أخبار اليوم

وثائق وتسريبات: خلاف سعودي-إماراتي بشأن اليمن.. ما الذي يجري؟

وثائق وتسريبات: خلاف سعودي-إماراتي بشأن اليمن.. ما الذي يجري؟

أخبار اليوم

فريق التحرير

سعى وليّا عهد المملكة وأبوظبي، إلى طي صفحة خـ.ـلافاتهما، وعندما أخفـ.ـقا، جهدا في إبقائه خلف الأبواب المغلقة.

بيد أن الخـ.ـلاف السعودي–الإماراتي في اليمن، سيصبح “سراً ذائعاً”، وسيتحول إلى شكل من أشكال “حـ.ـرب الوكالة”.

طرفاها فريق “الشـ.ـرعية” بقيادة عبد ربه هادي الذي يجاهر بعـ.ـدائه للإمارات، والمجلس الانتقالي الجنوبي وميليـ.ـشيات أخرى، مدعومة من أبوظبي… وسيأخذ هذا الخـ.ـلاف، شكل “تصـ.ـفيات” و”اغتـ.ـيالات” وعمليات كر وفر.

لم ينفع “اتفاق الرياض”، ولا ما سبقه أو لحقه، من بروتوكولات وخطط تنفيذية، في إيقافها… وسيدخل التجمع اليمني للإصلاح، كطرف في هذا الصـ.ـراع، بعد عمليات “التصـ.ـفية” المنظمة التي تعرض لها قادته وكوادره، من قبل حلفاء أبو ظبي.

وثائق ستفـ.ـجر الموقف بين الدولتين

كشفت مصادر يمنية اليوم السبت، عن دور الإمارات في الهجـ.ـمات التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية.

ونشر الصحفي اليمني، أنيس منصور، رئيس مركز “هنا عدن” للدراسات على حسابه “تويتر” وثائق وصورًا تفضـ.ـح دعم دولة الإمارات عسـ.ـكريًا للميليـ.ـشيات الحوثية في اليمن.

وأظهرت الوثائق والصور تزويد الإمارات ميليـ.ـشيات الحوثي بألغام أرضـ.ـية عبر ميليـ.ـشيات المجلس الجنوبي الانتقالي المدعوم من أبوظبي.

ونشر  “منصور” صورة “مركبة نوع دينا محملة ألغـ.ـام للحوثيين تم ضبطها في الشمايتين تعز، قادمة من طريق عدن إلى إب، مرورًا عبر تعز، وبتصريحات مرور رسمية وبختم ألوية الدعم والإسناد الإماراتية”.

وكشفت الوثائق تورط قيـ.ـادات كبيرة في المجلس الانتقالي في عملية التهـ.ـريب والتنسيق والإمداد العسـ.ـكري للحوثيين.

كما جرى نشر صور ذخـ.ـيرة وقذا.ئف هـ.ـاون ونواظير ليلية ضبـ.ـطتها المقاومة اليمنية ضمن عملية تهـ.ـريب من عدن إلى الحوثيين بتنسيق إماراتي.

وقال الصحفي اليمني تعليقًا على هذه العملية “إن المتهمين اعترفوا أنهم دخلوا 29 مرة سـ.ـلاح للحوثيين من عدن وقام اللـ.تواء فضل حسن بتضييع وطمس القضية”.

ويأتي هذا في الوقت الذي صعدت فيه الميليـ.ـشيات الحوثية من هجمـ.ـاتها العسـ.ـكرية بطائرات مسيَّرة وصـ.ـواريخ باليستية وحرارية على أرضي المملكة العربية السعودية.

ويذكر أن تقرير لجنة خبراء مجلس الأمـ.ـن الدولي كشف مؤخرًا أن قطع غيار الطائرات المسيرة الإيرانية تصل الحوثيين عبر الإمارات تحديدًا دبي.

وأكد التقرير أن شركاتٍ مقرها في دبي تسهم في نقل مساعدات نفطية وعسـ.ـكرية إلى الحوثيين، على شكل قطع غيار”.

وكان مسؤول عـ.ـسكري في التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن اتهم الإمارات بدعم مليـ.ـشيا الحوثي في صنعاء، مؤكدًا أن أبو ظبي عملت على إمدادهم “بالأسلـ.ـحة والصـ.ـواريخ لضـ.ـرب الأراضي السعودية واستنزافها”.

وقال المسؤول العسكـ.ـري لموقع “المهرة بوست” إن “عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هو همزة الوصل السرية في اليمن بين الاماراتين والحوثيين”.

وأكد المصدر أن “الزبيدي” والذي تلقى تدريبات في جمهورية إيران قبل الحـ.ـرب لا يزال على علاقة متينة مع الحوثيين، وأن “أبو ظبي” تعمل على توجيههم وفق مصلحتها على الأراضي اليمنية .

 

في اليمن

على الرغم من تزعّم البلدين للحـ.ـرب في الجارة الجنوبية، إلا أنهما دخلتا الحـ.ـرب، بأجندات مختلفة…

بالنسبة للإمارات، فإن أكثر ما كان يهمها هو إحكام السيطرة على جنوب البلاد، وتشجيع القـ.ـوى الانفصـ.ـالية، على العودة إلى “دولة الجنوب”، وللإمارات مطامع في الموانئ والجزر اليمينية، وما أن تحقق لها مرادها، حتى أعلنت مبكراً “انتـ.ـهاء الحـ.ـرب”، واتخذت قرارها بالانسحـ.ـاب من اليمن، من دون تشاور مسبق مع الرياض.

فيما الحـ.ـرب استمرت لسنوات عديدة لاحقة، وبلغت ذرى جديدة، وطال شظـ.ـاياها العمق السعودي، وهـ.ـددت “درة تاج” الصناعة النفطية للمملكة: أرامكو…

الموقف الإماراتي المنفرد ترك جـ.ـرحاً غائراً في قلب “التحالف”، وأحاط العلاقات “الأخوية والمتميزة”، بظلال كثيفة من الشـ.ـك، وشجع مغردين سعوديين، وبعضهم مقرب من دوائر صنع القرار في المملكة، على توجيه انتقـ.ـادات لاذ.عة، لمن “خـ.ـانوا بلادهم” و”طعـ.ـنوها من الخلف”…

لا بل أن أصواتاً سعودية بدأت تهمس بسؤال: “من يقود من؟”، هل السعودية التي ظلت تلعب دوراً قيادياً في المنظومة الخليجية هي من تقود التحالف، أم أن مركز صنع القرار قد انتقل إلى “ديوان ولي العهد الإماراتي”؟

مع إيران

الإمارات بخـ.ـلاف السعودية، حافظت على أكثر من “شعرة معاوية” مع إيران:  أزيد من نصف مليون إيراني مقيم على أرضها، يمتلكون ألوف المؤسسات والشركات، ومليارات الدولارات من التجارة المتبادلة

على الرغم من تبلور قناعة مشتركة بجدية “التهـ.ـديد الإيراني” لأمن الدولتين واستقرار المنظومة الخليجية، إلا أن وليي عهد البلدين انتهجا مقاربات متفاوتة من حيث شـ.ـدتها وتشـ.ـددها وأدواتها..

الإمارات بخـ.ـلاف السعودية، حافظت على أكثر من “شعرة معاوية” مع إيران:  أزيد من نصف مليون إيراني مقيم على أرضها، يمتلكون ألوف المؤسسات والشركات، ومليارات الدولارات من التجارة المتبادلة.

واتصالات دبلوماسية رفيعة المستوى لم تنقطع، وقنوات تنسيق أمنية خلفية، مكّنت الإمارات من تفادي صـ.ـواريخ الحوثي وطائراته المسيّرة…

كل ذلك كان يحصل في الوقت الذي كان فيه ولي العهد السعودي، يتهـ.ـدد إيران بنقل الحـ.ـرب إلى داخلها، ويحرض في العلن على برنامجيها النـ.ـووي والصـ.ـاروخي، وبالأخص، ضـ.ـد دورها الإقليمي “المزعـ.ـزع للأمـ.ـن والاستقرار” في المنطقة.

ودعم ولي العهد السعودي على نحو شبه علني، حركات معـ.ـارضة إيرانية، انفصـ.ـالية ومسلـ.ـحة، ويخوض أكثر المعـ.ـارك ضـ.ـراوة ضـ.ـد حلفاء طهران في الإقليم، ويحشد في مواجهتهم كافة القوى المحلية المتضـ.ـررة من الهيمـ.ـنة الإيرانية على بلدانهم.

والمفارقة أن المقاربة الأكثر “نعومة” في التعامل مع ملفات طهران الشـ.ـائكة والمتشعبة، كانت تصدر عن الدولة الإماراتية التي ما انفكت تتحدث عن “احتلال إيراني” لجزرها الثلاث.

في حين أن المقاربة الأكثر “خشـ.ـونة” كانت تصدر عن الدولة التي لم تنفك طهران عن “مغازلتها” والسعي لتفتيح قنوات التواصل والحوار معها، باعتبار أن تحسين العلاقة معها، كفيل بتفتيح كافة الطرق بين طهران وبقية عواصم الخليج، وما وراءها، لكن “فجـ.ـوة الثقة” جعلت المسافة السياسية بين ضفتي الخليج، أكثر اتساعاً مما هي عليه جغرافياً.

 

إن صعود الشباب لسدة الحكم في غير دولة خليجية، من جيل الأمراء الأبناء المتطلع للعب أدوار خارج حـ.ـدود بلاده، وامتلاكه لتراكم هائل من عائدات النفط والغاز، جعل وسيجعل من الصعـ.ـب، احتفاظ المملكة بدورها القيادي المتفرّد.

وغلّب وسيغلّب “التنـ.ـازع” على “التعاون” في علاقاتها البينية… وسيكون من الصـ.ـعب على المملكة التي تواجه “خصوصية عُمانية” متوارثة، ونظاماً أكثر ميلاً للتوازن والاتزان داخلياً وخارجياً في الكويت، أن تبسط نفوذها المهـ.ـيمن على قطر والإمارات بعد اليوم…

هذه الصفحة في تاريخ المجلس الممتدة لأربعة عقود، طويت أو هي في طريقها إلى ذلك، وإلى أن يتمكن قادة الدول الست، من الوصول إلى صيغة جديدة لعلاقات القوى وآليات رسم السياسة وصنع القرار في منظومتهم الإقليمية، سيظل “التنـ.ـازع” سمة غالبة على عمل المجلس وأدائه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى