تأخر المشي عند الأطفال السبب والعلاج

تعتبر الخطوات الاولى للطفل من الأمور المفرحة التي ينتظرها الأبوين بفارغ الصبر، وتتباهي الأمهات خصوصاً بالمشي المبكر لأطفالهن بالرغم من أن الأمر لا يعتبر موضعاً للتفاخر نهائياً.
يتأخر بعض الأطفال بالمشي بالرغم من تمتعهم بالصحة الكاملة ما يسبب قلق للوالدين وأحياناً ينتاب بعض الأمهات موجات من الخجل وإرغام الطفل على المشي بطرق عديدة، وتعتبر هذه الطريقة وهذه المشاعر مدمرة للطفل وللثقة التي يمنحها لأمه على الخصوص، فاحذري عزيزتي الأم من الوقوع بهذا الفخ.
توضح مخططات النمو القياسية أن سن المشي الطبيعي عند الأطفال يبدأ بسن الـ 8 شهور، وأن الطفل عادة يستطيع سحب نفسه ليقف ما بين 6 إلى 10 شهور، ويستطيع أن يمشي مستندًا إلى الأثاث وربما يستطيع المشي بدعم أحد أبويه ما بين 7 إلى 13 شهرًا، لاحظي أنه ينبغي ألا تجبري طفلك على المشي في وقت مبكر.
ويبدأ الطفل المشي بمفرده ما بين 11 إلى 14 شهرًا، ومن عمر 14 شهرًا يستطيع معظم الأطفال المشي منفردين، ولاحظي دائمًا أنه يوجد اختلاف كبير من طفل لآخر في تعلم المشي، فتجدين طفلًا يمشي بعد ثلاثة أشهر أو أربعة من طفل آخر، وهذا لا يعني وجود مشكلة عند ذلك الطفل أو تأخر في المشي.
أسباب تأخر المشي عند الأطفال
ربما يتأخر طفلك عن أقرانه فى نموه أو تطوره، ولكنه ما زال طبيعيًا، فمثلًا إذا لاحظت أن طفلك بلغ 18 شهرًا من عمره ولم يمش بعد، فهذا الأمر غير معتاد ولكنه طبيعي، وربما يكون مؤشرًا إلى وجود مشكلة معينة نتيجة عوامل أسرية وبيئية مثل: لم تعطيه الفرصة أو تشجعيه على ممارسة المشي.
إذا كان جميع أفراد الأسرة دائمًا مشغولين عن الطفل، ويتركونه فترات طويلة في مشاية الأطفال، فيعتاد الطفل أن يرتكز على أصابع قدميه، لذا فعديد من الخبراء ينصحون بعدم استخدام مشاية الأطفال التي يمكن أن تسبب تأخر مشي الطفل عكس ما يظن كثيرون.
كثير من الأطفال يسعون للمشي بيأس، فمثلًا الطفل الذي تحمله أمه كثيرًا أو تأخذه معها إلى كل مكان، فكل ما يحتاج إليه يصل إليه، ما لا يجعل لديه حافزًا لممارسة المشي، لذا فعليكِ دور كبير في تشجيع طفلك على تطوير مهارات المشي لديه.
أحيانًا يتأخر الطفل في المشي نتيجة زيادة وزنه أو زيادة نشاطه، فيجد صعوبة في الحفاظ على توازنه. أحيانًا يتأخر الطفل في المشي نتيجة وجود مشكلة بفخذه. أحيانًا تأخر الطفل في المشي يكون مرتبطًا بتأخر تطوره عمومًا، فمثلًا -لا قدر الله- يكون مؤشرًا إلى التخلف العقلي.
تدخل الطبيب
هناك بعض الحالات التي يجب فيها مراجعة الطبيب لتلقي العلاج الطبي اللازم، مثل: إذا لم يمش طفلك حتى سن 18 شهرًا.
إذا كان طفلك يمشي فقط على أصابع قدميه.
إذا كانت لديكِ مخاوف من وجود مشكلة معينة في قدم طفلك أو ساقه.
إذا لاحظتِ أن حركة طفلك تختلف من جانب للآخر، أو من ساق للأخرى، وغالبًا ما يقيّم الطبيب حالة طفلك بعدة خطوات منها: الفحص الطبي، بما في ذلك الفحص العصبي وتقييم مرونة مفاصل الطفل وقوة عضلاته، إضافة لفحص النمو الحركي لدى طفلك، بمقارنة المشي لديه مع باقي المهارات الحركية الأخرى، للتأكد من استمرارية النمو الحركي لديه.
إذا لم يجد الطبيب سببًا لتأخر المشي لدي طفلك، يوصي ببعض الألعاب التحفيزية لتحفيز طفلك، وتشجيعه على المشي، إذا لم نحصل على النتيجة المطلوبة، فربما يوصي الطبيب بالعلاج الطبيعي، إذا كانت هناك مشكلة لدى طفلك، فربما يستدعي الأمر التدخل الجراحي، بحسب ما نشره موقع “سوبر ماما”.