أخبار اليوم

مروراً بسوريا وصولاً إلى أوكرانيا.. كيف انتقل الشيشان للصف الروسي.. بعد عقود العداء الطويلة؟.. شاهد

مروراً بسوريا وصولاً إلى أوكرانيا.. كيف انتقل الشيشان للصف الروسي.. بعد عقود العداء الطويلة؟.. شاهد

أخبار اليوم

فريق التحريردخل الإسلام الشيشان الواقعة شمال القوقاز في القرن 16 رغم وصوله إلى القوقاز مبكراً، وعلى الدوام كان جو الصراع والتشابك سائداً مع روسيا القيصرية التي تمكنت من هزيمة الشيشان في حرب القوقاز 1870 وضمتها إلى مظلة الحكم القيصرية.

وعقب سقوط روسيا القيصرية سعت الشيشان للحصول على استقلالها، لكن محاولاتها باءت بالفشل بعد أن ضُمت مجدداً لروسيا البلشفية وبعد ذلك للاتحاد السوفييتي.

وفي أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي حاولت الشيشان إعلان استقلالها عن روسيا حالها كحال دول الاتحاد السوفييتي السابقة الأخرى.

إذ نفذ الضابط السابق في الاستخـ.ـبارات السوفييتية جوهر دوداييف انقلاباً ضد الحكومة الشيوعية المحلية، معلناً من جانب واحد استقلال الشيشان عن الاتحاد الروسي في أغسطس/آب 1991، لتغـ.ـزو القوات الروسية على أثر ذلك العاصمة غروزني عام 1994 وسط مقـ.ـاومة شيشانية شرسة مدعومة بـ”المجـ.ـاهدين” القادمين من أفغانستان.

وعلى الرغم من قوة روسيا الهائلة وتوقيع اتفاقية وقف إطـ.ـلاق النار، نجح الشيشانيون في استعادة عاصمة بلادهم وطيّ صفحة حرب الشيشان الأولى (1994-1966) باستقلال فعلي لا رسمي للشيشان عن الاتحاد الروسي بمحصلة ضحايا ونازحين بلغت أعدادهم مئات الآلاف، ليُعيَّن رئيساً للشيشان أصلان مسخادوف، الذي وقّع مع بوريس يلتسين معاهدة سلام مؤقتة لم تبتّ بشكل نهائي في مسألة سيادة الشيشانيين على أرضهم.

بعد قيام الثورة البلشفية أنشأ الروس إقليم الشيشان، الذي يضم الشيشان والأنجوش، ليكون ذا حكم ذاتي.

لكن أثناء الحرب العالمية الثانية اتهم ستالين الشيشان بالتعاون مع النـ.ـازية، ورحلّهم جميعًا إلى آسيا الوسطى.

ثم بعد عدة سنوات سمح لهم بالعودة إلى وطنهم، عام 1990 حين انهار الاتحاد السوفيتي، حاولت الشيشان الاستقلال، ونفذ جوهر دودايف انقلابًا ضد الحكومة المحلية السوفيتية، فتوجه إليها الروس فيما عُرف بحـ.ـرب الشيشان الأولى.

في تلك الحرب كان رمضان يقـ.ـاتل الروس إلى جانب والده أحمد قديروف، الذي أعلن الجـ.ـهاد العام ضد الروس.

خاض أحمد الحرب مدعومًا بمقاومة شعبية باسلة ودعم هائل من المجـ.ـاهدين العرب القادمين من أفغانستان.

بعد ثلاث سنوات عُين أحمد قديروف مفتيًا عامًا للشيشان، ونجحت روسيا في إقناع الشيشان بتوقيع اتفاقية وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار.

بتلك الاتفاقية حصلت الشيشان على استقلالها الواقعي لا الرسمي، وعاد الروس لبلادهم وطُويت صفحة الحرب الشيشانية الأولى عام 1996.

حين وصل بوتين إلى السلطة لم يكن سعيدًا بحال الشيشان، فأرسل قواته مرة أخرى إليها.

بوريس يلتسين، الرئيس السابق لبوتين، اتبع نهج الحـ.ـرب الخاطفة في حرب الشيشان الأولى، لكن بوتين لم يكن يمانع من حرب طويلة، فوضع لها شعار الحرب على الإرهاب للحصول على الدعم الغربي اللازم، واستمرت حرب الشيشان الثاني من نهاية عام 1999 إلى عام 2009.

في نهاية 1994، وبعد غض الطرف على استقلال الشيشان بحكم الأمر الواقع مدة ثلاث سنوات، أدخلت موسكو جيشها لتطويع هذه الجمهورية الواقعة في القوقاز الروسي.

انسحبت القوات الفدرالية في 1996 بعدما واجهت مقـ.ـاومة شرسة، لكن في تشرين الأول/أكتوبر1999.

وبدفع من رئيس الوزراء حينها، فلاديمير بوتين الذي انتخب بعد ذلك رئيسا، دخلت القوات الروسية الشيشان مرة أخرى للقيام بـ”عملية مكـ.ـافحة الإرهـ.ـاب”، بعد هـ.ـجوم شنه الانفصـ.ـاليون الشيشان على جمهورية داغستان في منطقة القوقاز الروسية وعدة اعتـ.ـداءات دا.مية في روسيا، نسبتها موسكو إلى الشيشانيين.

وفي فبراير/شباط 2000، سيطرت روسيا على العاصمة غروزني التي د.مرتها المدفعية وسلاح الجو الروسي.

لكن حرب العصابات تواصلت. في 2009، أعلن الكرملين إنهاء عمليته، بعدما أدى النزاعان إلى مقـ.ـتل عشرات الآلاف من الجانبين.

د.مّر الروس غرونزي، وقام أحمد قديروف بتسليم جوديرمس، ثاني أكبر مدن الشيشان، لبوتين دون رصـ.ـاصة واحدة، بذريعة حفظها من التد.مير الهائل الذي لحق بجروزني.

انقسمت المقـ.تاومة الشيشانية، وشعر المجـ.ـاهدون أن قديروف الأب قد خذلهم، فضعفت صفوفهم.

وبعد انتخاب أحمد قديروف رئيسًا للجمهورية الشيشانية عام 2003، تحولت الشيشان من عداوة روسيا إلى موالاتها، باتت الشيشان تحت وصاية الكرملين، فتحول الصـ.ـراع الخارجي إلى صـ.ـراع داخلي.

انتهى صـ.ـراع الداخل باغتيال قديروف الأب عام 2004. فعيّن بوتين ابنه رمضان خليفةً له منذ عام 2007. لم يخذل رمضان تصور بوتين عنه، فأرسل الرجل قـ.ـواته لدعم الروس في سوريا، وفي شرق أوكرانيا عام 2014. كما أرسل وحدات خاصة من جيـ.ـشه إلى بيلاروس لدعم روسيا في أوكرانيا أيضَا، وفي 2022 كرر ما فعله سابقًا، بحشد قواته للجهاد مع الروس.

قديروف دمج القـ.ـوات التي كان يحارب من خلالها الروس في حـ.ـرب الشيشان الأولى لتصبح قوة خاصة في جهاز الشرطة الرسمي، ليتمكن من خلالها من إرهـ.ـاب معـ.ـارضيه وتصفية من يشاء.

ووضع رمضان لهم قائمة حصرية تضم قرابة 300 اسم يجب اغتـ.ـيالهم سواء داخل الشيشان أو خارجها، منهم صحفيون ونشطاء في مجال حقوق الإنسان.

لكن صداقة قديروف القوية ببوتين تضمن له النجاة من كافة الاتهـ.ـامات الدولية التي تلاحقه، أو حتى من أصوات المعارضة التي ترتفع في الداخل الشيشاني.

فرانس 24 وإضاءات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى