روسيا تسـ.ـتهدف مواقع النفوذ التركي.. لماذا؟

روسيا تسـ.ـتهدف مواقع النفوذ التركي.. لماذا؟
أخبار اليوم-فريق المتابعة والتحرير
تتبادل روسيا وتركيا الاتهـ.ـامات بشأن خروقات كل منهما لمناطق سيطرة الآخر، كما يختلف الطرفان على من بدأ القصف على الآخر.
تتفاوت العلاقات الروسية التركية في مناطق النفوذ المختلفة في سورية ما بين مد وجزر، فتارة يغلب عليها التقارب والوفاق وأخرى تميل إلى التنـ.ـافس والصـ.ـراع.
لا سيما مع تشابك المصالح بين الدولتين وتقاطعها في الملف السوري وملفات إقليمية ودولية أخرى، بغض الطرف عما يتجرعه الشعب السوري من مرارة القـ.ـتال والتشريد جراء “صـ.ـراعات لا ناقة له فيها ولا جمل”.
إن العلاقات التركية–الروسية تنذر بمزيد من التنـ.ـاقضات في مواقف الطرفين في الأراضي السورية، لا سيما مع دخول الطرفين دائرة العـ.ـنف والعـ.ـنف المضـ.ـاد.
وعقد مزيد من المساومات والصفقات التي تفضي بدورها إلى زعـ.ـزعة الاستقرار في البلاد، حيث يتم الأخذ في اعتبار مصالح كلا الطرفين في مناطق النزاع المختلفة على حساب الشعب السوري ووحدة أرضه.
يمكن للعلاقات بين تركيا وروسيا -التي تغذيها مبادلات اقتصادية مفيدة للطرفين- أن تعطي انطباعا بتقارب حتمي بين البلدين، خاصة مع التشابه في مواصفاتيهما هذا بالإضافة إلى قيام بوتين وأردوغان بشكل منتظم بإظهار قربهما المبالغ فيه، في إطار علاقاتهما المضـ.ـطربة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
والبارحة كثفت قـ.ـوات النظام وروسيا قصفهما مناطق سيطرة المعارضة شمال غربي سوريا، الأحد 21 من آذار، مستهدفتين عدة مناطق من بينها مواقع استراتيجية.
القـ.ـصف على مناطق سيطرة المعارضة ليس جديدًا، وهو متكرر على الرغم من اتفاق “موسكو” الموقع في 5 من آذار 2020، والذي قضى بوقف إطلاق النـ.ـار.
لكن أمس، كان يومًا مختلفًا بقصـ.ـف مستشفى، ومحيط معبر “باب الهوى” شريان دخول المساعدات الأممية، إلى جانب استهـ.ـداف مركز محروقات، وعدة مدن وقرى في ريف إدلب الجنوبي.
وجاء القصـ.ـف بعد يوم من توفير تركيا تغطية نـ.ـارية غير مسبوقة، بغـ.ـارات جوية وقصـ.ـف مدفـ.ـعي على محيط بلدة عين عيسى شمالي الرقة، التي توجد فيها “قـ.ـوات سوريا الديمقراطية” (قسد) إلى جانب القـ.ـوات الروسية وقـ.ـوات النظام، حسبما نشر مركز “جسور للدراسات” في تقرير عن استـ.ـهداف أمس.
واعتبر قيادي في “الجيـ.ـش الوطني” (طلب عدم ذكر اسمه) أن قصـ.ـف أمس من قبل النظام وروسيا، هو رسالة لتركيا بعد استهـ.ـدافها عين عيسى، أمس، مفادها التحـ.ـذير من التمدد في مزيد من المناطق بالشمال السوري.
لماذا تحركت تركيا؟
قال الباحث عبد الوهاب عاصي في حديث له لموقع عنب بلدي، إن هذه النقطة تتعلق باستراتيجية تجزيء الخلافات، وغالبًا ما تلجأ الدول الفاعلة في سوريا إلى تجزئة الخلافات فيما بينها في القضايا الأخرى، منها القضايا الإقليمية كليبيا واليمن، وحتى إقليم كاراباخ في أذربيجان.
ويرى عبد الوهاب عاصي أن الروس والإيرانيين غير راضين عن استمرار الالتزام بهذه الاستراتيجية مع تركيا، لأنهما غير مستفيدتين من ذلك.
على خلاف تركيا التي بدأت تحقق مكاسب كبيرة من خلال استمرار هذا النهج، سواء بتحقيق استقرار لأكثر من عام في شمال غربي سوريا، وبالتالي استمرار وجودها العسـ.ـكري، وأيضًا التقدم شرق الفرات بعد عملية “نبع السلام” إلى جانب “الجيش الوطني”، وإنشاء قواعد عسـ.ـكرية، و”محاولة اقتـ.ـناص عين عيسى أو التقدم باتجاهها”.
وتعرض اليوم جبل البشري على حـ.ـدود الرقة لأكثر من 20 غـ.ـارة جوية روسية
كما شهد محيط بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي استقدام تعزيزات عسـ.ـكرية لميليـ.ـشيا قسد وفصـ.ـائل “الجيـ.ـش الوطني” بالتزامن مع اشتبـ.ـاكات متقطعة بين الطرفين.
وكان الطيران الحـ.ـربي الروسي نفذ أول أمس غـ.ـارة جوية على موقع للجـ.ـيش الوطني المدعوم تركيّاً في محيط عين عيسى، ما أسفر عن عدة إصـ.ـابات بينها إصـ.تابة خـ.ـطرة لضـ.ـابط تركي، كما نقل مراسلنا هناك عن مصادر عسـ.ـكرية محلية.
وسيطرت تركيا و”الجيـ.ـش الوطني” على مدينة تل أبيض شمالي الرقة ورأس العين شمال غربي الحسكة، بعد عملية “نبع السلام” التي أُطلقت في تشرين الأول 2019، وانتهت بتوقيع اتفاق بين موسكو وأنقرة.
واتفق الجانبان على سحب كل “الوحدات” من الشريط الحدودي لسوريا بشكل كامل، بعمق 30 كيلومترًا، خلال 150 ساعة، إضافة إلى سحب أسـ.ـلحتها من منبج وتل رفعت.
إضافة إلى تسيير دوريات تركية وروسية مشتركة غرب وشرق منطقة عملية “نبع السلام” بعمق عشرة كيلومترات، باستثناء مدينة القامشلي.
كما أوقف اتفاق موسكو في 5 من آذار 2020، بين الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، العمليات العسـ.ـكرية لقوات النظام وروسيا على مناطق سيطرة المعارضة.
ونص الاتفاق على تسيير دوريات مشتركة على “M4″، ووقف إطلاق النار كأبرز البنود.
وبعد الاتفاق، عززت تركيا من وجودها العسـ.ـكري في محافظة إدلب، بسحب نقاطها من مناطق سيطرة النظام، مقابل إنشاء نقاط جديدة في مناطق سيطرة المعارضة.
ونقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مسـ.ـؤول “وحدة الرصد والمتابعة” في فصائل المعارضة، أن تركيا أنهت تشكيل خط دفاعي “الدرع الفولاذية” على طول خط التماس.
ونشرت تركيا نحو 6000 جندي تركي، وحوالي 7500 آلية عسـ.ـكرية، بينها مدفعية ثقيلة وراجـ.ـمات صـ.ـواريخ ورادارات وعربات تنصـ.ـت، بالإضافة إلى أكثر من 200 دبـ.ـابة ومـ.ـدرعة وناقلة جـ.ـند، توزعت في أكثر من 70 نقطة وموقعًا عسـ.ـكريًا استراتيجيًا.
وأضاف المسـ.ـؤول أنه في جبل الزاوية جنوبي إدلب أُنشئت 20 نقطة وموقعًا عسـ.ـكريًا تركيًا.
المصدر: عنب بلدي وأخبار اليوم ووكالات