أخبار اليوم

في إيران: لتهدئة الوضع.. برامج حكومية للمواعدة.. وهذا هو التطبيق للبحث عن الشريك

في إيران: لتهدئة الوضع.. برامج حكومية للمواعدة.. وهذا هو التطبيق للبحث عن الشريك

أخبار اليوم

فريق التحرير والمتابعة

تسبب الوضع الاقتصادي للمتدهـ.ـور والمستمر في الانحـ.ـدار في إيران إلى عزوف الشباب عن الزواج ما تسبب بارتفاع نسبة العنوسة في الشعب الشرقي الطامح لزيادة تعداد سكانه ليصل إجمالي السكان إلى 150 مليون نسمة وفق الخطط الحكومية.

وتصرف الحكومة الإيرانية كل جهدها لحـ.ـروبها التخـ.ـريبية في المنطقة العربية والمناطق المجاورة، ما جعل ميزانيتها تنحصر في الأعمال القتـ؟ـالية والعسكرة على وجه الخصوص.

وبسبب السياسة الخارجية الإيرانية تمر البلاد بحصـ.ـار اقتصادي خـ.ـانق دفـ.ـع الشباب للهـ.ـروب من جحـ.ـيم البلاد ومن لم يتمكن من الهـ.ـروب تطوع ضمن المليـ.ـشيات الموازية للجـ.ـيش الوطني خارج البلاد حيث يتم تقاضي الرواتب بالدولار، أم تعيـ.ـس الحظ فإنه فقير عازف عن الزواج في البلد المنـ.ـهك.

وتنتاب الحكومة الإيرانية موجة من القـ.ـلق حيال الأز.مة السكانية التي تعيشها بسبب الهجرة غير الشـ.ـرعية وخروج الشبان للقـ.ـتال في الخارج ومـ.ـوت عدد كبير منهم، وعزوف من تبقى عن الزواج

ولمعالجة تلك المشـ.ـكلة أطـ.ـلقت بعض المؤسسات الحكومية او المحسوبة على الحكومة تطبيقات للمواعدة أثـ.ـارت الجدل كما أطـ.ـلقت وبحفل رسمي تطبيق للبحث عن الشريك، وكتب موقع العربية نت؛

أطلـ.ـق رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، عن موقع للبحث عن الشريك والشريكة باسم “هَمْدَم” أي “الرفيق أو الرفيقة” وخلال حفل رسمي أقيم بهذه المناسبة.

وذكرت وكالة فارس للأنباء أن التطبيق أطـ.ـلق صباح اليوم في مؤسسة “تبيان” الإعلامية الثقافية وبحضور محمد باقر قاليباف ورئيس منظمة الدعاية الإسلامية محمد قمي.

وتم تصميم هذا التطبيق من قبل مؤسسة “تبيان” ووصفه رئيس البرلمان الإيراني كبديل مناسب “للمؤسسات الكبيرة والمكلفة”.

يذكر أن مؤسسة “تبيان” يديرها منذ نوفمبر 2018، “كميل خُجَسْتِه”، وهو ابن شقيق “منصورة خُجَسْتِة”، زوجة المرشد الأعلى للنظام والذي اتهـ.ـمه الرئيس السابق أحمدي نجاد قبل فترة بمحاولة السفر إلى إسرائيل.

وقال رئيس منظمة الدعاية الإسلامية، محمد قُمي، عند إطـ.ـلاق التطبيق، إن المنظمة أطـ.ـلقت في السابق موقعا للبحث عن “الكفء”، ولكن نظرا لـ”محدودية الإمكانيات” وطبيعته “غير المرضية”، فقد تم إطـ.ـلاق التطبيق الجديد باعتباره “منصة لتيسير الزواج”.

مشروع “همدم

كما ذكر محمود غولزاري مستشار مشروع “هَمْدَم”، عن وجود 700 موقع غير شـ.ـرعي للزواج في البلاد.

ورغم الكلمة المطولة التي ألقاها رئيس البرلمان واعتبر هذا التطبيق يهـ.ـدف للتشجيع على الزواج إلا أنه لم يقدم أي تفاصيل حول تكلفة وميزانية التطبيق، ولكن قيل إنه يجب توظيف 100 مستشار للمساعدة في أنشطته.

قال محمد قمي: “أعرف رجلاً عجوزا وامرأة عجوزا في مدينة كرج قاما بتزويج 265 فردا، وكان عملهما ناجحا نسبيا ويمكن الاستفادة من مساعدة هؤلاء الأشخاص أيضا”.

وفي وقت سابق، أطـ.ـلقت بعض المنظمات والمؤسسات الدينية مواقع مواعدة مثـ.ـيرة للجـ.ـدل.

في السنوات الأخيرة، وبسبب عزوف الشباب الإيراني عن الزواج لأسباب معيشية في الدرجة الأولى فقد أكد المرشد الأعلى علي خامنئي على ضرورة تشجيع الزواج خدمة لاستراتيجية زيادة عدد سكان ليبلغ 150 مليون نسمة

وكالعادة صمم المسـ.ـؤولون الحكوميون برامج مختلفة لتشجيع الشباب الشريك والشريكة ودفعهم إلى الزواج، إلا أن جميع تلك الخطط فشـ.ـلت بسبب القلـ.ـق من المستقبل في بلد تنتشر فيه البطالة والغلا والتضخم بشكل مضطرد.

ما قصة “الزواج الأبيض” المثـ.ـير للجدل في إيران؟

يدور الكثير من الحديث حالياً عن ظـ.ـاهرة “الزواج الأبيض” بين الشباب والشابات في إيران.

وبدأت الظـ.ـاهرة منذ ما يقرب العقدين، إلا أن وتيرة انتشارها زادت مؤخراً بشكل ملحوظ بحسب مصادر إيرانية محلية، وأدت إلى ردود فعل مختلفة في أعلى مستويات السلـ.ـطة في البلاد، وعلق عليه مسـ.ـؤولون بارزون بمن في ذلك المرشد الأعلى علي خامنئي.

ما هو “الزواج الأبيض”؟

“الزواج الأبيض” اتفاق شفهي بين شاب وشابة على العيش المشترك كزوجين، لكن دون إضفاء أي صفة شـ.ـرعية أو قانونية ودون إلتزام أي من الطرفين بأي حقوق أو واجبات.

وهو يشبه إلى حـ.ـد ما، علاقة الأصدقاء الحميميين المنتشرة على نطاق واسع في الدول الغربية، إذ أنه غير موثق بعقد رسمي أو عرفي، ويسمى هذا الارتباط بالفارسية “ازدواج سفيد”.

ويقول بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، إن الظاهرة منتشرة على نطاق واسع في المدن الكبيرة مثل العاصمة طهران.

ويثني جزء كبير من الشباب على الظاهرة مبررين ذلك بغلاء المعيشة في المدن وخاصة طهران، الأمر الذي يدفعهم إلى البحث عن شركاء مناسبين للعيش معهم لفترة طويلة دون شروط أو التزامات بقية حياتهم.

ويقول مؤيدو هذا “الزواج” حسبما جاء في موقع “ميدل إيست آي”، إن القيـ.ـود التي تفـ.ـرضها السلـ.ـطات عليهم ومنعهم من العيش بشكل طبيعي، يدفعهم إلى اتخاذ الطريقة التي يرغبون العيش بها وليس كما تريد السلـ.ـطات، لأن حياتهم الخاصة ملك لهم”.

وقوبل هذا الزواج بالرفـ.ـض من قبل المجتمع المحافظ الذي يراه تهـ.ـديداً للأسرة ومستقبل البلاد.

ماذا قال خامنئي؟

قال خامنئي: “إن الزواج الأبيض أو زواج المساكنة ما هو إلا مخطط إمبريالي عالمي يسعى إلى القـ.ـضاء على الأسرة في بلد إسـ.ـلامي كإيران”.

وكانت وسائل إعلام إيرانية نقلت عن خامنئي قوله خلال اجتماعه بعدد من الأئمة في مارس/ آذار الماضي، أنه طلب منهم “التركيز على بناء العائلة في البلاد، لأن أعـ.ـداء إيران عزموا على القضـ.ـاء على نظام الأسرة بين البشر”.

وأضاف: “لقد صمّم أعـ.ـداء الإنسانية، الرأسمالية العالميّة والصهـ.ـيونية منذ قرابة 100 عام، على القـ.ـضاء على الأسرة بين البشر، ونجحوا في بعض الأماكن، لكنهم أخفقوا في أماكن أخرى ومنها إيران الإسلامية، إلا أنهم مازالوا يسعون ويعملون على تحـ.ـقيق ذلك”.

العقـ.ـاب

تكون عقـ.ـوبة من يُثبت عليه هذا النوع من الزواج، عقـ.ـوبة شـ.ـرعية، أي أنها تعامل على أنها زنـ.ـا بحسب ما أقر رجال الدين في إيران.

لكن العديد من الحقـ.ـوقيين ونشطاء حقوق الإنسان في البلاد، دافعوا عن حرية اختيار الزوجين لحياتهما، وأشاروا إلى أن السبب الرئيسي للجوء هؤلاء الشباب لهذا النوع من الارتباط، هو الوضع الاقتصادي والظروف المعيشية الصـ.ـعبة وخاصة في المدن.

ودعوا إلى إلى معـ.ـالجة المشـ.ـكلة من جذورها، عبر إيجاد حل للمشـ.ـكلة الاقتصادية في البلاد.

لا إحصائيات رسمية

ويقول صحفي من خدمة بي بي سي الفارسي، إنه رغم ظهور بعض الدراسات التي تتحدث عن معدل أعمار المرتبطين بزواج أبيض ومدى انتشاره، إلا أنه لا توجد إحصائيات رسمية دقيقة عن عددهم الحقيقي نظراً للخـ.ـطر الذي يشكله على حياتهم.

واتصلت بي بي سي ببعض الأزواج لمعرفة أسلوب الحياة كزوجين بعيداً عن أعين السلـ.ـطات، إلا أنهم جميعاً رفـ.ـضوا التحدث عن الأمر خـ.ـوفاً على حياتهم.

وقالت الشابة أنصاري، التي خاضت تجربة الزواج الأبيض لموقع “ميدل إيست آي” إن الإيرانيات غير خائفات من أي شيء الآن”.

وأضافت: “كل شيء هنا محـ.ـظور، هناك جيل كامل لا يعبأ بالقوانين السائدة في البلاد، بسبب العبء الاقتصادي الثقيل للزواج التقليدي”.

وقالت أخرى رفـ.ـضت الإفصاح عن اسمها: “إن الزواج الأبيض أكثر إنسانية من الزواج التقليدي لأن ما نقوم به نابع عن رغبة إنسانية مشتركة بدون وجود مصالح طويلة الأمد كالأطفال والإرث وغيره”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى