عناق بعد 6 سنوات.. في لحظات مؤثرة عمر الشغري الناجي من مجـ.ـزرة البيضا يلتقي أخته.. شاهد

عناق بعد 6 سنوات.. في لحظات مؤثرة عمر الشغري الناجي من مجـ.ـزرة البيضا يلتقي أخته.. شاهد
أخبار اليوم
فريق المتابعة والتحرير
مَن مِن السويين لا يعرف عمر الشغري ابن بانياس وتحديدا البيضا، والذي ارتبط اسمه بمجـ.ـزرتها، والذي يختصر حياة السوريين وعذاباتهم في عشر السنوات الأخيرة.
بعد فراق دام لـ 6 سنوات كاملات عمر الشغري يلتقي أخته في اسطنبول، منذ أن كان هو وعائلته يقيمون في تركيا، وبعدها ذهب الشغري لاجئا للسويد، ثم حصل على منحة دراسية في جامعة هارفارد الأمريكية منذ عامين.
كان هذا اللقاء الحميمي في مطار اسطنبول الدولي، لأخته الوحيدة الباقية من عائلته التي أفنتها مجـ.ـزرة البيضا وهموم اللجوء.
من هو عمر الشغري؟
عمر الشغري سوري الجنسية، ناشط حقوقي ومتحدث عام، وهو حاليًا مدير شؤون المحتجزين في فريق الطوارئ السوري، معـ.ـتقل سابق في سجون النظام السوري، ينشط في رفع مستوى الوعي بانتهـ.ـاكات حقوق الإنسان في سوريا.
وُلد عمر الشغري في 14/أيار/1995م ونشأ في قرية “البيضا” التابعة لمنطقة بانياس شمالي محافظة طرطوس وتطل على ساحل الأبيض المتوسط، كانت من أوائل المدن التي انطلقت فيها الثورة السورية بعد درعا.
اعتقل النظام السوري عمر ثلاث سنوات، قضاها في السجون السورية بعد اندلاع الثورة السورية التي خرج بها وهو ذو الخامسة عشر عاماً، خارجاً إلى هذا التجمع بدافع المشاركة والفضول.
الخارج مولود والداخل مفقود
قضى عمر الشغري طفولته يسمع بالحرية، الديمقراطية والوطن دون أن يفهم معانيها، والده ضابط متقاعد من الجيش السوري منذ 2009 -أي قبل اندلاع الثـ.ـورة بعامين- خرج إلى الشارع بعد أن أخبره ابن خالته أن “العصافير تجمَعت في المدينة” على حد تعبيره.
وكان يقصد بهذا أن الناس بدأوا بالتجمع في مدينة دمشق، أراد الخروج ولكن منعه والده، بعد إصراره لأول مرة على رأيه بأنه يريد الذهاب منتظرا الصفع من والده القوي الصـ.ـارم، إلا أنه بعد رفضه عاود إخباره بأنه يمكنه أن يذهب إلى المدينة شريطة أن يوصله بنفسه.
وحين قبضت المخابرات السورية لم يكن خائفاً ، فوالده ضابط وهؤلاء المتظاهرون أصدقاء والده. هكذا كان المشهد في ذهن الصبي.
وبعد 3 سنوات داخل “المعتقل الجـ.ـحيمي” أورثته مرض السل والهزال الشديد خرج “عمر الشغري”، ليعانق خيوط الشمس.
ولكنه تعرض قبل ذلك لـ”بروفة موت” أخيرة، إذ أخرجوه إلى ساحة في بلدة “صيدنايا” بدعوى الإعـ.ـدام، وطلب منه شـ.ـبيحة الفرع أن يجثو ساجداً على الأرض في الشارع وأطـ.ـلقوا النار بجانبه لإيهامه بأن الموت أتى ورحلوا.
وأحس آنذاك -كما يقول– بأنه قد مات فعلاً، لأن ذلك الموقف كان أصعب من ألم الرصاصة، وبعد لحظات رفع رأسه ليرى شيئاً غريباً يدعى الشمس الشجر.. الحياة.
ويضيف محدثنا: “بعد ذلك وقفت وتمنيت أن أعود إلى السجن الذي كان يضم أصحابي وأهلي وتساءلت ما لذي أفتقده خارجاً “تخيلت انو شو رح اعمل برا وبالحرية بعدما مات الكل برا!”
بعد أن أُطـ.ـلق سراح “عمر” بصفقة مادية مع أحد ضباط “صيدنايا” بتاريخ 11/6/ 2015 بتاريخ هرع إلى أول حافلة توصل إلى محطة العباسين، وهناك كان المشهد أكثر بشاعة من داخل المعتقل.
إذ “كان الشـ.ـبيحة كالنمل”، وكان منظره -كما يقول- في منتهى الغرابة، نظراً لأن وزنه لم يتجاوز 35 كغ، وكان الد.م يملأ وجهه بسبب سعال الد.م نتيجة إصابته بالسل.
وحاول “عمر” البحث عن علاج بعدها في مشافي دمشق، ولكن هذه المشافي طردته –كما يقول- بسبب خضوعه لمحكمة ميدانية، فخرج إلى تركيا “جـ.ـثة هامدة” -حسب وصفه– حيث عُولج لفترة عن طريق فريق “ملهم” التطوعي.
وبعد شهرين تعب من صعوبة وتأثير الأدوية على جسده، فسافر إلى مدينة “أزمير” التركية، ومنها إلى اليونان ونظراً لأن الرعاية الصحية فيها سيئة اضطر لتركها إلى مقدونيا وصربيا وسلوفينيا فيما بعد ليستقر به المقام في السويد في الشهر الأخير من عام 2015.
وثمة -كما يروي عمر- لقي اهتماماً صحياً جيداً وتم إدخاله إلى مشفى في استوكهولم حيث تعرّف داخل المشفى على شاب سويدي عرّفه بدوره على أهله.
بعد خروج “عمر” من المشفى أرسلته دائرة الهجرة السويدية إلى شمال السويد (مالمو) وهناك –كما يروي- اختلط باللاجئين لمدة 3 أشهر، وكانت ظروف العيش صعبة.
ووجد أن أفضل وسيلة لتعلم اللغة السويدية هم كبار السن لكونهم صبورين ويتوقون لالتقاء الناس للخروج من العزلة، فتعلّم معهم –كما يقول محدثنا- دروس اللغة والحياة، في الشهر الرابع من العام الحالي أرسلت له أم صديقه السويدي الذي تعرف عليه في المشفى إيفا ليعيش مع أسرتها كواحد من أبنائها.
وشجعته السيدة السويدية على الظهور على القنوات السويدية لشرح معاناة المعـ.ـتقلين وجوانب من تجربة اعتقـ.ـاله، وقدم كلمة عن تجربة اعتقـ.ـاله في اجتماع أقامته منظمة “روتاري” التي تدعم مرضى شـ.ـلل الأطفال.
كما شارك في نشاط لمجموعة من الناشطين السوريين في “استوكهولم” وخلال ذلك أجرى العديد من المقابلات مع التلفزيون السويدي وصحيفة “Aftonbladet” السويدية وصحيفة “أخبار التلفزيون” السويدي للتعريف بالثـ.ـورة السورية وتسليط الضوء على تجارب وضـ.ـحايا الاعتـ.ـقال في سجـ.ـون النظام.
اعتقدت أني مت ووصلت إلى الجنة
كيف تم تهريب عمر الشغري من سجن صيدنايا؟
بكلمات مؤثرة وسردية لا يمكن للسامع إلا أن يتابعها للأخير يروي الشغري كيف تم تهريبه من سجن صيدنايا الشهير في دمشق
وفي تشرين الثاني 2021 شارك عمر الشغري في اجتماع للأمم المتحدة يشرح معاناة المعتقلين السوريين وكيف يتصرف معهم النظام السوري.