أخبار اليوم

بعد أن د.مّر سورية.. حـ.ـزب الله يعمل على التهام لبنان

بعد أن د.مّر سورية.. حـ.ـزب الله يعمل على التهام لبنان

أخبار اليوم-فريق المتابعة والتحرير

حـ.ـزب الله وبدعم إيراني مطلق عـ.ـاث فسـ.ـادا في سورية طولا وعرضا بدءا من دمشق وإلى درعا وحمص وحلب، ومناطق أخرى، فلم يكن يُنظر إلى مليـ.ـشيا “حـ.ـزب الله” قبل عام 2011 كما يُنظر إليها اليوم.

لم يكن في حسبان السوريين أن “حـ.ـزب الله” وأنصاره سيعودون إليهم – بعد خمس سنوات من استقبالهم وفتح أيديهم لهم عام 2006 – كمقـ.ـاتلين انحرفت بوصلتهم عن “عـ.ـدو الأمة”، ليرتكـ.ـبوا بحقهم المجـ.ـازر التي وثَّقتها المؤسسات الحقوقية ويشاركون في تهجيرهم، إلى جانب النظام السوري الذي ثـ.ـار السوريون عليه.

يكشف الجنرال حسين همداني، الذي قاد قـ.ـوات شيعية مشتركة بسوريا، وقُتـ.ـل هناك، في مذكراته “رسالة الأسماك”

قال فيها: “أن حـ.ـزب الله كان أكثر حماسة للدخول في المعـ.ـارك بسوريا من إيران نفسها؛ بل إن الأمين العام، حسـ.ـن نصر الله، هو من شجَّع إيران على التدخل، عندما طالبها بخطة تحرك عسـ.ـكرية وسياسية ضـ.ـد الحراك الثـ.ـوري في سوريا منذ أن كان “سلمياً”.

كما لم يُخفِ ذلك مستشار المرشـ.ـد الإيراني، يحيى رحيم صفوي، في عام 2016، عندما أكد سقـ.ـوط آلاف القتـ.ـلى من حـ.ـزب الله في سوريا، لافتاً إلى أن “عددهم يفوق عدد قتـ.ـلى إيران”.

معهد دراسات الحرب الأمريكي كان قد نشر بحثاً تحت عنوان “حـ.ـزب الله بسوريا” في عام 2014، كجزء من التقرير الأمني للشرق الأوسط، يتحدث فيه عن تفاصيل تور.ط الحزب وممارساته بسوريا منذ بداية الثـ.ـورة.

وأوضح البحث أنه “رغم أن حـ.ـزب الله احتفظ بدرجة عالية من السرية حول حجم وتنـ.ـظيم وأنشطة مقـ.ـاتليه في سوريا، فلا يزال من الممكن تقييم تو.رط الجماعة في سوريا من حسابات مفتوحة المصدر”.

كما لا تزال المساهمات الدقيقة لحـ.ـزب الله غامضة، ولكن تأثيرها على أرض المعـ.ـركة في عام 2013 وما بعده لا شك فيه.

فقد تحول دور الحزب في سوريا، بشكل كبير، في أوائل عام 2013، إلى تولّي قـ.ـواته دوراً في القـ.ـتال المباشر، والعمل بأعداد أكبر إلى جانب الجيـ.ـش السوري والقـ.ـوات شبه العسـ.ـكرية، كما أنه كثف جهوده لتنـ.ـظيم وتدريب قـ.ـوة شبه عسـ.ـكرية موالية للأسد.

وأبرز محطات الحزب بسوريا كانت في عام 2013؛ عندما قاد الهجـ.ـوم البري على “القصير”، وهي بلدة “سُنيّة” في المقام الأول بمحافظة حمص، وهي ليست بعيدة عن الحـ.ـدود مع لبنان.

كما شكّل انتصار الحزب بـ”القصير” نقطة انعـ.ـطاف مهمة في الصـ.ـراع السوري، حيث وجه ضـ.ـربة كبيرة لقـ.ـوات الثـ.ـوّار عسـ.ـكرياً ونفسياً، وبدأت مرحلة جديدة من تور.ط الحزب العلني والكبير في سوريا، كما استثمر نظام الأسد هذا التقدم على جبـ.ـهات أخرى لاستعادة مناطق في حمص وحلب ودمشق.

ومؤخرا يسعى حـ.ـزب الله لتطويع الجميع في لبنان وتغييير الدستور، فقد رسم أمين عام حـ.ـزب الله، حسـ.ـن نصر الله، برنامجاً متكاملاً، يتضمن رؤية حزبه للوضع في لبنان، ليُنفذ على مراحل متعددة، القريبة، المتوسطة والبعيدة.

وحسبما كتب منير الربيع في المدن فأمام حزب الله خيارات عدة فقد عاد نصر الله في صيغته إلى موقف أطلقه في العام 2011، في أعقاب أز.مة سياسية أيضاً، فدعا آنذاك إلى مؤتمر تأسيسي، ثم تراجع عنه في ما بعد.

وفي خطابه الأخير، جدد حديثه عن استعداده للبحث في تعديل الدستور، أو سد ثغـ.ـرات النظام السياسي. لكنه لم يشأ إضفاء طابع واضح على كلامه هذا. والأكيد أن لدى ـ.ـحزب الله جهات تفكر ملياً في هذا الأمر.

ووضع نصر الله معالم خطة سياسية ودستورية جديدة. فطرح أفكاراً بعضها معروف والبعض الآخر لا يزال مبـ.ـهماً. شـ.ـروطه المعروفة، هي تفعيل حكومة تصريف الأعمال والذهاب إلى حكومة تكنو سياسية. أما المبـ.ـهمة، فهي الفكرة التي تتحدث عن إيجاد حلّ دستوري.

وتقول مصادر قريبة من حـ.ـزب الله إن الخيار الدستوري لن يكون قابلاً للتطبيق سريعاً، ولكنه برنامج طويل الأمد.

وتلفت المصادر إلى أن الحزب، بدأ منذ أشهر عديدة وتحـ.ـديداً بعد ثورة 17 تشرين، يعقد لقاءات متعددة، بحثاً عن الدخول إلى مرحلة سياسية جديدة في لبنان، تتطابق مع الوقائع المتغيرة.

يعلم حـ.ـزب الله أن موضوع الدستور يحتاج إلى 86 نائباً، أي أكثرية الثلثين. ولذلك قد يطرح مستقبلاً فكرة تفسير الدستور في المجلس النيابي: حول حكومة تصريف الأعمال، وآلية تكوين السلطة، ومسألة تحـ.ـديد مهلة التكليف أو سحبه.

وهو لا يريد الدخول في تعديل الدستور بكليته، بل النقاش في نقطتين أو ثلاث، يلتقي فيها مع عون وباسيل.

فالأخير اقترح قبل مدة إجراء تعديلات دستورية: تحديد مهلة مدة زمنية لرئيس الجمهورية للاستشارات النيابية، في مقابل تحديد مهلة شهر للرئيس المكلف لتشكيل حكومته، وعدم ترك الوقت مفتوحاً أمامه.

ويحضّر نصر الله للمرحلة المقبلة، والتي سيطرح فيها المشكلة الأساسية في البلد: أز.مة النظام والحكومة، وأساسها الدستور.

لذا دعا إلى ضرورة البحث في إجراء تعديلات دستورية، تتعلق بمهلة التكليف أو التأليف. وفي إحدى جمل خطابه، قال سريعاً إن هناك ثغـ.ـرات لا بد من سدّها في النـ.ـظام.

وهنا تؤكد المعلومات أن حـ.ـزب الله لديه اقتراحات كثيرة في هذا المجال. بعضها حاضر وأخرى لم تتبلور بعد. وبعضها يتعلق بإعادة تكوين السلطة، وبكيفية انتخاب رئيس الجمهورية، وتكليف رئيس الحكومة، وإلزامهما بمهل دستورية للدعوة للاستشارات والتكليف والتشكيل أو الاعتذار. بمعنى أنه لا يمكن للرئيس المكلف أن يتمسك بتكليفه لمدة مفتوحة.

وبعض النقاط التي لم يتحدث عنها نصر الله، تقول مصادر قريبة من الحزب إنها لا تريد الغوص فيها. ولدى طرح أسئلة عما إذا كان حـ.ـزب الله قابل لطرح فكرة تعديل الدستور، للذهاب إلى المثالثة، تستبعد مصادره أن يكون الطرح بهذا الوضوح.

وكذلك إعادة طرح توزيع المناصب الأولى في الدولة، أو المداورة فيها بين الطوائف: كمثل حاكمية مصرف لبنان، ليتولاها بالمداورة أشخاص من طوائف متعددة، وإمكان انسحاب ذلك على قيادة الجيـ.ـش. ويسري عدم الوضوح على البحث في تعيين نائب لرئيس الجمهورية. وهذه كلها نقاشات مؤجلة، ولا يمكن البحث بها، حسب المصدر.

في المقابل، هناك إجماع لدى القـ.ـوى السياسية اللبنانية على أن الكلام عن تعديل الدستور، تهويلي بدايةً.

وهو استباق لأي مرحلة تتعلق بتغيير قواعد اللعبة. وأراد نصر الله توجيه رسائل إلى الجميع -وخصوصاً إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي- بأن الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي، والبحث في السـ.ـلاح، يفتحان الباب على طرح مقابل: تغيير أسس النظام وإجراء تعديلات دستورية. وبالتالي إعادة توزيع للحصص والمكاسب والمواقع والمناصب في الدولة.

لكن المشـ.ـكلة الأساسية التي يعاني منها لبنان حالياً، لا تحلها مثل هذه الطروحات والنقاشات. فالسؤال المطروح حقاً يتعلق بماهية لبنان، أو أي لبنان نريد؟ فيما تعـ.ـصف به أز.مات اقتصادية واجتماعية وسياسية، لا يعالجها تغيير النـ.ـظام وإعادة توزيع الصلاحيات.

ويبدو أن نصر الله يسعى لتوريـ.ـط الجميع ، فقد طرح نصر الله مسألة العودة إلى الحكومة السياسية. وهذا يعني أبلغ الردود على طرحه تغيير النـ.ـظام.

فهو يريد إعادة إنتاج السلطة ذاتها والتركيبة نفسها، مقابل أن يستمر هو بالتحكم بها وإدارتها على طريقته، بناء على تطويع القـ.ـوى السياسية داخل حكومة واحدة، ليكون الجميع متور.طاً بهذه الدوامة.

مصلحة حـ.ـزب الله الفعلية هي في بقاء الواقع الحالي على ما هو عليه.

مشروعه الخاص محفوظ ومصان. ويحميه بلعبة سياسية يستثمر فيها الخـ.ـلافات بين المتخـ.ـاصمين المتحاصصين، فيما يتربع هو في مرتبة أعلى منهم، وقادر على تجيير مواقفه لصالح هذا الطرف أو ذاك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى