يحمل الرقم 300.. ناج من قبضة “عـ.ـزرائيل” يروي يوميات الجـ.ـحيم في “مشفى 601”

يحمل الرقم 300.. ناج من قبضة “عـ.ـزرائيل” يروي يوميات الجـ.ـحيم في “مشفى 601”
أخبار اليوم
فريق المتابعة والتحرير
السـ.ـجون السـ.ـرية للنظام السوري ليست وليدة اليوم، فالحديث عنها استمر منذ حقبة حكم الرئيس حافظ الأسد، والذي استطاع بناء عشرات السـ.ـجون إبان حكمه.
ويسرد ناج من بين أيديهم قصته خلال الفترة التي قضاها في سجـ.ـون النظام:
كان جلادان أحدهما يلقب بـ”عـ.ـزرائيل” والآخر “أبو شاكوش” يُخرجان عدداً من المسـ.ـاجين في مشفى “يوسف العظمة” أو “المزة العسكري” (601) إلى الباحة الخارجية ويُجريان لهم محاكـ.ـمة أطلقا عليها “المحاكـ.ـمة الإلهية” لأن السجـ.ـان في نهايتها كان يقول لمعـ.ـتقل ما “حكمت عليك المحـ.ـكمة الإلهية بالقـ.ـتل”، ويقـ.ـتله بعدها بطرق متعددة.
هذه واحدة من صور التعـ.ـذيب والتصـ.ـفية التي كانت تجري داخل أسوار المشفى سيئ الصيت.
وروى المعـ.ـتقل السابق “نورس مطر حمدان” وهو لاعب منتخب سوريا السابق في رياضة الجري لـ”زمان الوصل” أن مخابرات النـ.ـظام اعتـ.ـقلته بتاريخ 2/7/2012 في الفرع (227) الذي يقع في شارع التوجيه في “كفر سوسة”.
وتعرض لتعـ.ـذيب جهـ.ـنمي، وأُصيب بتورم في قدميه لدرجة أن الديـ.ـدان بدأت تخرج من جروحه المتفـ.ـسخة في القدمين واليدين والظهر جراء الشـ.ـبح والتعت.ـذيب والصـ.ـعق الكهربائي الذي كان يتعرض له في الفرع المذكور، فتم نقله إلى المشفى (601).
وقال “حمدان” إن عـ.ـناصر الفرع (227) قيدوا اسمه للذهاب إلى مشفى (601) للعلاج وتضميد الجروح، ولكنه تمنى المـ.ـوت في المشفى المذكور، حسب تعبيره.
وكشف أن عنـ.ـاصر الفرع اقتادوه معـ.ـصوب العينين ومقـ.ـيد اليدين في الصندوق الخلفي لسيارة “ستيشن”.
وروى المعـ.ـتقل الناجي أن التعـ.ـذيب في المشفى كان يتم بالضـ.ـرب بخيزرانات وقضـ.ـبان بلاستيكية على الصدر بعـ.ـنف ودون رحمة، فيما يتم تقيـ.ـيد اليد اليمنى للمعـ.ـتقل إلى طرف السرير الحديدي.
وكشف “حمدان” أثناء حديثه عبر ماسنجر مع “زمان الوصل” عن آثـ.ـار وندبات لا يزال يعـ.ـاني منه في مختلف أنحاء جسده، رغم مرور أكثر من 10 سنوات على الاعـ.ـتقال.
وكان المعـ.ـتقلون الذين يراد تعـ.ـذيبهم يوضعون ضمن غرف داخل المشفى سيئ الصيت في الطابق الأول، ومن كان يخرج إلى الحمام في هذه الغرف يرى عشرات المعـ.ـتقلين الشبان والأطفال وكبار السن في الكوردورات في أوضاع مأسـ.ـاوية.
وكشف محدثنا أن من الجـ.ـلادين الذين تناوبوا على تعـ.ـذيبه عنصرا يلقب بـ”عـ.ـزرائيل” من عائلة “شحود”، ينحدر من محافظة طرطوس، وكل من اعـ.ـتقل في هذا المشفى أو تم جلبه من الفروع الأمنية يعرف هذا الشبـ.ـيح.
مضيفاً أن “عـ.ـزرائيل” الذي كانت تفوح منه رائحة الخمر باستمرار كان يصـ.ـفي بشكل يومي ما لا يقل عن 3 معتـ.ـقلين، وربما وصل العدد إلى أكثر من 10.
وروى المصدر أن المسمى “عـ.ـزرائيل” قَـ.ـتَل أثناء اعـ.ـتقاله 12 معتـ.ـقلاً دفعة واحدة بعد أن أخبرهم أنه “مكلف من الله بقـ.ـتلهم”، فكان يطلب من المعـ.ـتقل منهم الجلوس جاثيا، ليقـ.ـتله بضربة واحدة ببوري “أنبـ.ـوب” حديدي خلف الرقبة أو على الرأس مباشرة، ثم يجر الجـ.ـثة إلى الحمام لُتجمع مع أخواتها بعد أيام.
وكشف محدثنا أن هذا الجـ.ـلاد كان يناوب في المشفى منذ الساعة السادسة مساء كل يوم إلى السابعة صباح اليوم التالي.
وخلال الفترة التي لا يكون فيها يقوم المعـ.ـتقلون برفع “الطمـ.ـاشة” عن أعينهم بواسطة ركبهم لأنهم كانوا مقـ.ـيدي الأيدي أيضاً ويراقبون الساحة من نافذة الزنـ.ـزانة، ويشاهدون عشرات المعـ.ـتقلين العـ.ـرايا إلا من اللباس الداخلي مكوّمين فوق بعضهم البعض وأكثرهم في حالة من اللاوعي وبعضهم توفـ.ـي لأن أجسادهم لم تقاوم التعـ.ـذيب.
قبل أن يتم نقلهم إلى موقف السيارات الذي التقط فيه قيصر الكثير من صوره للمتـ.ـوفين تحت التعـ.ـذيب.
من جراء التعـ.ـذيب الذي تعرض له “حمدان”، فقـ.ـد أسنانه الأمامية وانكـ.ـسرت ثلاثة من أضلع صدره جراء ارتطام رأسه بكرسي حديدي إذ اعتاد الجـ.ـلادون-كمايقول- على إدخال رأس ويدي المعـ.ـتقل فيه وكان للكرسي يد ملحومة يتم سحبها، فينطوي ظهر المعـ.ـتقل إلى الخلف ويشعر بآلام شديدة لا تطاق.
وروى محدثنا، الذي حمل الرقم 300 في المشفى 601، أنه كان شاهداً على وفـ.ـاة الكثير من المعتـ.ـقلين جراء التعـ.ـذيب داخل المشفى، ومنهم الصيدلاني “أسامة براوي” الذي قـ.ـتل على يد “عـ.ـزرائيل” في سرير مجاور له ورجل يبلغ من العمر 60 عاماً من درعا كان يعمل كسائق شاحنة براد وتم اعتـ.ـقاله بسبب عدم وقوفه على حاجـ.ـز أمني، وشاب كان إماماً لمسجد “القدم العسالي” وتم حـ.ـرق لحيته.
ومضى المصدر سارداً تفاصيل تجربة اعتـ.ـقاله في (601) التي استمرت 7 أشهر حيث أغـ.ـمي عليه -كما يقول- 3 مرات ودخل في غيبوبة لمدة 7 أيام.
وكان رفيق له وزميل في الرياضة معـ.ـتقل معه يقوم في كل حالة إغماء بسحبه من الحمام إلى الزنـ.ـزانة قبل أن ينتبه عـ.ـناصر السجن إلى إغـ.ـمائه ويقومون بإنزاله إلى المشـ.ـرحة في الطابق الأسفل ومن ثم نقله بسيارة “انتر” ودفنه في مقـ.ـبرة سرية في منطقة “نجها” دون التأكد من الوفـ.ـاة، كما جرت العادة.
بعد 21 يوماً تم إعادة “حمدان” إلى الفـ.ـرع (227)، وبتاريخ 27/12/ 2012 تم تحويله إلى المحـ.ـكمة العسكرية في المزة وهناك قرر قاض يدعى “عادل الأحمد” الإفراج عنه بعد 7 أشهر من الاعتـ.ـقال، ولكن بجسد منـ.ـهك وكيان محـ.ـطم شأنه شأن مئات الآلاف من المعـ.ـتقلين في زنـ.ـازين النـ.ـظام..
يذكر أن سجـ.ـون الأسد تنتشر في المناطق التي يسيطر عليها النـ.ـظام وميلـ.ـيشيـ.ـاته من المرتـ.ـزقة الأجانب، فهناك عشرات السـ.ـجون السـ.ـرية التي يزج بها المعتـ.ـقلون السوريون ويقضون فيها أوقاتًا طويلة دون محـ.ـاكمة، فضلاً عن مقـ.ـتل العديد منهم تحت التعـ.ـذيب، حسبما أكدت تقارير لمنظمات حقوقية.
فمن سجـ.ـون تدمر، إلى دمشق، وصيدنايا، واللاذقية، والمزة، وفـ.ـروع المخـ.ـابرات، يتعرض معـ.ـارضو النظـ.ـام لشتى أنواع التعـ.ـذيب، بينها الصـ.ـعق بالصـ.ـدمات الكهربائية ونـ.ـزع أظافر الأيدي والأرجل والسـ.ـلق بالمياه الساخنة والاغتـ.ـصاب والاعـ.ـتداء الجـ.ـنسي للمعتـ.ـقلات، وأخيرا الحـ.ـرق الجماعي، بحسب ما أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
المصدر: زمان الوصل