اسطنبول تفقد أحد أهم علمائها

توفي مساء الجمعة في العاصمة التركية اسطنبول، أحد أهم العلماء بالدين الإسلامي “محمد أمين سراج”، أحد أبرز علماء الحديث في تركيا، وذكرت أسرة سراج في بيان: “انتقل إلى رحمة الله عميد أسرتنا الشيخ أمين سراج”.
ويعتبر “السراج” من كبار علماء الحديث في اسطنبول، وتوفي عن عمر يقارب الـ 90 عام متأثراً بإصابته بفيروس كورونا.
ولد أمين سراج في قرية تابعة لولاية توقاد شمال الأناضول قرب البحر الأسود، لعائلة معروفة بعنايتها بالعلوم والمعارف الدينية، وتعلم القرآن مبكرا وبدأ التلاوة في عمر السادسة، في حقبة كان تدريس القرآن فيها ممنوعاً، عقب سقوط الخلافة العثمانية، ووصول أتاتورك للحكم.
حُكم على والده “حافظ مصطفى أفندي” بالسجن 6 أشهر لأنه درّس أبناءه القرآن واللغة العربية، وبعد مدة أرسلته أسرته ليدرس 3 سنوات في ولاية مرزيفون بدءا من عام 1940، ولاحقا ذهب “السراج” إلى إسطنبول ورعاه إمام جامع الفاتح “عمر أفندي” مدة من الزمن قبل أن يذهب إلى مدرسة كاراجومرك ويدرس صحيح البخاري على الشيخ “سليمان أفندي” الذي أعطاه أول إجازة في علوم الحديث.
تخرّج سراج من الأزهر نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، بتشجيع من أستاذه “علي حيدر أفندي”، وعاد بعد ذلك إلى تركيا ليتزوج ويخدم المعارف الدينية وعلوم الحديث في بلاده وفي جامع الفاتح لأكثر من 60 عاماً.
عرف عن الشيخ الراحل اهتمامه بتلاميذه أكثر من عنايته بالتأليف والكتابة، فقد اعتنى بتكوين أكثر من ألفي طالب، وترجم على مدى سنوات -مع مترجمين أتراك آخرين- كتبا عربية إلى اللغة التركية، من بينها الكتاب المعروف “في ظلال القرآن” إضافةً للعديد من الكتب الأخرى.
وقد نعى الشيخ “محمد أمين السراج” كل من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونائبه فؤاد أوقطاي ورئيس البرلمان مصطفى شنطوب.