منوعات وطرائف

كنا نظن أنها شتيمة.. لكنها اسم لوظيفة قديمة وتربطها علاقة وثيقة بـ “السرسري”.. ما قصة “أخو الشليتي”.. فيديو

كنا نظن أنها شتيمة.. لكنها اسم لوظيفة قديمة وتربطها علاقة وثيقة بـ “السرسري”.. ما قصة “أخو الشليتي”.. فيديو

اخبار اليوم ـ منوعات

متابعة وتحرير

يوجد في لغتنا العربية الكثير من الكلمات التي نعتقها سيئة ومعيبة إلا انها عادية وليس فيها اي شيء معيب سوى أنها كانت تطلق على الشخص الذي يرتكب فعلاً يزعج الناس منه،

فيقومون بتسميته بشكل لا يعرضهم لخطر المسائلة أو الاصطدام معه نظراً لأنه كان بالتأكيد رجل مهم في الدولة التي تحكم ويقوم بالإشراف على شأن من شؤونهم.

عبارات نستخدمها في سوريا وبلاد الشام ككل اذا أردنا الحديث عن شخص محـ.ـتال أو ذكي أو “حربوق” باللبناني، لكن ما قصة “أخو شـ.ـليتي” ولماذا نقولها ومن أطلقها حتى وصلت الينا وبدأنا نسمعها من الكبير والصغير؟

هذا المصطلح اشتهر على لسان مؤسس المسرح الشعبي في لبنان الفنان الراحل حسن علاء الدين (شوشو) وبسببه باتت (أخو الشليتة) على كل لسان.

في معجم اللغة العربية(شليتي) كلمة مشتقة من شَلَتات وشَلْتات وشِلَت والتي تعني:”وسادة محْشُوّة بقطن أو ريش أو نحوهما للجلوس أو الاستناد عليها” اذاً الشليتي

هي أداة لنستند إليها، وعندما تقول عن شخص ما أخو شليتي أنت تمدحه ولا تشـ.ـتمه، كما أن هناك بعض المواقع التي تقول إن الشـ.ـليتي تعني السروال القديم بالتركية، اذاً هذا كان المعنى المعجمي لهذه العبارة لكن ما قصتها ولما انتشرت كثيراً؟

الشـ.ـليتي أو الشـ.ـلايتي كان موظفاً من الحكومة في العهد العثماني ويعمل على مراقـ.ـبة الأسعار في الاسواق والتأكد من عدم تلاعب التجار بها

لكن بعد فترة بدأ بأخذ الرشـ.ـاوى من التجار وغض النظر عن المخـ.ـالفين، هذا الامر دفـ.ـع بالحـ.ـكومة العثمانية إلى تعيين موظف سمته السرسري ومهمته مراقـ.ـبة الشـ.ـليتي والتأكد من أعماله ونزاهته

ولكن العـ.ـدوى انتقلت من الشـ.ـليتي الى السرسري وبدأ يأخذ الرشـ.ـوى، الأمر الذي دفع بالناس الى اطلاق هذا المصطلح على السـ.ـرسري ليصبح أخو الشـ.ـليتي مصطلح مرتبط بالمرتـ.ـشين.

اقرأ أيضاً: “ومن يصنع المعروف في غير أهله ** يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر”.. قصة “مجير أم عامر”.. فيديو

يعد هذا المثل من الأمثال الشعبية التي يرددها العرب ، وهو بيت شعري دائمًا ما يقال حينما نجود بالمعروف والإحسان مع من لا يستحق الجود ، فنكرم هذا ، ونساعد ذاك ، وهم في النهاية يمكرون لنا بقلب أسود وعين غاشية،

فتجد منهم من يخلص في العمل ويتقن فقط ليقترب ويسرق المهنة وينافسك، ومن نفسية هذه الطريقة انه يعتقد انه من الذكاء،

ولكن لا يعرف انها ليست من مكارم المروءة كما ألفها العرب بعد الإسلام ومنها من كان عند كفار قريش قبله ايضا، فيكون جزاء المعروف نكرانه ومقابلته بالإساءة ، ولهذا المثل قصة وقعت مع إعرابي شهم.

قصة المثل :
يحكى أن جماعة من العرب خرجت للصيد ، فعرضت لهم أنثى الضبع فطاردوها ، وكان العرب يطلقون عليها أم عامر ، وكان يومها الجو شديد الحر ، فالتجأت الضبع إلى بيت رجل أعرابي ،

فلما رآها وجدها مجـ.ـهدة من الحر الشـ.ـديد ، ورأى أنها استنجدت به مستجيرة ، فخرج شاهرًا سيفه ، وسأل القوم : ما بالهم ؟

فقالوا : طريدتنا ونريدها ، فقال الأعرابي الشهم الذي رق قلبه على الحيوان المفترس : إنها قد أصبحت في جواري ، ولن تصلوا لها مادام هذا السيف بيدي ، فانصرف القوم ،

ونظر الأعرابي إلى أم عامر فوجدها جائعة ، فحلب شاته ، وقدم لها الحليب ، فشربت حتى ارتدت لها العافية ، وأصبحت في وافر الصحة .

وفي الليل نام الأعرابي مرتاح البال فرحًا بما فعل للضبع من إحسان ، لكن أنثى الضبع بفطرتها المفترسة نظرت إليها وهو نائم ، ثم انقضت عليه ، وبقرت بطنه وشربت من دمه وبعدها تركته وسارت.

وفي الصباح حينما أقبل ابن عم الأعرابي يطلبه ، وجده مقتولًا ، وعلم أن الفاعلة هي أم عامر أنثى الضبع ، فاقتفى أثرها حتى وجدها ، فرماها بسهم فأرداها قتيلة ، وبعدها أنشد أبياته المشهورة التي صارت مثلًا يردده الناس حتى وقتنا هذا :

ومنْ يصنع المعروفَ في غير أهله ِ **** يلاقي الذي لاقـَى مجيرُ أم ِّ عامر ِ

أدام لها حين استجارت بقـــــــربهِ **** طعاما ٌ وألبان اللـــقاح ِ الدرائـــــــر ِ

وسمـَّـنها حتى إذا مـــــا تكاملــــتْ **** فـَـرَتـْه ُ بأنياب ٍ لها وأظافــــــــــر ِ

فقلْ لذوي المعروف ِ هذا جزا منْ **** بدا يصنعُ لغير شاكر. عرض أقل

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى