من لاجئة سورية مهجّرة إلى أضواء الشهرة ومنافسة نجوم ألمانيا .. تعرف عليها (صور)

من لاجئة مهجّرة إلى أضواء الشهرة ومنافسة نجوم ألمانيا .. تعرف عليها
أخبار اليوم-فريق التحرير والمتابعة
سولين عمر، هي فتاة سورية لاجئة في ألمانيا مع عائلتها منذ خمس سنوات، تحظى اليوم بشهرة واسعة بعد تقدمها في مراحل برنامج “Germany’s Next Topmodel” (عارضة أزياء ألمانيا) وتسعى فيه لأن تصبح أفضل عارضة أزياء في البلاد.
والبرنامج هو النسخة الألمانية من البرنامج الأميركي “America’s next top Model” تعرضه قناة “برو زيبين” المحلية، وتقدمه النجمة العالمية هايدي كلوم. ويحظى برنامج الواقع باهتمام إعلامي في ألمانيا، وتصفه صحف محلية بأنه يتخطى الدراما السطحية التي تقدمها برامج تلفزيون الواقع، هذا العام.
فسولين المقيمة في مدينة هامبورغ، تجلب إليه تذكيراً صارخاً بمآسٍ حقيقية في العالم الخارجي، تتخطى الغيرة والدراما والتفاهات التي تحصل عادة خلف الكواليس.
ورغم ذلك، تبقى مسيرة سولين في البرنامج مماثلة لمصير سوريا في السياسة العالمية. ويعني ذلك أن هنالك محاولة دائمة في البرنامج لعكس استياء عام وملل من قصة معاناة سولين الشخصية، من طفلة عانت من القصف والموت والحرب في بلادها، ثم اللجوء في تركيا.
وبعدها توجهت إلى ألمانيا حيث تفوقت في الشهادة الثانوية، لتختار التقدم للبرنامج إلى جانب إجادتها خمس لغات وهي في التاسعة عشرة من عمرها فقط.
وتركز الكاميرات عادة على عيون المشاركين والجمهور التي تدور نحو الأعلى بملل وتبرّم عند ذكر ماضي سولين وقصص الحرب في سوريا، بشكل لا يحدث مع قصص المشاركين الشخصية الأخرى.
وفي إحدى الحلقات كان الموضوع يتمحور حول التعامل مع الصحافة، لكن الصحافيين الذين حضروا إلى البرنامج ونشروا قصصاً عن سولين لاحقاً، تجاهلوا الكثير من التفاصيل التي تعطي معنى للصحافة الحقيقية والجادة، واهتموا بالتفاهات التي تحدث في الكواليس، مثل الغيرة العامة من نجاح سولين من قبل مشتركات أخريات، لا أكثر.
وحتى ضمن مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن ملاحظة تعليقات كثيرة تسخر من سولين، مثلاً: “نحن نعرف أنك أتيت من سوريا، لا نهتم بقصة حياتك مرة بعد مرة”، مع ضحكات دراماتيكية.
كما أن تلك التعليقات تلاحقها من قبل الجمهور العربي والمسلم أيضاً، الذين، بدلاً من الاحتفاء بنجاحها، يصفونها بالفجور والانحلال الأخلاقي.
في السياق، تعرّف الصفحة الرسمية للبرنامج، سولين، بأنها فتاة تتحدث خمس لغات، تخرجت من المدرسة الثانوية وتحب الوقوف أمام الكاميرا والقيام بأدوار متنوعة.
ويشيد أصدقاؤها بروحها المرحة وحماسها للحياة، وأنها تتقن الرقص والرسم والعزف على آلة البيانو. وفي مقطع فيديو، تحدثت سولين عن أن البرنامج أكثر من مجرد عنوان، بل هو “رسالة”، موضحة: “أريد أن أحقق شيئاً وأظهر للناس بهذه العبارة: مرحباً، هذه أنا، لقد واجهت الكثير، وتعثرت مرات، لكن ها أنا ذا، لقد وصلت”.
وتشتاق سولين لوطنها، لأن سوريا ستظل دائماً جزءاً منها، على حد تعبيرها، لكنها تعلم أيضاً أنها وصلت إلى ألمانيا، وهي تريد أن تعيش شغفها، وأن تصبح عارضة أزياء.
وأوضحت: “منذ أن كنت صغيرةً، وقفت أمام المرآة، ونظرت إلى نفسي، وقمت ببعض الحركات ورقصت، وأدركت أن ذلك لن يكون من أجل المتعة فقط.. لقد أحببت أن أكون أمام الكاميرا”.
على طريق الشهرة
تتميز النسخة الأخيرة من البرنامج بمشاركة شابة سورية قُدمت باسم “سولين”، من دون إشارة إلى اسمها الأخير، وهي قاعدة في البرنامج، إذ تُذكر أسماء المتسابقات من دون ذكو كنياتهن.
تعرّف الصفحة الرسمية للبرنامج على موقع قناة “برو زيبين” سولين، بأنها فتاة تبلغ من العمر عشرين عاماً وتتحدث خمس لغات، وبأنها تخرجت من المدرسة الثانوية وتحب الوقوف أمام الكاميرا والقيام بأدوار متنوعة.
وذكر الموقع أن أصدقاء “سولين” يشيدون بروحها المرحة وحساسيتها العالية وحماسها للحياة، وأنها تتقن الرقص والرسم والعزف على آلة البيانو. كما ذكر التعريف قول سولين إن البرنامج يعني بالنسبة إليها أكثر من مجرد الحصول على لقب Top Model، وإنه وسيلتها لتخبر العالم عن قصتها.
تقول سولين في مقطع فيديو منشور على موقع البرنامج إنها سورية مقيمة في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا منذ خمس سنوات، وإنها كانت في سوريا حتى بلغت الحادية عشرة من عمرها حين “بدأت الحرب” – على حد وصفها- وقد شاهدت الطائرات والانفجارات وكل ما يتعلق بـ”الحرب”، فقررت عائلتها التوجه إلى تركيا حيث بقيت ثلاث سنوات، ومن هناك توجهوا نحو ألمانيا.
تحكي “سولين” في مقطع الفيديو عن اشتياقها إلى سوريا، وأن سوريا هي وطنها، وبأن “الوطن يبقى دائماً جزءاً من المرء مهما تغرب”. لكنها تعتبر أن مستقبلها هو “هنا” في ألمانيا.
وقالت إنها تعرف أنها ستقوم بجلسات تصوير عارية ضمن حلقات البرنامج، وهي تتوقع خروج ردود أفعال من مجتمعات محافظة ومسلمة لأنها مجتمعات لا تحبذ مثل هذه الأمور.
وأضافت: “حين أتصور عارية، هذا لا يعني أنني قد نسيت ثقافتي. وحين يظن الناس المنتمون إلى مجتمعي بأنني قد نسيت ثقافتي (وعادات مجتمعي) فتلك مشكلتهم”.
الملكة “سولين”
قالت صحيفة “بيلد” الألمانية الشعبية الواسعة الانتشار إن الشابة “سولين ذات الابتسامة المُذهلة” لديها “القصة الأكثر إثارة” في هذا الموسم من برنامج Germany’s next top Model.
ونقلت الصحيفة كلام “سولين” عن حياتها في مدينة حلب السورية، وعن ذكرياتها مع الحرب، واندماجها في المجتمع الألماني، وتعلّمها اللغة الألمانية “بسرعة أذهلت جميع المحيطين بها”.
“سولين” بين الترحيب الألماني والغضب العربي.
فيما كتبت مجلة شتيرن، إحدى أكبر المجلات المجتمعية في ألمانيا تعريفاً عن “سولين” في إطار التعريف عن مشتركات الموسم الجديد، ونقلت عن “سولين” إنها بمشاركتها تُرسل رسالة مفادها أن لكل إنسان حق العيش بكرامة.
اتهامات بالفجور
وفيما احتفى بها بعض متابعي برنامج Germany’s next top Model من الألمان، ووصفها أحدهم بـ”الملكة سولين” (Soulin Queen) واعتبرها آخرون العارضة المُفضلة لديهم من بين باقي المتسابقات، اختلفت تعليقات العرب والسوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ دعمها البعض وعلق بأن هذا حلمها وحقها، وأن لكل امرئ الحق في فعل ما يريد.
إلا أن الكثير من التعليقات رفضت ما تقوم به، بدعوى أن هذا الأمر “يدعو إلى الفجور والفسق ولا يشبه شيئاً من ثقافتنا وتراثنا”، ودعى لها آخرون بالهداية.
المصدر: رصيف 22 +المدن + أخبار اليوم