وعلى خـلاف عادة “صورني وأنا مرضان” بشار وزوجته لا حس ولا خبر.. أين اختفيا؟

وعلى خـلاف عادة “صورني وأنا مرضان” بشار وزوجته لا حس ولا خبر.. أين اختفيا؟
أخبار اليوم
فريق التحرير والمتابعة
بعد إعلان الرئاسة السورية 7 آذار الجاري عن إصابة الأسد وزوجته بفيروس كورونا، لم يظهر الأسد وزوجته بأي فيديو يطمئنا الشعب على صحتيهما، بالرغم من مرور أسبوع كامل على الخبر.
على غير المعتاد لماذا اختفت أسماء وزوجهما عن جلسات التصوير؟
خلال المدة التي قضتها أسماء الأخرس زوجة بشار وهي مريضة “سرطان ثدي” كانت لا تتوانى عن نشر نشاطاتها خلال مدة مرضها.
فتارة تخرج الصور والفيديوهات من المشفى أثناء العلاج، ومرة أثناء الاطمئنان على المرضى وتقويتهم.
كما أنها استقبلت العديد من الوفود الطلابية والعسـ.ـكرية، وقامت بالعديد من النشاطات الجماهيرية والعلمية، دون أن يشعر السوريون بأن “السيدة الأولى مريضة”.
كانت الدعاية الإعلامية قوية لأسماء الأسد خلال مدة مرضها، مبرمجة بشكل دقيق وفعال، تظهر هي وزوجها وعائلتها ملتفين حول بعضهم جنباً إلى جنب.
كان الروس حينها يريدون الاستفادة من الأسد وعائلته حتى آخر قطرة.
قبيل مرض أسماء خرجت للعلن أخبار عن إصابة بشار بشلل نصفي، وخرجت العديد من الفيديوهات التي تحلل الخبر وتراقب حركة أيدي الأسد خلال الاجتماعات.
وبالفعل شخص أطباء ومختصون بأن الأسد أصيب إصابة ما ويعـاني من مرض ما دون أن يتم الحديث عن نوع الإصابة ومداها.
وخلال تلك المدة كانت المخـ.ـابرات الروسية والسورية تعرف ما تتكلم عنه وسائل الإعلام، ولم يتوقفوا عن نشر صور الأسد وهو يقوم بنشاطاته الرئاسية المعتادة.
أصيـب العديد من الرؤساء والملوك والشخصيات العامة والمشهور بالـ.ـوباء الذي يجتاح العالم، وكان التقليد المتعارف عليه، خروج المصاب بفيديو ليطمئن الشعب بأنه بخير وقادر على ممارسة نشاطاته اليومية، والأهم أنه سيعود.
الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” والفرنسي “إيمانويل ماكورن”، وولي العهد البريطاني الأمير “تشالرز” ورئيس الوزراء البريطاني “بوريس جونسون”.
إلاّ بشار الأسد وزوجته أعلنت الرئاسة السورية أنهما أصيبا، وتوالت الشائعات ونفـ.ـيها من خارج دمشق، واخـ.ـتفى الثنائي دون أي تعليق على غير عادة “صورني وأنا مرضان”.
تـضـ.ـارب الأنباء حول مصيرهما
قالت صحيفة خبر لار التركية نقلاً عن وكالة إخلاص للأنباء أن القيادة المـ.ـركزية الروسية في سورية عن تدهـ.ـور حالة بشار الأسد وزوجته الصحية ليلة أمس، ما اضـ.ـطر إلى نقلهما إلى مشفى في العاصمة الروسية “موسكو”.
وبحسب الصحيفة التركية، قال المتحدث باسم القوات الروسية المتمركزة في سوريا “ألكسندر إيفانوف” في تصريح عاجل حول عملية نقل الأسد وزوجته إلى روسيا: أن الأسد نقل عبر طائرة خاصة إلى أحـ.ـد مشافي العاصمة موسكو.
وبينت الوكالة التركية أن “إيفانوف” أوضح أن الأسد وزوجته احتاجا تدخلاً طبيّاً سريعاً، دون أن يوضح إلى أي مدى بلغت خطـ.ـورة حالة الأسد وزوجته.
وكان الكرملن الروسي قد أعرب قبل يومين عن أمله في ألاّ تشـ.ـتد الحالة الصحية لبشار الأسد وزوجته.
وحينها أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، “دميتري بيسكوف”: “صراحة ليس لدي أي معلومات عن كيفية علاج الرئيس (السوري) وزوجته، ولا أعلم أيضا إذا ما كان قد طلب مساعدة من أي نوع”.
كما أعرب بيسكوف عن أمله بأن تكون إصـ.ـابة الرئيس السوري وزوجته أسماء الأسد بفيـ.ـروس كـ.ـورونا خفيفة، وأن يحصلا على أجسام مضـ.ـادة لاحقا.
من جهته، وعلى غير المألوف كان الجانب السوري آخر المعلقين على الأخبار التي تقول بأن الأسد وزوجته غادرا دمشق نحو موسكو بطائرة خاصة لتلقي العلاج.
فقد صدر تصريح من السفير السوري في “موسكو” رياض حداد ينفي هذه الأخبار، ويؤكد من موسكو بأن الأسد وزوجته في دمشق.
وقالت صفحة رئاسة الجمهورية العربية السورية على الفيس بوك بأن الأسد وزوجته سيخضعان لحجر صحي تمتد مدته من أسبوعين وحتى ثلاثة، بالرغم من أن البروتوكول العالمي الصحي يؤكد أن الحجر الصحي أسبوع في الغالب وقد يصل إلى أسبوعين.
تزامن للأحداث
في الوقت الذي غاب فيه الأسد عن المشهد بدعوى إصابته، خرجت العديد من التصريحات والمواقف الدولية التي توحي بأنّ شيئاً ما سيحدث.
في قطر
في الدوحة العاصمة القطرية اجتماع ثلاثي “قطري تركي روسي” يحضر جانباً من رئيس الوزراء السوري المنشق “رياض حجاب” ثم يعمد وزير خارجية تركيا “مولود جاويش أوغلو” إلى الاجتماع معه، ونشر الخبر.
وعملت قناة الجزيرة واجهة قطر الإعلامية الدولية، للقاء حجاب في ذكرى الثورة العاشرة، كنوع من تلميع صورته.
دولياً، أكدت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أنها “لن تطبع العلاقات” مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد.
كما كشف دبلوماسيون في الأمم المتحدة، عن أن اتصالات تجري بين أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك روسيا، من أجل إعطاء “دفعة جديدة” لإيجاد حلّ سياسي للحـ.ـرب المتواصلة منذ عشر سنين على أساس القرار 2254 الذي صدر عام 2015 بإجماع الدول الـ15 الأعضاء في المجلس.
الولايات المتحدة الأمريكية
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن دبلوماسي غربي في نيويورك قوله، إن الاتصالات الأميركية ركزت على جهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن.
وبحسب الدبلوماسي الغربي الذي نقلت الصحيفة عنه فإن “بيدرسن” سيقدم إحاطة جديدة إلى أعضاء المجلس في مطلع الأسبوع المقبل.
وتهـ.ـدف الإحاطة إطلاع المجلس، على أسباب عـ.ـدم إحراز أي تقدم في الجولات الأخيرة من اجتماعات اللجنة الدستورية.
وتوقع الدبلوماسي بحسب الشرق الأوسط أن “يطلب بيدرسن دعـ.ـم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن”، أي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، التي “كررت في أكثر من مناسبة أنها تؤيد جهوده”.
وفي موازاة ذلك، يترقب الأعضاء الغربيون الكلمة التي ستلقيها رئيسة مجلس الأمن للشهر الحالي المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة “ليندا توماس” خلال هذا الإجماع.
ومن المتوقع أن يشمل خطابها “تركيزاً على الملفات الثلاثة للأزمة السورية، وهي العملية السياسية التي تتوسط فيها الأمم المتحدة، والمساعدات الإنسانية التي تزداد إلحاحاً، وتـ.ـرسانة الحكومة السورية من الأسلـ.ـحة الكيـ.ـماوية واستخدامها في سياق الحـ.ـرب”.
يأتي ذلك في ظلّ إصرار أميركي على “محـ.ـاسبة نظام الأسد” الذي “تسبب بمعـ.ـاناة رهيـ.ـبة طويلة للشعب السوري”.
وفي نفس السياق، حمل المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، رأس النظام السوري، بشار الأسد، المسؤولية عن معـ.اناة الشعب السوري.
وجدد التأكيد على مواصلة بلاده الإسهام بدعم تسوية سياسية وصولاً لحل في سوريا، بالتشاور مع الحلفاء والمبعوث الأممي
قال برايس ورصدت الوسيلة: “نعتقد أن التسوية السياسية يجب أن تعالج العوامل المتسببة بتغذية العـ.نف، التي تؤدي لعدم الاستقرار بسوريا”.
وأكد براس سعي بلاده لاستخدام مجموعة متنوعة من الأدوات المتاحة، للضغط من أجل حل مستدام ينهي معـ.اناة السوريين.
وأضاف أن بلاده مستمرة بدعم أدوار الأمم المتحدة، بما يتماشى مع قراراتها ذات الصلة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن 2254.
وتابع المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تسعى لاستعادة القيادة بملف المساعدات الإنسانية.
وأشار إلى معـ.اناة الشعب السوري لفترة طويلة جدًا، تحت حكم بشار الأسد الوحشي, وفق وصفه.
وشدد على ضرورة أن تفعل بلاده المزيد لمساعدة السوريين المستـ.ضعفين، والنازحين داخل سوريا واللاجئين الذين اضطروا إلى الفرار من ديارهم.
ورأى برايس أن الأسد لم يفعل أي شيء ليعيد شرعيته، معتبراً أنه المسؤول عن معـ.اناة الشعب السوري، والذي أفقده الشرعية.
كما حسم برايس موقف الولايات المتحدة من النظام مؤكداً أن بلاده لن تطبع العلاقات مع النظام في أي وقت “ولا شك بذلك أبدًا”.
كندا وهولندا
أعلن وزير الخارجية الكندي “مارك غارنو” ونظيره الهولندي “ستيف بلوك” البدء باتخاذ خطوات مشتركة لمحاسبة النظام السوري على انتهـ.ـاكاته المستمرة لحقوق الإنسان في سوريا.
وقال “بلوك” و”غارنو” في بيان مشترك يوم أمس الجمعة إن كندا وهولندا ستتخذان معاً خطوات إضافية لمحاسبة النظام السوري، والمطالبة بالعدالة لضحايا جـ.ـرائمه “المروعة”.
وأشار البيان إلى أن النظام “قام بقمـ.ـع وحـ.ـشي ومنهجي وارتكب جـ.ـرائم حـ.ـرب ضد شعبه، وتسبب في معـ.ـاناة لا يمكن تصورها على مدى العقد الماضي”، مضيفاً أنه تسبب بمقـ.ـتل أكثر من 200 ألف مدني، وتشـ.ـريد أكثر من 11.5 مليون آخرين.
وأكد الوزيران “التزام كندا وهولندا بالقيام بمحاولة صادقة لمحاسبة مرتكبي الانتـ.ـهاكات من خلال المفاوضات، واستكشاف إمكانية إتخاذ إجراء قانوني مشترك بموجب اتفاقية مناهضة التعـ.ـذيب، في حال عدم حل النـ.ـزاع في الوقت المناسب”.
ودعا البيان إلى إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية، مضيفاً: نشيد بالجهود المبذولة لتحقيق العدالة على المستوى الدولي، وندعو جميع الدول والمجتمع الدولي إلى دعم جهود المساءلة في سوريا والانضمام إلى جهودنا”.
المفوضية السامية لحقوق الإنسان
وتأتي هذه الخطوة، بعد الدعوة التي أطلقتها الأمم المتحدة على لسان المفوضة السامية لحقوق الإنسان “ميشيل باشليه” يوم الخميس الماضي لتشكيل آلية دولية مستقلة لتسليط الضوء على ملف المفقودين في سوريا.
وقالت “باشليه” إن مهام الآلية تتمثل بتسليط الضوء على مصير المفقودين، ومعرفة أماكن وجودهم وتقديم الدعم لعائلاتهم، داعية كافة “أطراف النـ.ـزاع” إلى “وضع حد للاعتـ.ـقالات التعـ.ـسفية والاختـ.ـفاء القسري وضمان إطلاق سراح المحتـ.ـجزين تعـ.ـسفياً على الفور”.
مواقف دولية من نظام الأسد وانتخاباته
الاتحاد الأوروبي: الأسد لا يريد انتخابات حرة ونزيهة في البلاد، ولا تطبيـ.ـيع ولا رفـ.ـع للعـ.ـقوبات مع بشار الأسد إلا بحال حصل انتقال سلمي للحكم في البلاد.
موسكو، ومعها دمشق وطهران، تريد أن تكون هذه الانتخابات بموجب الدستور السوري الحالي لعام 2012 بعيداً عن الإصلاحات المرتقبة في جنيفبموجب القرار 2254.
وبالنسبة لهما أي –موسكو وطهران-، فإن الإصلاح الدستوري مُرجأ إلى بعد 2021، أي بعد فوز الأسد بولاية جديدة مدتها سبع سنوات، على أن يطبَّق الإصلاح في أول انتخابات برلمانية مقبلة في 2024 ما لم يقدَّم موعدها.
الولايات المتحدة الأمريكية، تريد تجـ.ـاهل الانتخابات الرئاسية كما حصل مع الانتخابات البرلمانية السابقة، بحيث إنها “لن تعترف بأي انتخابات لا تتم بموجب القرار 2254” الذي نص على انتخابات، لم يحددها رئاسية أو برلمانية، بإدارة الأمم المتحدة ومشاركة السوريين بمن فيهم المخولون في الشتات، أي اللاجئين.
حلفاء واشنطن منقسـ.ـمون، البعض يريد تجـ.ـاهل الانتخابات، فيما يقترح آخرون دعـ.ـم مرشح للمـ.ـعارضة أو وضع معايير واضحة بموافقة أممية لـ”الاعتراف بأي انتخابات”.
فرنسا: صاغت وثيقة تحدد المعايير الخاصة بالانتخابات كأن تكون انتخابات حرة، ونزيهة، ومحايدة، وتُجرى في بيئة آمنة حيث يمكن لجميع فئات الشعب السوري بمن فيهم النازحون واللاجئون المشاركة فيها من دون عائق.
يمكن للانتخابات المقبلة في سوريا الإسهام الفعلي والحقيقي في إرساء المؤسسات المستقرة ذات الشـ.ـرعية في البلاد بوصفها جزءاً لا يتجزأ من العملية السياسية الأوسع نطاقاً بموجب 2254، كما يمكن أن تشكّل أحد العناصر الرئيسية المعنية بالتسوية الدائمة للنـ.ـزاع الراهن.
المصدر: أخبار اليوم ووكالات