سحب البساط من العمـ.ـالقة بـ”كلمتين وبس” وسيطر على السينما 20 عاماً ورحل بنهاية مؤثـ.ـرة.. فؤاد المهندس “الأستاذ”

سحب البساط من العمـ.ـالقة بـ”كلمتين وبس” وسيطر على السينما 20 عاماً ورحل بنهاية مؤثـ.ـرة.. فؤاد المهندس “الأستاذ”
أخبار اليوم
فريق المتابعة والتحرير
الحديث عن مشواره من الصـ.ـعب حـ.ـصره في كلمات، فالفنان المصري فؤاد المهندس استطاع خلال مسيرة طويلة، أن يحقق معادلة من الصعب أن يحققها نجم آخر، فنجح في البطولة المطـ.ـلقة مثلما نجح تماما في تقديم الأدوار الثانية.
نجح في السينما والتلفزيون وتألق في المسرح وكان من النجوم الذين ارتبط اسمهم بالفوازير.. حياة فنية طويلة جعلته يستحق لقب “الأستاذ”، وجعلت منه واحداً من أهم الكوميديين في العالم العربي وليس في مصر وحدها.
كانت بداية انطـ.ـلاق هذا النجم العملاق في الستينيات، من خلال برنامج “ساعة لقلبك”، وفي بداية الستينيات عندما بدأ التلفزيون المصري إرساله.
المهندس لقب بسفير الكوميديا الراقية لالتزامه الشديد الذي تشربه من أستاذه نجيب الريحاني وقرر أن يسير على دربه.
ورغم نصيحة الأخير له في البداية بأن يستقل بأدائه ولا يتبعه، فإنه تعلم من كواليس الريحاني الالتزام واحترام الجمهور والمسرح وأن تكون لديه بذرة الفنان الكوميدي.
الكوميديان المثقف
ولد فؤاد زكي المهندس في 6 سبتمبر/أيلول 1924، نشأ في بيت مهتم بالعلم والثقافة، فوالده كان يرغب أن يكون ابنه امتدادا له، فهو عالم اللغة وعميد كلية دار العلوم سابق ووكيل المجمع.
أما شقيقته الكبرى فهي الإعلامية صفية المهندس وكانت صاحبة الفضل في تعرفه على الريحاني والذي حضر زفافها من صديقه الإعلامي “بابا شارو” فظل فؤاد ليلتها متتبعا للريحاني الذي شعر بالاختـ.ـناق من الموقف، وقال له “يا ابني حـ.ـرام عليك مش عارف أتنفس منك”.
لكن المهندس اقترب من الريحاني لاحقا آخر عامين له حين ذهب إلى مكتبه عام 1946 لإجراء حوار، وعرض عليه المهندس أن يخرج مسرحية لطلبة كلية التجارة، وبالفعل استجاب له الريحاني وكانت مسرحية “حكاية كل يوم” التي حصلت على كأس يوسف وهبي وكانت تقام للمرة الأولى.
في البداية لم يرحب والده بأن يكون ابنه فنانا، لكنه كان ديمقراطيا مما جعل فؤاد يفكر في إرضائه عـ.ـقب تخرجه فالتحق بالعمل موظفا بإدارة رعاية الشباب بجامعة القاهرة.
لكنه لم يتحمل القـ.ـيود التي فرضتها عليه الوظيفة، خاصة وأنه كان يرغب في التفرغ للتمثيل، وخاصة وأن والده بعد أن شاهده على خشبة مسرح الجامعة قال “لم أكن أعرف أنني أنجبت فنانا عظيما بهذا القدر”.
كلمتين وبس
تمكن المهندس على المسرح وفي السينما لم يأت من فراغ، فأثناء دراسته الابتدائية كان يشارك في برامج الأطفال بالإذاعة، وشارك في حلقات “ألف ليلة وليلة” وارتبط اسمه وصوته المميز بميكرفون الإذاعة.
وحتى بعد نجاحه السينمائي والمسرحي، ظل وفيا لعلاقته بالإذاعة من خلال برنامجه الإذاعي الشهير “كلمتين وبس” الذي قدمه عبر إذاعة البرنامج عام 1968، وقدم خلاله شخصية سيد أفندي الذي يسلط الضوء على سلبيات المجتمع.
ساعة لقلبك
بعيدا عن الشكل التقليدي للمسرح، انضم المهندس لفرقة “ساعة لقلبك” المسرحية والتي أسسها يوسف عوف وسمير خفاجي، وكانت تقدم عروضا يحضرها الجمهور تقدم كبرنامج إذاعي بدأ عام 1953، واستمر حتى الستينيات.
صديق البطل
شكلت الثقافة والوعي المبكر شخصية فنية لدى المهندس الذي تأخرت نجوميته سينمائيا لظهوره بين جيل العمـ.ـالقة مثل إسماعيل ياسين وعبد الفتاح القصري وحسن فايق، والذين ساعدتهم ملامحهم الشكلية في انتـ.ـزاع الضحكات من الجمهور إلى جانب موهبتهم، وهو ما جعل المهندس بحاجة لمزيد من الوقت لإثبات موهبته.
ظل المهندس لأكثر من 10 سنوات يشارك بشخصية صديق البطل أو الدور الثاني، لكنه نجح في أن يحتل مكانة لدى الجمهور، فلم تمر الشخصيات التي قدمها مرور الكرام مثل وصفي (صديق-عمر الشريف) في “نهر الحب” وعارف (صديق-حسن يوسف) في “التلميذة”.
وفي “الشموع السوداء” يقدم الدور الثاني أمام صالح سليم، وفي “الساحرة الصغيرة” هو شريف (صديق-رشدي أباظة) فموهبة المهندس وحضوره الطـ.ـاغي أضاف للشخصيات نجومية.
سحب البساط من العمـ.ـالقة
وظل المهندس محـ.ـاصرا بتقديم شخصية صديق البطل حتى جاءته فرصة البطولة المطـ.ـلقة عام 1964 من خلال فيلم “أنا وهو وهي” مع المخرج فطين عبد الوهاب تميمة الحـ.ـظ في نجاح أفلام إسماعيل ياسين، والذي كانت نجوميته تراجعت منتصف الستينيات، ليسحب المهندس البساط من جيل الكوميديانات السابقين له، وينفرد على الساحة المسرحية والسينمائية أيضا كبطل أول.
وعلى عكس من سبقوه، تميز أداء المهندس بالجدية التي تثـ.ـير ضحكات الجمهور، بجانب عفويته في تقمـ.ـص الشخصيات واعتماده على البساطة في الأداء.
الأستاذ
بمشهد في مسرحية “أنا فين وانتي فين” أعطى المهندس فرصة الانطـ.ـلاق للممثل عادل إمام نحو النجومية، ولم يعترض بعدها بأن يشارك معه سينمائيا بدور صغير في فيلم “خلي بالك من جيرانك” أو في فيلم “خمسة باب” لإيمانه بالاستمرارية مع الشباب، ففي تلك المرحلة أيضا قدم مع الممثل أحمد زكي دورا في “البيه البواب”.
لكن المهندس تعرض للانتقاد بعد مشاركته في مسرحية “علشان خاطر عيونك” مع شيريهان فاعتبر النقاد وقتها أن المسرحية كتبت خصيصا لها من البداية للنهاية، رغم أن فؤاد المهندس أول من قدمها في مسرحية “سـ.ـك على بناتك” وتوقع لها النجومية.
كيمياء عاطفية وسينمائية
كان المهندس قدم أيضا عام 1963 مسرحية “أنا وهو وهي” مع شويكار، وأثناء العرض طلب الزواج منها على خشبة المسرح بعد أن وقع في حبها.
فكانت أول حب في حياته رغم زواجه قبلها بسنوات طويلة من عفت سرور والدة أبنائه والتي تزوجها بشكل تقليدي رغبة منه في الاستقرار ووجود زوجة تهيئ له المناخ للعمل والإبداع، إلا أنه سرعان ما انفـ.ـصل عنها بسبب الاخـ.ـتلاف وغيرتها الشـ.ـديدة وعد.م تفهمها لعمله بالشكل المطلوب وكان قد أنجب منها ابنيه محمد وأحمد.
وكان التفاهم والكيمياء الفنية كانت سببا في نجاحه وشويكار سويا على خشبة المسرح في “حواء الساعة 12، سيدتي الجميلة، إنها حقا عائلة محترمة” فتكون ثنائي لأكثر من 20 عاما سيطر خلالها على المسرح في مصر.
ولفت النجاح المسرحي أنظار المنتجين الذين سعوا لاستثمار هذا النجاح سينمائيا من خلال أفلام “اعتـ.ـرافات زوج، غرام في أغسطس، إجازة بالعافية، الراجل دا هيجـ.ـنني، مطـ.ـاردة غرامية، شنبو في المـ.ـصـ.ـيدة” قبل أن يتم الانفـ.ـصال الفني والزوجي بينهما.
وبعيدا عن الثنائي مع شويكار، قدم أيضا “جناب السفير” مع سعاد حسني و”عودة أخطـ.ـر رجل في العالم” مع ميرفت أمين.
عمو فؤاد
التقدم في العمر لم يمنع المهندس من الاستمرارية بل والنجاح بنفس القدر، والحرص على الاخـ.ـتلاف وتقديم تجارب جديدة.
فكان يهتم بتقديم أعمال للأطفال فغنى في مسرحياته “عيد ميلاد أبو الفصاد، رايح أجيب الديب من ديله” وقدم عملا مسرحيا للأطفال هو “هالة حبيبتي”.
وفترة الثمانينيات والتسعينيات انطـ.ـلق لعالم الفوازير من خلال “عمو فؤاد” والذي أصبح اسم شهرته، وآخر عامين اضطر لتقديمها في 15 حلقة بناء على نصيحة الأطباء.
وإلى جانب الفوازير واهتمامه بالأطفال، شارك المهندس في الدراما بأعمال ناجحة مثل مسلسل “عيون، أزواج ولكن غرباء”.
نهاية مؤثـ.ـرة
الحـ.ـريق الذي شـ.ـب في غرفته عام 2006، والتهم جميع مقتنياته وشهادات التقدير والعملات التي كان يحتفظ بها وملابس الشخصيات التي قدمها والصور النادرة والكتب وسيناريوهات أفلامه، وسرير الخديوي اسماعيل الذي حصل عليه من مزاد عام 1969، تسبب في وفـ.ـاته حز.نا في نفس العام في 26 سبتمبر/أيلول 2006.
لم يمح هذا الحـ.ـريق تاريخ “الأستاذ” فؤاد المهندس الفني الممتد لأكثر من 50 عاما، بإبداعات في الإذاعة والمسرح والسينما والتلفزيون.
وفـ.ـاة درامية
الكوميديا كانت رفيقة مشوار المهندس الفني، لكن على العكس ففي سنواته الأخيرة كان قد بدأ يشعر بالحز.ن الشديد خاصة حين سجـ.ـن ابنه محمد لمشـ.ـاكل مع أحد البنوك.
وأيضا تأثر كثيرا لوفـ.ـاة تلميذته سناء يونس والتي شاركته عروضا مسرحية، وقبل 3 أشهر من وفـ.ـاته كان قد رحل صديق عمره وأستاذه وشريك نجاحاته عبد المنعم مدبولي، إلى جانب حـ.ـريق غرفته ومقتنياته، مما أثر على حالته النفسية ليرحل عن عالمنا في 26 سبتمبر/أيلول 2006 تاركا إرثا فنيا ممتدا، وقد سمح وزير الداخلية وقتها حبيب العادلي لابنه بالخروج من السجـ.ـن لحضور الجـ.ـنازة والعـ.ـزاء.
المصدر : الجزيرة
21 تعليقات