باتجاه الصين.. الباتريوت الأمريكي ينسحب.. أمريكا تغير قواعد اللعبة في الخليج

باتجاه الصين.. الباتريوت الأمريكي ينسحب.. أمريكا تغير قواعد اللعبة في الخليج
أخبار اليوم
فريق التحرير
أرسلت بريطانيا قـ.ـوات ومنظومات دفـ.ـاعية عسـ.ـكرية إلى السعودية، وذلك في أعقاب تقارير صحفية تحدثت عن سحب عدد من بطاريات الدفـ.ـاع الأميركية “باتـ.ـريوت” من البلاد.
الخطوة تأتي بعد أن كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الشهر الماضي نقلا عن مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة ستقلص حجم قـ.ـواتها في السعودية، وستسحب 4 بطاريات صـ.ـواريخ من طراز “باتريـ.ـوت”.
وكتب الأمير خالد بن سلمان نائب وزير الدفـ.اع السعودي في حسابه على موقع تويتر أنه أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الدفـ.ـاع البريطاني بن والاس، وبحث معه التعاون الثنائي بين البلدين في المجال العسـ.ـكري.
وأضاف أنه نقل شكر الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الحكومة البريطانية على إرسالها قـ.ـوات ومنظومات دفـ.ـاعية إلى المملكة من أجل تحقيق الشراكة الإستراتيجية وحفظ الأمن الإقليمي، ومواجهة كل ما يهـ.ـدد مصالح البلدين.
ولم يذكر المسؤول العسـ.ـكري السعودي تفاصيل عن القـ.ـوات والمنظومات الدفـ.ـاعية التي أرسلتها بريطانيا إلى بلاده، ومنها توقيت الخطوة، وأين تم نشرها ومهامها.
ولاحقا، قال مسؤولون في وزارة الدفـ.ـاع الأميركية إن ما سيجري مجرد أعمال روتينية في إدارة قـ.ـواتها، مؤكدين استمرار التعاون مع السعودية والعمل على تعزيز قدراتها الدفـ.ـاعية.
وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مقابلة صحفية سابقة صحة تلك التقارير، لكنه قال إن ذلك لا يشير إلى تراجع الدعم الأميركي للسعودية، كما أنه ليس محاولة للضـ.ـغط على الرياض بشأن القضـ.ـايا النفطية.
وكانت وكالة رويترز نشرت تقريرا خاصا قالت فيه إن الرئيس ترامب هـ.ـدد في خضم الحـ.ـرب النفطية الأخيرة بقطع الدعم العسـ.ـكري الأميركي عن السعودية إذا لم تتوقف عن إغراق الأسواق بالنفط.
تغيير قواعد اللعبة في الخليج العربي
أفاد مقال نشره موقع فورين بوليسي (Foreign Policy) الأميركي بأن إدارة الرئيس جو بايدن تريد خفض مكانة منطقة الشرق الأوسط في أولويات سياستها الخارجية، والتركيز على صـ.ـراعها مع الصين وروسيا، والاهتمام باستقرار أوروبا وقضية المناخ.
وذكر المقال الذي كتبه ستيفن كوك أن مجلس الأمـ.ـن القومي الأميركي أجرى تعديلا وفقا لذلك، بتقليصه حجم إدارة الشرق الأدنى، كما قلّصت الوكالات التنفيذية الأميركية عدد العاملين في شؤون الشرق الأوسط.
وأوضح أن هذه التغييرات تحدث على خلفية مناقشات السياسة الخارجية المستمرة حول “منافسة القوى العظمى” والصين، مشيرا إلى أنه إذا كانت الفترة من 2001 إلى 2020 هي العصر الذهبي لمحللي الشرق الأوسط، فمن الواضح أن واشنطن تدخل الآن عصر الخبير في الشؤون الصينية، والمتخصص في الصحة العامة.
وقال إن الشرق الأوسط استهلك الكثير من الوقت والاهتمام والموارد من صانعي القرار الذين كانوا في كثير من الأحيان يسعون وراء أهـ.ـداف غير واقعية ويتبعون سياسات غير مدروسة جيدا، وكان ذلك على حساب قضايا مهمة أخرى مثل انعكاسات طموحات الصين، وعودة روسيا إلى المسرح العالمي، واستقرار أوروبا، وتأثيرات تغير المناخ.
وأضاف كوك أن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بحاجة إلى التطور، وهناك قضـ.ـايا في المنطقة لم تعد ملحة كما كانت، ودول لم تعد مهمة كما كانت من قبل، وأن التحدي المتمثل في صياغة نهج جديد للمنطقة هو تحديد من وما المهم لأميركا.
ودلل الكاتب على تخفيض مكانة المنطقة في سياسة بايدن الخارجية، بأنه لم يتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلا بعد 4 أسابيع، ثم بعد أسبوعا آخر أو نحو ذلك اتصل برئيس الوزراء العراقي والملك السعودي.
وبالمثل، لا يبدو أن البيت الأبيض في عجلة من أمره لإجراء مكالمات مع المصريين والأتراك والإماراتيين وغيرهم.
مصر وتركيا
ورغم عدم إيراد الكاتب لدولة الإمارات في قائمة الدول التي تستحق الاهتمام، فإنه قال إنها من “الشركاء الأمـ.ـنيين” المهمين لأميركا، وتتأثر مصالحها أيضا عندما يجلس فريق بايدن للتحدث مع الإيرانيين.
أما مصر فهي خارج قائمة الاهتمام، وفقا للكاتب الذي يرى أنه بالرغم من أن هناك امتعـ.ـاضا في القاهرة من أن بايدن لم يهاتف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حتى الآن.
لكن يبدو أن من الأفضل للنخبة المصرية في الحكم أن تكون بلادهم خارج القائمة.
ومع ذلك هناك جزء من هذه النخبة ترغب في أن تكون مصر ضمن الاهتمام الأميركي، لمجابهة تركيا في ليبيا، والتركيز على التنمية الاقتصادية، ومواجهة تحـ.ـدي سد النهضة الإثيوبي.
وقال إن مصر أثبتت أنها لا تساعد نفسها أحيانا عندما يتعلق الأمر بالولايات المتحدة، فقمـ.ـعها لأفراد أسر النشطاء المصريين داخل أميركا أثـ.ـار غضـ.ـب الكونغرس، ودفع بوزير الخارجية أنتوني بلينكن لإبلاغ نظيره المصري بأن حقوق الإنسان ستكون جزءا من العلاقة بين البلدين.
وتركيا من الدول التي يمكن تجاهلها، لكن مهما تم تجاهلها، فهي أيضا حليف في الناتو، لذلك فمن غير الواضح ما إذا كان سجل تركيا الأخير سيبقيها خارج الاهتمام لمدة طويلة.
أميركا والسعودية.. ما الذي سيغيره بايدن؟
قال المستشار السابق بوزارة الخارجية السعودية سالم اليامي إن العلاقة بين واشنطن والرياض لا تزال مهمة، ولكن إعادة ضبطها تشير لتغيير النسق السابق، معتبرا أن هذا شأن داخلي أميركي ولا يعني السعودية.
جاء ذلك في تصريحاته لحلقة السبت من برنامج “ما وراء الخبر” (2021/2/27) التي تساءلت عن الملامح الجديدة للعلاقة الأميركية السعودية في ضوء التصريحات الصادرة من الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته، وردود المملكة السعودية بشأنها.
وأكد أن الولايات المتحدة تدرك أن سياسات السعودية الخارجية واضحة وشفافة، وأن واشنطن تدرك وتعتمد على السياسة والدور السعودي في حفظ التوازن في المنطقة.
وفي هذا الخصوص أكد أن رؤية السعودية للملف اليمني تتطابق مع وجهة النظر الأميركية ولا تختلف معها كما هو الشأن نفسه بالنسبة للملف الإيراني، بل إن السعودية قد تفهم الأبعاد الأيديولوجية بشكل أكبر من أميركا، ولكنه شـ.ـدد على أن الرياض لن تسمح للولايات المتحدة بالتدخل في الشأن السعودي الداخلي وبالأمور التي تتعلق بترتيب البيت السعودي.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال إنه أبلغ الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أن قـ.ـواعد العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية ستتغير، وأنه لا بد من معالجة الرياض ملف انتـ.ـهاكات حقوق الإنسان باعتبارها شـ.ـرطا أساسيا لتعاملها مع واشنطن.
وبهذا الصدد، أوضح اليامي أن السعودية لها مفهومها الخاص بحقوق الإنسان الذي يتناسب مع مرجعيتها الثقافية والبيئية، وليس من حق الطرف الآخر، إن كان يريد علاقة إستراتيجية معها، أن يتدخل في شؤونها الداخلية، متوقعا أن العلاقة بين البلدين ستتجاوز أي خـ.ـلافات لأنه تجمعهما قضايا مشتركة كبرى.
قيم جوهرية
من جهته، ذهب المستشار السابق لشؤون الأمن القومي باري بافيل إلى أن العلاقة بين البلدين في عهد بايدن ستشهد تركيزا على القيم العليا والمصالح الجوهرية، معتبرا أن الإدارة السابقة لم تنظر للقيم العليا كإطار لسياستها الخارجية، ولذلك انعكست المصالح من خلال عدم معاقبة ولي العهد السعودي بشكل مباشر.
كما رأى أنه يتعين على واشنطن مساعدة السعودية في مواجهة إيران والتعامل مع الإرهـ.ـاب، معتبرا أن الضـ.ـغط بملف حقوق الإنسان على المسؤولين السعوديين وراء الأضواء قد يكون أكثر فعالية من فضـ.ـحهم على العلن، لاعتبار أن السعودية تعد شريكا مهما لأميركا في المنطقة.
وأكد بافيل أن القضايا العسـ.ـكرية والأمـ.ـنية ومكافـ.ـحة الإرهـ.ـاب والتعامل مع إيران لها الأولوية الكبرى، واصفا فريق بايدن بأنه جدي ويفهم الأهمية الملحة لعامل الأمـ.ـن، ولكن من المفيد أيضا عقد نقاشات بشأن حقوق الإنسان، مشيرا في الآن ذاته إلى وجود تحديات محلية أميركية أيضا، وأن واشنطن بدورها لا تعيش في جنة.
غير أن البامي أشار إلى ارتبـ.ـاك واضح تمر به الإدارة الأميركية الجديدة، من حيث التمييز بين الأعـ.ـداء والحلفاء والشركاء الحقيقيين، وكذلك ارتبـ.ـاك في تحديد الأولويات.