سمعوا أصواتاً منبعثة من الأعماق.. كشف سر أكوام العـ.ـظام الهائلة داخل كهف “عرين الضباع” السعودي

سمعوا أصواتاً منبعثة من الأعماق.. كشف سر أكوام العـ.ـظام الهائلة داخل كهف “أم جرسان” السعودي
أخبار اليوم
فريق التحرير والمتابعة
أعلنت هيئة التراث السعودية، اليوم، توصل علماء آثار وأحافير من الهيئة بالتعاون مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وجامعة الملك سعود، ومعهد ماكس بلانك الألماني، إلى اكتشاف جديد في كهف أم جرسان بحرّة خيبر في المدينة المنورة، الذي سيُنشر حوله مقال في المجلة الدولية Archaeological and Anthropological Sciences.
وعُثر بداخل كهف أم جرسان على مخلفات من الآثار والأحافير التي كشفت تقنية الكربون المشع أن عمرها يربو على 7000 سنة.
إضافة إلى غنى الكهف بعشرات الآلاف من عظـ.ـام الحيوانات ومنها حيوان الضبع المخطط، والخيل والحمير البرية المتوحشة والأليفة، والجمال متوحشها وأليفها، والوعل والماعز والبقر، وجمعيها بحالةٍ جيدة رغم مرور الزمن، وكذلك جمـ.ـاجم إنسان يرجح أنها قد نُبـ.ـشت من قبـ.ـور قريبة تعود لما قبل التاريخ.
حيث اكتشف علماء الآثار كومة كبيرة من العـ.ـظام داخل كهف بركاني في المملكة العربية السعودية.
وبحسب دراسة علمية جديدة، تعود هذه العـ.ـظام إلى 14 نوعا مختلفا من الحيوانات إلى جانب عـ.ـظام بـ.ـشرية تم جمعها على مدى 7 آلاف عام الأخيرة.
ويفحص الفريق البحثي خلال هذه المدة العظام للحصول على الحمض النووي، فيما تجري دراسة تاريخ الرعي في الجزيرة العربية واستئناس الحيوان فيها.
ونشرت الدراسة التي قام بها باحثون من هيئة المسح الجيولوجي السعودية ومعهد ماكس بلانك الألماني (Max Planck Institute) في دورية “أركيولوجيكال آند أنثروبولوجيكال ساينسز” (Archaeological and Anthropological Sciences) العلمية مؤخرا.
كهف “أم جرسان” الغـ.ـامض
يقع الكهف في منطقة حارة بني راشد الصحراوية شرق خيبر على بعد 130 كيلومترا شمال المدينة المنورة في السعودية، ويعرف بكهف “أم جرسان”.
وهو مكون من 3 ممرات لأنابيب الحمـ.ـم البركانية مفصـ.ـولة بانهـ.ـيارين، ويبلغ طولها الإجمالي 1481.2 مترا، مما يجعلها أطول نظام كهفي تم مسحه في شبه الجزيرة العربية بأكملها.
ويعتقد الباحثون، بحسب تقرير الموقع الإخباري العلمي “ساينس ألرت” (Science Alert)، أن أنبوب الحـ.ـمم البركانية أم جرسان هو أحد أنابيب الحـ.ـمم البركانية الكثيرة المنتشرة في المنطقة، وهي كهوف تشكلت داخل حـ.ـمم بركانية قريبة من بركان يعود لآلاف السنين.
وقد قام الباحثون بدراسة هذه الممرات لأول مرة عام 2007 وذكروا حينها أنهم سمعوا أصواتا منبعثة من أعماق الكهف لكنهم لم يتوغـ.ـلوا بداخله.
ويأتي هذا الاكتشاف ضمن سلسلة من اكتشافات هيئة التراث خلال المدة الماضية التي تؤكد أن الجزيرة العربية كانت موطنًا للبشر منذ آلاف السنين.
إضافة إلى العديد من الحيوانات الأليفة وغير الأليفة التي اتخذت من الجزيرة العربية مقرًا لها وتكاثرت فيها بمرور السنوات، وذلك في إطار جهود الهيئة للتنقيب عن الآثار والتراث الوطني الذي تزخر به المملكة، وصوْنه ونشره.
البحث عن الفاعل
في الدراسة الجديدة، اكتشف الباحثون أكواما من مئات الآلاف من العـ.ـظام في أنحاء مختلفة من الكهف وقاموا بجمع 1917 عـ.ـظمة منها لدراستها ومعرفة مصدرها.
وتوصلوا إلى تحديد موقع 1073 عـ.ـظما في هياكل أنواع مختلفة من الحيوانات كالماشية والإبل والخيول والقـ.ـوارض والذئاب والثعالب والعديد من الحيوانات الأخرى، بالإضافة إلى بقايا جـ.ـماجم بـ.ـشرية، وفقا للمصدر نفسه.
كما أظهر اختبار التأريخ بالكربون المشع لعينة من 13 عـ.ـظمة، أن أعمارها تتراوح بين 439 و6839 عاما، وأن ما يقرب من نصفها يحمل آثار حيوانات آكلة للحوم، كعلامات القضم التي تظهر في شكل حفر للأسنان على العـ.ـظام.
عرين الضباع
من المرجح، حسب الباحثين، أن تكون هذه الأكوام الهائلة من العـ.ـظام قد جُمعت على مدى آلاف السنين بواسطة الضبع المخطط الذي تم العثور على بقاياه الهيكلية أيضا في الكهف، إلى جانب فضلاته المتحجرة.
حيث تقوم هذه الحيوانات اللاحمة بنقل فرائـ.ـسها الصغيرة بالكامل إلى هذا المخبأ، لكنها لا تحمل إليه سوى أجزاء من أشـ.ـلاء الحيوانات الأكبر حجما.
غير أنهم لا يستبعدون، وفقا للمصدر ذاته، أن تكون أنواع أخرى من الحيوانات، مثل الثعالب أو الذئاب قد جمعت بعضا من هذه العظـ.ـام.
لكن الفريق يقول إن الأدلة تشير إلى الضباع، فالذئاب لا تقوم عادة بنقل العـ.ـظام بعيدا عن موقع قتـ.ـل فرائـ.ـسها، إضافة إلى أن الثعالب لا تستطيع حمل مثل هذه الفرائـ.ـس الكبيرة أو التهامها بسهولة.
كما يشير وجود بقايا جـ.ـماجم بـ.ـشرية إلى الضباع المخططة المعروفة بالتنقيب في المقابر البـ.ـشرية بحثًا عن اللحوم.
وكتب الباحثون في الدراسة أنه “إذا أخذنا في الاعتبار الحجم الكبير للأكوام، والوفرة المفرطة والمعالجة المكثفة لعظام ذوات الحوافر، ووفرة الضباع المخططة وبقايا الجـ.ـماجم البشـ.ـرية، فإن ذلك يشير إلى أن كهف “أم جرسان” كان بمثابة عرين للضبع المخطط، وفي بعض الأحيان وكـ.ـرا للأمهات”.
ويعتقد الباحثون أن الأصوات المنبعثة من داخل الكهف، التي رصدها الباحثون قبل سنوات، تشير إلى أنه لا يزال بمثابة وكـ.ـر للحيوانات آكلة اللحوم.
ما فائدة هذا الاكتشاف؟
يرى مؤلفو الدراسة أن تراكم العـ.ـظام في أم جرسان على مدى 7 آلاف عام يدل على الظروف الممتازة للحفاظ على العظام داخل أنبوب الحـ.ـمم، وأن هذه الأكوام يمكن أن تكون بمثابة كبسولة زمنية للمساعدة في فهم عصور ما قبل التاريخ في الجزيرة العربية القديمة.
وكتب ماثيو ستيوارت، عالم الآثار في معهد ماكس بلانك للإيكولوجيا الكيميائية في ألمانيا وأحد مؤلفي الدراسة، في تغريدة على موقع تويتر “في منطقة يكون فيها الحفاظ على العظام في أسـ.ـوأ حالاتها، تزودنا مواقع مثل أم جرسان بمصدر تاريخي جديد رائع”.
وأضاف ستيوارت أن “هذه الدراسة هي مجرد البداية”، وهو يأمل في أن يكون لأم جرسان والمواقع المماثلة دور في فهم البيئة القديمة للمنطقة.
وتتعدد تفرعات الطريق المؤدية للكهف، إذ من السهل أن يضيع الزائر وسط مساحة الصـ.ـحراء اللامتناهية.
وبالنسبة إلى مداخله الثلاثة، فهي تتوزع على طول مساره من الشرق إلى الغرب، بعضها قد اُكتشف ما عدا المدخل الشرقي.
وعلى مدخل الكهف، تنمو الأشجار وتتواجد مساحة لشجيرات ورقية أرضية زاهية اللون.
وتتوزع بداخله العديد من الأنفاق والأخاديد الضيقة والواسعة. كما تتواجد بقايا العظام التي تعود غالبيتها إلى حيوانات ضخمة الحجم كالإبل، والأبقار الوحـ.ـشية.
ويشار إلى أن درجة حرارة الكهف الداخلية تصل إلى 24 درجة مئوية، وذلك مقارنة بسطحه الذي تبلغ حرارته 34 درجة في موسم الصيف.
ولم تعد زيارة الكهف تقتصر على الأفراد من الوفود العلمية والمغامرين فحسب، وإنما بات بإمكان السياح والزوار استكشاف المكان.
وأوضح المصور الفوتوغرافي أن الصخور الملساء كانت تشكل عقبة لبعض الأشخاص، ونتيجة لذلك بنت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتعاون مع محافظة خيبر، درجاً يسهل على الناس النزول والصعود من الكهف.
الجزيرة نت والعربية
Dear immortals, I need some wow gold inspiration to create.