أخبار اليوم

خطة بوتين الجديدة لإنقاذ الأسد ودعوات رسمية لبايدن بالتحرك الفوري

خطة بوتين الجديدة لإنقاذ الأسد ودعوات لبايدن بالتحرك الفوري

أخبار اليوم-فريق التحرير والمتابعة

تحدث “معهد واشنطن” لدراسات الشرق الأدنى في تقرير له عن خطة جديدة يسعى الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” لتنفيذها في سوريا خلال المرحلة المقبلة.

وأشارت كاتبة التقرير، الباحثة “آنا بورشفسكايا” إلى ضرورة وجود تحرك فوري من قبل الرئيس الأمريكي “جو بايدن” لمنـ.ـع روسيا من تنفيذ مخططاتها في سوريا، وذلك من أجل الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة في تلك المنطقة.

وحول تفاصيل الخطة الروسية، أكدت “بورشفسكايا” أن بوتين بدأ منذ فترة يوسع نفـ.ـوذ قواته في مناطق حسـ.ـاسة على الأراضي السورية، بالتزامن مع حراك دبلوماسي روسي مكثف بخصوص الملف السوري.

وطالبت الباحثة إدارة “بايدن” بضرورة التحرك والتوسع عسكرياً في سوريا، ومواجـ.ـهة مساعي موسكو التي بدأت خلال الأشهر الأخيرة تعزيز وجودها شمال شرقي سوريا، لاسيما في المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية”، والمناطق المحاذية للحدود التركية والعراقية.

وأوضحت “بورشفسكايا” في معرض حديثها أن نحو ثلاثة آلاف عنصر تابعين للشرطة العسكرية الروسية قد وصلوا إلى محافظة الحسكة مؤخراً، مضيفةً أن روسيا نشرت وحدات عسـ.ـكرية جديدة في مدينة “القامشلي” وبلدة “عين عيسى” وفي أرياف محافظة الرقة.

واعتبرت الباحثة أن انتشار الشـ.ـرطة العسـ.ـكرية الروسية في تلك المناطق التي شهدت عدة احتـ.ـكـاكات بين القوات الأمريكية والروسية خلال الصيف الماضي، تعد بمثابة رسالة واضحة المعالم موجهة إلى الولايات المتحدة وتركيا على حد سواء.

ولفتت أن الرسالة الروسية مفادها، أن روسيا لا تفكر أبداً بالتنازل عن هذه المساحة من الأراضي السورية التي تسيطر على معظمها “قوات سوريا الديمقراطية: التي تتلقى دعماً مباشراً من واشنطن.

وأضافت أن توسع روسيا في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا على حساب التواجد الأمريكي، ربما سيدفع “السوريين الأكراد” إلى عقد اتفاق مع النظام السوري يتيح لدمشق إمكانية استعادة السيطرة على المنطقة، وبالتالي تقريب” بشار الأسد” من النـ.ـصر الكامل.

اقرأ أيضا: خطة بايدن لضـ.ـرب روسيا في سوريا.. جهود حـ.ـازمة قبل حزيران القادم

أكد مسؤولو الإدارة الأميركية عزمهم الـ.ـضغط على روسيا في الملف السوري، وزير الخارجية الأميركي “أنتوني بلينكن” أكد، ضرورة “محاسبة روسيا على أفعالها المتهورة”.

كان الوزير أيضا قد صرح بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لبدء الثـ.ـورة السوري بأنه ناقش مع نظرائه الأوروبيين أهمية الحاجة إلى مساعدات إنسانية للمدنيين السوريين ومساءلة نظام الأسد.

سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، ليندا توماس- غرينفيلد، أكدت في جلسة إحاطة لمجلس الأمن حول سوريا، دعم واشنطن لتوسيع آلية المساعدات للشعب السوري.

الكاتبان تشارلز ليستر، وجيفري فيلتمان، في موقع بوليتيكو كشفا في تقرير مطول خطة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين ، لإغلاق آخر معبر يتيح وصول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها ملايين السوريين.

ويرى تقرير “بوليتيكو” إنه خلال الأشهر المقبلة، ستتاح للرئيس جو بايدن “فرصة لاستعادة التدفق غير المقيد للمساعدات الإنسانية إلى ملايين المدنيين عبر شمال سوريا الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة أكثر من أي وقت مضى”.

ولتحقيق هذه الغاية، سيتعين على بايدن وإدارته بذل “جهود حـ.ـازمة لتحويل المسار السوري في مجلس الأمن” قبل يوليو.

ورغم النفوذ الروسي في مجلس الأمن، لدى الولايات المتحدة وأوروبا النفوذ أيضا، فالجبهتان تسطيعان التوعية المستمرة بأهمية الحاجة إلى المساعدات والعـ.ـواقب الوخـ.ـيمة لتصرفات روسيا.

ويمكن للولايات المتحدة عقد اجتماعات في المجلس بشكل غير رسمي، في الأسابيع والأشهر القادمة، ومن شأن ذلك أن يمنحها منبرا للتحدث عن أهمية تسليم المساعدات.

ويقول الكاتبان إنه يجب عل بايدن تولي هذا الملف بنفسه، جنبا إلى جنب مع بلينكن، وسيتعين عليهما الضـ.ـغط المتواصل في الفترة التي تسبق التصويت في يوليو.

ودعا المقال بايدن إلى التحدث مع بوتين بشكل مباشر وإجراء مفـ.ـاوضات وزارية لنقل التصميم الأميركي على أهمية هذه القضية.

وقال التقرير إن الرئيس الروسي لن يأخذ الأمور على محمل الجـ.ـد إذا لم تتم بهذا المستوى، مشيرا إلى أن بوتين وافق على إيصال السماعدات عبر الحـ.ـدود في 2014 عندما تدخل الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما.

من خلال مـ.ـنع ملايين الأشخاص من الحصول على المساعدات الضرورية، تسعى روسيا إلى هـ.ـدف واحد فقط، “هو إجبـ.ـار السكان على الاستسلام لنظام أطـ.ـلق النـ.ـار عليهم وقصـ.ـفهم بالغاز لمدة 10 سنوات”.

ويشير التقرير إلى أن إغـ.ـلاق المعبر الوحيد سيؤدي حتما إلى كـ.ـارثة إنسانية، وينقل عن منسق مساعدات الأمم المتحدة، مارك لوكوك، في إحاطته لمجلس الأمن الدولي  إن التدخل الروسي في الصيف من شأنه أن “تتحول الأز.مة الإنسانية في شمال سوريا من مـ.ـروعة إلى كـ.ـارثية”.

ويقول التقرير إن واحدا من كل ثلاثة أطفال في تلك المنطقة حاليا يعـ.ـانون من سـ.ـوء التغذية الحـ.ـاد وتظهر عليهم علامات التقزم، والأحوال المعيشية تدهـ.ـورت بشكل مطرد منذ أن اقتصرت المساعدات على هذا المعبر قبل سبعة أشهر.

ويوضح التقرير أن استهـ.ـداف روسيا ومليـ.ـشيات النظام السوري للبنية التحيتية في المنطقة مؤخرا، رغم اتفاق وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار، يبدو أنه حملة “متعمدة وموجهة من أجل زيادة تدهـ.ـور الظروف المعيشية، ربما استعدادا لوقف المساعدات في يوليو وهجـ.ـوم عسـ.ـكري شامل”.

الموقف الأمريكي من المساعدات الإنسانية والانتخابات الرئاسية السورية

ورحبت الدبلوماسية الأميركية بقرار مجلس الأمن الدولي، الذي صدر في يوليو، بشأن تجديد آلية إيصال المساعدات عبر الحـ.ـدود، وقالت إن الوليات المتحدة تبحث “تعزيزه وتوسيعه، الأمر الذي لا غنى عنه لضمان إيصال الغذاء والدواء، ولقاحات كوفيد-19، وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة إلى سوريا”.

وقالت إن “هناك سببا واحدا.. يمنـ.ـعنا من تفعيل حل سلمي للأزمة، هو رفـ.ـض نظام الأسد الانخراط بحسن نية”، مضيفة أن النظام “لم يتخذ خطوة واحدة من شأنها أن ترسي الأساس للسلام”، ودعت روسيا للضـ.ـغط على نظام الأسد “للتخلي عن المماطلة”.

وطلبت توماس- غرينفيلد من المجتمع الدولي ألا ينخـ.ـدع بالانتخابات الرئاسية السورية المقبلة، لأنها “لن تكون انتخابات حرة ولا نزيهة، ولن تضفي الشـ.ـرعية على نظام الأسد، فهي لا تفي بالمعايير المنصوص عليها في القرار 2254، بما في ذلك إشـ.ـراف الأمم المتحدة عليها أو إجراؤها وفقا لدستور جديد”.

ودعت المبعوث الخاص بسوريا لتقديم معلومات عن جهوده لتحديد مكان المحتـ.ـجزين والإفراج عنهم، ومواصلة تعزيز الجهود في جنيف للعمل على إطـ.ـلاق سراح المعتقـ.ـلين.

كانت جالينا بورتر، نائبة المتحدث باسم الخارجية الأميركية، قد أكدت أيضا، أن “الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب السوري” ودعت إلى “مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لتحقيق المحاسبة إطـ.ـلاق سراح المعـ.ـتقلين قسـ.ـرا، وتقديم معلومات حول المفقـ.ـودين وتقديم مساعدات إنسانية من دون عوائق للشعب السوري”.

وأكدت بوتر أن الولايات المتحدة تواصل “التشجيع على تسوية سياسية لإنهـ.ـاء النـ.ـزاع في سوريا، بالتشاور الوثيق مع حلفائنا وشركائنا والأمم المتحدة”.

وأشارت إلى أن “التسوية السياسية هي السبيل الوحيد لإنهـ.ـاء الصـ.ـراع ووقف المعاناة، وتوفير السلام والأمن الذي يستحقه الشعب السوري”.

ما هي سياسة بايدن تجاه سوريا؟

على الجانب الآخر، يرى جمال نصار في موقع عربي 21 أن الرئيس الأمريكي جو بايدن له مخططات أخرى في سوريا.

ويقول نصار إن هناك مؤشرات على أن إدارة بايدن “ستتجه لتبنّي استراتيجية مختلفة عن إدارة سابقه دونالد ترامب، حيث ستعمل على استعادة الدور الأمريكي في سوريا، بعد تراجعه بشكل كبير خلال المرحلة السابقة، لصالح روسيا”.

ويضيف الكاتب أن إدارة بايدن تدرك “أن استمرار سوريا كدولة فـ.ـاشلة، سوف يترتب عليه تداعيات خطـ.ـيرة، في مقدمتها استمرار معـ.ـاناة الشعب السوري، وتدفق موجات جديدة من اللاجئين إلى الدول المجاورة.

إضافة إلى توفير أرضية خصبة للمنظـ.ـمات الإرهـ.ـابية المتـ.ـطرفة، واحتمال عودة الاشتبـ.ـاكات المسـ.ـلحة بين أطراف النـ.ـزاع، مما قد ينعكس سلبيًا على استقرار دول الجوار”.

ويتابع نصار: “يبقى الاختبار الأهم لسياسات الرئيس جو بايدن وإدارته في سوريا، في مدى تعاطيه مع قرار مجلس الأمن 2254، الذي تم التصويت عليه في 18 ديسمبر/كانون الأول 2015.

ونصّ على بدء محادثات السلام بسوريا في يناير/كانون الثاني 2016، وأكد أن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل البلاد، ودعا لتشكيل حكومة انتقالية، وإجراء انتخابات برعاية أممية، ووقف أي هجـ.ـمات ضـ.ـد المدنيين بشكل فوري”.

أخبار اليوم ووكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى