أخبار المشاهير

أمبراطور ألمانيا غليوم الثاني وحمار دمشق الأبيض.. القصة التي خلدها التاريخ..؟ “صور”

أمبراطور ألمانيا غليوم الثاني وحمار دمشق الأبيض.. القصة التي خلدها التاريخ..؟ “صور”

أخبار اليوم

فريق التحرير

يعرف عن أهل دمشق الفطنة والذكاء والاعتداد بانتمائهم وحبهم الكبير لمدينتهم.

لم تكن دمشق الحالية على ما هي عليه من ناحية الاتساع العمراني والامتداد الجغرافي لحـ.ـدود المدينة.

المدينة القديمة هي عبارة عن الأحياء داخل السور وما عداه كانت مزارع وأماكن لتربية الخيل والماشية.

وطالما كانت دمشق وغوطتيها جنة الأرض التي يود الملوك زيارتها، وكثيراً ما احتضنت أسواقها المهرة من الصناع ورسول الملوك والأمراء الطامعين في استرضاء أولئك المهرة.

ومن الأباطرة الذين رغبوا في زيارة المدينة وزاروها بالفعل الأمبراطور الألماني “غليوم الثاني” مصطحباً معه زوجته الأمبراطورة، وكان في استقبالهما والي دمشق العثماني، وأعيان الشام وأهلها.

رحب الدمشقيون على عادتهم بالضيف رفيع المستوى، وحضروا له الولائم وأخذوه والأمبراطورة بجولة في المدينة القديمة والحارات الحديثة وفي الحدائق الغناء.

وحصلت للأمبراطورة قصة طريفة مع أحد الدمشقيين الذين أثبتوا ذكاء وفطنة أهل البلد وحبهم لدمشق.

تقول الروايات التاريخية:

ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1898 ﺯﺍﺭ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻏﻠﻴﻮﻡ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻓﺨﺮﺟﺖ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻦ ﺑﻜﺮﺓ أﺑﻴﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻً حافلاً.
ﺧﻼﻝ ﺍﻻﺳﺘقبال ﻭﻋﻨﺪ ﻣﺪﺧﻞ ﺍﻟﻘﻠﻌﺔ ﻻﺣﻈﺖ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺓ ﺯﻭﺟﺔ ﻏﻠﻴﻮﻡ ﺣﻤﺎﺭﺍً ﺃﺑﻴﻀﺎً ﺟﻤﻴﻼً ﻓﺄﺛـ.ـﺎﺭ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻬﺎ، ﻭﻃﻠﺒﺖ ﻣﻦ ﻭﺍلي دمشق ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻬﺎ ﺑﻪ ﻟﻜﻲ ﺗﺄﺧﺬﻩ ﻣﻌﻬﺎ ﺫﻛﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﺑﺮﻟﻴن، ﺭﺍﺡ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ، ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺪعى ( أبو ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺗﻠﻠﻮ )، ﻓﻄﻠﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﺇﻫﺪﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻓﺎﻋﺘﺬﺭ.

ﻏـ.ـﻀﺐ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻭﻋﺮﺽ على أبو الخير ﺷﺮﺍﺀ ﺍﻟﺤﻤار، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺃﺻـ.ـﺮّ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻓـ.ـﺾ ﻭﻗﺎﻝ :” ﻳﺎ أﻓﻨﺪﻳﻨﺎ،  ﻟﺪﻱ ﺳﺘﺔ ﺭﺅﻭﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻞ ﺍﻟﺠﻴﺎﺩ، ﺇﻥ ﺷﺌﺖ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﻛﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺍﻻﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺓ ﻫﺪﻳﺔ دون مقابل، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻓﻼ”.

ﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻭﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ .

ﺭﺩ ﺗﻠﻠﻮ ﻣﺒﺘﺴﻤﺎً : ” ﺳﻴﺪﻱ ﺍﺫﺍ أﺧﺪﻭﺍ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ إﻟﻰ ﺑﻼﺩﻫﻢ ﺳﺘﻜﺘﺐ ﺟﺮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻋﻨﻪ ﻭسيسأﻝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻨﻴﻦ ﻫﺎﻟﺤﻤﺎﺭ ؟ ﻓﻴﺮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻴﻪ : ” ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﻡ ألماﻧﻴﺎ ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﺩﻣﺸﻖ ﻣﺎ ﻳﻌﺠﺒﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺤﻤير ؟ ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻦ أﻗﺪﻣﻪ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻦ أبيعه”.

ﻧﻘﻞ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻟﻼﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻭﺍﻻﻣﺒﺮﻃﻮﺭﺓ ﻓﻀﺤﻜﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻭأﻋﺠﺒﺎ ﺑﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ، ﻭﺃﺻﺪﺭ ﺍلإﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻤﻨﺢ ﺗﻠﻠﻮ ﻭﺳﺎﻣﺎً ﺭﻣﺰﻳﺎً ..

تفاصيل الزيارة

في العام 1898 قام الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني (غليوم الثاني) قيصر الرايخ الثاني الألماني وملك بروسيا وآخر ملوك أسرة هوهنتسولرن بتلبية دعوة السـ.ـلطان العثماني عبد الحميد الثاني لزيارة الأراضي العثمانية، وبدأت الجولة بإسطنبول ثم ولاية الشام وسنجق القدس ومتصرفية لبنان، حيث زار الإمبراطور مواقع تاريخية ودينية، وألقـ.ـى خطابات مـ.ـهمة.

يقدم هذا الموضوع الزيارة عبر أرشيف صحف عربية عريقة غطت زيارة الإمبراطور، وأبرزها “لسان الحال” اللبنانية، والأهرام المصرية، وجريدتا المؤيد والمقطم، ومجلة المنار، إضافة إلى مجموعة من صور الأرشيف العثماني التي احتفظت بها مكتبة جامعة إسطنبول وتوثق للزيارة التي وصفت بالاستثنائية.

كان السلـ.ـطان عبد الحميد قد أعلن منذ البداية استعداده لتحمل جميع نفقات الرحلة ووضعها تحت الإشراف العثماني بما يتفق مع كرم الضيافة الشرقية، ومع ذلك فضل الإمبراطور تكليف شركة “توماس كوك وابنه” بجميع مستلزمات الرحلة.

وهكذا اشترت الشركة من السوق السوري العديد من المستلزمات، مثل السجاد والخيام والأواني، وتعاقدت مع موظفين محليين مثل المترجمين الفوريين والطهاة والخدم وسائقي البغال.. إلخ، وقبل أن يبدأ رحلته بوقت قصير تم نقل الخيول والمركبات من برلين إلى فلسطين، بحسب جريدة المقطم (18 أغسطس/آب 1898).

تم تشكيل وفد من كبار المسـ.ـؤولين العثمانيين -بمن في ذلك العديد من الوزراء- والذي سيستقبل الإمبراطور عند وصوله إلى الدردنيل، ووفد آخر بقيادة رئيس أركان الجـ.ـيش شاكر باشا، لمرافقة الإمبراطور في بلاد الشام، فيما رافق الصحفي أحمد راسم بك وفد الإمبراطور، إلى جانب 15 صحفياً أجنبياً وعربياً، بحسب جريدة البشير اللبنانية الأسبوعية ومجلة مصباح الشرق الأدبية المصرية.

في محافظتي سوريا وبيروت وفي قـ.ـضاء (المتصرفية) في جبل لبنان شكلت 3 لجان من قبل المسـ.ـؤولين السياسيين العثمانيين والي دمشق حسين ناظم باشا، ورشيد باشا ونعيم باشا، من أجل الاستعداد لوصول الوفد الإمبراطوري، وكان الاستقبال بحضور وفود مؤلفة من كبار المسـ.ـؤولين العسكريين والمدنيين والوجهاء المحليين، بحسب ورقة الأكاديمي اللبناني عبد الرؤوف سنو عن تغطية الصحف العربية لزيارة الإمبراطور.

تم تجهيز بعض سفن البحرية العثمانية لاستقبال يخت الإمبراطور عند مدخل مضيق الدردنيل، وأخرى لمرافقة قـ.ـافلته البحرية إلى حيفا وبيروت، وعلى متنها وفد عثماني، وتم تجديد العديد من السفن الحـ.ـربية وإعادة دهانها، وبالإضافة إلى ذلك نظمت الاستعـ.ـراضات في إسطنبول وبيروت ودمشق.

ونزل فوج خيالة في حيفا لاستقبال الضيف الألماني، ثم تم اصطحابه إلى يافا والقدس حيث استقبل بعرض هائل من آلاف الجـ.ـنود بزيهم الجديد.

تمت تغطية كل الاستعدادات لزيارة الإمبراطور إلى سوريا بدقة من قبل الصحافة العربية، ومن حيفا إلى يافا والقدس، ومن بيروت إلى دمشق وبعلبك شوهدت جميع أنواع الزخارف والزينة، ورفعت الأعلام الألمانية والعثمانية مع شعار النسر والطغراء العثمانية وأقواس النصر ولافتات التحية على شرف الضيف والمضيف.

في دمشق، دعي الجمهور لإقامة احتفال لمدة 3 أيام، ورفعت الأعلام وأضاءت شركة الجاز الميناء الذي كان من المقرر أن يرسو فيه يخت الإمبراطور، حيث أقيمت قبة كبيرة، وتم تزيين المدن من حي الشوف إلى جبل صنين الغربي.

وأمر الوالي سكان القرى المطلة على البحر الأبيض المتوسط ​​بإقامة احتفالات بالألعاب النارية، كما كانت القدس ويافا وسارونا (على الساحل قرب يافا) مزخرفة بشكل رائع، بحسب تغطية صحيفتي الأهرام والمقطم.

ورغم أن الزيارة الإمبراطورية للمشرق كانت يمكن أن تستكمل بزيارة مصر فإن صحيفة المؤيد في عددها الصادر منتصف نوفمبر/كانون الثاني عللت إلغاء الذهاب إلى مصر بحرص الإمبراطور على “عد.م السماح لبريطانيا باستغـ.ـلال الزيارة لترسيخ نفوذها في مصر”.

أقيمت مخيمات لاستراحة الإمبراطور أثناء سفره بالقطار من بيروت إلى دمشق يوم الاثنين 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتم تزيين الطرق وإعادة طلاء جدران المباني العامة والخاصة والمحلات التجارية، والعناية بالشارع الواصل من محطة قطار البرامكة إلى حي المرجة، وهو ما تم أيضا في مدن لبنان وفلسطين التي جرى فيها بناء طريق جديد بين القدس وجبل الزيتون.

وبعد الاستقبال والغداء في قصر الشمعة ذهب الإمبراطور إلى محطة قطار البرامكة في دمشق مساء، دخل المدينة على ظهور الخيل، فيما ركبت زوجته في عربة في الشوارع، وسُمعت تحيات إطـ.ـلاق النـ.ـار والهــ.تافات الحمـ.ـاسية من حـ.ـشود المتفرجين.

مر ولهلم الثاني (فيلهلم) بتكية السلـ.ـطان سليم ثم جسر الحديد، حيث صفق العديد من طلاب المدارس العسكـ.ـرية والمدنية للزائر، وأخيرا، دخل السراي (القصر) العسـ.ـكري الذي كان سيمكث فيه أثناء إقامته في دمشق.

ووصفت صحيفة المقطم استقبال الإمبراطور بأنه حدث دافئ وودي للغاية، مشيرة إلى أن الناس قد أظهروا فرحا وسعادة إلى حد لم يشهده الشرق من قبل.

وشمل برنامج الزيارة الجامع الأموي وضـ.ـريح السلـ.ـطان صلاح الدين وقصر العظم ومنازل شامية تقليدية.

كما قام الإمبراطور بجولة في المدينة وبجبل قاسيون، وشهد منـ.ـاورات سـ.ـلاح الفرسان والاستعـ.ـراضات العسكرية في المرجة، قبل أن يغادر في 10 نوفمبر/تشرين الثاني برفقة ألف فارس عربي إلى قـ.ـلعة بعلبك، حيث قدم الأديب ميخائيل موسى ألوف كتابه “تاريخ بعلبك” للإمبراطور.

وركزت خطابات ولهلم الثاني التي ألقاها خلال رحلته على 3 مواضيع هي: الاستقبال الحار الذي لقيه بسبب الصداقة الألمانية العثمانية، والدعم المقدم للوجود الألماني في الإمبراطورية العثمانية، و”ولا.ؤه للمسلمين والسـ.ـلطان كخليفة لهم”، حيث كان لافتا -أثناء رحلته للحج للأراضي المقدسة- انتقـ.ـاده للصـ.ـليبيين “الذين غـ.ـزوا فلسطين بالسيف”.

الجزيرة نت ووكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى