أخبار اليوم

عزل “بن سلمان” في أروقة البيت الأبيض.. تلميحات الإدارة الأمريكية الجديدة

عزل “بن سلمان” في أروقة البيت الأبيض.. تلميحات الإدارة الأمريكية الجديدة

أخبار اليوم

فريق التحرير والمتابعة

اتخذت العلاقات الأمريكية السعودية منحاً جديداً بعد وصول الرئيس الأمريكي “جو بايدن” للبيت الأبيض، فبعد أن كانت أنتج الرئيس الأمريكي الأسبق “دونالد ترامب” ولي العهد السعودي الجديد “محمد بن سلمان” جاء بايدن لينسف تصرفات سلفه، ويعلن أن العلاقة ستكون مع الملك وليس مع ولي عهده، وأنه سيعيد ترتيبها.

حـ.ـذّر الخبير الأميركي في شؤون الشرق الأوسط، البروفسور “إف غريغوري غوز”، في مقال نشرته “فورين أفيرز”، واشنطن من محاولة “عزل” ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وفق ما نشره موقع الحرة على الإنترنت.

وبحسب تعبيره الكاتب فإن ذلك “لا يؤدي إلى الإطـ.ـاحة به من السلطة”، بل سيقـ.ـضي على قدرة الإدراة الأميركية على “كبـ.ـح سلوكه في الخارج”.

واستهل غوز، وهو خبير أميركي رائد في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، مقاله بالحديث عن موقف الرئيس الأميركي، جو بايدن، والذي اعتبره أكثر تشـ.ـدداً من سلفه الرئيس السابق، دونالد ترامب، في تعاطيه مع السعودية وولي العهد الذي اعتبره “الحاكم الفعلي للبلاد”.

وفي هذا السياق، أشار الكاتب إلى تقرير الاستخـ.ـبارات الأميركية حول علاقة محمد بن سلمان في مقـ.ـتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018، والذي صدر في مطلع عهد بايدن، فضلاً عن تخفيض المساعدات العسكرية للمملكة، بحسب الموقع الذي يتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقراً له.

انتقـ.ـادات حقوقية

واعتبر الخبير الأميركي أنّ “التقويم الصـ.ـارخ للعلاقات مع السعودية لم يكن كافياً للعديد من منتـ.ـقدي محمد بن سلمان، الذين انتقـ.ـدوا عدم معـ.ـاقبته من قبل الإدارة الأميركية”.

ونقل موقع الحرة عن الخبير الأمريكي قوله، إن “بعض النـ.ـقاد والمدافعين عن حقوق الإنسان أشاروا إلى أن بايدن لديه القوة للضـ.ـغط على الملك السعودي بهـ.ـدف استبدال محمد بن سلمان بقـ.ـائد جديد”.

وفي معرض نقله للآراءالمتناقضة بشأن طبيعة تعاطي الإدراة الأميركية مع ولي العهد السعودي، أشار غوز إلى موقف الصحفي في “نيويورك تايمز”، نيكولاس كريستوف، الذي قال: “المملكة في وضع أفضل مع ولي عهد جديد”.

وفي المقابل، لفت إلى مقابلة بروس ريدل، الخبير السياسي في معهد “بروكينغز”،  مع صحيفة “الغارديان”، والذي قال فيها: “إذا كان هـ.ـدف الولايات المتحدة هو جعل السعودية مستقرة ومعتدلة في المنطقة، فلا مكان لمحمد بن سلمان فيها”.

سياسياً وأمنياً

وهنا اعتبر غوز أنّ “النقاد يغيب عنهم ثابتة أنّ محمد بن سلمان أصبح ركيزة راسخة في هيكل صنع القرار السعودي، وذلك بدعم من والده الملك سلمان”.

مشيراً إلى أنّ “محاولة عزل ولي العهد لن تؤدي إلى الإطـ.ـاحة به من السلطة، بل ستقـ.ـضي على قدرة واشنطن على كبـ.ـح سلوكه في الخارج، وبدرجة أقل، في الداخل”.

وأضاف: “الولايات المتحدة تحتاج إلى تعاون مع السعودية في الأمور الأمنية المُلحة في كل من اليمن والمنطقة، ولهذا، سيتعين عليها التعامل مع محمد بن سلمان”.

وردا على كلام غوز، رأى اللـ.ـواء السعودي المتقاعد، محمد الحـ.ـربي،  المتخصص في الدراسات السياسية والاستراتيجية، في حديث لموقع “الحرة”، أن “هناك عقد بين الشعب السعودي والقيـادة على نظام الحكم الثابت والراسخ منذ عقود”.

مشدداً على أنّ “محمد بن سلمان عين وليا للعهد بموجب أمر العاهل السعودي الملك سلمان، وذلك وفقا للنظام الأساسي للحكم، ونظام هيئة البيعة”.

وأشار الحـ.ـربي إلى أن “السعودية مركز ثقل سياسي ديني استراتيجي على خارطة العالم، ونظام الحكم ثابت ولا تستطيع أي دولة التحكم به، علماً أن العلاقات مع واشنطن تاريخية ومتجذرة منذ عام 1945”.

وشدد على أنّ “الرياض تتعامل مع الولايات المتحدة كدولة مؤسسات، ولا تأخذ الجانب الإعلامي في أي اعتبارات”، لافتاً إلى أنّ “للسعودية أهمية خاصة في الملفات الخارجية، لاسيما الأمن القومي الأميركي”.

وأوضح الخبير السعودي أنّ “صفقات الأسلـ.ـحة مع الولايات المتحدة ممتدة لأكثر من 20-25 عاماً، وهي تتطلب تدريبات لوجستية قد يمر عليها 4 رؤساء أميركيين”، معتبراً أنّ “لا أحد يستطيع التدخل في سياسة الحكم الداخلية للسعودية، وهذا شأن داخلي خاص”.

كما ذكّر الحـ.ـربي بمقابلة وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع شبكة “سي.أن.أن”، والذي قال فيها إنّ “محمد بن سلمان هو قـ.ـائد السعودية في المستقبل، ولدينا مصلحة قوية معه”.

اقتصادياً

وبالعودة لكاتب المقال، فقد اعتبر أنّ “ولي العهد بعدما سيـ.ـطر على السعودية، يواجه عقـ.ـبة واحدة وهي الولايات المتحدة.

لاسيما أنه يخطط للتغيير الاقتصادي معتمدا على الاستثمار الدولي، حيث يلعب المستثمرون الأميركيون دورا رائدا”، مضيفاً: “لا يمكن أن يكون بن سلمان لاعباً في النظام المالي العالمي إذا وقفت واشنطن ضـ.ـده، إذ لا تزال الولايات المتحدة أهم شريك دولي للسعودية وضمانة أمـ.ـنية نهـ.ـائية لها”.

وهنا أكد الحـ.ـربي أنّ المملكة “تشهد نقلة نوعية نحو التنمية الشاملة المستدامة، ومحمد بن سلمان هو مهندس رؤية 2030 الطموحة والمواكبة للثـ.ـورة الصناعية الرابعة”، مضيفاً أنّ بلاده “محصنة ضـ.ـد الحملات الإعلامية الموجـ.ـهة ضـ.ـدنا”.

وختم غوز مقاله، بالقول: “أي جهد لإخراج محمد بن سلمان من موقعه المركزي في النظام السعودي الحالي سيكون بمثابة شيء قريب جدا من تغيير النظام، وهو تفكير خــ.طير، علما أن إدارة بايدن اختارت الطريق الأكثر حكمة، ويتمثل في إيصال ما تريد وما لن تسمح به لولي العهد السعودي”.

عين الرقيب

وفي سياق متصل، اعتبر المحلل السياسي، مبارك آل عاتي، في حديث لموقع “الحرة”، أنّ “السعودية تنظر إلى ما يصدر عن الإدارة الاميركية بعين الرقيب المهتم باستمرار العلاقات التاريخية، بما تحمله من مصالح مشتركة بين البلدين”.

ولفت إلى أنّ “الرياض أبدت تمسكها الواضح بإبقاء العلاقات المميزة والعميقة مع الإدارة الأميركية”، مضيفاً: “السعودية شريك اقتصادي قوي، ولديها موقع جيو-سياسي فريد ومميز، خصوصاً لجهة موقعها في مجالي النفط والغاز”.

وأكد آل عاتي أنّ “العلاقات تعتمد على التصريحات الرسمية الصادرة عن واشنطن، وليس على التقارير الحقوقية والإعلامية”.

تجـ.ـاهل مخطط له

صحيفة الفايننشال تايمز التي تناولت موضوع تجاهـ.ـل بن سلمان من قبل بايدن عكس سلفه ترامب، في مقال بقلم الكاتب ديفيد غاردنر، بعنوان: “تجاهـ.ـل” جو بايدن يشير إلى إعادة ترتيب العلاقة مع السعودية.

ويقول الكاتب إن الرئيس الأمريكي أقدم على تجاهـ.ـل مدروس للقيادة الفعلية للسعودية، التي يدير شؤونها اليومية ولي العهد محمد بن سلمان.

فقد قال البيت الأبيض إن الرئيس سيتعامل من الآن فصاعدا مع “نظيره” السعودي، أي الملك سلمان بن عبد العزيز، والد ولي العهد.

وبحسب غاردنر، انتـ.ـهت الاتصالات التجارية والأسرية التي كان يرعاها الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي تضمنت علاقة مباشرة عبر تطبيق واتساب بين ولي العهد وجاريد كوشنر، صهر ترامب.

وخلال حملته الانتخابية هـ.ـدد بايدن بمعاملة السعودية باعتبارها “منـ.ـبوذة” بسبب انتهـ.ـاكاتها المتفـ.ـاقمة لحقوق الإنسان.

إنه يعيد اختبار العلاقة التي تعود إلى 75 عاما بين الولايات المتحدة والسعودية.

ويبدو أن هذا سينطوي على اضـ.ـطراب خطــ.ير، بحسب الكاتب.

فواشنطن رفعت السـ.ــرية عن معلومات استخبـ.ـاراتية تربط ولي العهد بالقتــ.ـل الوحـ.ـشي لجمال خاشقجي في عام 2018، وهو رجل كان مقربا من الحكم ثم تحول إلى منتـ.ـقد وكاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست.

واغتـ.ـيل خاشقجي، وهو مساعد سابق لرئيس المخـ.ـابرات السعودية، وتقطـ.ـيع أوصاله على يد فرقة اغتـ.ـيال جاءت من الرياض، بعد استدراجه إلى القنصلية السعودية في إسطنبول، ولم يتم العثور على أي أثر له.

وفي تقرير سابق، خلصت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلى أن العملية كانت أبعد ما يكون عن عملية مـ.ـارقة كما زعم السعوديون، إذ أن ولي العهد أمر بالقـ.ـتل.

وعلق الرئيس ترامب حينها قائلا “ربما فعل، ربما لم يفعل”، لكنه قرر أن مبيعات الأسلـ.ـحة بمليارات الدولارات للمملكة والدعم الذي تقدمه السعودية لحملة ترامب ضـ.ـد إيـ.ـران تفوق ما وصفه بأنه “أسـ.ـوأ عملية تسـ.ـتر على جـ.ـريمة على الإطـ.ـلاق”.

وكانت قضـ.ـية خاشقجي أسـ.ـوأ أز.مة دبلوماسية بين واشنطن والرياض منذ هجـ.ـمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 على الولايات المتحدة، حين كان 15 من 19 خاطـ.ـفا للطائرات التي نفذت الهجـ.ـمات من السعودية.

الأسئلة الآن هي: كيف تنوي إدارة بايدن بشكل مباشر تضمين ولي العهد في القضـ.ـية؟ هل ستذكره بالاسم؟ وكيف ستتابع الأمر؟ البراعة والحـ.ـزم ضروريان لتجنـ.ـب الأز.مة، بحسب الكاتب.

ويستبعد غاردنر أن تحاول الولايات المتحدة عزل الأمير محمد بن سلمان، فهو الابن المفضل للملك سلمان وحفيد الملك عبد العزيز بن سعود، مؤسس المملكة.

ويُعتبر أنه تجـ.ـاوز موقعه في ترتيب الوصول إلى العرش ضمن أعضاء أسرة آل سعود.

لكن يبدو أن الهـ.ـدف الرئيسي لبايدن هو إنهـ.ـاء تدليل ترامب وكوشنر – وهو ما منح ولي العهد الإفـ.ـلات من العـ.ـقاب على سلوكه المتـ.ـهور والقـ.ـاسي – وحمله على العودة إلى طريق العلاقات المؤسسية.

تحدث وزير الدفـ.ـاع الأمريكي “لويد أوستن”، إلى الأمير محمد، الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفـ.ـاع السعودي، وبعد هجـ.ـمات بالصـ.ـواريخ والطائرات المسيرة على السعودية من جانب الحوثيين في اليمن، كرر أوستن أن الولايات المتحدة ملتزمة بالدفـ.ـاع عن المملكة.

لكن واشنطن سحبت دعمها للعملية العسـ.ـكرية السعودية في اليمن، وهي الحـ.ـرب التي شـ.ـنها الأمير محمد قبل ست سنوات وتسببت في مجـ.ـاعة ومـ.ـرض لليمنيين.

ويضـ.ـغط فريق بايدن، المدعوم من الكونغرس، من أجل إنهـ.ـاء الصـ.ـراع ووقف تسليم الأسلـ.ـحة للسعوديين.

وقد ترغب هذه الإدارة أيضا في إطـ.ـلاق سـ.ـراح محمد بن نايف، ابن عم ولي العهد ووزير الداخلية السابق والمعزول من ولاية العهد في عام 2017.

وقد اعـ.ـتُقل الربيع الماضي مع عمه الأمير أحمد بن عبد العزيز.

ويقول الكاتب إنه لطالما كان محمد بن نايف الرجل الرئيسي للمؤسسة الأمنية الأمريكية.

وقد تسعى الولايات المتحدة أيضا إلى مساعدة سعد الجابري، وهو حليف أمريكي مهم ورئيس مكافـ.ـحة الإرهـ.ـاب السابق الموجود الآن في المنفى في كندا، والذي تقول عائلته إن الرياض حاولت استدراجه مقابل تحرير اثنين من أبنائه الذين يحتـ.ـجزهم السعوديون كرهـ.ـائن.

كل هذا يثـ.ـير السؤال الحسـ.ـاس حول ما إذا كان يجب دعم الأمير أحمد، الأخ الأصغر للملك سلمان، الذي يُقال إن بعض الأمراء البارزين يفضلونه كخليفة.

ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن من غير المرجح أن يرغب فريق بايدن، رغم كل النفـ.ـور من ولي العهد الحالي، في الوصول إلى نقطة استبداله.

لكن محمد بن سلمان، وبدعم من الملك، مهد طريقه إلى العرش في سلسلة من الانقـ.ـلابات في القصر، مستبدلا ملكية مطـ.ـلقة كانت تقوم على إجماع الأسرة بنفسه كحاكم مطـ.ـلق.

الأمير الشاب لم يُظهر أي ميل للتخلي عن هذا بأي شكل من الأشكال، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع شخصيات بارزة تعرف أسرار المملكة.

أخبار اليوم ووكالات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى