كيف أصبحت يدُ روسيا في دمشق؟ الأيام الأخيرة لأسماء الأسد داخل قصر المهاجرين.. تفاصيل لأول مرة

كيف أصبحت يد روسيا في دمشق؟ الأيام الأخيرة لأسماء الأسد داخل قصر المهاجرين.. تفاصيل لأول مرة
أخبار اليوم
فريق المتابعة والتحرير
تتجه روسيا بالتنسيق مع “أسماء الأسد” إلى فـ.ـرض تغيرات في آلية التنسيق بين القصر الجمهوري لـ “بشار الأسد”، ورئاسة مجلس الوزراء، في خطوة تشير إلى رغبة موسكو بالإشراف المباشر على عمل الحكومة.
ونقل موقع “نداء بوست” عن مصادر “خاصة” لم يسمها أن “لينا كناية” مديرة لجنة المتابعة في القصر الجمهورية المقربة من “أسماء الأسد”، اجتمعت خلال الأسبوع الأول من شهر آذار/ مارس الجاري مع رئيس حكومة النظام السوري “حسين عرنوس” ومستشاره “عبد القادر عزوز”.
ونقلت “كناية” لرئيس الحكومة تعليمات من “أسماء الأسد” تتضمن تعيين ضـ.ـابط ارتباط بين القصر الجمهوري ورئاسة مجلس الوزراء، وتجميد آلية التواصل السابقة التي كانت تتم عبر المكتب الخاص في القصر الجمهوري.
وبحسب المصادر فإن “أسماء الأسد” وبتنسيق مع موسكو تقوم حالياً بإعادة هيكلة لعمل اللجنة الاقتصادية التابعة لرئاسة مجلس الوزراء، ومن المقرر أن يتم الانتهاء من تشكيلها مجدداً شهر نيسان/ أبريل المقبل.
ويرجح المصدر المطلع على أروقة القصر الجمهوري أن الخطوات الروسية هـ.ـدفها وضع المزيد من الرقابة على عمل حكومة النظام السوري واللجنة الاقتصادية التابعة لها.
وتهـ.تدف موسكو من تلك الخطور تقييد النشاط الاقتصادي والثقافي الإيراني وضمان عدم توقيع اتفاقيات جديدة دون علم موسكو.
وفي وقت سابق نقلت مصادر خاصة لـ “نداء بوست” معلومات تفيد بتدخل السفارة الروسية في دمشق بشكل مباشر لإرغـ.ـام وزارة التعليم العالي في حكومة النظام السوري على وقف تنفيذ اتفاقية جرى توقيعها مع ممثل المرشد الأعلى الإيراني في سوريا “حميد صفاري”.
وتنص الاتفاقية التي أزعجت موسكو، إحداث لجنة بحوث علمية مشتركة بين جامعتي “دمشق” و “أزاد” الممولة من المرشد الأعلى بشكل مباشر.
وقال دبلوماسي ألماني إن روسيا باتت توقن بأن الأسد عبأً ثقيلاً عليها، وهي تبحث الىن عن مخرج له يليق بها وبه، فهي التي دأبت على دعمه طيلة السنوات الماضية.
وبالرغم من الأسد حليف روسيا الذي أوصلها إلى المياه الدافئة ومكن لها في البلاد، إلاّ أنه خـ.ـذلـ.ـها كثيراً.
لم يستطع بشار الأسد ضمان ولاء رجالات الصف الأول لروسيا، فهم ينتمون للطائفة العلوية ومنحوا ولائهم لإيران، بالرغم من الاخـ.ـتلاف المنهـ.ـجي بين الطرفين.
وعملت روسيا على تصـ.ـفية أو تجميد شخصيات عديدة، بسبب ولائها لإيران ولأجندتها في سوريا، وخاصة على الحـ.ـدود مع الجولان السوري المحـ.ـتل.
وتسببت قلة ولاءات رجالات الصف الأول إلى تـ.ـوتـ.ـرات بين الروس والإيرانيين وصلت أحياناً إلى حـ.ـدّ المواجهات.
وباتت روسيا تبحث عن أشخاص من كافة المكونات السورية لتصنعهم لها لسوريا المستقبل.
ما يدور في الخـ.ـفاء حول أسماء
ودارت على وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة شائعات حول رغبة روسيا في إعداد أسماء الأخرس زوجة بشار لخلافة زوجها في رئاسة سورية.
لكن الشائعات لم تجد من يصدقها أو ينفها وبقيت حبيسة العالم الأزرق، بالرغم من أن السوريين يعرفون جيداً كيف وصلت أسماء إلى مفاصل القرار في السلطة بعد أن كانت مجرد موظفة في أحد بنوك لندن.
بعد أن انفضـ.ـح موضع خيانات بشار لزوجته، بكت أسماء أمام عدسات الكميرات في مناسبة لعيد الأم، سرعان ما استعادت بعدها قـ.ـوتها داخل القصر وخارجه.
تمكنت وحدها من مجابهة “لونا الشبل” وأقصتها عن المشهد، بعد أن كانت كلمة الأخيرة مسموعة عند بشار.
وتفوقت على رامي مخلوف، وعرفت كيف تخرجه من “المولد بلا حمص” وانقـ.ـضت على كل أملاكه وأعماله داخل سورية، والآن رجل الاقتصاد السوري الأول رهيـ.ـن الإقـ.ـامة الجـ.ـبرية.
لا تحظى أسماء الأخرس بأي صفة رسمية في أروقة الحكم في سوريا، ومع ذلك فإن صورها تنتشر في ساحات وشوراع دمشق مثل صور زوجها، فالمرأة اليوم صاحبة نفـ.ـوذ قـ.ـوي.
عملت أسماء الأخرس على تكوين قـ.ـاعدة شعبية كبيرة لها، زارت كل مصابي الجـ.ـيش حتى أثناء تلقيها العلاج الكيماوي، وعملت على افتتاح ومتابعة العديد من النشاطات الاجتماعية والخيرية والتوعية.
أعدت الأخرس أولادها الثلاثة “حافظ، زين، كريم” ليكونوا المسيـ.ـطرين بعد والدهم على مفاصل السلطة في البلاد، ليبعدوا عمهم “ماهر” وأولاده عن المشهد.
ابنها حافظ هو الرائد في جميع المجالات التي تقودها حتى لو كان غبي وجلب أسوء المراتب، زار حافظ روسيا كشخصية اعتبارية مراراً.
ويقوم حافظ بشار الأسد بجولات تفقدية للمدارس والمنشآت في سورية، ترافقه عدسات الكمرات والمرافقة الخاصة، ويستقبل كرجل دولة رفيع المستوى، بالرغم من أنه مجرد مواطن سوري عادي بالقانون السوري الجمهوري.
زين الأسد وقبل أن تتجاوز الـ 17 عام من عمرها، قامت بزيارة أحد المؤسسات السورية الحكومية الاقتصادية لـ “تتفقد سير العمل” هناك وتم استقبالها كشخصية رسمية رفيعة المستوى.
هذا ما فعلته أسماء الأخرس لتستولي على مفاصل السلطة في البلاد، بعد أن رفـ.ـض ماهر التقارب مع الروس واختارت هي ذلك حفاظاً على موقع ما كانت لتحلم به.
رحلة الصعود المشـ.ـبوهة
لم يكن رفع صور أسماء الأسد بجانب صور زوجها في وسط البلاد، أمرا عابرا، بل فتح بابا واسعا للحديث عن المرحلة الجديدة التي دخلت بها سوريا.
وبالأخص الدائرة الضيقة لعائلة الأسد، والتي ووفق مراقبين تقف اليوم أمام مفترق طرق، وإعادة كاملة للهيكلية السابقة التي كانت عليها، وهوا ما بدا بالصـ.ـراع الدائر بين الأسد وابن خاله رامي مخلوف، والذي ما يزال مستمرا حتى الآن.
كثيرةٌ هي التقارير التي تناولت صعود أسماء الأسد في الفترة الأخيرة، والأسباب التي تقف وراء ذلك ولاسيما في التوقيت الحالي الذي تمر به سوريا، ما قبل الانتخابات الرئاسية بشهر تقريباً.
إلا أن جزئية واحدة فقط ربما يجب الوقوف عليها، لا سيما تلك المتعلقة بالدور الاقتصادي الذي تلعبه والمعلومات التي تتعلق بكونها المحرّك الأساسي للحـ.ـجز على أموال رامي مخلوف، وبقية رجال الأعمال، الذين يصنفون على قوائم “أثرياء الحـ.ـرب”.
النقطة التي لا يمكن فصلها أو تحييدها هي أن الصعود الإعلامي لأسماء الأسد ارتبط بحملة اقتصادية بدأتها وزارة المالية في حكومة النظام السوري بالحـ.ـجز على أموال مسؤولين ورجال أعمال.
والتهـ.ـمة القـ.ـضاء على الفـ.ـساد، والذين كان آخرهم محافظ ريف دمشق السابق، علاء منير إبراهيم، ويبدو أنه لن يكون الأخير.
وصعود أسماء الأسد إلى الواجهة “ليس عبـ.ـثا”، بل يصب في إطار حملة واسعة تديرها على المستوى الاقتصادي لسوريا، وكانت قد بدأت العمل بها، منذ قرابة عام ونصف.
تسير الحملة التي تقودها “لجنة استرداد الأموال” بقيادة أسماء الأسد بشكل تدريجي وعلى فترات زمنية متقاربة، وهو ما أظهرته الأشهر الماضية، من عمليات حـ.ـجز احتياطي جاءت بشكل تراتبي، وعلى فترات متقاربة.
وهناك سؤال عالق يرتبط بالتوقيت الذي بدأت فيه أسماء الأسد بتحصيل الأموال من “أثرياء الحـ.ـرب”، ولاسيما بعد عشر سنوات كانوا قد جمعوا فيها الكثير، تحت أعين النظام السوري وبإدارته في بعض الأحيان.
وحسب ما قالت المصادر، فإن التوقيت الحالي يرتبط بعدة مسارات، أبرزها حاجة النظام للأموال في هذه “المرحلة الصـ.ـعبة”.
ومن جانب قد يرتبط ذلك بتوجيهات من روسيا، والتي سبقت وأن انتقدت وسائل إعلامها بشكل لاذ.ع نظام الأسد وبعض الشخصيات “الفـ.ـاسدة” فيه، على رأسهم رئيس الحكومة السابق، عماد محمد خميس.
10 تعليقات