أمريكا تضـ.ـرب بيد من حـ.ـديد.. المخـ.ـابرات الإيـ.ـرانية بين فكّيْ النـ.ـزاعات الداخلية والحصـ.ـار الخارجي

أمريكا تضـ.ـرب بيد من حـ.ـديد.. المخـ.ـابرات الإيـ.ـرانية بين فكّيْ النـ.ـزاعات الداخلية والحصـ.ـار الخارجي
أخبار اليوم
فريق التحرير
لم يعد التنسيق بين أفرع المخـ.ـابرات الإيـ.ـرانية جيد هذه الأيام، فالانشـ.ـقاقات والتنـ.ـافس الداخلي بين أقطاب الحكم في إيـ.ـران يشتد شيئاً، فشيئاً.
بدءت هذه الصـ.ـراعات بالظهور للعلن منذ اغتـ.ـيال قائد الحـ.ـرس الثـ.ـوري الإيـ.ـراني، واليوم تبلغ أشدها، وأبلغ تجلياتها التنـ.ـاقض في الأوامر التي تصل المليـ.ـشيات الموالية لإيـ.ـران في العراق وسورية.
باتت تلك المليـ.ـشيات اليوم ممـ.ـزقة بين القرارات المتنـ.ـاقضة لأفرع المخـ.ـابرات الإيـ.ـرانية، ما يوحي باشتبـ.ـاكات بينها قريبة.
تمسك أربع أجهزة مخــ.ـابراتية بزمام الأمور في إيـ.ـران أبرزها الحـ.ـرس الثـ.ـوري الإيـ.ـراني والذي يتبع مباشرة لأعلى سلطة في البلاد “خامنئي”.
وكتبت الجزيرة نت في هذا الخصوص:
أكد قـ.ـادة عسـ.ـكريون وسياسيون ومسؤولون عراقيون أن التنـ.ـافس بين أجهزة المخـ.ـابرات الإيـ.ـرانية في العراق يلقي بظلاله على المشهد الأمـ.ـني في البلاد، ويؤدي إلى تعميق الخـ.ـلافات بين حلفاء طهران.
فالتعليمات تنتقل من إيـ.ـران إلى شبكة الحلفاء في العراق عبر 4 أجهزة استخبـ.ـارات:
أوّلها، وزارة الاستخبـ.ـارات والأمن القومي، والجهاز الثاني يُعرف بـ”بيت رهبـ.ـري” وهو قسم يتولى الملفات الحساسة المتعلقة بالمرشـ.ـد الأعلى علي خامنئي.
ويرتبط الجهاز الاستخبـ.ـاراتي الثالث بالحـ.ـرس الثـ.ـوري، أما الجهاز الرابع فهو يتبع مكتب المرشـ.ـد الأعلى.
وتعمل الأجهزة المخـ.ـابراتية الثلاثة الأخيرة بأوامر مباشرة من خامنئي وأقرب مساعديه.
ويسيطر كل جهاز استخبـ.ـاراتي على عشرات الفصـ.ـائل المسـ.ـلحة العراقية والقادة السياسيين والأمـ.ـنيين والمؤسسات الإعلامية والدينية.
ومع أن عمل هذه الأجهزة يعتمد بشكل أساسي على المليـ.ـشيات الشيعية، إلا أنها عملت أيضا على تجـ.ـنيد عراقيين سنّة وأكراد ومسيحيين وإيزيـ.ـديين.
وفي الأسبوعين الماضيين، زادت أنشطة هذه الأجهزة، وظهر الاختـ.ـلاف بينها في التوجهات والرؤى والأهـ.ـداف على نحو صـ.ـارخ.
ويدعو عملاء وزارة الاستخـ.ـبارات إلى ضبـ.ـط النفس، فإن الأجهزة المرتبطة بخامنئي هي التي تثـ.ـير البلـ.ـبلة حاليا.
وبالرغم أن الموالين للمرشـ.ـد يسعون جميعا إلى إرضائه، فإن خططهم وأساليبهم متباينة بشدة. ويمثل هذا التضـ.ـارب خـ.ـطرا على العراق، خاصة في ظل تصـ.ـاعد التـ.ـوتر بين طهران وواشنطن بشأن المفـ.ـاوضات المحتملة لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النـ.ـووي.
تهـ.ـدف عمليات الاستخبـ.ـارات الخارجية في المقام الأول إلى تشكيل بنك معلومات تستند إليه وزارة الاستخـ.ـبارات والأمـ.ـن القومي، لكن الحـ.ـرس الثـ.توري الإيـ.ـراني (ولا سيما فيـ.ـلق القدس التابع له)، يبقى الذراع الإيـ.ـرانية الأكثر نفـ.ـوذا على الصعيد الخارجي، بسبب ارتباطه المباشر بمكتب المرشد الأعلى.
وعزّز الحـ.ـرس الثـ.ـوري قبـ.ـضته على الشؤون الخارجية بفضل قـ.ـائده السابق قاسـ.ـم سلـ.ـيماني، لكن الوضع تغير بشكل كبير منذ اغتـ.ـياله في يناير/كانون الثاني 2020.
ومثّل تنظيم دا.عـ.ـش تحـ.ـدّيا كبيرا لسليـ.ـماني وفرصة كبيرة في الآن ذاته، فعندما انهـ.ـار الجيـ.ـش العراقي بشكل مفاجئ في يونيو/حزيران 2014 نشـ.ـب صـ.ـراع دا.م 4 سنوات ترك العراق في حالة ير.ثى لها.
لكن انهيـ.ـار الجـ.ـيش مثّل أيضا فرصة حقيقية وتاريخية لتشكيل قـ.ـوة ضـ.ـاربة ذات ولاء وأهـ.ـداف وقيادة محـ.ـددة لتحقيق التوازن المطلوب بين القـ.ـوى الكبرى في العراق.
وعندما دعا المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني إلى حمل السـ.ـلاح لمواجهة دا.عـ.ـش، أعطى بشكل غير مباشر مظلة أيديولوجية لتشكيل هذه القوة.
وانتهز سليـ.ـماني الفرصة بالتعاون مع شركائه العراقيين، وكانت النتيجة تشكيل وحـ.ـدات الحـ.ـشد الشعبي شبه العسـ.ـكرية التي مثّلت الفصـ.ـائل الشيعية المدعومة من إيـ.ـران عمودها الفقري.
وفي عهد سليـ.ـماني، اضطلعت قـ.ـوات الحـ.ـشد الشعبي بدور رئيس في دحـ.ـر دا.عـ.ـش من معـ.ـاقله في العراق.
وبعد هـ.ـزيمة التنـ.ـظيم عام 2017، بدأت الخـ.ـلافات تطفو على السطح بين الفصـ.ـائل العراقية.
ومع ذلك، بقيت هذه الفصـ.ـائل تحت سيطرة سليـ.ـماني حتى مقـ.ـتله يوم 3 من يناير/كانون الثاني 2020 بغـ.ـارة جوية أميركية قرب مطار بغداد.
وقُتـ.ـل معه القيـ.ـ.ادي العراقي أبو مهدي المهندس، الأب الروحي لمعظم الفصـ.ـائل العراقية المسـ.ـلحة.
فـ.ـوضى كبيرة
ويؤكد عدد من المراقبين أن مقـ.ـتل سليـ.ـماني والمهندس خلّف حالة فـ.ـوضى كبيرة انعكست بشكل مباشر وواضح على عمل أجهزة المخـ.ـابرات الإيـ.ـرانية الأربعة والفصـ.ـائل المسـ.ـلحة والقـ.ـوى السياسية المرتبطة بها في العراق.
ونقلت الكاتبة عن خبير في الشؤون الإيـ.ـرانية أن سليـ.ـماني كان يشكل حلقة الربط بين الفصـ.ـائل والقوى السياسية معا.
لكن الأميركيين قتـ.ـلوه، وقتـ.ـلوا أيضا المهندس الذي كان بإمكانه التخفيف من حـ.ـدّة الانقسـ.ـامات.
وحسب المراقبين، ارتبط عدد من المليـ.ـشيات المسـ.ـلحة والفصـ.ـائل السياسية لاحقا بأجهزة إيـ.ـرانية مختلفة.
وأكد الخبير أن الخـ.ـلافات داخل إيـ.ـران انعكست على أداء هذه الفصـ.ـائل والمليـ.ـشيات في العراق.
وبسبب ضعف الجنرال إسماعيل قـ.ـآني الذي خلف سليـ.ـماني في قيادة فيـ.ـلق القدس، وافتقاره إلى علاقات قـ.ـوية مع القادة العراقيين، ومحدودية صلاحياته، فُتح الباب على مصـ.ـراعيه لعودة وزارة الاستخـ.ـبارات الإيــ.ـرانية وغيرها من الأجهزة لممارسة نفوذها في العراق.
وأكدت بعض المصادر أن عجز قـ.ـآني عن السيـ.ـطرة على الفصـ.ـائل العراقية دفـ.ـع خامنئي إلى تشجيع بيت رهـ.ـبري على التدخل.
وأصبح علي أصغر حجازي، مستشار خامنئي للشؤون الأمنية والمسؤول عن بيت رهـ.ـبري، مسؤولا بشكل مباشر عن أبرز الفصـ.ـائل العراقية المسـ.ـلحة، بما في ذلك كتـ.ـائب حـ.ـزب الله وعصـ.ـائب أهل الحق.
وحسب زعيم سياسي عراقي مقرب من إيـ.ـران، فإن قـ.ـآني هو الحلقة الأضعف، حيث إن قادة الفصـ.ـائل العراقية المسـ.ـلحة لا يحترمونه ولا يخشـ.ـون رفـ.ـض أوامره.
وأضاف أن “الزعـ.ـيم الفعلي للفصـ.ـائل في الوقت الحالي هو حجازي، وعندما يريد منهم تنفيذ أي مهمة، يطلب منهم الذهاب للقائه في مكتب خامنئي في طهران”.
مزيد من الانقسـ.ـامات
تعتبر هذه الانقسـ.ـامات أكثر وضوحا في أعقاب الضـ.ـربة الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة في 26 فبراير/شباط الماضي على مقـ.ـاتلي كتـ.ـائب حـ.ـزب الله العراقي وكتـ.ـائب سيد الشهداء في سوريا بالقرب من الحـ.ـدود العراقية.
وعلى إثرها أرسلت قيادة العمليات العسـ.ـكرية العراقية لجنة إلى الحـ.ـدود للتحقيق في الحــ.ـادث، في حين دعا حجازي إلى اجتماع عاجل في طهران، ودعا زعـ.ـيم حـ.ـزب الله اللبناني حسن نصـ.ـر الله قادة عدد من الفصـ.ـائل الصغيرة إلى اجتماع آخر في بيروت.
وسرعان ما تُرجم قرار التصـ.ـعيد إلى هجـ.ـوم صـ.ـاروخي يوم 3 من مارس/آذار استهـ.ـدف قـ.ـاعدة عين الأسد العسـ.ـكرية في محافظة الأنبار غربي العراق.
وشنّت وسائل الإعلام التابعة للمليـ.ـشيات الموالية لإيـ.ـران حملة إعلامية مكثفة ضـ.ـد الحكومة العراقية، زاعمة أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي يسعى إلى زيادة عدد القـ.ـوات الأميركية في العراق لتأمين الحماية عن طريق تمديد الوجود العسـ.ـكري الأميركي ضمن مهمة حلف شمال الأطلسي.
وكان على الكاظمي تهدئة الوضع قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة.
وفي الأسابيع الماضية، قامت فصـ.ـائل مسلحة صغيرة تحمل أسماء غير معروفة، مثل “سـ.ـرايا أولياء الد.م” و”أصحاب الكهف”، بإعلان مسؤوليتها عن الهجـ.ـمات على أهـ.ـداف أميركية في العراق، في حين وصفه مسـ.ـؤولون بتكتيك جديد تتبنّاه فصـ.ـائل معروفة لشـ.ـن الهجـ.ـمات من دون تحمل العواقب.
ومع أن هذه الهجـ.ـمات محـ.ـدودة التأثير، لكنها مزعجة ومحرجة للحكومتين العراقية والأميركية، وتسفر عن إصـ.ـابات بين الحين والآخر.
ووفقا لخبير بالشؤون الإيـ.ـرانية فإن كل هذه الجماعات الجديدة مزيفة وليس لها وجود، وإن الهجـ.ـمات نفذتها الفصـ.ـائل المعروفة لكنها لا تريد تحمل العواقب، لذلك تُنسب إلى مجموعات خيالية.
وهو ما قد يوفر للفصـ.ائل المسـ.ـلحة والإيـ.ـرانيين الهامش المطلوب للمنـ.ـاورة والتحرك في الخفاء، والتنـ.ـصل من المسـ.ـؤولية عن هذا الهجـ.ـوم أو ذاك.
وأشار الخبير إلى أن الرسائل التي تصدر عن إيـ.ـران لحلفائها في العراق، والتي تبدو متضـ.ـاربة أحيانا، يمكن أن تخدم الأهـ.ـداف الإيـ.ـرانية على أرض الواقع وأن تشكل جزءا من إستراتيجية أوسع.
ورأى الخبير أن “الأجهزة الإيـ.ـرانية تجيد لعبة المنـ.ـاورة، وبينما تنفي إحدى الجهات علاقتها بهذا الهـ.ـجوم، هناك جهة أخرى تتبنّى المسـ.ـؤولية عنه، إنهم يلعبون لعبة الشـ.ـرطي الجيد والشـ.ـرطي السيئ مع الأميركيين والحكومة العراقية، وهذا التكتيك يؤتي ثماره دائما”.