تركيا تكتـ.ـسح فرنسا في الجزائر.. وتصريحات نـ.ـارية من وزير خارجية الأخيرة

تركيا تكتـ.ـسح فرنسا في الجزائر.. وتصريحات نـ.ـارية من وزير خارجية الأخيرة
أخبار اليوم
فريق المتابعة والتحرير
قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة إن تركيا لاعب دولي مهم جدا، ونرتبط معها بـ”علاقات تاريخية عميقة”، واصفا تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”الخـ.ـطأ الجسيم”.
وعلى هامش الاجتماع الوزاري الثالث بين إيطاليا وأفريقيا في روما، أضاف لعمامرة، في تصريح لوكالة الأناضول، أن الجزائر وتركيا تمتلكان علاقات تاريخية عميقة وروابط معنوية قوية، وتسعيان إلى تعزيز علاقاتهما المشتركة.
اوتابع أن تركيا أسهمت بدور مهم في عمـ.ـلية التنمية بالجزائر في السنوات الأخيرة، وأن بلاده تتطلع إلى مزيد من علاقات الشراكة والاستثمارات التركية في الأيام القادمة.
وأردف أن بلاده تدعم إقامة علاقات شراكة نوعية مع تركيا، بحيث تشمل المجالات كافة، معربا عن تفاؤله بهذا الصدد.
وفي ما يخص ليبيا، الجارة الشرقية للجزائر، قال لعمامرة إن بلاده مستعدة لتقاسم خبراتها وتجاربها وإمكاناتها مع الأشقاء الليبيين لإجراء الانتخابات (المقررة نهاية العام) بشفافية وديمقراطية.
وعن الدور التركي في ليبيا، قال إن “تركيا بلا شـ.ـك لاعب مهم للغاية، ولديها علاقات قوية مع ليبيا، ونأمل أن تقوم كل الأطراف بمساعدة الليبيين على صياغة مستقبل مشترك من دون التدخل في شؤونهم الداخلية”.
وتابع بالقول “إننا بعد هذه الأز.مة العميقة في ليبيا، التي استمرت أكثر من 10 سنوات، ندعو جميع الأطراف والقادة في ليبيا إلى اعتبار أن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة في تاريخهم، والجزائر بالتأكيد ستدعم هذا الأمر”.
خطأ ماكرون
وطـ.ـعن الرئيس الفرنسي في وجود أمة جزائرية قبل دخول الاستـ.ـعمار الفرنسي إلى البلاد عام 1830، وتساءل مستـ.ـنكرا: “هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعـ.ـمار الفرنسي؟”.
وادّعى ماكرون أنه “كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي” للجزائر، في إشارة إلى الوجود العثماني بين عامي 1514 و1830.
وردا على سؤال عن تصريحات ماكرون الأخيرة، قال لعمامرة إنه “مهما كان سبب المشـ.ـكلة بين فرنسا والجزائر، لا أعتقد أنها ستؤثر في علاقاتنا مع الدول الشقيقة مثل تركيا”.
وأضاف لعمامرة أن الجزائر وفرنسا تمتلكان تاريخا طويلا وصعبا ومعقدا، وأن بلاده نجحت في التعامل مع هذا الوضع في كل وقت.
وشدد على أن الجزائر حافظت دوما على سمعتها وحقوقها وسيادتها أمام فرنسا وأي دولة أخرى، وتابع أن على جميع الدول الشريكة، بخاصة فرنسا، أن تفهم جيدا أن الجزائر لن تقدم أي تنازلات، ولن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية إطـ.ـلاقا.
وجدد الإعراب عن رفض بلاده القاطع لتصريحات ماكرون، واصفا إياها بـ”الخطأ الجسيم”.
وقال لعمامرة إن بلاده لا ترغب في إدارة أي مشكلة مع شركائها الدوليين عبر وسائل الإعلام، وإنما بالوسائل الدبلوماسية.
وردا على تصريحات ماكرون، استدعت الجزائر سفيرها في باريس، وأغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات العسكرية الفرنسية العاملة في إطار “عمـ.ـلية برخان” في الساحل الأفريقي.
ورأت الرئاسة الجزائرية -في بيان- أن هذه التصريحات “مسـ.ـيئة”، وتمثل ما وصفته بـ”المساس غير المقبول” بذاكرة أكثر من 5 ملايين مقـ.ـاوم جزائري قتـ.ـلهم الاستعـ.ـمار الفرنسي.
كما تدرس الجزائر مراجعة العلاقات الاقتصادية والتجارية مع المستعمر السابق، حسب ما نقله موقع “كل شيء عن الجزائر” الناطق بالفرنسية (خاص) عن مصدر (لم يسمّه) قال إنه قريب من الملف.
اقرأ أيضا: الوالـ.ـدان على قـ.ـيد الحـ.ـياة ولكن.. نداء للرئيس التركي بشأن 3 أطـ.ـفال سوريين
في واحدة من آلاف القصص السوريين الذين تفـ.ـرقت عائلاتهم، تركت الأم أطفالها الثلاثة وتزوجت بينما يعـ.ـيش الأب (سامر العبود) داخل الأراضي التركية منذ 3 سنوات ولم يستطع لم شمل عائلته حتى الآن.
أصـ.ـبح ثلاثة أطـ.ـفال دون سن العاشرة وحـ.ـيدين من دون أم ولا أب بعدما تفـ.ـرقت عائلتهم بسبب الحر.ب والد.مار في سوريا، وباتوا يعيشون مع جدتهم المـ.ـريضة في خـ.ـيمة بريف إدلب.
تحدثت الجدة إلى الجزيرة مباشر وقالت إنها تقدمت بطلب إلى السـ.ـلطات التركية لإدخال الأطفال إلى أبيهم في تركيا كي يستأنفوا حياتهم معه ويكملوا دراستهم، فالأطفال لا يذهبون إلى المدرسة ويقضون وقتهم بالبيت ولا يخرجون إلا نادرًا ودائما ما يعايرهم البعض بسبب غياب أبيهم وأمهم وهما على قيد الحـ.ـياة، على حد قول الجدة.
تقول الجدة “أنا أم سامر (والد الأطفال الثلاثة). نزحنا من كفر زيتا منذ عشر سنوات وأتينا إلى هنا (في إدلب). هؤلاء الأطفال أمهم تركتهم بعد طلاقها من والدهم وتزوجت مرة أخرى، وأعيش معهم وحدي بهذه الخيمة. والدهم سافر للبحث عن مصدر رزق في تركيا”.
وتضيف “الأطفال يبكون كل يوم ويريدون أبيهم وأنا لا أستطيع الاعتناء بهم بمفردي لأنني مـ.ـريضة. أناشد الرئيس رجب طيب أردوغان أن يسمح بعبور الأولاد إلى الأراضي التركية كي يتم لم شملهم مع أبيهم ويعتني بهم ويوفر لهم الطعام فأنا ليس عندي شيء أقدمه لهم ويبقون لفترات طويلة هنا من دون طعام”.
اقرأ أيضا: بداية وردية ونهاية دراماتيكية.. هذه أبرز محطات علاقة ماكرون بالجزائر
شهدت العلاقات بين الجزائر وفرنسا تدهورا سريعا في الأيام القليلة الماضية، وهذا يقضي على آمال بتقارب البلدين في حقبة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
بدأ هذا التدهـ.ـور إثر تقليص باريس عدد التأشيرات للجزائريين، وتلاه هـ.ـجوم غير مسبوق من الرئيس إيمانويل ماكرون، ادّعى فيه عدم وجود أمة جزائرية قبل استعمار بلاده للجزائر (1830-1962).
وكان ماكرون اعـ.ـترف قبيل وصوله إلى الحكم بأن الاستعمار الفرنسي للجزائر كان جـ.ـريمة ضـ.ـد الإنسانية، لكنه خـ.ـيّب آمال الجزائريين وتسبب في أز.مة دبلوماسية بين البلدين، مع اقتراب نهاية ولايته الأولى التي بدأت في 2017 لمدة 5 سنوات.
وهذه أبرز محطات العلاقات الثنائية في عهد ماكرون:
المرشح والرئيس
في 16فبراير/شباط 2017 زار ماكرون الجزائر بصفته مرشحا للرئاسة، ويومئذ أقرّ بأن الاستعمار الفرنسي كان جـ.ـريمة ضـ.ـد الإنسانية، وهو تصريح خلّف ترحيبا في الجزائر وغـ.ـضبا لدى اليمين الفرنسي.
في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2017، ماكرون يزور الجزائر بصفته رئيسا لفرنسا، لكنه لم يقدم اعـ.ـترافا ولا اعتذارا رسميا من باريس عن جـ.ـرائم الاستعمار كما طالب الجزائريون.
في ديسمبر/كانون الأول 2018، وزير قدماء المحاربين الجزائري الطيب زيتوني يقول إن 4 ملفات أساسية تخص الحقبة الاستعمارية، هي: الأرشيف وجـ.ـماجم المقـ.ـاومين والمفقودون وتعـ.ـويض ضـ.ـحايا التجارب النـ.ـووية، وهي مفتاح العلاقات الطبيعية بين البلدين.
بوتفليقة وتبون
في فبراير/شباط 2019، شعارات معادية لفرنسا تكتسح مظـ.ـاهرات الحـ.ـراك الشعبي الجزائري المطالب برحيل نـ.ـظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
في مارس/آذار 2019، غضب في الشارع الجزائري إثر إعلان فرنسا دعمها لخريطة طريق أعلنها بوتفليقة لتمديد فترة حكمه، ليخلف ذلك غـ.ـضبا في الشارع.
طوال 2019، تصريحات تتوالى من مسـ.ـؤولين وسياسيين جزائريين، بينهم قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح، تتـ.ـهم باريس بمحاولة التدخل للتأثير في المرحلة الانتقالية بالجزائر (ما بعد بوتفليقة 1999-2019).
ديسمبر/كانون الأول 2019، فرنسا تتأخر في تهنئة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بعد فوزه في انتخابات رئاسية أُجريت في 12 ديسمبر/كانون الأول 2019.
استدعاء سفيرين
وفي أبريل/نيسان 2020، الخارجية الجزائرية تستدعي سفير باريس لديها كزافيي دريونكور؛ احتـ.ـجاجا على نشر الجيش الفرنسي صورة على حسابه بتويتر تضمنت اسم الجزائر وعلمها، وأضيف إليها العلم الأمازيغي واسم منطقة القبائل، وكأن الأمر يتعلق بكيانين مختلفين أو مستقلين، وليس دولة واحدة هي الجزائر.
وفي 27 مايو/أيار 2020، الجزائر تستدعي سفيرها في باريس للتشاور، احتـ.ـجاجا على بث قنوات حكومية فرنسية فيلما وثائقيا عن الحـ.ـراك الشعبي الجزائري يظهر شبانا وهم يطالبون بالتحرر من التقاليد، كما تضمن انتقادات للسلطات وقيادة الجيش.
رفـ.ــات وعـ.ـداوة
في يوليو/تموز 2020، فرنسا تسلم الجزائر 24 من رفـ.ـات مقـ.ـاومين جزائريين ضـ.ـد الاستعمار الفرنسي من بين مئات أخرى ما زالت محتـ.ـجزة في متحف باريس.
وفي أبريل/نيسان 2020 وزير التجارة الجزائري الهاشمي جعبوب يصف فرنسا بأنها عـ.ـدوة الماضي والحاضر والمستقبل في نظر الجزائريين، وباريس تحـ.ـتج.
إلغاء زيارة
التاسع من أبريل/نيسان 2021، باريس تعلن تأجيل زيارة رئيس حكومتها جان كاستاكس إلى الجزائر لأسباب صحية، في حين قالت مصادر دبلوماسية إن السبب الحقيقي هو رفض الجزائر تقليص حجم الوفد الفرنسي.
19 أبريل/نيسان 2021، عبد المجيد شيخي مستشار الرئيس الجزائري يتـ.ـهم فرنسا بنشر الأمية في الجزائر مع استعمارها عام 1830، بعد أن كانت نسبتها لا تتجاوز 20% في العهد العثماني.
أحدث أز.متين
في 29 سبتمبر/أيلول 2021، الخارجية الجزائرية تستدعي سفير فرنسا فرانسوا غويات؛ بعد قرار باريس تقليص عدد التأشيرات الممنوحة لرعايا جزائريين إلى النصف، من دون التشاور أولا مع السلطات الجزائرية.
وفي 30 سبتمبر/أيلول 2021، ماكرون يستقبل أحفاد “حـ.ـركي” (عـ.ـملاء جزائريون عملوا مع فرنسا)، ويطلق تصريحات غير مسبوقة، ادّعى فيها عدم وجود أمة جزائرية قبل استعمار بلاده للجزائر.
وهي تصريحات رأى خبراء أن ماكرون يستهـ.ـدف بها كسب الناخبين من اليمين المتطـ.ـرف في رئاسيات أبريل/نيسان 2022.
الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2021، الرئاسة الجزائرية تعلن استدعاء سفير الجزائر في باريس للتشاور؛ احتـ.ـجاجا على تصريحات ماكرون، التي وصفتها بـ”المسـ.ـيئة”.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021، الجيش الفرنسي يعلن أن الجزائر بدأت منع طائراته العسكرية من عبور الأجواء الجزائرية باتجاه دول الساحل الأفريقي، في خطوة لم تعلق عليها السلطات الجزائرية.
مساعي التهدئة
وأخيرا أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أمله في انتهاء التـ.ـوتر الدبلوماسي الحالي مع الجزائر قريبا.
وقال ماكرون في مقابلة مع إذاعة “فرانس إنتر” (France Inter) يوم الثلاثاء “نرجو أن نتمكن من تهدئة الأمور (مع الجزائر)، لأني أعتقد أن من الأفضل أن يتحدث بعضنا إلى بعض وأن نحرز تقدما”.
وأضاف أنه تربطه علاقات “ودّية جدا” مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.
المصدر : الجزيرة والجزيرة مباشر