أول تحرك أمريكي حقيقي بشأن الأزمة السورية

أول تحرك أمريكي حقيقي بشأن الأزمة السورية
أخبار اليوم-فريق التحرير والمتابعة
أصدرت البعثة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة بياناً يوم أمس تم توزيعه على الصحفيين، معلنة فيه أن وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” سيترأس يوم الاثنين القادم اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي حول سوريا.
وأعلنت الإدارة الأمريكية الجديدة عن أول تحرك فعلي لها بخصوص الأوضاع القائمة في سوريا، بعد أن اقتصرت المرحلة السابقة على تصريحات ومشاريع قرارات ما زالت قيد الدراسة بشأن استراتيجية تعامل إدارة “بايدن” مع الملف السوري.
وذكر البيان أنه ضمن رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية لأعمال مجلس الأمن الدولي خلال شهر آذار/ مارس الجالي، سيرأس “بلينكن” اجتماعاً للمجلس حول الأوضاع الإنسانية في سوريا بحضور افتراضي.
وأكد البيان أن الوزير الأمريكي سيشدد خلال الاجتماع على استمرار دعم بلاده لأبناء الشعب السوري من أجل وقف دائم لإطـ.ـلاق النـ.ـار في سوريا
وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية ستعزز عملية وصول المساعدات الإنسانية دون عـ.ـوائق إلى كافة المجتمعات الضـ.ـعيفة في كافة أنحاء سوريا.
كما لفت البيان أن “بلينكن” سيعقد أيضاً لقاءات خاصة مع كل من الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة “فولكان بوزكير”.
أما بالنسبة لهـ.ـدف الولايات المتحدة من ترأس “بلينكن” للبعثة الأمريكية خلال الاجتماع، قال البيان: “هذه المشاركة ستعيد تأكيد التزام الولايات المتحدة بالعمل من خلال النظام متعدد الأطراف لمواجـ.ـهة كبريات التـ.ـحديات حول العالم.
يأتي ذلك في الوقت الذي توقعت فيه عدة تقارير صحفية أن يشهد الاجتماع القادم، يوم الاثنين المقبل، مواجـ.ـهةً دبلوماسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بشأن الملف السوري.
ونوهت أن روسيا تستعد كعادتها لمساندة النظام السوري دبلوماسياً بالتوازي مع دعمه اقتصادياً وعسكرياً طيلة السنوات الماضية.
وأشارت التقارير إلى أن مناقشة الأوضاع الإنسانية خلال الاجتماع من المرجح أن تشهد صـ.ـداماً دبلوماسياً مع الجانب الروسي، خاصة بما يتعلق بمسألة تمديد القرار الدولي الخاص بالمساعدات عبر الحدود الذي تنتهي مدته في تموز/ يوليو القادم.
وكان مجلس الأمن الدولي قد مدد خلال شهر يوليو/ تموز الفائت بعد سجال مطول بين روسيا والولايات المتحدة، القرار الدولي رقم 2533 لمدة عام إضافي.
وتضمن التمديد تعديلاً على القرار بشأن اقتصار إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود، على معبر حدودي واحد فقط، هو معبر “باب الهوى” بين تركيا ومحافظة إدلب شمال غرب سوريا.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الأمريكي “أنتوني بلينكن” كان قد أكد في تصريحات صحفية سابقة التزام بلاده بمسار التسوية السياسية للملف السوري بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
كما شدد على ضرورة العمل على تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية إلى الداخل السوري عبر الحدود، وذلك في أول تحرك له حول الأوضاع في سوريا بعد أن تولى منصب وزير الخارجية للولايات المتحدة.
المصدر: طيف بوست
اقرأ أيضا: قصقصة جناحات وهـ.ـروب.. قـ.ـاعدة حميميم توجه تهـ.ـديد مباشر لآل الأسد
بعد أن عـ.ـاث آل الأسد في الساحل السوري – موطئ القدم الروسية في الأراضي السورية- فـ.ـساداً، وجدت الإدارة الروسية نفسها في موقف لا تحسد عليه.
تريد روسيا أن ترسي الأمن والاستقرار في الأماكن التي تسيطر عليها، خاصة مناطق الساحل
السوري –المياه الدافئة التي تمكنها من حوض المتوسط، وطوق العاصمة دمشق، وحـ.ـدود الجولان السوري المحـ.ـتل.
يبدو أن المهمة الأصـ.ـعب الآن أمام الروس هي منطقة الساحل السوري، إذ تنقسم المنطقة لمناطق نفوذ وصـ.ـراعات بين شبيحة آل الأسد ومخلوف وشاليش وغيرهم من الأسماء الكبيرة التي ناصرت الأسد الأب مادياً ومعنوياً إثر انقـ.ـلابه الذي تسلم على أثره الحكم في دمشق.
يسعى الروس من وراء نشر حالة الاستقرار والأمن في هذه المناطق لهـ.ـدفين اثنين:
الأول؛ وهو الهـ.ـدف الأهم، تكوين قـ.ـاعدة شعبية يستند التواجد الروسي عليها في تمرير القرارات والوصول للأهـ.ـداف، وتمكنت روسيا جزئياً من هذا تحقيق هذا الهـ.ـدف بعد أن حققت النبذ المجتمعي لإيران.
الثاني هو إقناع المجتمع الدولي بقدرتها على إدارة الوضع في سوريا
لكن عصـ.ـابات القرداحة التي تتقاسم الساحل السوري تجعل المهمة صـ.ـعبة أمام الروس، الذين بدؤوا بوضع حـ.ـد لهم.
وكتب عبد السلام الحاج في موقع أورينت نيوز، تداعي عائلة الأسد لاجتماع طارئ عقد في فيلا بمزرعة في قرية عين العروس القريبة من القرداحة يعتقد أنها تعود لابنة جميل الأسد يوم 10/3.
حضر الاجتماع ما يقارب العشرين شخصا من آل الأسد يمثلون جيل بشار والجيل الأصغر سنا، وكان من أبرز الحاضرين اثنان من أبناء رفعت الأسد إضافة إلى فلك جميل الأسد.
مصادر أورينت أكدت أن الاجتماع عقد بأوامر خارجية، وساده صـ.ـخب شـ.ـديد وصـ.ـراخ وصل صداه للمزارع القريبة، لكن المصادر لم تستطع معرفة السبب وراء الاجتماع الطارئ الذي لم تعتده العائلة المشـ.ـرذمة والتي تسود عـ.ـلاقات أفرادها الحساسية والتنـ.ـافسية، وأحيانا كثيرة الصـ.ـراعات.
انفـ.ـضّ الاجتماع عقب تعالي الصـ.ـراخ لكنه تجدّد في اليوم التالي بمطعم “القيصر” الواقع بين القرداحة وبانياس.
وبحسب الموقع فقد ازداد عدد المجتمعين ليضم أشخاصا من الذين تمت تكنيتهم بالأسد في ثمانينيات القرن الماضي، ولم ترشح أخبار عن مجريات الاجتماع الذي لم يشهد كسابقه اشتباكات كلامية مرتفعة الحدّة.
ورج الكاتب إلى اتخاذ المجتمعين قرارا بانسـ.ـحاب دائم أو مؤقت لآل الأسد من المشهد الساحلي، أو أقلّه تخفيف الظهور العلني إلى أقصى درجة، واقتصار تحركات أفراد العائلة على الأعمال الملحّة التي تتطلب الحضور الشخصي.
تهـ.ـديدات روسية
من جانب آخر يتداول سكان مدن اللاذقية وجبلة والقرداحة أخبارا عن تهـ.ـديدات وصلت عائلة الأسد، ويروي البعض أنها أتت من أكثر من جهة ومنها قـ.ـاعدة حميميم.
ويربط هؤلاء بين هذه التهـ.ـديدات وحوادث إطـ.ـلاق النـ.ـار التي وقعت في القرداحة خلال الأيام الماضية، والتي بقيت عصيّة على إدراك حقيقتها، لكن مع إشارات إلى أنها خـ.ـلافات داخلية بين أفراد الأسرة وليس كما أشيع على أنها اشتبـ.ـاكات بين آل الأسد وآل مخلوف.
وفيما يستحيل الوصول للمعلومة المؤكدة، يشير الناشط الإعلامي محمد الساحلي المتعاون مع أورينت نت إلى تقاطع الأنباء عن فقـ.ـدان ثلاثة شبان من آل الأسد، يرجح وقوعهم قـ.ـتلى، الأمر الذي أدى لانتشار كثيف للأ.من في القرداحة ومنع الدخول إليها والخروج منها يوم الإثنين الماضي.
ترافقت هذه الأنباء مع تزايد حركة الشبيحة في شوارع اللاذقية دون تحـ.ـرّش بالسكان، كما ازداد عدد الحـ.ـواجز الأ.منية في قرى جبلة والقرداحة، وهي التي كان قد أزيل معظمها منذ سنتين.
الانتشار الروسي في الساحل السوري
باتت الثقافة الروسية هي المسيطرة على عقول الشباب واليافعين، وما يثبت ذلك ظهور العديد من المشاهد التي توضح حجم “الغـ.ـزو الثقافي الروسي”.
فغدا الاستماع إلى الموسيقا الروسية، وكذلك تقديم الوجبات الروسية في العديد من المطاعم التي سميت بأسماء روسية، خير دليل على ذلك إضافة لـ مشاهد تجول الجنـ.ـود الروس في مدن الساحل السوري التي باتت أمرا اعتياديا.
وعلى الصعيد الاجتماعي، يقول ناشطون إن روسيا تستغل حاجة الأهالي، والأوضاع الاقتصادية المتردية، لتنشط داخل المجتمع السوري في الساحل، من خلال توزيع الحصص الإغاثية.
وتروي مشاهدات حية من داخل مدينة اللاذقية، أن النفوذ الروسي لا يقتصر على الشأن العسـ.ـكري، وإنما يتعداه إلى الجانب الاجتماعي والثقافي.
كما تنتشر المعاهد التي تعلم اللغة الروسية انتشارا كبيرا في الساحل السوري، لما تلقاه من إقبال متزايد من الأهالي على تعلم اللغة الروسية.
وبحسب رصد ناشطين وخبراء سوريين للنشاطات الروسية في الساحل السوري، يتضح قيام المركز الثقافي الروسي (مقره دمشق) بالعديد من النشاطات الثقافية، منها إحياء فرقة “يارمركا” الموسيقية الروسية للرقص الشعبي بالتعاون مع فرق راقصة أخرى تابعة للجالية الروسية حفلات في طرطوس واللاذقية.
لماذا الساحل السوري؟
وتحت تأثير عوامل عدة، وقع اختيار روسيا على الساحل، بوابة للتدخل العسـ.ـكري في سوريا، وفق الباحث المتخصص بالشأن الروسي، الدكتور محمود الحمزة.
وقال الحمزة، من موسكو، إن روسيا تنظر بأهمية كبيرة إلى الموقع الاستراتيجي للسواحل السورية على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، مبينا أن “الوصول إلى هذه المنطقة وإقامة قـ.ـواعد عسـ.ـكرية فيها، يعد حلما تاريخيا للروس”.
وأضاف الخبير السوري الروسي، أن روسيا تدرك جيدا مدى أهمية أن يكون لها موطئ قدم لها في البحر المتوسط الذي يربط القارات الثلاث (آسيا، أوروبا، أفريقيا)، لأن ذلك يعني تواجد لروسيا في قلب العالم.
وإلى جانب الأهمية الجيوسياسية للساحل السوري، بحسب الحمزة، فإن الجانب الاجتماعي، أي تركز “الطائفة العلوية” في هذه المنطقة، يعد عاملا مساعدا لروسيا للبقاء الطويل المدى في سوريا.
وأكد الحمزة في حديثه لـ عرب 21، أن “الوجود الروسي يقابل بترحيب شعبي من الأهالي في الساحل السوري”، متسائلا: “هل كان سيحظى الروس بقبول في إدلب، أو في درعا؟”.
وذهب إلى حد اعتبار أن الأهالي هناك يرحبون بالوجود الروسي، أكثر من الوجود الإيراني، وذلك بسبب الخلافات العقدية المتجذرة بين الشيعة والطائفة العلوية، وفق قوله.
وفي السياق ذاته، أشار الحمزة إلى وجود عدد كبير من الضـ.ـباط السوريين من أبناء الساحل السوري الذين تلقوا العلوم العسـ.ـكرية في الأكاديميات الروسية.
وتشير المعطيات الراهنة ” إلى أن روسيا شرعت منذ وصولها الساحل، إلى ترسيخ سيطرتها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، إلى جانب السيطرة العسـ.ـكرية.
أخبار اليوم+ وكالات