ترجمة

كلمات عربية عديدة خالطت لغة الشباب الفرنسي.. كيف تسللت لهم؟

منوعات وطرائف

14 نوفمبر، 2021

1٬617 273 دقائق

كلمات عربية عديدة خالطت لغة الشباب الفرنسي.. كيف تسللت لهم؟

أخبار اليوم

فريق المتابعة والتحرير

صار الشباب الفرنسي يستخدم كلمات عربية في حديثه للتعبير عن ذاته، مثلما دأب الكثيرون منا أو من جنسيات أخرى على استخدام مفردات إنكليزية في حديثهم للفت انتباه الآخرين.

وقد تسللت هذه الكلمات العربية إلى شتى المدن الفرنسية فسواء كنت تعيش في الضواحي أو في أرقى أحياء باريس فلا بد أن تسمع يوميا عدة كلمات عربية تتفاخر بها الفتيات الفرنسيات أو الشبان الفرنسيون.

وورد في تقرير نشرته اللوفيغارو الفرنسية تقول كاتبة المقال ماري ليفين:

من الدائرة السادسة عشرة في باريس إلى المقاطعات الأنيقة، يتناول الشباب وجبات الطعام مع العائلة أو الأصدقاء ويتم توزيعها في الملاعب، وهم يتبادلون بعض الكلمات العربي.. لكن من أين تأتي هذه الكلمات الجديدة؟ ولماذا يستخدمها الشباب؟.

“والله”، ألقى آرثر هاتفه على سريره. بإيماءة مفعمة بالحيوية، استعاد هاتفه الذكي ، وفتح محادثة عبر WhatsApp ، “خبطة كبيرة الليلة ، أنا من خلص”. عندما سئل عما يعنيه ، أجاب بقليل من الانزعاج ، “حسنًا ،تعني هذه أنني لم أوفق باللعبة التي لعبتها البارحة مع أصدقائب وأنا من انتهيت “خلص” وكانت خبطة كبيرة لهم.

لكن من أين تأتي هذه الكلمات؟ “إنها عربية ، على ما أعتقد” ، يحاول الشاب ديجونيه، الذي لم يعش قط في الجزائر أو المغرب أو تونس. “هذه هي الطريقة التي نتحدث بها ، إنها لغة الشباب اليوم.”.

وتؤكد الفرنسية بارتي ذات العشرين عاما أنها تستخدم كلمات مثل “خبطة” و “خذ بالك” في حياتها اليومية.

قد لا تكون هذه الكلمات  من العربية الفصحى ولكن أتت بالتأكيد من العامية الدارجة المغربية أو الجزائرية أو التونسية وربما الموريتانية.

كتاب «أسلافنا العرب».. ما تدين به اللغة الفرنسية للعربية

توغُّل المفردات العربية في المعجم الفرنسي تحدث عنه بشكل واضح الكتب جون بريفو، بروفيسور تاريخ اللغة الفرنسية بجامعة سيرجي بونتواز، في كتابه «أسلافنا العرب.. ما تدين به لغتنا لهم».

والذي أكد فيه أن الفرنسيين لديهم العديد من الكلمات ذات الأصل العربي أكثر من الكلمات الفرنسية المنبثقة من لغة «الغاليين» وهم الأجداد الحقيقيون للفرنسيين.

ويتفاخر الفرنسيون بانحدارهم من شعب الغال، الذي كان يعيش في فرنسا منذ أكثر من ألفي سنة، وبكون لغتهم الفرنسية خليطًا من اللاتينية والغالية، ولكن ما لا يدركه أكثرهم هو أن الكلمات ذات الأصل العربي أكثر في اللغة الفرنسية من الكلمات ذات الأصل الغالي

فوفقًا للكتاب الصادر في عام 2017، والذي يحلل فيه بريفو حوالي 500 كلمة ذات أصل عربي، ويسرد من خلاله تاريخ استعارة اللغة الفرنسية من العربية في مختلف الحقول اللفظية، ومن بينها كلمات دارجة ومعتادة يستخدمها الفرنسيون يوميًّا، ويعتزون بها كونها تمثل جزءًا من الثقافة الفرنسية.

يقول المؤلف في هذا الشأن: «إننا باعتبارنا فرنسيين نستخدم يوميًا كلمات مقتبسة من اللغة العربية، بدءًا من فنجان القهوة، والجيبة القطن، والجيليه الساتان، إلى الجبر، والكيمياء.

والفنون، والعطور، والمجوهرات، والمواصلات والحرب نتحدث جميعًا اللغة العربية من دون أن نعرفها منذ أن نستيقظ: بطلب فنجان من القهوة بسكر أو من دون سكر، أو عصير برتقال، أو رباط أو راكيت أو قاضي وهي كلمات مأخوذة في مجملها من اللغة العربية».

وتعتقد الكاتبة ماري ليفين أن هذه الطريقة بات يعبر بها الشباب ليغدوا أكثر حداثة وأكثر تماشيا مع الموضة كما قات بارتي: إنها الموضة وأنا أحب ذلك.

ويستخدم الشباب الفرنسي الكثير من العبارات العربية المتعلقة بالعائلة والأصدقاء، مثل “les khouyas”، أي الإخوة، و”sahbi”، ومعناها صديقي، فترى الشاب أو الفتاة ينادي صديقه: يا صاحبي أو يا صاحبتي.

وكثير من العبارات متعلق بالإهانات أصبح مستوحى من العربية، مثل عبارة “miskin”، والتي تعني مسكين.

ما الذي غذى هذه التداخل؟

يقول الكاتب الفرنسي لوك بيشلي الذي يحضر رسالة دكتوراه حول اندماج المهاجرين مع الوسط الفرنسي أن أغلب هذه الكلمات يرجع لخلفية دينية أو من أغاني الراب.

ومن بين الأغاني التي أخذت رواجا كبيرا بين الشباب الفرنسي، أغنية “بوند أورغانيزي” (Bande Organisée)، التي جمعت المغني جوليان ماري مع 157 مغني راب من مرسيليا وباريس، وقد استخدم فيها كلمات عربية مثل “خبطة” و”الحمد لله”.

وكثير من هذه الكلمات يلتقطها الشباب من أصدقائهم ولكنها لا تدخل القاموس الفرنسي، ولكن ربما نرى تأصيلا لغويا وقاموسيا لها في الأيام القادمة.

أخبار اليوم

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى