لهذين السببين لن تسقط كييف بيد روسيا.. خبير أمريكي بحرب المدن

لهذين السببين لن تسقط كييف بيد روسيا.. خبير أمريكي بحرب المدن
أخبار اليوم
فريق المتابعة والتحرير
يتوقع ألكسندر داونز مدير معهد دراسات الأمن والصراع بجامعة جورج واشنطن والخبير في الصراعات الدولية وحروب المدن، أنه من الصعوبة بمكان أن تسقط كييف بيد الروس.
وفي معرض إجابته عن الحملة العسكرية الروسيى على أوكرانيا يقول داونز: :من الواضح أن الأمور لا تسير وفقا للخطة، وأن الروس كانوا يعتقدون أنهم يستطيعون تحقيق نصر سريع وحاسم، والاستيلاء على كييف بسرعة، وتنصيب نظام جديد موال لروسيا في غضون يومين”.
ويضيف موضحا سببن رئيسين لعدم سقوط كييف بيد الروس: “وهذا لم يحدث لسببين، أولا، كانت المقاومة الأوكرانية أكثر عنادا وفعالية مما توقعه الروس، ثانيا، لم تكن القوات الروسية مستعدة وتعاني من تعطل المركبات، وقضايا الإمدادات، وقضايا الروح المعنوية”.
وقد ارتكبت القوات الروسية جملة من الأخطاء المتتالية التي أفقدتها الرشد الدولي والتي أعطت مبررا للولايات المتحدة الأمريكية والعالم لفرض عقوبات اقتصادية شديدة عليها.
ومن جملة الأخطاء الروسية بحسب ألكسندر داونز: “هو التفاؤل المفرط، أي الاعتقاد بأن الجيش والشعب الأوكرانيين سوف يستسلمان ببساطة في مواجهة الهجوم الروسي”.
” وهناك سبب ثان وهو نقص الخدمات اللوجستية والإمدادات، الذي انبثق مباشرة من الاعتقاد بأن الحرب ستكون قصيرة جدا”.
ويعزو داونز السبب الثالث لعدم إمكانية القوات الروسية دخول كييف إلى محاولة الاستيلاء على المناطق الحضرية الرئيسية غير كييف، فالقتال في المدن أصعب بكثير ومكلف من التحرك عبر المناطق المفتوحة، ومن هنا لم تتمكن روسيا من الاستيلاء عليها، ولجأت لقصفها عشوائيا..
كما يوضح أن الروس أحفقوا في تنفيذ التطويق المزدوج من الشمال والجنوب الذي كان من شأنه أن يقطع الطريق على الأوكرانيين الذين يقاتلون في الشرق.
وبحسب رأيه فإن هدف الرئيس بوتين هو الإطاحة برئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، وتنصيب نظام موال لروسيا. ومن خلال القيام بذلك، ستبقي أوكرانيا بقوة في دائرة النفوذ الروسي، وتبقى خارج حلف شمال الأطلسي.
أهمية هذه الحرب التاريخية والإستراتيجية
تأتي أهمية الحرب من أهمية كييف فقد تأسست في القرن الـ 19 الميلادي على ضفاف نهر دنيبر الذي يقسم أوكرانيا إلى شطرين شرقي وغربي. وكانت مهدا لمملكة “كييف روس” التي تُعد أساس حضارة العرق السلافي المنتشر بين أوكرانيا وروسيا وبيلاروسيا.
كما كان لهذه المدينة دور كبير في صد الألمان النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، حتى حصلت على صفة “المدينة البطلة” لتكون ضمن 12 مدينة سوفياتية سابقة حازت هذا التكريم.
وبمساحة تقرب من 1000 كيلو متر مربع تمتد المدينة إلى 10 أحياء ضخمة، وتضم عشرات الجامعات والمعاهد الأشهر في أوكرانيا والاتحاد السوفياتي السابق، إضافة إلى الكثير من صناعات الطاقة الكهربائية والمائية والهندسية، ومصنع أنتونوف لإنتاج وصيانة الطائرات المدنية والعسكرية بالتعاون مع دول غربية كالولايات المتحدة وفرنسا.
أما بالنسبة لموقعها الجغرافي على ضفتي نهر دنيبر وسط البلاد، فتعتبر جسورها العشرة وشبكات الطرق، والسكك الحديدية فيها، عقدة وصل رئيسية بين مختلف مناطق أوكرانيا.
وكذلك فهي مركز رئيسي للحكم، ومركز محدد لتوجهات البلاد السياسية والإستراتيجية، وكذلك لقيادة العمليات العسكرية الدائرة في الحرب الحالية.
اقرأ أيضا: ابن نائبة بريطانية يصل إلى أوكرانيا للمشاركة في التصدي للقوات الروسية
وصل 7 عسكريين بريطانيين سابقين -بينهم نجل نائبة برلمانية- إلى أوكرانيا للمشاركة في الدفاع عنها في الحرب التي تشنها روسيا عليها، بالرغم من تحذير حكومة المملكة المتحدة مواطنيها من مغبة ذلك.
ومن ضمن الواصلين كان بن غرانت ذو 30 عاماً -الذي خدم في القوات الخاصة التابعة لمشاة البحرية الملكية لمدة 5 سنوات- نهاية الأسبوع إلى أوكرانيا مع 6 عسكريين سابقين، وفق ما أفادت به صحيفة الغارديان (The Guardian) البريطانية.
ووالدته هيلين غرانت، عضوة في حزب المحافظين ونائبة حالية ووزيرة سابقة ومبعوثة خاصة لرئيس الوزراء لشؤون تعليم الفتيات.
ولبن غرانت 3 أولاد، وقد قال إنه لم يبلغ والدته بسفره.
المصدر : الجزيرة والفرنسية