أخبار المشاهيرأخبار اليوم

من رئيس دولة إلى فريق في الجيش الروسي.. ما دلالاتها في النظام العالمي الجديد؟

من رئيس دولة إلى فريق في الجيش الروسي.. ما دلالاتها في النظام العالمي الجديد؟

أخبار اليوم

فريق المتابعة والتحرير

يشارك الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، زعيم منطقة الشيشان وحليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في الحرب الأوكرانية بقوات كبيرة من الجيش الشيشاني،  وقال إنه تم إرسال وحدات شيشانية إلى أوكرانيا، داعياً المواطنين الأوكرانيين إلى الإطاحة بحكومتهم وداعيا الرئيس الأوكراني إلى الاعتذار من بوتين حتى يضمن أمن بلاده.

وقد تفاخر قديروف، في مقطع مصور بُث على الإنترنت، بأن الوحدات الشيشانية لم تتكبد أي خسائر حتى الآن، إذ صرح إن القوات الروسية يمكنها بسهولة، السيطرة على المدن الأوكرانية الكبيرة وضمن ذلك العاصمة كييف، لكن مهمتها هي تجنب وقوع خسائر في الأرواح، وتنفيذ المهمات بعناية وحرفية.

حيث ذكر أن قواتهم التي قال إنها مجهزة جيداً، “لم تعانِ من أي خسائر، واستحوذت على منشأة عسكرية أوكرانية”.

وتابع الزعيم الشيشاني: “نظيري الرئيس الروسي اتخذ القرار الصحيح، وسنتخلص من أي قوات شيشانية تقاتل في جانب أوكرانيا”، مؤكداً أن أكثر من 10 آلاف مقاتل من مؤسسات إنفاذ القانون الشيشانية تتموضع في أكثر المناطق سخونة بأوكرانيا.

قديروف فريقا في الجيش الروسي

بين رئيس برلمان جمهورية الشيشان محمد داودوف، الاثنين 28 آذار 2022، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر ترقية رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف إلى رتبة فريق في الجيش الروسي، بسبب قتاله في أوكرانيا.

وأوضح داودوف في بيان عبر منصة “تليغرام”: “أصدقائي الأعزاء، من كل قلبي أهنئ أخي رئيس جمهورية الشيشان بطل روسيا رمضان أحمد قديروف، على ترقيته لرتبة فريق بمرسوم من رئيس البلاد القائد العام الأعلى للجيش الروسي فلاديمير بوتين”.

وأكد وزير السياسة الوطنية والعلاقات الخارجية والإعلام في الشيشان أحمد دوداييف، أن قديروف الآن في مدينة ماريوبول؛ لرفع معنويات مقاتلي قوات الشيشان الخاصة التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية هناك.

كيف صار الشيشانيون يقاتلون في صفوف روسيا بعد معاداتها؟

“القتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا جـ.ـهاد”، هكذا أفتى صلاح مجيف، مفتي الشيشان! لكن لماذا كانت الشيشان “أرض الجـ.ـهاد” ضـ.ـد روسيا، وصارت الشيشان التي تفتي في واجب الجـ.ـهاد معها؟.

استثمرت روسيا الاتحادية بقيادة فلاديمير بوتين حالة الفوضى والاختلافات التي شقت الفصائل المقاتلة والحكومة الشيشانية، مستندة إلى قرار رئيس حزب الأمة الإسلامية مولادي أودوغوف وجيش اللواء الإسلامي بقيادة خطاب وشامل باسييف سنة 1999 تحرير داغستان من الاحتلال الروسي، وأطـ.ـلقت عملية عسكرية في الشيشان من أجل إعادتها إلى سيطرتها.

شـ.ـنَ بوتين حرباً مد.مرة على الشّيشان معتمداً خطة الأرض المحروقة، ونجح في ضم قيادات شيشانية إلى صفوف معاركه ضد جيش اللواء الإسلامي، أبرزهم مفتي الشيشان أحمد قاديروف الذي اختلف مع الرئيس الشيشاني حينها أصلان مسخادوف حول ضرورة وقف الحرب وطرد المجـ.ـاهدين العرب ومحاكمة خطاب وشامل باسييف.

مَثَّلَ انضمام أحمد قاديروف ومن التحق به من القوات الشّيشانية إلى روسيا نقطة إضافية في ترجيح موازين القوى لصالح بوتين.

بعد نحو سنتين من الحرب وتحديداً في مايو سنة 2000 نجحت روسيا في دخول العاصمة الشيشانية غروزني والسيطرة على بعض المدن الأخرى وإعلان ضم الشيشان إلى روسيا الاتحادية من جديد وتنصيب أحمد قاديروف رئيساً للشيشان موالياً لروسيا.

وتابعت المقاومة بقيادة أصلان مسخادوف وشامل باسييف وخطاب مقاومتها في محاولة إخراج روسيا من الشّيشان حتى سنة 2009، سنة إعلان نهاية الحرب الشيشانية الثانية وسيطرة روسيا على الشيشان بشكل كامل.

ومن ثم بعد قتل خطاب ومسخادوف وموت باسييف وكذلك قتل أحمد قاديروف من قبل المقـ.ـاومين، عيَّنَ بوتين رمضان قاديروف مكان والده رئيساً للشيشان سنة 2007 ليدشن مرحلة متطورة من الولاء والتبعية لروسيا.

رمضان قاديروف والتبعية المطلقة لبوتين

على درب والده أحمد قاديروف تحول رمضان قاديروف من مقاتل من أجل استقلال الشّيشان عن روسيا الاتحادية إلى الفتى المدلل لفلاديمير بوتين وعصاه الغليظة لصالح تحقيق أهـ.ـدافه العسكرية في جميع الحروب التي خاضها داخلياً وخارجياً، وقد راوح بين القوة وتوظيف الإرث الديني لوالده في تطويع شعب الشيشان المسلم لخدمة هذه الأهداف.

لا يخفي قاديروف ولاءه لبوتين والإعجاب بشخصيته وتبعية الشّيشان لسلطة الكرملين. في الحرب الأخيرة في أوكرانيا، أظهر قاديروف هذه التبعية بإرسال نحو 12 ألف مقاتل لدعم موسكو “بالجهاد في أوكرانيا” بعد أن وجَّه رسالة لبوتين طالبه فيها باستخدام المزيد من القوة في معارك أوكرانيا

حيث وجه له خطابا: “إن القوميين الأوكرانيين لا يفهمون سوى لغة القوة، وقد حان الوقت للتوقف عن مهادنة العدو ويجب البدء بعملية عسكرية واسعة ومن كافة الجهات في أوكرانيا. يجب أن نغير التكتيك الذي نتبعه معهم. يجب أن يعطي بوتين الأوامر المناسبة لكي نقضي على هؤلاء النازيين”.

بقي رمضان قاديروف على عهده مع بوتين نظراً لفضله عليه في توليته رئاسة الجمهورية الشيشانية والاستمرار في الحكم منذ 2007 إلى اليوم والدعم المالي والسياسي الذي يحظى به من قبل الحكومة المركزية في موسكو.

عربي بوست وأخبار اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى