حبائل روسيا تخـ.ـنق إيـ.ـران.. والبادية السورية ضـ.ـربة موسكو القاصـ.ـمة لطهران

حبائل روسيا تخـ.ـنق إيـ.ـران.. والبادية السورية ضـ.ـربة موسكو القاصـ.ـمة لطهران
أخبار اليوم
فريق التحرير والمتابعة
بعد أن قتـ.ـلت إيـ.ـران وهجـ.ـرت الشعب السوري، في خطوة التغير الديمغرافي التي عمدت خلالها إلى جلب أفراد وعوائل أفغانية إلى سورية، وتسجيلها في القيـ.ـود السورية، تعمل إيـ.ـران المفلسة على سـ.ـرقة خيرات سورية، قبل أن تخـ.سر معـ.ـركتها هناك مع الروس.
شاحنات تنقل الفوسفات السوري من خنيفيس قرب تد.مر إلى طهران والعمال هم قـ.ـوات الحـ.ـشد الشعبي العراقي.
لن تدع روسيا التي تنظر إلى سوريا وخيراتها على أنها فانوس علاء الدين، إيـ.ـران تسـ.ـرق الفوسفات هكذا دون أن يكون لها نصيب، فلقد تكلفت روسيا على الحـ.ـرب في سوريا أكثر مما تكلفت إيـ.ـران مادياً، ولها عقود قانونية مع نـ.ـظام الأسد بهذا الخصوص.
أكد تقرير نشره موقع تلفزيون سوريا، أن العديد من الشاحنات التي وصل عددها إلى 16 شاحنة بقدرة تحميلية تصل ل 30 طناً للشاحنة الواحدة، تدخل الأراضي العراقية عبر معبر البوكمال الحـ.ـدودي، ليتم نقلها إلى إيـ.ـران تحت حماية المليـ.ـشيات الموالية لها في العراق.
وتضاربت التحليلات حول السبب الحقيقي الذي يكمن وراء سعي إيـ.ـران لنقل هذه الكميات من الفوسفات من مناجم السلسلة التد.مرية (خنيفيس والشـ.ـرقية والرخيم)، التي أصبحت فيما بعد تحت سيـ.ـطرة الشـ.ـركات الروسية والصربية.
بعد أن وقـ.ـع النـ.ـظام السوري معها عقوداً اقتصادية طويلة الأمد ومجـ.ـحفة بحق السوريين (بحصة 30 في المئة للنـ.ـظام، 70 في المئة للشـ.ـركات المستثمرة).
يعتبر الفوسفات ثروة وطنية مهمة في سوريا، ما جعله يتصدر قائمة الموارد التي يُمكن أن تشكِّل تعويضًا لروسيا وإيـ.ـران عن تكاليف دعمهما لبقاء نـ.ـظام الرئيس الأسد، ويُضاف إلى ذلك غناه بمادة اليو.رانيـ.ـوم وإمكانية استخدامه لأغـ.ـراض عسـ.ـكرية، ما يعزز التنـ.ـافس بين البلدين للاستحواذ على احتياطياته.
الفوسفات بين موسكو وطهران (الرابح والخـ.ـاسر)
سيـ.ـطر دا.عـ.ـش في أيار من العام 2015 على مناجم الفوسفات في خنيفيس والشـ.ـرقية بعد أيام من سيـ.تطرته على مدينة تد.مر.
وبقيت تلك المناجم تحت سيطـ.ـرته لمدة عامين على الرغم من استعادة النـ.ـظام لمدينة تد.مر، في مارس/آذار 2016، ثم خسارته لها مجددًا لصالح دا.عـ.ـش بعد ثمانية أشهر.
لتشهد تلك المنطقة تدافعًا عسـ.ـكريًّا من قبل حلفاء النـ.ـظام للسيـ.ـطرة عليها، وفق تطورات ومراحل تُبرز أهمية تلك المنطقة والصـ.ـراع الاقتصادي عليها بين إيـ.ـران وروسيا وحسابات النـ.ـظام ما بينهما، وذلك وفق ما يلي:
- سيطـ.ـرة إيـ.ـرانية: مع تغير موازين القـ.ـوة على الأرض لصالح النـ.ـظام عقـ.ـب التدخل الروسي واستعادة الأحياء الشـ.ـرقية لمدينة حلب.
- وما تبعها من عـ.ـقد اتفاقات خفض التصعيد التي أتاحت للنـ.ـظام هدوءًا نسبيًّا على جبـ.ـهات المعـ.ـارضة وفائض قـ.ـوة جرى توجيهه نحو البادية السورية كمقدمة للوصول إلى دير الزور، وهي المناطق التي تشكل خزان الثروة الباطنية السورية.
بدأت قـ.ـوات النـ.ـظام مطلع العام 2017، مدعومة بميليـ.ـشيات أجنبية لبنانية وعراقية يُشـ.ـرف عليها ضبـ.ـاط في “الحــ.ـرس الثـ.ـوري” الإيـ.ـراني، حملة في ريف حمص الشمالي أفضت في أيار من ذات العام لاستعادة السيـ.ـطرة على منجمي خنيفيس والشـ.ـرقية من دا.عـ.ـش.
لتشكل تلك السيـ.ـطرة مقدمة لتسليم إيـ.ـران تلك المناجم تبعًا للاتفاق الذي عقـ.ـده رئيس الحكومة السورية، عماد خميس، خلال زيارته لطهران في مطلع العام 2017.
والقاضي بتسديد الديون الإيـ.ـرانية الناجمة عن خطوط الائتمان الأربعة التي منحتها إيـ.ـران للنـ.ـظام، والتي تتجاوز قيمتها 5 مليارات دولار، عبر منح إيـ.ـران جملة مشـ.ـروعات وعلى رأسها استثمار الفوسفات السوري في منطقة خنيفيس.
وذلك بعد تأسيس شـ.ـركة مشتركة لهذا الغرض تشـ.ـرف على الاستخراج وتصدير الإنتاج إلى طهران، وبناءً على هذا الاتفاق، أُطـ.ـلقت العمليات العسـ.ـكرية لتحـ.ـرير البادية وصولًا إلى مناجم الفوسفات.
- استـ.ـيلاء روسي: لم يلبث النـ.ـظام السوري أن بدأ بالمماطلة في تنفيذ الاتفاقات الاقتصادية المعقودة مع طهران، وسرَّع من وتيرة التعاون الاقتصادي وتوقيع العقود مع موسكو في ذات المجالات التي تطمح إيـ.ـران للاستحواذ عليها.
ففي أبريل/نيسان من العام 2017، أي قبيل شهر من استعادة السيطـ.ـرة على مناجم الفوسفات (خنيفيس والشـ.ـرقية)، وقَّـ.ـع النـ.ـظام عقدًا مع “STNGLOGESTIC” الروسية التابعة لمجموعة “ستروي ترانس غاز”.
وذلك بهـ.ـدف تنفيذ أعمال الصيانة اللازمة للمناجم وتقديم خدمات الحماية والإنتاج والنقل إلى مرفأ التصدير “سلعاتا” بلبنان، حيث باشـ.ـرت تلك الشـ.ـركة عملها فعليًّا في حزيران بعد أيام من استعادة السيـ.ـطرة على المناجم.
وعلى ما يبدو لم تُسلِّم إيـ.ـران بسهولة لخـ.ـسارة منجم خنيفيس وقطع الطريق عليها للاستحواذ على منجم الشـ.ـرقية من قبل موسكو.
حيث سربت مواقع إعلامية نقلًا عن مصادر خاصة أن روسيا دفـ.ـعت بقـ.ـوات العمـ.ـيد سهيل الحسن “النمر”، المقربة منها لطـ.ـرد الميليـ.ـشيات الإيـ.ـرانية المسـ.ـيطرة على مناجم الفوسفات والاستيلاء عليها.
الأمر الذي تم بالفعل بعد قصـ.ـف شحنة فوسفات كانت تلك الميلـ.ـيشيات تحاول نقلها من المناجم.
وتتوافق تلك التسـ.ريبات مع خط سير المعـ.ـارك في البادية السورية وصولًا إلى مدينة دير الزور، والتي أعقبت استعادة مناجم الفوسفات في ريف حمص الشرقي.
حيث تولت قـ.ـوات “النمر” المدعومة من موسكو المحور الممتد من ريف حماة الشـ.ـرقي وريف حمص الشـ.ـرقي وصولًا إلى ريف الرقة الجنوبي وهو المحور الذي تقع فيه مناجم الفوسفات وحقول الغاز والنفط الواقعة في البادية السورية، في حين تم إبعاد الميليـ.ـشيات الإيـ.ـرانية إلى محور الحـ.ـدود السورية العراقية وصولًا إلى مدينة البوكمال في ريف دير الزور.
وقد يكون هذا العـ.ـزل الإيـ.ـراني عن محور الثروات السورية في البادية ليس ناجمًا فقط عن مطامع موسكو الاقتصادية، وإنما جزء من التفاهمات الأميركية-الروسية عقب اجتماع هامبورج بين الرئيسين، ترامب وبوتين.
والتي أفضت إلى فتح الطريق أمام قــ.ـوات النـ.ـظام المدعومة من موسكو وطهران للسيـ.ـطرة على البادية وصولًا إلى دير الزور.
وبعد انتـ.ـهاء العمليات العسـ.ـكرية ووضوح خرائط النفوذ والسيـ.ـطرة بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا في البادية السورية ودير الزور (مكامن الثروة الباطنية السورية) يبدو أن موسكو قررت اللعب علانيةً مع طهران فيما يخص الموارد الاقتصادية السورية ومرحلة إعادة الإعمار التي باتت وشيكة.
حيث أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي حينها، ديمتري روغوزين، نهاية العام 2017 أن “بلاده دون غيرها ستساعد سوريا في إعادة بناء منشآت الطاقة” وأن “في سوريا أكبر حقل فوسفات يمكن استثماره وستعمل موسكو مع دمشق لاستغلاله وتصدير إنتاجه”.
وفي مارس/آذار 2018، اتفقت روسيا والنـ.ـظام السوري على خارطة تعاون اقتصادي تتيح لموسكو إقامة استثمارات ومشاريع في مجال النقل والكهرباء والصناعات التحويلية، والغذائية والكيميائية والإنشاءات والموارد المائية، إضافة إلى صناعة الاتصالات اللاسلكية وتوريد الآليات الزراعية والتجهيزات اللازمة لقطاع النفط والكهرباء.
الأمر الذي يعني إقصـ.ـاءً شبه كامل لإيـ.ـران عن المكاسب الاقتصادية في سوريا، والتي من الممكن أن تعوض خسـ.ـائرها، لصالح موسكو التي تحسب كل روبل جرى إنفاقه في سوريا وتبحث عن تعويضه على حـ.ـد تعبير روغوزين.
روسيا وقانونية سـ.ـرقة الفوسفات
صادق مجلس الشعب السوري، في السابع والعشرين من مارس/آذار 2018، على العـ.ـقد رقم (66) بين “المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية” التابعة لوزارة النفط السورية من جهة، وشـ.ـركة “ستروي ترانس غاز” الروسية من جهة أخرى.
والذي ينص على إعطاء الأخيرة حق استثمار واستخراج الفوسفات في منطقة مناجم الشـ.ـرقية (45 كم جنوب غرب تدمر) ضمن قطاع يبلغ الاحتياطي المثبت فيه 105 ملايين طن.
وبحسب العـ.ـقد تكون نسبة الجانب السوري 30% فقط من الإنتاج، بالإضافة لـ 2% كمقابل لقيمة أجور الأرض والتراخيص ونفقات إشـ.ـراف المؤسسة والضـ.ـرائب والرسوم الأخرى، وسيتم الإنتاج بمعدل 2.2 مليون طن سنويًّا لمدة خمسين عامًا، أي حتى استهلاك كامل الاحتياطي في هذا القطاع.
يعتبر هذا العـ.ـقد نموذجًا لاستخدام النـ.ـظام السوري الموارد والثروات السورية كوسيلة لتسديد ديونه لحلفائه (روسيا وإيـ.ـران) عبر توزيعها على شكل عقود استثمار طويلة المدى وبشـ.ـروط مجحفة بحق سوريا.
وذلك بعد التقدم الذي أحرزه بمساعدتهم على الأرض وميل الكفة العسـ.ـكرية لصالحه في الصراع على حساب المعــ.ـارضة.
وبخاصة في العام 2017 والذي شهد سيطـ.ـرة النـ.ـظام على البادية السورية وأجزاء من دير الزور، والتي تحتوي على النسبة الأكبر من الثروة الباطنية السورية (النفط والغاز والفوسفات).
كما يُعتبر هذا العقد استكمالًا لهيـ.ـمنة موسكو على استثمارات الطاقة في سوريا على حساب طهران.
والتي كانت تنظر إلى الفوسفات السوري كجزء من نصيبها في سوريا لتعويض التكاليف التي تكبدتها في دعم نـ.ـظام بشار الأسد.
حيث كانت إيـ.ـران قد تلقت وعودًا من النـ.ـظام السوري في مطلع العام 2017 بتسديد قروضها (خطوط الائتمان) عبر إنشاء شـ.ـركة مشتركة بين الطرفين تشـ.ـرف على استخراج الفوسفات السوري وتصديره عبر طهران.
أخبار اليوم ووكالات