بريطانيا إلى المعسكر الصيني..وفـ.ـوضى سياسية ستغيّر خارطة العالم

بريطانيا إلى المعسكر الصيني..وفـ.ـوضى سياسية ستغيّر خارطة العالم
أخبار اليوم
فريق التحرير
تجـ.ـاهل الرئيس الأمريكي “جو بادين” اتصالات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الذي كان جنـ.ـوده على أرض مطار حامد كرزاي، جنبا إلى جنب مع الجنـ.ـود الأميركيين وغيرهم من قـ.ـوات التحالف.
فقد تجـ.ـاهل بايدن محاولات جونسون الاتصال به لأكثر من 36 ساعة تقريبًا، بينما كانت طـ.ـالبان تعزز سيطـ.ـرتها على أفغانستان.
وفي التفاصيل، حاول رئيس الوزراء البريطاني الاتصال بالرئيس الأميركي صباح الاثنين، إلا أنه لم يتمكن من ذلك على الإطـ.ـلاق.
“لم يتحدث مع أحد”
ليوضح مستشار الأمـ.ـن القومي جيك سوليفان لاحقا، بطريقة غير مباشرة، أن بايدن لم يتحدث مع أي من الزعـ.ـماء الدوليين بشأن التطورات الأفغانية حتى يوم الثلاثاء.
إلا أن سوليفان أكد أنه مع وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وكبار المسـ.ـؤولين في الإدارة الأميركية، انخرطوا في محادثات مكثفة مع نظرائهم الأجانب، من أجل بحث التطورات الأفغانية والخطوات التي يمكن القيام بها.
أما أثناء تلك الساعات الطويلة من الانتظار، فكان عنـ.ـاصر طـ.ـالبان يجتاحون شوارع كابل، متقدمين نحو محيط المطار، فيما بحر من المدنيين فـ.ـروا باتجاه المطار سعيا للهـ.ـروب من البلاد.
قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن بريطانيا ستضـ.ـطر للجوء إلى روسيا والصين لممارسة «تأثير معتدل» على «طالـ.ـبان» على الرغم من عدم الثقة بين بريطانيا وهاتين الحكومتين.
وقال راب لصحيفة «صنداي تليغراف»: «سنضـ.ـطر للاستعانة بدول ذات تأثير معتدل مثل روسيا والصين مهما كان ذلك غير مريح»، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.
واستـ.ـولت حـ.ـركة «طالـ.ـبان» على السلطة مطلع الأسبوع الماضي من حكومة تدعمها الولايات المتحدة، مما أدى إلى فـ.ـرار الآلاف، وقد يكون ذلك إيذاناً بالعودة للحكم الصـ.ـارم والاستبـ.ـدادي الذي مارسته «طالـ.ـبان» قبل 20 عاماً.
وظهرت خـ.ـلافات في الآونة الأخيرة بين بريطانيا والصين بشأن عدة قـ.ـضايا من بينها هونغ كونغ وانتهـ.ـاكات حقوق الإنسان المزعـ.ومة ضـ.ـد الإيغور في الصين.
كما اعترى الفتور العلاقات بين لندن وموسكو منذ تسـ.ـمم العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال في 2018 بغاز أعصاب طوّره الاتحاد السوفياتي يُعرف باسم «نوفيتـ.ـشوك”.
وزاد تدهـ.ـور العلاقات بين بريطانيا وروسيا بعد أن طُلب من صحافية في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تعمل في موسكو مغادرة البلاد.
وذكرت وزارة الدفـ.ـاع البريطانية إن القـ.ـوات البريطانية قامت بإجلاء 3821 شخصاً من كابل منذ 13 أغسطس (آب) من بينهم 1323 شخصاً وصلوا إلى بريطانيا.
ويشمل هذا موظفي السفارة والرعايا البريطانيين والمؤهلين لذلك بموجب برنامج للمساعدة وإعادة توطين الأفغان.
ترمب يهـ.ـاجم بايدن بسبب «أكبر مهـ.ـانة» في السياسة الخارجية الأميركية
شـ.ـن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أمس (السبت)، هـ.ـجوماً على طريقة تعامل الرئيس جو بايدن مع انسحـ.ـاب القـ.ـوات الأميركية من أفغانستان، والتي وصفها بأنها «أكبر مهـ.ـانة في مجال السياسة الخارجية» تعـ.ـرضت لها الولايات المتحدة في تاريخها.
وألـ.ـقى ترمب الجمهوري باللـ.ـوم مراراً على بايدن الديمقراطي في سقـ.ـوط أفغانستان في أيدي حـ.ـركة «طالـ.ـبان» المتشـ.ـددة على الرغم من أن الانسـ.حاب الأميركي الذي تسبب في الانهـ.ـيار تم التفـ.ـاوض عليه قبل تولي إدارته السلـ.ـطة.
وقال ترمب في تجمع حاشد لأنصاره قرب كولمان بولاية ألاباما إن «انسحـ.ـاب بايدن الفـ.ـاشل من أفغانستان هو أكبر إظهار مثـ.ـير للدهـ.ـشة لعد.م الكفاءة الفـ.ـادحة من رئيس للبلاد ربما في أي وقت»، حسبما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء.
ويحاول زعـ.ـماء «طالـ.ـبان» تشكيل حكومة جديدة بعد أن اجتـ.ـاحت قـ.ـواتهم جميع أنحاء أفغانستان مع انسحـ.ـاب القـ.ـوات التي تقـ.ـودها الولايات المتحدة بعد 20 عاماً بعد انهـ.ـيار الحكومة والجـ.ـيش المدعومين من الغرب.
من جانبه انتقـ.ـد بايدن الجيـ.ـش الأفغاني لرفـ.ـضه القـ.ـتال، وأدان الحكومة الأفغانية المخـ.ـلوعة الآن، وأعلن أنه ورث من ترمب اتفاق انسحـ.ـاب سـ.ـيئاً.
ووجه ترمب، في كلمته أمام الحشد، اللـ.ـوم إلى بايدن في هذا الوضع لعد.م اتباع الخطة التي توصلت إليها إدارته، وأبدى أسـ.ـفه على المعدات والأفراد الأميركيين الذين جرى تركهم مع انسحـ.ـاب القـ.ـوات.
وقال: «هذا ليس انسـ.ـحاباً… هذا استـ.ـسلام كامل”.
وأضاف ترمب أن «طالـ.ـبان»، التي تفـ.ـاوض معها، تحترمه.
وأشار إلى أن الاستـ.ـيلاء السريع على أفغانستان لم يكن ليحدث لو كان ما زال هو في الرئاسة.
وقال: «كان من الممكن أن نخرج بكرامة… كان يجب أن نخرج بكرامة وبدلاً من ذلك خرجنا بعكس الكرامة تماماً”.
بلير: «تخلي» الغرب عن أفغانستان “مأسـ.ـاوي وخطـ.ـير”.
في أول تعليق له منذ بدء الأ.زمة الأفغانية، انتـ.ـقد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، الذي قـ.ـاد التدخّل العسكري لبلاده في أفغانستان في 2001 إلى جانب الولايات المتحدة، «تخـ.ـلّي» الغرب عنها معتبرا أنه «خـ.ـطير» و«غير ضروري”.
وانتـ.ـقد بلير، الشخصية المثـ.ـيرة للجـ.ـدل داخل بريطانيا وخارجها بسبب دعمه القوي للعمل العسكري الذي تقـ.ـوده الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، مبررات الولايات المتحدة للانسـ.ـحاب معتبراً أنها «غبية» و«ليست مدفوعة باستراتيجية كبرى بل باعتبارات سياسية”.
وأكد رئيس الوزراء الأسبق في مقال نُشر على الموقع الإلكتروني لمؤسّسته، أنّ «التخلّي عن أفغانستان وشعبها مأسـ.ـاوي وخطـ.ـير وغير ضروري، وليس في مصلحتهم ولا في مصلحتنا».
وأضاف: «لم نكن في حاجة إلى ذلك، بل اخترنا القيام به”.
وتابع: «فعلنا ذلك امتثالاً لشعار سياسي غبي حول إنهـ.ـاء (الحـ.ـروب التي لا نهـ.ـاية لها) الأبدية كما لو أن التزامنا في 2021 يمكن أن يقارَن بالتزامنا قبل عشرين سنة أو عشر سنوات”.
وسيرى المراقبون في تصريحات بلير على الأرجح هـ.ـجوماً مباشراً على الرئيس الأميركي جو بايدن الذي استخدم عبارة «الحـ.ـروب الأبدية» مرات عدة خلال حملته الانتخابية العام الماضي.
وأشار بلير إلى أنّ الاستراتيجيّة الحاليّة للحلفاء الغربيين ستضـ.ـرّ بهم على المدى الطويل، قائلاً إنّ «العالم الآن غير متأكّد من موقف الغرب، لأنّ من الواضح جداً أنّ قرار الانسـ.ـحاب من أفغانستان بهذه الطريقة لم يكن مدفوعاً بالاستراتيجيّة بل بالسياسة».
ورأى أن الانسحـ.ـاب «أثــ.ار فرح كل جماعة متطـ.ـرفة في كل أنحاء العالم».
وأضاف أن «روسيا والصين وإيران تراقب وتستفيد، أي شخص يحصل على وعود من القـ.ـادة الغربيين سيُنظر إليه على أنه عملة غير مستقرة”.
واعترف وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الذي يواجه انتقـ.ـادات لأنه كان يُمضي إجازة عندما سقـ.ـطت كابل، مساء السبت، بأن موسكو وبكين ستلعبان الآن دوراً أكبر في أفغانستان.
وقال راب لصحيفة «صنداي تلغراف»: «سنُضـ.ـطر لإشراك دول ذات تأثير معتدل مثل روسيا والصين، مع أن ذلك أمر غير مريح”.
وأضاف أن ذلك «سيسمح لنا بتشكيل مجموعة لممارسة نفوذ أكبر ونقل رسائلنا بشكل أفضل إلى “طالـ.ـبان”.
وبلير أحد الذي أمـ.ـضوا واحدة من أطول فترات الحكم في بريطانيا، إذ بقي في السـ.ـلطة عشر سنوات اعتباراً من 1997، وشكّل تحالفاً وثيقاً مع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن خلال ما تسمى الحـ.ـرب على الإرهـ.ـاب.
ويقول مراقبون إن دعمه الثابت للتدخلات العسكرية في الشرق الأوسط التي تثـ.ـير استــ.ياءً متزايداً، كان عاملاً رئيسياً في تنـ.ـازله عن السلـ.ـطة وتسليمها لخلفه جوردن براون في 2007.
وفي مقاله الطويل، أصـ.ـر بلير على أن الغرب يجب أن «يقدم دليلاً ملموساً» على أنه ليس «في عصر انكـ.ـفاء»، مُديناً تراجع القـ.ـيادة الأميركية العالمية.
وكتب أن «غياب الإجماع والتعاون والتسييس العميق للسياسة الخارجية وقـ.ـضايا الأمن يُضـ.ـعف بشكل واضح القـ.ـوة الأميركية».
وقال إن بريطانيا «تمت استشارتها بشكل قليل أو لم تتم مشاورتها» من واشنطن بشأن الانسحـ.ـاب الأفغاني، مشيراً إلى أن لندن «معـ.ـرّضة لخـ.ـطر أن تصبح في الدرجة الثانية من القـ.ـوى العالمية”.
وتأتي تعليقات بلير وسط اسـ.ـتياء متزايد من إدارة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، للأز.مة بما في ذلك داخل حزبه المحافظ الحاكم وانتقـ.ـادات تتـ.ـهمه بأن بريطانيا كانت غير فعالة إلى حـ.ـد بعيد.
وفي آخر معلومات محـ.ـرجة لجونسون، ذكرت صحيفة «صنداي تايمز» أن كبار المسـ.ـؤولين الحكوميين نصحوا راب بالعودة من عطلة فاخرة يُمضيها في جزيرة كريت قبل أيام من سقـ.ـوط كابل، لكنّ رئيس الوزراء قال له إنه يستطيع إرجاء عودته.
وكتب بلير: «عقب قرار إعادة أفغانستان إلى المجموعة نفسها (طالـ.ـبان) التي نشأت منها مجـ.ـزرة 11 سبتمبر (أيلول) 2001 وبطريقة تبدو كأنّها مصممة لعرض إذلا.لنا، السؤال الذي يطرحه الحلفاء والأعـ.داء على حـ.ـدّ سواء هو: هل فقـ.ـد الغرب إرادته الاستراتيجيّة؟”.
ودعا بلير أيضاً إلى إعادة التفكير الاستراتيجي في طريقة تعامل الغرب مع «الإسلام المتطـ.ـرّف».
وقال: «تعلّمنا أخـ.ـطار التدخّل بالطريقة التي تدخّلنا بها في أفغانستان والعراق وليبيا، لكنّ عد.م التدخل هو أيضاً سياسة لها نتائجها”.
مقالات الشرق الأوسط