مسؤول روسي يتحدث عن التسوية الشاملة في سوريا ونهاية الأزمة تحت رعاية بلاده وأمريكا

مسؤول روسي يتحدث عن التسوية الشاملة في سوريا ونهاية الأزمة تحت رعاية بلاده وأمريكا
أخبار اليوم
متابعة وتحرير
قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة، أناتولي أنتونوف، إن بلاده تتوقع تسهيل عملية الوصول إلى تسوية سياسية في سوريا.
وذلك بعد تقارب وجهات النظر في مجلس الأمن حول قرار آلية دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا, بحسب السفير الروسي.
وقال السفير في تصريحات نقلتها وكالة “تاس” الروسية، الثلاثاء 13 من تموز،
إن “إحدى النتائج الأكثر أهمية في الأيام الماضية تتمثل في تنسيق الجهود الروسية والأمريكية بشأن تسوية الوضع في سوريا”.
وأضاف: “بفضل التعاون الوثيق بين ممثلينا والجانب الأمريكي في نيويورك،
تم اتخاذ قرار في مجلس الأمن الدولي بشأن قضية صعبة تتعلق بإمدادات المساعدات الإنسانية عبر الحدود للسوريين”.
وتابع: “نعتقد أن هذا القرار سيسهم في تحقيق تسوية سياسية في سوريا في أسرع وقت ممكن واستقرار الوضع في الشرق الأوسط بشكل عام”.
وقرر مجلس الأمن الدولي في 9 من تموز تمديد آلية دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا لمدة عام عن طريق معبر “باب الهوى” الحدودي بين سوريا وتركيا.
وأقر المجلس التمديد لمدة 12 شهرًا على مرحلتين كل منهما ستة أشهر، تمدد بناء على قرار الأمين العام للأمم المتحدة.
وجاء القرار باتفاق من الولايات المتحدة وروسيا وإيرلندا والنرويج،
شريطة أن يقدم الأمين العام للأمم المتحدة خلال ستة أشهر تقريرًا عن عمل آلية المساعدات عبر الحدود.
واعتبر أنتونوف أن القرار جاء كـ”حل وسط نتيجة المشاورات الإضافية”، إذ أرادت كل من أيرلندا والنرويج تمديد آلية إدخال المساعدات عير “باب الهوى”، إضافة إلى فتح معبر “اليعربية” على الحدود السورية- العراقية، لمدة عام آخر.
اقرأ أيضاً: مدن سورية جديدة ستنضم لتركيا.. وأمريكا تتحدث عن أعمال تركيا القادمة في سوريا
في وقت سابق كشف تقرير استخباراتي أمريكي عن إمكانية حدوث توغل تركي آخر في شمال سوريا،مشيرا إلى أنه سيتسبب بنزوح مئات الآلاف من المدنيين، كما شوهد في عامي 2018 و2019 في سوريا.
وكشف التقرير الاستخباراتي الأمريكي -الذي تم تسليمه إلى الكونغرس- أنه بعد 10 أعوام من اندلاع الثورة السورية،يسعى نظام بشار الأسد لتهديد القوات الأمريكية في مناطق شرق الفرات وعلى خط الحدود بين العراق وسوريا،وتهيئة بيئة دائمة ومستمرة لحلفائه في سوريا، ببناء وتوسيع القواعد العسكرية لروسيا، إيران، و”حزب الله”.
وأفاد تقرير استخباراتي عسكري، بأن القوات الأمريكية رصدت أنشطة النظام السوريبالعمل على بناء علاقات مع القبائل المحلية في شرق البلاد،
لإثارة الاضطرابات وإضعاف علاقة الولايات المتحدة مع تلك القبائل،وكذلك دعم هجمات يمكن القيام بها على قوات التحالف الدولي وقوات “قسد”،مستغلين تراجع عمليات القتال ضد “داعش” الإرهابي في سورياخلال عام 2020 حيث تكبد التنظيم خسائر قيادية.
اعتبر التقرير الاستخباراتي أنه بعد 10 أعوام من اندلاع الثورة السورية،وصل النظام السوري مع خصومه إلى طريق مسدود، وتكاد تكون المعارضة السورية لا تشكل أي تهديد عليه، ولم تعد قادرة على قتاله،ومن المرجح أن تظل الخطوط الأمامية ثابتة في الغالب خلال الأشهر الستة المقبلة،
وبدلا من ذلك فإنها تتجه إلى الدفاع عن مناطق سيطرتها المتبقية في شمال سوريا والحفاظ على الدعم التركي،مشيرا إلى أن الدعم العسكري التركي المباشر للمعارضة في أوائل عام 2020عزز سيطرة أنقرة وعزز النفوذ العسكري لجماعات المعارضة الرئيسية على حساب المتطرفين.
ولفت التقرير إلى أن حلفاء النظام السوري، (إيران وروسيا، وحزب الله)،يحاولون تأمين وجودهم العسكري والاقتصادي الدائم،وفي المقابل تتواصل الضربات الإسرائيلية المستمرة على المصالح الإيرانية،
وتواصل إيران مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في إعادة تأكيد سيطرته على البلاد،بينما تتنافس مع موسكو لتأمين الفرص الاقتصادية والنفوذ طويل الأمد في سوريا.
وأكد التقرير أن إيران لا تزال ملتزمة بتأمين مصالحها الاستراتيجية في سوريا،بما في ذلك ضمان استقرار النظام، والحفاظ على الوصول إلى شركائها ووكلائها،
كما لا تزال القوات المدعومة من إيران،تعمل على دعم القوة الحاسمة للعمليات المؤيدة للنظام في جميع أنحاء سوريا،مما أتاح لها السيطرة على بعض الأراضي في شرق البلاد.
وتتمتع روسيا بقدرة متزايدة على إبراز قوتهاباستخدام صواريخ كروز الدقيقة بعيدة المدى، وقدرات التدخل السريع المحدودة،لذلك يعمل القادة العسكريون الأمريكيون، على دراسة الأمور المستفادة من تورط روسيا في حرب سورياخلال تدريباتهم للقوات الميدانية، والسعي إلى تطوير قوة مشتركة منسقة بشكل أفضل.
وقال التقرير “تسعى روسيا إلى تسهيل إعادة دمج نظام الأسد في المنظمات الدولية، وتعزيز الشرعية الدولية للنظام،وحشد الدعم الدولي لإعادة إعمار سوريا، مع التخفيف أيضا من تأثير العقوبات الأمريكية على نظام الأسد.
ومن المحتمل أن يحسب الكرملين أن وجوده الدائم في سوريا سيضمن سيطرته على نظام الأسد،ويعزز النفوذ الإقليمي الروسي، والقدرة على استعراض القوة”.
وأشار التقرير الاستخباراتي، إلى أن القوات المؤيدة للنظامتدخل في مناوشات مع مقاتلي المعارضة في محافظة إدلب،لكنها لم تشهد أي تغييرات جغرافية كبيرة،
وذلك منذ دخول وقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا حيز التنفيذ في آذار 2020،وربما لن تستأنف دمشق هجوماً كبيراً دون دعم سياسي وعسكري واضح من روسيا.
وتتوقع الولايات المتحدة أن يحدث توغل تركي آخر في شمال سوريا، وسوف يتسبب بنزوح مئات الآلاف من المدنيين،كما شوهد في عامي 2018 و2019 في سوريا، فيما كان اللاجئون العائدون من الخارج في حده الأدنى في عام 2020،وربما بسبب مخاوف واسعة النطاق، والظروف الاقتصادية السيئة في البلاد.
المصدر: الشرق الأوسط