تفاهمات دولية بشأن سوريا المستقبل.. تفاصيل مسربة لأول مرة

التفاهمات الدولية بشأن سوريا المستقبل.. تفاصيل مسربة لأول مرة
أخبار اليوم
فريق التحرير
بات الشمال السوري الخارج عن سيطرة الأسد تحت حكم الوصاية التركية بحكم الواقع، وكذلك مناطق سيطرة الأسد تريد روسيا أن تُخضع تلك المناطق لحكمها لكنها لم تفلح بشكل كامل لغاية اليوم.
العلاقة بين تركيا وروسيا غير مستقرة في الغالب وتحكمها المصالح المتبادلة بين الطرفين من جهة وبين الناتو وروسيا من جهة ثانية.
تركيا تنوب عن الولايات المتحدة الأمريكية في التواجد العسـ.ـكري في سوريا، بينما تواجه روسيا الوجود التركي من باب فتح علاقات إيجابية مع تركيا من جهة ومواجهة التواجد العسـ.ـكري الأمريكي من جهة ثانية.
خطة روسية لإنقاذ اقتصاد الأسد
عمدت روسيا إلى ضـ.ـرب مصالح اقتصادية في مناطق خفض التصعيد في اليومين الماضيين، كما دفعت مليـ.ـشيا الأسد لقصـ.ـف مواقع حيوية في ذات المناطق.
فبينما قصـ.ـفت الطائرات الروسية معبر باب الهوى، البوابة الرئيسية بين تركيا والشمال السوري، قصـ.ـفت مليـ.ـشيات الأسد مشفى الأتارب.
ردت تركيا بقصـ.ـف مماثل لكنه أقل ضـ.ـرراً من الناحية الإنسانية والاقتصادية على مناطق سيطرة الأسد.
تطالب روسيا المجتمع الدولي بفك العزلة عن نظام الأسد ورفع العقـ.ـوبات الاقتصادية عليه، من أجل الحفاظ على هيبتها الدبلوماسية التي تعمل على إنقاذ الأسد منذ سنوات.
وتعمد روسيا من القصـ.ـف والتصعيد في شمال سوريا إلى إرغام تركيا على فتح المعابر مع الشمال السوري والذي يعتبر بوابة سوريا نحو العالم عبر تركيا.
وكانت الرسالة الروسية لتركيا لا لدخول القوافل الإنسانية إلى الشمال السوري إن لم نأخذ حصة لمناطق الأسد.
لم ترد الخارجية التركية عل المقترح الروسي والقاضي بفتح 3 معابر إنسانية لحماية مصالحها من القصـ.ـف الروسي المتكرر ومن قصـ.ـف مليـ.ـشيات الأسد.
ويتضمن المقترح الروسي، بحسب نائب مدير مركز حميميم التابع لوزارة دفـ.ـاع الاحـ.ـتلال الروسي، اللـ.ـواء البحري ألكسندر كاربوف، “استئناف عمل معبري سراقب وميزناز في منطقة إدلب لخفض التصعيد ومعبر أبو الزندين في منطقة مدينة حلب”.
واعتبر كاربوف أن “الاقتراح يشمل إطـ.ـلاق عمليتي إيصال الشاحنات الإنسانية وخروج النازحين عبر الممرات اعتبارا من 25 مارس (غدا الخميس).
وتشهد مناطق نظام أسد أز.مة اقتصادية خانقة تمثلت بارتفاع الأسعار بشكل كبير خلال الأيام الماضية بعد وصول سعر صرف الليرة السورية إلى مستويات قياسية إذ تخطت حاجز 4 آلاف ليرة سورية للدولار الواحد.
كما تشهد أيضا أز.مة محروقات وخبز ووقوف المواطنين لعشرات الساعات على محطات الوقود والأفران، فيما بات يعرف بـ”طوابير الإذ.لال اليومي”.
لكن في المناطق المحررة تبدو الصورة مختلفة ومفاجئة إذ لا أثر فيها للطوابير، ولا لعنـ.ـصر مخـ.ـابرات يعـ.ـتدي على كرامة كل من وقف في الطابور لساعات، حين يتجه مباشرة نحو نافذة البيع ليأخذ ما يريد عنوة ويمضي.
وكانت روسيا حاولت فتح معبر في بلدة الترنبة قرب سراقب بريف إدلب الشرقي، منتصف الشهر الماضي، إلا أنه بعد يومين من فتح المعبر لم يمر أي شخص من أهالي الشمال السوري.
تدخل روسيا يأتي عبر تفاهمات دولية
كانت الصيغة المستخدمة في وسائل الإعلام الروسية الرسمية أن الرئيس فلاديمير بوتين “يأمر” بالتفـ.ـاوض مع سوريا في شأن تسليم الجـ.ـيش الروسي منشآت ومناطق بحرية إضافية، صيغة معبّرة إلى أبعد حـ.ـدود.
كانت معبّرة عن واقع سوري جديد يرفـ.ـض كثيرون في المنطقة، على رأسهم إيران وأدواتها، أخذ العلم به يسعى هؤلاء إلى الهـ.ـرب من هذا الواقع!
يتمثّل هذا الواقع الجديد في وجود اتفاقات، أو على الأصح تفاهمات، محـ.ـدّدة تجعل من روسيا وصيّا على سوريا التي عرفناها أو على ما بقي منها.
قررت روسيا توسيع مناطق سيطرتها المباشرة في الأراضي السورية، سيكون لها ذلك لن تترك روسيا أي مجال لوجود إيراني على طول الشاطئ السوري وذلك بغية تأكيد أنّ هناك من يسيطر على سوريا وعلى كيفية تحديد دورها في المنطقة بعيدا عن الطموحات الإيرانية.
يبدو واضحا أنّ هناك نوعا من التفاهم الروسي – الأميركي في شأن سوريا، هناك، إضافة إلى ذلك، مباركة أميركية لتفاهم روسي – تركي – إسرائيلي على مستقبل سوريا.
يقوم هذا التفاهم على أن الوضع السوري لا يمكن أن يستمر كما كان عليه وأن لا مكان لإيران في سوريا.
إذا كان هـ.ـدف إيران دعم النظام الأقلّوي الذي يرمز إليه بشّار الأسد، فإنّ كلّ ما يمكن قوله الآن إن هذا النظام انفـ.ـجر من الداخل بدليل الانقسام بين فرعي العائلة، أي بين آل الأسد وآل مخلوف في ظلّ الخـ.ـلاف القائم على استحواذ آل الأسد على كل الأموال التي يمتلكها رامي مخلوف.
يصـ.ـعب تقدير الحجم الفعلي لهذه الأموال كما يصـ.ـعب تحديد من سيخرج منتصرا، علما أن الكفّة تميل إلى انتصار آل الأسد، فيما لا يمكن تجاهل أن لآل مخلوف وضعا مميّزا بين العلويين إضافة إلى أنّ رامي مخلوف استطاع إيجاد واجهات كثيرة تؤمن له حماية أمواله الموزّعة بين الخليج ودول أوروبية إضافة إلى روسيا وبعض الدول الدائرة في فلكها.
في كلّ الأحوال، لم يعد مفرّ من النظر إلى مستقبل سوريا من زاوية مختلفة هي زاوية التفاهم الروسي – الإسرائيلي – التركي الذي تباركه أميركا.
تعود المباركة الأميركية إلى أسباب عدّة من بينها أن الإدارة الأمريكية السابقة كانت مهتمة أكثر من أي وقت بمشاكل داخلية أميركية في سنة انتخابية.
الإدارة كانت أيضا بوبـ.ـاء كـ.ـورونا وتأثيره على الاقتصاد وبالنتائج التي ترتبت على الاضــ.طرابات التي تلت مقتـ.ـل مواطن أسود في مينيابوليس كبرى مدن ولاية مينيسوتا.
بينما لم تصدر إدارة الرئيس الأمريكي الجديد “جو بايدن” أي موقف واضح اتجاه الأز.مة السورية، ما يجعل المكان فارغاً وروسيا أقوى من أي وقت مضى لسد هذا الفراغ.
هذا لا يعني في طبيعة الحال أنّ أميركا ستكون بعيدة عن الملفّ السوري الذي تعتبره جزءا لا يتجزّأ من الملف الإيراني.
الدليل على مدى هذا الاهتمام الأميركي دخول “قانون قيصر” مرحلة أصبح فيها نافذا، القانون في غاية القـ.ـساوة ويفـ.ـرض عقـ.ـوبات على النظام السوري وعلى كلّ من يتعاطى معه.
لا شكّ أن على روسيا أن تأخذ هذا الأمر في الاعتبار نظرا أن الهـ.ـدف الأساسي لـ”قانون قيصر” الحلول مكان قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حيث استطاعت روسيا والصين حماية النظام السوري طويلا عبر “الفيتو”.
عطلت روسيا والصين بفضل استخدام “الفيتو” مشاريع قرارات عدّة طرحت على التصويت في الماضي.