قرب دمشق، إلا أن الأمم المتحدة وثقت 40 هجـ.ـوما كيـ.ـماويا.

وعرقلت روسيا التحقيق في هذه الهـ.ـجمات بشكل مستمر وتنـ.ـكرت الولايات المتحدة لخطـ.ـها الأحمر. ولهذا السبب لم يعد للمعاهدة الدولية لحـ.ـظر انتشار الأسلـ.ـحة الكيـ.ـماوية الموقعة عام 1993 أي فاعلية.

خامسا: الدولـ.ـة الإسـ.ـلامية

استفاد تنـ.ـظيم “الدولـ.ـة” من الحـ.ـرب، بعد سيطـ.ـرته على مناطق واسعة في العراق وسوريا عام 2014.

ورغم التحـ.ـالف الدولي الذي قـ.ـادته الولايات المتحدة لهـ.ـزيمة التنـ.ـظيم، إلا أنه كان وراء سلسلة من الهجـ.ـمات ما بين 2014- 2017. وأدى إلى ظهور جمـ.ـاعات جهـ.ـادية معـ.ـادية للغرب.

ويقال إنه يقوم بإعادة تنظيم نفسه في العراق، ويعيش أعضاء التنـ.ـظيم الذين تم أسرهم مثل “شمـ.ـيمه بيـ.ـغوم” المولودة في بريطانيا في حالة من المجـ.ـهول، وفي مخيمات للمعـ.ـتقلين ينتشر فيها العنـ.ـف،  وكان رد الدول الغربية على عودة تنظـ.ـيم “الدولة” متفرقا بشكل خطـ.ـير.

سادسا: الولايات المتحدة وروسيا

كانت الحـ.ـرب في سوريا بمثابة تحول في ميزان القـ.ـوة بالشرق الأوسط من الولايات المتحدة إلى روسيا.

فبعد تردد باراك أوباما في فـ.ـرض خطه الأحمـ.ـر في سوريا، سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ملء الفراغ الأمريكي عام 2015 وأنقذ الأسد.

وما يهم الرئيس جوزيف بايدن هو رد.ع الجمـ.ـاعات الشيعـ.ـية المـ.ـوالية لإيران والجمـ.ـاعات الجهـ.ـادية، والدليل على ذلك، هو الغـ.ـارة الأمريكية الشهر الماضي.

وانهارت المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في كانون الثاني/ يناير، ويعتقد بايدن على ما يبدو أن الوقت قد فات لإنقاذ سوريا.

سابعا: الربيع العربي

تعاطفت الدول الغربية في البداية مع الربيع العربي، ومحاولات الإطـ.ـاحة بالأنظـ.ـمة الديكتـ.ـاتورية والشمولية في تونس والبحرين ومصر وليبيا واليمن وسوريا.

لكن الأحداث ما بين 2011- 2012 سارت في طريق غير متوقع عندما دخل الإسـ.ـلاميون الساحة مما أدى إلى تراجع الغرب عن الدعـ.ـم.

وأغلقت النافذة الصغيرة للإصلاح القـ.ـوي في العالم العربي، وخسـ.ـرت قضية الديمقراطية العالمية، وترمز سوريا إلى هذه الهـ.ـزيمة.

ثامنا: تركيا

واستغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان “الشمولي” الأحداث وقام باضـ.ـطهاد الأكراد في داخل تركيا وخارجها، بحسب الصحيفة.

وتدخل الجـ.ـيش التركي لمنـ.ـع تدفق اللاجئين ورد.ع النظام السوري عن تنفـ.ـيذ هجـ.ـوم ضـ.ـد إدلب، ولكنه تدخل من أجل منـ.ـع ظهور كيان كردي في شمال شرق سوريا مشابه للكيان الكردي في شمال العراق، وأثر المستنقع السوري على علاقة تركيا مع الولايات المتحدة والناتو، مما أثار سؤالا: من خسر تركيا؟

تاسعا: إيران وإسرائيل

عبّرت إسرائيل عن قلـ.ـقها من تحركات الحـ.ـرس الثـ.ـوري والقـ.ـوى الموالية لإيران في سوريا ولبنان.

وشنت مئات الهجـ.ـمات ضـ.ـد الأهداف الإيرانية وحثت الولايات المتحدة على القيام بنفس الشيء ردا على الغـ.ـارات في اليمن والخليج والعراق.

وتحولت سوريا إلى محـ.ـور حـ.ـرب متقدم في صـ.ـراع متعدد الجبـ.ـهات بين إسرائيل وإيران، بدون الاهتمام بأمـ.ـن سكان سوريا، وهو ضـ.ـعف مزمن يناسب إسرائيل وإيران.

عاشرا: فـ.ـشل الأمم المتحدة

تسبب الفـ.ـشل في وقف الحـ.ـرب بضـ.ـرر فادح للمؤسسات الدولية، وفقد مجلس الأمن تحديدا مصداقيته، وكذا جهود صنع السلام.

ولو أرادت الدول دائمة العضوية وقف الحـ.ـرب وتحركت معا لاستطاعت وقفها، ولأنها لم تحاول، فهذا هو الإرث المخجل لها في الحـ.ـرب السورية.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى