بعد رفـ.ـض الحوثيين للمبادرة.. هل باتت المواجـ.ـهة الإيرانية الأمريكية على الأرض السعودية مسألة وقت؟

بعد رفـ.ـض الحوثيين للمبادرة.. هل باتت المواجـ.ـهة الإيرانية الأمريكية على الأرض السعودية مسألة وقت؟
أخبار اليوم
فريق التحرير
رغم إدراك السعودية المسبق لرفـ.ـض جماعة الحوثي للمبادرة الأخيرة، إلا أن الرياض على ما يبدو تحاول إرسال رسائل إلى المجتمع الدولي الذي يواصل انتقـ.ـاداته لقيادة التحالف العربي واتهـ.ـامه بالتسبب بالأز.مة الإنسانية ومقتـ.ـل آلاف المدنيين
هذا ما كتبته الكاتبة إحسان الفقيه في موقع الأناضول الإخباري، والناطق الرسمي باسم الحكومة التركية.
– من المهم للسعودية حشد الجهد الدولي والإقليمي لنجاح مبادرتها الأخيرة، والتوصل إلى حل سياسي لوقف الحـ.ـرب في الداخل اليمني واستهداف العمق السعودي بالصـ.ـواريخ والطائرات المسيرة.
رفـ.ـضت جماعة الحوثي على لسان المتحدث باسمها، كبير مفـ.ـوضيها محمد عبد السلام، مبادرة السعودية لوقف شامل لإطـ.ـلاق النـ.ـار في اليمن، بعد فترة قصيرة من إعلانها من جانب وزير الخارجية فيصل بن فرحان، في 22 مارس/آذار الجاري.
وتضمنت المبادرة السعودية، وقف إطـ.ـلاق نـ.ـار شامل تحت مراقبة الأمم المتحدة، وبدء مشاورات بين الأطراف المختلفة برعاية أممية.
وتنص المبادرة على بدء الأطراف اليمنية مشاورات للتوصل إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة، استنادا إلى مرجعيات مخرجات الحوار الوطني اليمني والمبادرة الخليجية التي أعلن عنها مجلس التعاون الخليجي في أبريل/نيسان 2011، لترتيب الانتقال السلمي للسلطة، وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي ينص على دعوة جماعة الحوثي “لسحب قـ.ـواتها على الفور ودون قيد أو شــ.رط”.
كما تتضمن المبادرة، فتح مطار صنعاء الدولي لعدد من الوجهات المباشرة الإقليمية والدولية، وفتح ميناء الحديدة، مع إيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من الميناء في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق ستوكهولم 2019 بشأن المحافظة.
ووفقا لجماعة الحوثي، فإن المبادرة السعودية لم تأت بجديد، وهو الموقف الذي يتفق إلى حـ.ـد بعيد مع موقف السفير السعودي في اليمن محمد آل جابر، والذي أكد في مؤتمر صحفي بأنه سبق تطبيق مبادرة مماثلة تحت إشـ.ـراف الأمم المتحدة.
وكان التحالف العربي لدعم الشـ.ـرعية أعلن في 9 أبريل 2020 وقفا لإطـ.ـلاق النـ.ـار من طرف واحد لمدة أسبوعين لمواجـ.ـهة فيـ.ـروس كـ.ـورونا، لكن جماعة الحوثي لم تلتزم بالهـ.ـدنة المؤقتة، وفق تصريحات آنذاك للمتحدث باسم التحالف تركي المالكي.
وتوعد قائد جماعة الحوثي عبد الملك الحوثي تحالف دعم الشـ.ـرعية بمفاجآت عسـ.ـكرية مع دخول الحـ.ـرب عامها السابع، مع رفـ.ـضه مقايضة الملف الإنساني باتفاقيات سياسية وعسـ.ـكرية، في إشارة واضحة إلى المبادرة السعودية.
ورغم إدراك السعودية المسبق لرفـ.ـض جماعة الحوثي للمبادرة الأخيرة، إلا أن الرياض على ما يبدو تحاول إرسال رسائل إلى المجتمع الدولي الذي يواصل انتقـ.ـاداته لقيادة التحالف العربي واتهـ.ـامه بالتسبب بالأزمة الإنسانية ومقتل آلاف المدنيين.
إضافة إلى ذلك، فإن المبادرة تأتي بعد متغيرات في موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من السعودية والحـ.ـرب في اليمن.
منذ تشكيل التحالف العربي لدعم الشـ.ـرعية في 25 مارس 2015، أعطت الولايات المتحدة في ظل إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما (ديمقراطي) موافقتها على تنفيذ ضـ.ـربات جوية ضـ.ـد جماعة الحوثي بعد سيطرتها على العاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014، واتجاهها جنوبا للسيطرة على عدن العاصمة المؤقتة للحكومة الشـ.ـرعية.
ودعمت إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب السعودية في الحـ.ـرب باليمن لمواجهة النفوذ الإيراني عبر جماعة الحوثي، والتي تتـ.ـهمها الرياض بتلقي الدعم من طهران وتنفيذ السياسات الإيرانية المعـ.ـادية للسعودية.
لكن السعودية فقدت الجزء الأهم من الدعم الإقليمي بعد سحب الإمارات القسم الأكبر من قـ.ـواتها، والدعم الدولي بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض التي تضع على أولويات سياساتها الخارجية إنهـ.ـاء الحـ.ـرب في اليمن وإطـ.ـلاق المفـ.ـاوضات مع إيران حول الملف النووي.
واتخذ الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد أيام من وصوله إلى البيت الأبيض قرارا رفع بموجبه اسم جماعة “أنصار الله” (الحوثي) من قائمة المنـ.ـظمات الإرهـ.ـابية الأجنبية، ووقف المشاركة العسـ.ـكرية الأمريكية ومبيعات الأسلـ.ـحة الهجـ.ـومية لكل من السعودية والإمارات، مع تكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهـ.ـاء الحـ.ـرب في اليمن.
ومنذ نهاية فبراير/ شباط الماضي، قام المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، تيموثي ليندركينج، بجولة شملت عدة دول، للضغـ.ـط على الأطراف المعنية بالحـ.ـرب باتجاه التوقيع على هدنة شاملة تمهد لإحياء المفـ.ـاوضات بإشراف الأمم المتحدة.
والتقى ليندركينج في العاصمة العمانية مسقـ.ـط كبير مفاوضي جماعة الحوثي، محمد عبد السلام، في 26 فبراير الماضي، وفق تقارير إعلامية.
والتقى خلال الأسبوع الثاني من مارس الجاري، مسؤولين سعوديين وعمانيين، في محاولة أمريكية لتعزيز الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لدفع الأطراف المتحـ.ـاربة إلى وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار، ووقف كـ.ـارثة إنسانية متنامية يحذر من تداعياتها المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
وتقدر الأمم المتحدة أن عدد قتـ.ـلى الحـ.ـرب باليمن تجاوز 233 ألفا، بينهم أكثر من مئة ألف ماتوا لأسباب غير مباشرة مثل نقص الغذاء والخدمات الصحية والبنية التحتية.
وتتوقع الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن 2.3 مليون طفل يمني سيعـ.ـانون من سـ.ـوء التغذية الحـ.ـادّ هذا العام.
واستجابة لدعوات الأمم المتحدة التي انتقـ.ـدت منـ.ـع التحالف دخول السفن إلى ميناء الحديدة رغم حصولها على تصريحات خاصة، سمحت الحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي الذي يفـ.ـرض سيطـ.ـرته على المجال الجوي والمياه اليمنية بدخول أربع سفن تجارية محملة بالوقود إلى ميناء الحديدة في 25 مارس الجاري.
وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن سفنا حـ.ـربية للتحالف منعت 13 ناقلة وقود على الأقل من دخول ميناء الحديدة، بعضها لمدة تزيد على ستة أشهر، رغم حصولها على تصاريح من المنظمة.
وتحدث وزير الخارجية في الحكومة الشرعية، أحمد عوض بن مبارك، أن السفن الأربع دخلت ميناء الحديدة على الرغم من عدم التزام جماعة الحوثي باتفاق ستوكهولم الذي وقعت عليه الجماعة (في 13 ديسمبر/كانون الأول 2018) وينظم آليات استخدام الموارد الضريبية والجمركية في الميناء.
ويعتقد مراقبون أن الواقع الميداني يميل لصالح جماعة الحوثي في جبهـ.ـات عدة، ومنها جبـ.ـهة مأرب الاستراتيجية للطرفين.
لذلك فإن رفع الحـ.ـصار عن ميناء الحديدة وسماح تحالف دعم الشـ.ـرعية برحلات جوية إلى وجهات إقليمية ودولية من مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي، قد لا يقنع الجماعة بقبول المبادرة السعودية.
والسعودية بعد ست سنوات من قيادتها التحالف العربي لدعم الشـ.ـرعية، وغياب أي أفق في المدى المنظور لحسم الحـ.ـرب عسـ.ـكريا، من المهم لها حشد الجهد الدولي والإقليمي لنجاح مبادرتها الأخيرة، والتوصل إلى حل سياسي لوقف الحـ.ـرب في الداخل اليمني واستهـ.ـداف العمق السعودي بالصـ.ـواريخ والطائرات المسيرة.
وتعرضت السعودية لهجـ.ـمات بالصـ.ـواريخ البالـ.ـستية وصـ.ـواريخ كـ.ـروز والطائرات المسيرة بشكل مكثف خلال الأسابيع الماضية، زادت حـ.ـدتها بعد إعلان المبادرة السعودية.
وأثبتت إيران عبر الدعم الذي تقدمه لحليفها الحوثي قدرتها على إدامة التـ.ـوترات في اليمن واستمرار الحـ.ـرب لسنوات قادمة، لكن استمرار الحـ.ـرب وعـ.ـدم حسمها لا يعود إلى الدعم الإيراني وحده.
إنما يتعداه إلى حقيقة عدم انسجام رؤية قيادات التحالف حول إدارة الحـ.ـرب، والتحالفات مع الأطراف المحلية والإقليمية ومنها سلطنة عمان التي تبنت موقفا يبدو محايدا من الحـ.ـرب في اليمن.
في ذات الوقت الذي يمكن لها أن تلعب أدوارا سواء في مسألة تحجيم تهـ.ـريب الأسـ.ـلحة الإيرانية إلى جماعة الحوثي، أو التفاهم مع إيران لوقف الدعم عن جماعة الحوثي وإرغـ.ـامها على الجلوس إلى طاولة المفـ.ـاوضات.
لذلك فإن أي انتصار عسـ.ـكري أو حسم لصالح دول التحالف العربي يبدو بعيد المنال في المدى المنظور، وهو ما يشكل عاملا إضافيا لجماعة الحوثي لمواصلة الحـ.ـرب في اليمن بدعم إيراني مباشر.
وكالة الأناضول