افتدته بقلادة أمها فبكى الرسول محمد.. أعظم قصة حب في الإسلام

افتدته بقلادة أمها فبكى الرسول محمد.. أعظم قصة حب في الإسلام
أخبار اليوم
فريق التحرير
السيدة خديجة هي زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الأولى وأول نساء العالمين إسلاماً، بها قوي النبي وكان لمساندتها ودعمها له دوراً كبيراً في الانتشار الأول للإسلام.
للنبي محمد صلى الله عليه وسلم من زوجته خديجة بنت خويلد أربع بنات هنّ فاطمة، وأم كلثوم ورقية وزينب.
بعد نزول الوحي ودعوة النبي لقومه إلى الإسلام ثار غضب قريش على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأردوا كفه عن الدعوة، لكنهم لم يتمكنوا رغم كثرة المحاولات والحيل.
وقاد الرأي قريش إلى أن يؤذوه في بناته حتى بنردع فقالوا “ردوا عليه بناته” فطُلقت أم كلثوم ورقية، لكن زوج زينب أبى ذلك وثار بوجه قومه، طالباً من زوجته أن تبقى معه هي على دينها وهو على دينه.
أعظم قصة حب ووفاء في الإسلام
كان للسيدة خديجة بنت خويلد ابن أخت وهو أبي العاص ابن الربيع، أحب ابنتها زينب، فكان يطرق باب بيت خالته مراراً ليزور خالته ويطمئن على حبه.
بذل أبي العاص الكثير لأجل خطبة زينب التي كان يتقدم لها خيرة شبان قريش، فهي عالية النسب، فذهب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم طالباً يدها، لكن النبي أبلغه بأنه لن يبت في الأمر ليستأذن زينب التي احمر وجهها عندما صارحها والدها بالأمر.
وحصل أن عاد أبو العاص من احدى سفراته، وقد أصبح محمد رسولا، ففوجئ بإسلام زينب، فقال لها معاتبا: هلا اخبرتني قبل؟ فقالت: لقد بعث أبي نبيا وما كنت لأكذبه، وقد أسلم معي ابن عمي علي وصديقك أبو بكر وابن عمتك عثمان وأخوتي وأمي، فهلا أسلمت معنا؟
فرد: لا أريد أن يقال اني خذلت قومي، فهلا عذرت وقدرت؟ فقالت: ومن يعذر إن لم أفعل؟
وبعدها طلبت قريش من أصهار النبي طلاق بناته لإرغامه عليه الصلاة والسلام عن العدول عن الدعوة للدين الجديد، لكن أبي العاص أبى أن يفرق بينه وبين صاحبته وله في هذا المقام مقال لطيف.
واستأذن زينب بالبقاء على دينه وأن تبقى هي على دينها، ومرت الأيام وتفرق الحبيبان لكن القلوب بقت وفية للحب والوداد.
وقعت غـ.ـزوة بدر، فحـ.ـارب ابو العاص ضـ.ـد أبيها، فبكت زينب، وقالت: أني أخشى من يوم يُيتم فيه ولدي او أفقد أبي.
انتهت بدر بانتصار المسلمين وبأسر أبي العاص بن ربيع، فتسأل السيدة زينب: وماذا فعل أبي؟ فقيل لهل: انتصر المسلمون.
فتسجد شكراً لله، ثم سألت: وماذا فعل زوجي؟ فقالوا: أسره حموه، فقالت: سأرسل في فدائه، فدفعت بعقد أمها خديجة فدية له.
فرأى النبي عليه الصلاة والسلام العقد “عقد خديجة” فقال: أيها الناس إن هذا الرجل ما ذممناه صهراًً فهلا فككت أسره؟ وهلا رددتم الى ابنتي عقدها؟ مستأذناً
فقالوا: نعم، ﻓﺄﻋﻄﺎه النبي لأبي العاص، وقال له: قل لزينب الا تفرط في عقد خديجة، ثم أسر إليه بأن الله أمر أن أفرق بين مسلمة وكافر، فهلا رددت الي اﺑﻨﺘﻲ؟ ﻓﻘﺎل: ﻧﻌﻢ، وفعل.
وحصل أن خرج أبو العاص في تجارة لقريش فهـ.ـوجم من المسلمين وأخذوا ما معه، فهـ.ـرب الى ﺑﻴﺖ زﻳﻨﺐ ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ: اﺟﺌﺖ ﻣﺴﻠﻤﺎً؟ فقال: ﺑﻞ ﺟﺌﺖ ﻫـ.ـﺎرﺑﺎ.
ﻓﻘﺎﻟﺖ: ﻓﻼ ﺗﺨﻒ فقد أجرتك، فقال الرسول: أﻳﻬﺎ اﻟﻨﺎس إن ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﻣﺎ ذﻣﻤﺘﻪ ﺻﻬﺮا، وان ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ ﺣﺪﺛﻨﻲ ﻓﺼﺪﻗﻨﻲ ووعدني ﻓﻮﻓﻰ ﻟﻲ، ﻓﺈن ﻗﺒﻠﺘﻢ أن ﺗﺮدوا إﻟﻴﻪ ﻣﺎﻟﻪ؟ ﻓﻘﺎلوا: بلى.
أعاد أبو العاص أموال قريش، ثم أعلن إسلامه وعاد إلى اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ وتوجه اﻟﻰ اﻟﻨﺒﻲ وﻗﺎل: ﻳﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ أﺟﺮﺗﻨﻲ ﺑﺎلأﻣﺲ واﻟﻴﻮم جئتك مسلما، ثم قال: ﻳﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ ﻫﻞ ﺗﺄذن ﻟﻲ أن اراﺟﻊ زﻳﻨﺐ؟
فتوجه النبي الى زﻳﻨﺐ وقال: ان اﺑﻦ ﺧﺎﻟﺘﻚ ﺟﺎء ﻟﻲ اﻟﻴﻮم ﻳﺴﺘﺄذﻧﻨﻲ ان ﻳﺮاﺟﻌﻚ، فاﺣﻤﺮّ وﺟﻬﻬﺎ واﺑﺘﺴﻤﺖ، وﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ من مراجعتها توفيت السيدة زﻳﻨﺐ، ﻓﺒﻜﺎﻫﺎ أبو العاص ﺑﻜﺎء ﺷﺪﻳﺪاً، وكان يقول للنبي: ﻳﺎ رﺳﻮل اﻟﻠﻪ، ﻣﺎ ﻋﺪت أﻃﻴﻖ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻐﻴﺮ زﻳﻨﺐ، وﻣـ.ـﺎت أبو العاص ﺑﻌﺪها بسنة.
أخبار اليوم
16 تعليقات