أخبار اليوم

حـ.ـرب بلا د.ماء.. هكذا يمكن لروسيا تدمير البنية التحتية في أوكرانيا

حـ.ـرب بلا د.ماء.. هكذا يمكن لروسيا تدمير البنية التحتية في أوكرانيا

أخبار اليوم

فريق المتابعة والتحرير

نقلت روسيا في هذه الآونة مئة ألف جندي مدججين بالسلاح والعتاد الثقيل ومدعومين برا وبحرا وجوا إلى الحدود مع أوكرانيا مهـ.ـددة بشـ.ـن حـ.ـرب هي الأقوى عالميا منذ الحـ.ـرب العالمية الثانية.

ولكن على الرغم من عدم إطـ.ـلاق النار باتجاه أوكرانيا حتى الآن، إلا أن العمليات الإلكترونية التي تتقنها روسيا جارية بالفعل، بل وبدأت منذ زمن ليس بالقصير.

في أواسط كانون الثاني المنصرم، قام المتسللون بتعطيل الوصول إلى العديد من مواقع الحكومة الأوكرانية، مما أثار مخاوف حول هجمات إلكترونية أكثر خطورة من شأنها أن تعطل حياة الأوكرانيين العاديين.

استهدف المتسللون المشافي ووكالتين حكوميتين، وابتزوا القائمين على المشافي والمرضى، باستخدام برامج الفدية وتجميد البيانات، وأدت هجمات المشافي هذه لوفاة بعض المرضى وفق تقارير حكومية.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، ففي منتصف كانون الثاني الماضي أيضا، قام المتسللون بتلويث مواقع أكثر من 70 وكالة حكومية، وتثبيت برمجيات ضارة قامت بمسح وتد.مير البيانات في وكالتين حكوميتين أوكرانيتين على الأقل.

وفي الوقت الذي أصرت فيه روسيا على نفي علاقتها بالهـ.ـجمات، فإن الاستعدادات الوقائية في أوروبا تجري على قدم وساق، فيما ترفع المؤسسات الغربية من مستويات التأهب لمواجهة الهـ.ـجمات الإلكترونية.

المشكلة الأكبر في الهـ.ـجمات السيبرانية أنها مُعدية بشكل ما.

تتوفر الأكواد البرمجية الخبيثة للجميع، ويجري تطويرها باستمرار من قبل مجموعات مختلفة، ويعاد استخدامها في هـ.ـجمات متفاوتة المستوى ومختلفة الأسباب.

فهجوم “نوت بيتيا (NotPetya)” الإلكتروني لعام 2017 الذي أمرت به موسكو في البداية إلى الشركات الخاصة الأوكرانية قبل أن ينتشر ويد.مر الأنظمة في جميع أنحاء العالم.

من عام 2017، كان هناك جدل مستمر حول ما إذا كان الضـ.ـحايا الدوليون مجرد أضرار جانبية غير مقصودة، أو ما إذا كان الهجوم يستهـ.ـدف جميع الشركات التي تتعامل مع أعداء روسيا.

بيد أن ما لم يختلف عليه أحد أنه مرشح للحدوث مرة أخرى، وهو ما حدث بالفعل في هجوم الشهر الماضي الذي شُن عبر برمجية عُرفت باسم “ويسبر جيت”.

وكغيره، تنكر “ويسبر جيت” في صورة برنامج فدية بينما كان يهـ.ـدف إلى تدمير البيانات الرئيسية بشكل يجعل الأجهزة المصابة غير قابلة للتشغيل.

وبغض النظر عن اعتراف روسيا بالمسؤولية من عدمه، يتوقع “هولتكويست” أننا سنشهد عمليات إلكترونية من وكالة الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU)، وهي المنظمة التي تقف وراء العديد من عمليات الاختراق الأكثر عدوانية على الإطلاق، داخل أوكرانيا وخارجها.

تُشغل الوكالة الروسية مجموعة القرصنة الأكثر شهرة عالميا، وتعرف باسم “ساند وورم “، وهي المسؤولة عن قائمة طويلة من أعظم الضربات، بما في ذلك اختراق شبكة الطاقة الأوكرانية لعام 2015، واختراق “نوت بيتيا” عام 2017، والتدخل في الانتخابات الأميركية والفرنسية، واختراق حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في أعقاب ذلك.

من الواضح أن الولايات المتحدة ترصد هذه القدرات الروسية جيدا، حيث أشار الرئيس الأميركي “جو بايدن” مؤخرا أن روسيا لديها “تاريخ طويل” في استخدام تدابير أخرى غير العمل العسكري العلني لتنفيذ العدوان، من التكتيكات شبه العسكرية إلى الهجمات الإلكترونية.

اعلم أن الحـ.ـرب السيبرانية قادمة لا محالة، ولسوء الحظ فإنك لست في معزل عنها. قد تكون جالسا في بيتك تتابع صفحتك الرئيسية في فيسبوك أو تويتر فتجد أن راتبك سرق من البنك، أو أن حاسوبك المحمول الذي يحمل كل أعمالك يرفض الاستجابة، أو أن الكهرباء انقطعت في عشر مدن بدولتك، فقط لأن قوتين أنت بمعزل عنهما زعن متابعة أخبارهما على مسافة آلاف الكيلومترات تتقاتلان معا في الوقت الراهن.

————————————————

 

 

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى