أخبار اليوم

فعلت ما أرادت.. عبر روسيا إسرائيل تدخل على خط الحل السلمي السوري

فعلت ما أرادت.. عبر روسيا إسرائيل تدخل على خط الحل السلمي السوري

أخبار اليوم

فريق التحرير والمتابعة

“حـ.ـدودك يا إسرائيل من الفرات للنيل” عبارة رددها الإسرائيليون عند دخولهم فلسطين، عرفها العرب جيداً وعملت الشعوب العربية طيلة السنوات الماضية على مـ.ـنع إسرائيل من تحقيق حلمها.

استغـ.ـلت الإدارة الإسرائيلية الفوضى الحاصلة في المنطقة والتي تسبب فيها بشار الأسد والقـ.ـادة الآخرون بقـ.ـتلهم إرادة شعبهم بالحرية والعيش الكريم.

تعرف الشعوب العربية جيداً الخطة الإسرائيلية لدخول أراضيهم ورغبتها القـ.ـوية في السيـ.ـطرة عليها والاستفادة من خيراتها، لكن قـ.ـاداتهم عملوا ويعملون على توطيد مصالح الإسرائيليين في بلادهم، وهذا أمر خارج عن إرادتهم.

روسيا وإسرائيل وسوريا

العلاقات الروسية الإسرائيلية في الساحة السورية معـ.ـقداً جداً لكنها مبنية على المصالح المتبادلة، روسيا تريد السيـ.ـطرة على المياه والموارد الباطنية السورية، وإسرائيل تريد ذلك أيضاً، إضافة لأطمـ.ـاعها التوسعية.

تمتلك إسرائيل مفاتيح القـ.ـوة في هذا الأمر، كونها الذراع الأيمن للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، والكل يخطب ودها.

عملت روسيا على مدى السنوات الـ 6 الأخيرة التي كانت فيها سيدة القرار في الشأن السوري على رعاية مصالح إسرائيل جيداً على الحـ.ـدود الجنوبية الغربية المتاخمة  لهضبة الجولان السوري المحـ.ـتل.

ولأجل هذا أقصت ضباطاً سوريين كبار يعتبرون من رجالات الصف الأول في نظام الأسد، عن المشهد السياسي لأنهم أعلنوا ميلهم لإيران، وللتواجد الإيراني على الحـ.ـدود مع الجولان.

يستند الضـ.ـباط العلويون في هذا على مقولة لعلي دوبا “مهما طال بنا المقام في دمشق فإنها ستعود لأهلها… فليوقعوا سلام هم مع إسرائيل”، فالمنطلق ليس وطني بقدر ما هو ضمان مصلحة الطائفة.

تحمل روسيا وإسرائيل نظرة مشتركة لهم حول سوريا وهي؛ أنها دولة استقرار ونفوذ لها في المنطقة.

روسيا تكمل استـ.ـنزاف سوريا

تواصل روسيا استنـ.ـزاف الدولة السورية، فبعد سلسلة الاستثمارات النفطية في سوريا والتي ستحصد ثمارها ثلاثة أجيال سورية على الأقل، بدأت روسيا بما تبقى من خيرات النفط السوري.

هذا ما أكدته صحيفة تابعة لنظام الأسد موضحة أن شركتين روسيتين ستبدآن التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي قبالة السواحل السورية في البحر المتوسط.

صحيفة الثورة، قالت إن وزارة البترول والثروة المعدنية التابعة للأسد وقعت عقدين مع شركتي كابيتال ليميتيد (Capital Limited) وايست ميد عمريت (East Med Amrit) الروسيتين.

ومنح نظام الأسد شركة كابيتال حقا حصرياً في التنقيب عن البترول وتنميته في البلوك البحري (1) في المنطقة الاقتصادية الخالصة لسوريا.

جرى ذلك في البحر المتوسط مقابل ساحل محافظة طرطوس حتى الحـ.ـدود البحرية الجنوبية السورية اللبنانية بمساحة 2250 كيلو متر مربع.

وتقسم فترة العقد إلى قسمين الأول للاستكشاف ومدته 48 شهرا يبدأ بتوقيع العقد، ويمكن تمديده لـ36 شهرا إضافية.

أما القسم الثاني فللتنمية، ومدته 25 عاما قابل للتمديد لمدة 5 سنوات وسيكون تقاسم الحصص بين نظام الأسد والشركتين مرتبط بسعر النفط والغاز والكميات المنتجة.

وكانت وزارة النفط التابعة لنظام الأسد قد وقعت عام 2019 عقدا مع شركتي “ميركوري” و”فيلادا” الروسيتين ومنحت شركة “ستروي ترانس” الروسية أحقية التنقيب واستخراج الفوسفات شرق سوريا.

والخطوة الأكثر لفتاً للأنظار هو توقيع النظام عقداً لتأجير مرفأ طرطوس لشركة “اس.تي.جي اينجينيرينغ” STG ENGENEERING الروسية، لمدة 49 عاماً.

روسيا وإسرائيل وعلاقتهما بسورية

باتت تتكلم روسيا باسم السيادة السورية، فالتصريحات السيادية السورية، تخرج من وزارة الخارجية الروسية.

وأحدث المواقف صدرت وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف”، حيث اعتبر الأخير أن روسيا وإسرائيل لهما موقف مشترك حول سوريا.

وأوضح الوزير الروسي أن الموقف المشترك يتمثل برؤية كلٍ منهما التسوية السياسية في سوريا.

وقال لافروق في مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الإسرائيلي ” غابي أشكيناز” أن الرؤيتين الإسرائيلية والروسية تنطلق من قرار الأمم المتحدة المنصوص عليه 2254.

وفي ذات المؤتمر رحب الوزير الروسي بمسار التطبيع الذي تنتهجه دولاً عربية مع إسرائيل، دون أن يتطرق لهذا المسار بين تل أبيب ودمشق، إلاّ أنّ الوزيرين أكدوا على ضرورة “تقرير الشعب السوري لمصيره دون تدخل خارجي” وكأن روسيا باتت من الداخل السوري.

ويرفـ.ـض السوريون أي تدخل خارجي حقيقي، وخاصة تلك التي تأتي من روسيا وإسرائيل، على أن الداخل السوري لا قرار له بهذا الشأن لأن لأنه يعيش تحت وطأة “الحكم العسـ.تكري للأسد ونظامه”.

وتنظر إسرائيل لدمشق على أنها الفريسة “الدسمة” بالرغم من أن آل الأسد كانوا عبيداً طائعين لها طوال نصف القرن الماضي، لكن ما تريد إسرائيل من دمشق ومكانتها التاريخية والجغرافية وخيراتها أكثر بكثير.

هل ينقذ التطبيع الأسد من أز.مته؟

سنوات الحـ.ـرب العشر الثقيلة، تركت سوريا تحت طائلة أعبـ.ـاء ثقيلة، يبدو أنها كافية لإقناع الأسد والحلقة الضيقة المحيطة به، بأنه قد يخـ.ـسر في المـ.ـواجهة الاقتصادية والمالية.

وتحت وطأة “قيصر” وعقـ.ـوباته القصوى، يدرك لأسد جيداً أن ما ربحه في الحـ.ـرب … وأن مهمة إعادة إعمار سوريا، أصـ.ـعب بكثير من “مهمة تد.ميرها”.

وأن كلف إعادة توطين نصف الشعب السوري اللاجئ والنازح، ربما تكون أعلى بكثير من كلف تهجيرهم وتشتيتهم.

هذا النمط من التحـ.ـديات والتهـ.ـديدات، لا يبدو أنه سيكون بمقدور حليفتي سوريا الأساسيتين في الحـ.ـرب: روسيا وإيران، المساعدة على مجابهته، لاسيما وأنهما، بحاجة لمن يمد لهما يد العون والمساعدة، في ظل ما تواجهان من أعبـ.ـاء ومتـ.ـاعب اقتصادية.

لكن تطورات السنوات الأخيرة في المشهد السوري، وما بدأ يتسرب مؤخراً من معلومات وتسـ.ـريبات، تدفع جميعها على الاعتقاد، بأن “بقاء الحال السوري من المُحال”.

فالأسد الذي نجا بأعجوبة من حـ.ـرب السنوات العشر، يدرك أن بقاءه في السلطة، إنما يتطلب انتهاج مقاربات أخرى.

يبدو السلام مع إسرائيل والتطبيع معها، واحدة منها، يشجعه على ذلك، حليفه الروسي القـ.ـوي، الذي بات يلعب دوراً أساسياً في صناعة القرار السوري، ويشكل موضوعياً، عنصر التوازن لـ “النفوذ الإيراني” في سوريا.

المصدر: أخبار اليوم+ وكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى