الأمم المتحدة تصـ.ـفع الأسد.. لن تستلم روسيا المعابر

الأمم المتحدة تصـ.ـفع الأسد.. لن تستلم روسيا المعابر
أخبار اليوم
فريق المتابعة والتحرير
اتهـ.ـمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الأممية نظام أسد باستغـ.ـلال المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمة وتحويلها لتمويل فظـ.ـائع النظام وإرسالها إلى الموالين له ومنع مناطق المعـ.ـارضة عن وصول أي مساعدات لهم.
وهـ.ـاجم التقرير الصادر عن المنظمة يوم أمس الأحد نظام أسد واعتبره المسؤول الوحيد عن تقييد وصول منظمات الإغاثة إلى المجتمعات المحتاجة، وموافقته بشكل انتقائي على مشاريع المساعدات وفرضه شـ.ـروطاً للشراكة مع أجهزة مخـ.ـابرات نظام أسد.
كما حملت المنظمة نظام أسد مسؤوليته عن تجويع السوريين في مناطق سيطرته، بما في ذلك تـ.ـدميره للمخابز والمحاصيل الزراعية فضلاً عن فـ.ـشل السياسات النقدية والتقييدية المعتمدة والفساد المستشري، بحسب تعبير البيان.
نددت “هيومن رايتس ووتش” بقرار روسي سابق استدعى إغـ.ـلاق المعابر الحـ.ـدودية الشمالية الأربعة لإدخال المساعدات إلى مناطق المعـ.ـارضة، حيث يقطن نحو أربعة ملايين و93 ألفاً و514 شخصاً.
بحسب “منسقو استجابة سوريا”، مشددة على اعتماد آلية تضمن وصول الأموال المخصصة للدعم الإنساني والمساعدات لمن هم في أمس الحاجة إليها، دون تطويعها لـ”ممارسة انتـ.ـهاكات”.
وكانت موسكو قدمت الأسبوع الماضي مقترحاً يقضي بفتح ثلاثة معابر لم تسمّها لإدخال المساعدات إلى عموم سوريا، شـ.ـريطة أن تدخل من مناطق سيطرة نظام أسد، لضمان وصول المساعدات إلى موالين له وحـ.ـرمان ملايين السوريين ممن يفتقرون إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة.
وأعربت المنظمة عن تخـ.ـوفها إزاء الوضح الصحي المزري في المناطق المحررة شمال غرب البلاد على وقع تفشي جائحة فيـ.ـروس كـ.ـورونا (كوفيد 19)، وافتقار البيئة إلى المشافي والمراكز الصحية التي دُ.مر معظمها بفعل القصـ.ـف الروسي.
ويأتي بيان منظمة “هيومن رايتس ووتش” بالتزامن مع انعقاد مؤتمر المانحين لسوريا في بروكسل اليوم وغداً الثلاثاء لإقرار مساعدات مالية وإنسانية للسوريين في عموم البلاد واللاجئين في الدول المضيفة لهم.
ويأمل المؤتمر بجمع منح تقدر بـعشر مليارات دولار لتغطية احتياجات السوريين، سيخصص منها أربعة مليارات و200 مليون دولار للمقيمين في عموم سوريا، وخمسة مليارات و800 مليون دولار للاجئين في دول الجوار.
ولوحت بريطانيا، إحدى الدول المانحة، منذ نحو شهر بتخفيض نفقاتها المخصصة من المساعدات المرسلة إلى السوريين في الداخل وفي الشتات.
في حين سارع الأردن، قبيل انعقاد المؤتمر، إلى الكشف عن حاجته “العاجلة” إلى مليارين وأربعة ملايين دولار أمريكي تغطية لنفقات اللاجئين لديه من تعلم وصحة وتأهيل البنية التحتية.
الخطة الروسية والرد الأمريكي
تحدث “معهد واشنطن” لدراسات الشرق الأدنى في تقرير له عن خطة جديدة يسعى الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” لتنفيذها في سوريا خلال المرحلة المقبلة.
وأشارت كاتبة التقرير، الباحثة “آنا بورشفسكايا” إلى ضرورة وجود تحرك فوري من قبل الرئيس الأمريكي “جو بايدن” لمنـ.ـع روسيا من تنفيذ مخططاتها في سوريا، وذلك من أجل الحفاظ على مصالح الولايات المتحدة في تلك المنطقة.
وحول تفاصيل الخطة الروسية، أكدت “بورشفسكايا” أن بوتين بدأ منذ فترة يوسع نفـ.ـوذ قواته في مناطق حسـ.ـاسة على الأراضي السورية، بالتزامن مع حراك دبلوماسي روسي مكثف بخصوص الملف السوري.
وطالبت الباحثة إدارة “بايدن” بضرورة التحرك والتوسع عسكرياً في سوريا، ومواجـ.ـهة مساعي موسكو التي بدأت خلال الأشهر الأخيرة تعزيز وجودها شمال شرقي سوريا، لاسيما في المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية”، والمناطق المحاذية للحدود التركية والعراقية.
وأوضحت “بورشفسكايا” في معرض حديثها أن نحو ثلاثة آلاف عنصر تابعين للشرطة العسكرية الروسية قد وصلوا إلى محافظة الحسكة مؤخراً، مضيفةً أن روسيا نشرت وحدات عسـ.ـكرية جديدة في مدينة “القامشلي” وبلدة “عين عيسى” وفي أرياف محافظة الرقة.
واعتبرت الباحثة أن انتشار الشـ.ـرطة العسـ.ـكرية الروسية في تلك المناطق التي شهدت عدة احتـ.ـكـاكات بين القوات الأمريكية والروسية خلال الصيف الماضي، تعد بمثابة رسالة واضحة المعالم موجهة إلى الولايات المتحدة وتركيا على حد سواء.
ولفتت أن الرسالة الروسية مفادها، أن روسيا لا تفكر أبداً بالتنازل عن هذه المساحة من الأراضي السورية التي تسيطر على معظمها “قوات سوريا الديمقراطية: التي تتلقى دعماً مباشراً من واشنطن.
وأضافت أن توسع روسيا في المنطقة الشمالية الغربية من سوريا على حساب التواجد الأمريكي، ربما سيدفع “السوريين الأكراد” إلى عقد اتفاق مع النظام السوري يتيح لدمشق إمكانية استعادة السيطرة على المنطقة، وبالتالي تقريب” بشار الأسد” من النـ.ـصر الكامل.
الموقف الأمريكي من المساعدات الإنسانية والانتخابات الرئاسية السورية
ورحبت الدبلوماسية الأميركية بقرار مجلس الأمن الدولي، الذي صدر في يوليو، بشأن تجديد آلية إيصال المساعدات عبر الحـ.ـدود، وقالت إن الوليات المتحدة تبحث “تعزيزه وتوسيعه، الأمر الذي لا غنى عنه لضمان إيصال الغذاء والدواء، ولقاحات كوفيد-19، وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة إلى سوريا”.
وقالت إن “هناك سببا واحدا.. يمنـ.ـعنا من تفعيل حل سلمي للأزمة، هو رفـ.ـض نظام الأسد الانخراط بحسن نية”، مضيفة أن النظام “لم يتخذ خطوة واحدة من شأنها أن ترسي الأساس للسلام”، ودعت روسيا للضـ.ـغط على نظام الأسد “للتخلي عن المماطلة”.
وطلبت توماس- غرينفيلد من المجتمع الدولي ألا ينخـ.ـدع بالانتخابات الرئاسية السورية المقبلة، لأنها “لن تكون انتخابات حرة ولا نزيهة، ولن تضفي الشـ.ـرعية على نظام الأسد، فهي لا تفي بالمعايير المنصوص عليها في القرار 2254، بما في ذلك إشـ.ـراف الأمم المتحدة عليها أو إجراؤها وفقا لدستور جديد”.
ودعت المبعوث الخاص بسوريا لتقديم معلومات عن جهوده لتحديد مكان المحتـ.ـجزين والإفراج عنهم، ومواصلة تعزيز الجهود في جنيف للعمل على إطـ.ـلاق سراح المعتقـ.ـلين.
كانت جالينا بورتر، نائبة المتحدث باسم الخارجية الأميركية، قد أكدت أيضا، أن “الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب السوري” ودعت إلى “مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لتحقيق المحاسبة إطـ.ـلاق سراح المعـ.ـتقلين قسـ.ـرا، وتقديم معلومات حول المفقـ.ـودين وتقديم مساعدات إنسانية من دون عوائق للشعب السوري”.
وأكدت بوتر أن الولايات المتحدة تواصل “التشجيع على تسوية سياسية لإنهـ.ـاء النـ.ـزاع في سوريا، بالتشاور الوثيق مع حلفائنا وشركائنا والأمم المتحدة”.
وأشارت إلى أن “التسوية السياسية هي السبيل الوحيد لإنهـ.ـاء الصـ.ـراع ووقف المعاناة، وتوفير السلام والأمن الذي يستحقه الشعب السوري”.
مشروع محاسبة الأسد في مجلس الشيوخ
أكدت صحيفة “الشرق الأوسط” أن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي أقرت مشروعًا يدعو لمحاسبة الأسد ونظامه وحلفاءه على الجـ.ـرائم التي ارتكبوها بحق السوريين.
ويتضمن المشروع الجديد التزام واشنطن بتحميل نظام الأسد وحلفائه مسؤولية جـ.ـرائم الحـ.ـرب والانتـ.ـهاكات الصـ.ـارخة لحقوق الإنسان، ودعم الناشطين السوريين المدافعين عن حقوق الإنسان.
كما يتضمن إد.انة الفـ.ـظائع التي ارتكبها النظام وروسيا وإيران بحق الشعب السوري، ويُحمّل الأسد وداعميه مسؤولية جـ.ـرائم الحـ.ـرب ويؤكد على أهمية الاستمرار بتطبيق قانون “قيصر” ضـ.ـد النظام.
ويدعو القرار إلى دعم تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وتجريد النظام من موارده لوقف آلة حـ.تربه، ووضع سوريا ضمن أولويات السياسة الخارجية لواشنطن.
ووفقًا للمصدر فإن المشرعين الأمريكيين أكدوا على ضرورة إيصال رسالة واضحة للمجتمع تحذر من إعادة التطبيع مع الأسد، كما حمّلوا روسيا وإيران مسؤولية الانتهـ.ـاكات ضـ.ـد المدنيين، عبر دعم النظام.
وذكرت الصحيفة أن المشروع حظي بدعم كبير من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وتوقعت أن يمر بسهولة عبر بوابة مجلس الشيوخ الأمريكي.
وأوضحت أن رئيس اللجنة من الحزب الديمقراطي”بوب مينديز”، وزعيم الجمهوريين “جيم ريش” رحبا بالدعم الكبير الذي حظي به المشروع.
في بيان لها دعت الولايات المتحدة الأمريكية مساء أمس الأربعاء، إلى محاسبة الرئيس السوري، بشار الأسد، والكشف عن مصير المعـ.ـتقلين لديه، وذلك بمناسبة اليوم الدولي للحق في معرفة الحقيقة بشأن الانتـ.ـهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وكرامة الضـ.ـحايا.
وكان هذا البيان قد نشرته السفارة الأمريكية عبر معرفاتها الرسمية، دعت خلاله الحكومة السورية للإفـ.ـراج عن المعـ.ـتقلين والوصول لأماكن احتـ.ـجازهم.
وشددت السفارة على ضرورة محاسبة الحكومة على انتـ.ـهاكاتها الممنهجة لحقوق الإنسان وجــرائمها بحق المواطنين السوريين.
وأشارت السفارة إلى أنها تحيي ذكرى ضـ.ـحايا انتهـ.ـاكات الحكومة السورية لحقوق الإنسان، مضيفةً أنها بهذه المناسبة تحيّي السوريين الشجعان الذين لا زالوا مستمرين إلى اليوم بالمطالبة بالكرامة والحرية.
يذكر أن ما يزيد عن نصف مليون مدني سوري اعتقـ.ـلتهم السلطات الحكومية، منذ عام 2011، قضى معظمهم تحت التعـ.ـذيب، وتسربت آلاف الصور لمعتـ.ـقلين توثق ما تعـ.ـرضوا له تعـ.ـذيب والتي كانت سببًا بفـ.ـرض عقـ.ـوبات “قيصر” الأمريكية على الحكومة السورية.
وما يزال موقف الإدارة الأمريكية الجديدة عسـ.ـكرياً غير واضح الأركان في سوريا، لكنها ترفـ.ـض وجود الأسد على رأس السلطة رفـ.ـضاً قاطعاً، كما ترفـ.ـض الوجود الروسي والإيراني في مركز صنع القرار السوري.
وهنا يكمن في لب الصـ.ـراع الأمريكي الروسي، إذ أن روسيا لن تخرج من سوريا بعد كل هذه الاتفاقات التي أبرمتها مع نظام الأسد بلا ضمانات لما تعتبره حقوقها في المتوسط.
وإيران تتمـ.ـرد على الروس وعلى الأمريكان ولن تخرج قبل أن تضمن موطئ قدم لها في البلد الذي دفعت لأجله فاتورة عالية جداً.
أخبار اليوم ووكالات