كشف أسرارا خطيرة ساهمت بإسقاط العراق.. القصة الكاملة لانشقاق حسين كامل صهر صدام ومقتله.. شاهد

كشف أسرارا خطيرة ساهمت بإسقاط العراق.. القصة الكاملة لانشقاق حسين كامل صهر صدام ومقتله.. شاهد

أخبار اليوم

فريق المتابعة والتحرير

كان انشقاق حسين كامل صهر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين من الأحداث الهامة التي حظيت بتغطية واسعة من الصحافة العربية والدولية على مدى أشهر امتدت بين عامي 1995 و1996 في عز الحصار الدولي المفروض على البلاد آنذاك.

إذ إنه كان ذراعه الأمنية ووزير التصنيع العسكري والمشرف على قوات الحرس الجمهوري التي كانت تعد قوات النخبة في الجيش العراقي.

وأما حادثة مقتله أثناء رجوعه إلى العراق بعد إصدار عفو عنه فقد كان مفارقة بارزة في مسيرة حكم صدام حسين.

من هو حسين كامل؟

ولد حسين كامل حسن المجيد في 18 حزيران 1954 في قرية تل الذهب بمدينة تكريت في محافظة صلاح الدين (شمال بغداد)، وينتمي لنفس عشيرة صدام حسين، فوالد حسين كامل هو ابن عم صدام حسين من عائلة المجيد.

لم يتم حسين كامل دراسته، لكنه في عام 1979 أتم دورة للضباط الاحتياط وتخرج فيها برتبة ملازم أول، وذلك بحسب الكاتب والمؤرخ وسيم العاني الذي يؤكد للجزيرة نت أن حسين كامل ومنذ موافقة صدام على تزويجه ابنته رغد عام 1983 انهالت عليه الترقيات والرتب العسكرية.

مناصبه العسكرية

كان حسين كامل من القلة القليلة التي يثق بها صدام حسين في المفاصل الأمنية للبلاد.

ولم يكن المؤسس الأول للحرس الجمهوري، إذ إن هذه القوة كانت قد تأسست في ستينيات القرن الماضي، حسب رئيس تحرير صحيفة “وجهات نظر” مصطفى كامل إن حسين كامل غير أنه تولى الإشراف عليها بعد منتصف الثمانينيات، وجرى في عهده تعزيزها وتوسيعها ورفع مستوياتها القتالية والتسليحية.

ومنذ زواج حسين كامل برغد ازدادت ثقة صدام به وكلفه بالإشراف على قوات الحرس الجمهوري، حيث ازداد عدد ألوية الحرس وتطورت الأسلحة التي يمتلكها حتى بات في عهده القوة الكبرى والأقوى داخل الجيش العراقي.

انشقاقه وهروبه

بعد أيام من مغادرته العراق هو وأخوه ووصولهما إلى الأردن برفقة زوجتيهما، عقد حسين كامل مؤتمرا صحافيا في 12 آب 1995 أعلن فيه بدء تحركاته لقـ.ـلب نظام الحكم في بغداد، لتثير تلك التصريحات ضجة واسعة في وسائل الإعلام المحلي والعالمي.

زلزلة على مستوى عال في العراق

أحدث انشقاق حسين كامل زلزلة في كيان الدولة العراقية وصد.مة لكوادر الدولة وحزب البعث، إذ لم يكن ذلك يخطر على بال أحد ولا يمكن تصديقه حتى بعد وقوعه، وهذا لأن الرجل كان زوج رغد -ابنة صدام- وموضع ثقته المطلقة التي لا ينازعه فيها أحد حتى من أبناء الرئيس العراقي الراحل ذاته.

ويعزو المحلل السياسي والباحث التاريخي حسين صالح السبعاوي فيعزو انشقاق كامل إلى سببين، الأول داخلي وهو الخلاف العائلي بينهما خصوصا مع عدي النجل الأكبر لصدام، لأنه كان يعد نفسه خليفة لأبيه ويعتبر وجود حسين كامل عائقا أمام ذلك، إضافة للخلافات والشقاقات العائلية وتدخل عدي مع الجميع في العائلة.

وربما يكون هناك سبب خارجي، بحسب السبعاوي فلا يستبعد تواصل أجهزة المخابرات الأميركية والموساد الإسرائيلي مع حسين كامل سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وقد يكون حصل منهم على وعود ترضيه مع إغراءات أو تهديدات، على اعتبار قرب انهيار نظام صدام.

كشف أسرارا عليا وخفايا خطيرة

وكشف كامل عن أسرار خطيرة عن برنامج التسلح العراقي والعلماء النوويين، وأعطى كثيرا من المعلومات بهذا الشأن، حيث كان خروجه من قلب السلطة حدثا كبيرا استغلته المخابرات الأميركية للتواصل معه واستجوابه، بحسب المفكر السياسي حسن العلوي.

وعن أخطر تلك الأسرار، يقول سالم الجميلي إن كامل سرّب معلومات أرشيف يحتوي على أكثر من 5 ملايين وثيقة عن برنامج نووي عراقي سري لم يكشف عنه العراق أمام لجان التفتيش التابعة للأمم المتحدة التي كانت مكلفة بنزع أسلحة العراق.

وكان مخبأ في حقل دواجن في مزرعة تابعه لحسين كامل في منطقة الصويرة جنوبي بغداد، وسرعان ما توجهت لجان التفتيش إلى المكان ووضعت يدها على الملفات، الأمر الذي أفقد ثقة الأمم المتحدة بالعراق بشكل مطلق، مما ساهم بإطالة أمد الحصار وكانت لحظة فارقة في تاريخ العراق صدام حسين.

ماذا حدث بعد أن أمّنه صدام؟

بعد محاولات عديدة فشل فيها حسين كامل في الحصول على دعم غربي لتغيير نظام الحكم في العراق أو مساعدته في الانقلاب عليه، عرض صدام العفو عنه رسميا مقابل العودة قرر العودة في 20 شباط 1996.

عاد حسن كامل إلى العراق لكنه قتل بعد 3 أيام فقط من عودته.

حول الأسباب التي أدت إلى قتله، تقول شقيقته مناهل كامل إن ذلك يعود إلى “غيرة الأقارب الشديدة منه عندما رأوا نجاحاته، فبدأوا يحاربونه، ويطمعون في مناصبه، حيث طمع عدي صدام حسين بالتصنيع العسكري، في حين كان قصي صدام حسين يطمع بالإشراف على الحرس الجمهوري”.

وتذكر حرير حفيدة صدام وبنت حسين كامل ورغد في كتابها (حفيدة صدام) أن عز الدين المجيد (ابن عم صدام) -الذي كان قد ذهب مع حسين كامل للأردن- حذر والدها من العودة وأخبره بأنه سيقتل إن عاد، لكنه لم يستمع لهذه التحذيرات وأصر على العودة.

عفو ولكن!

بالرجوع إلى الصحفي مصطفى كامل، فإنه يرى أن العفو الرسمي عن حسين كامل ربما كان حقيقيا ولم يكن فخا، لكن الأمر خرج من سلطة الدولة إلى سلطة العشيرة التي أرادت معاقبة ولدها، وأن ما سببه حسين كامل من ضرر هائل للعراق لا يمكن ولا يجوز العفو عنه حسب سلطة العشيرة قبل الدولة.

أما حرير فتذكر أن مقتل والدها كان بعد 3 أيام من عودته إلى بغداد وتحديدا في 23 فبراير/شباط 1996، وذلك في معركة دارت بين حسين كامل وإخوته ووالده من جهة، وبين مجموعة القوات الأمنية التي حاصرت المنزل الذي كان يسكنه في منطقة السيدية ببغداد من جهة أخرى.

إذ بدأت المعركة في الثالثة فـ.ـجرا واستمرت 12 ساعة متواصلة قتل خلالها شقيقا حسين كامل ووالده وجميع الأطفال والنساء الذين كانوا معه، وكان حسين كامل آخر من قتل بعد مقاومة المهاجمين لساعات طويلة وانتهاء الأسلحة التي كانت بحوزته.

المصدر : الجزيرة