في الوقت الذي ترفـ.ـض الدول بشار.. لماذا تصر فرنسا على حمـ.ـاية رفعت الأسد؟

في الوقت الذي ترفـ.ـض الدول بشار.. لماذا تصر فرنسا على حماية رفعت الأسد؟
أخبار اليوم
فريق المتحرير
رفعت الأسد هو السياسي الوحيد في تاريخ سوريا الذي يُعيّن في منصب “نائب رئيس الجمهورية” و هو موجود خارج البلاد.
و قد استمر في ذلك المنصب لمدة أربعة عشر عاما قضى منها ثلاثة أعوام ربما في سوريا على فترات متباعدة.
عاد مرة واحدة في منتصف الثمانينات ليكون من بين مستقبلي الرئيس الفرنسي “فرنسوا ميتيران” في دمشق، و كان الرئيس الفرنسي قد طلب منه أن يكون في سوريا خلال زيارته لها، وبقي والدي حينها في سوريا فترة قصيرة من الزمن.
وعاد بعد ذلك عند وفـ.ـاة والدته “ناعسة” في بداية التسعينات حيث قضى الفترة الأطول وقتها في سوريا، و استمر تواجده بعد ذلك بشكل متقطع في سوريا حتى العام ١٩٩٨، و هو العام الذي تمت إقالته فيه من منصب نائب رئيس الجمهورية.
منصب “نائب رئيس الجمهورية” كان له فوائد كثيرة بالنسبة لرفعت الأسد على مستوى العلاقات الشخصية التي كان يحاول بناءها في أوروبا.
و كان له أيضا فوائد على مستوى الحفاظ على العلاقات الشخصية التي كانت موجودة من قبل فحافظ الأسد، و برغم كل ما حدث، لم يحاول محـ.ـاصرة شقيقه على مستوى علاقاته الشخصية، و قد انحصر همه الأساسي في إزا.لة كل نفوذ له في مؤسسات الدولة، و على الأخص في المؤسسة العسكرية.
صحف فرنسية تشـ.ـكك بعلاقة فرنسا ورفعت
دعت منظمتان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى السحـ.ـب الفوري لوسام جوقة الشرف، من رفعت الأسد.
على غرار الإجراء، الذي بادرت إليه فرنسا، حين سحـ.ـبت الوسام ذاته، من بشار الأسد، عام 2018 على أسس مماثلة.
المنظمتان استندتا في دعوتهما إلى إدانة رفعت، في قضـ.ـية اختـ.ـلاس أموال عامة سورية، وغسيلها عبر العصـ.ـابات المُنظَمة، إضافة إلى تور.طه في أحداث القـ.ـمع الوحـ.ـشي ضـ.ـد الشعب السوري عام 1982، ما أكسبه لقب جـ.ـزار حماة.
وجاءت الدعوة في صحيفة “ليبراسيون”، من خلال مقال مشترك، بقلم كل من: فيليب غرانت المدير التنفيذي، وجنيفر تريسكون مستشارة قانونية في منظمة “تغيال”.
ورئيسة «شيربا” فرانسلين ليباني، وشانيز مينسوس، المحامية في الجمعية.
وكتب هؤلاء في مقدمة مقالهم: من غير المتصور، أن يكون عم الرئيس الحالي، والرجل الثاني السابق، في النظام السوري، والذي حكـ.ـم عليه بالسجن أربع سنوات، بتهـ.ـمة اخـ.ـتلاس أموال عامة، وغسل الأموال، في العصـ.ـابات المُنظَـ.ـمة، يحتفظ بأعلى وسام شرف فرنسي.
ويتابع المقال، أنه في 28 شباط 1986، تم تعيين رفعت الأسد ضـ.ـابطاً كبيراً، في فيـ.ـلق الشرف، من قبل الرئيس “فرانسوا ميتران”، لقاء الخدمات التي قدمها للدبلوماسية الفرنسية، في الشرق الأوسط.
اليوم، “سيغال” و”شيربا”، تدعوان الرئيس إيمانويل ماكرون، إلى سحـ.ـب وسام جوقة الشرف فوراً من رفعت الأسد، بالنظر إلى التهـ.ـم الموجهة إليه، في كل من فرنسا وسويسرا.
وهو ما سيكون متوافقاً، مع إجراءات سحـ.ـب الوسام الممنوح لبشار الأسد، بمبادرة من فرنسا في عام 2018 على أسس مماثلة.
ويذكر المقال، أن محكـ.ـمة فرنسية في باريس حكـ.ـمت على رفعت بالسـ.ـجن أربع سنوات، بتهـ.ـمة اختـ.ـلاس أموال عامة سورية، فضلاً عن غسلها من خلال العـ.ـصابات المنظمة.
وجاء الحكم على خلفية شكـ.ـوى، تقدمت بها “شيربا” عام 2013، حيث اعتبر القضاة في نهـ.ـاية الحـ.ـكم، غير النهائي، بسبب الاستئناف.
كما أن هناك أدلة كافية، لإثبات أن الرجل الثاني السابق في النظام السوري، تراكمت لديه أصول عقارية، ومالية هامة في فرنسا.
لم يتمكن من تبرير مصدرها القانوني، وبدورها، استناداً إلى الأدلة التي جُمعت، في سياق المعلومات القضـ.ـائية الفرنسية.
فتحت السلطات القضـ.ـائية الإسبانية تحقيقاً، أدى إلى مصادرة ممتلكات، تتجاوز قيمتها 600 مليون يورو، كما تمت مصادرة عقار في لندن، تُقدر قيمته بنحو 23 مليون يورو.
وينوه المقال، بأن رفعت الأسد يخضـ.ـع حالياً لتحقيق جـ.ـنائي في سويسرا، إثر شـ.ـكوى تقدمت بها “تغيال إنترناشيونال ـ المحاكمات الدولية”، لتور.طه “المـ.ـزعوم” في مذبـ.ـحة حماة.
حيث ورد أن رفعت الأسد، شارك على رأس “سـ.ـرايا الدفـ.ـاع”، في عمليات عسـ.ـكرية، قامت بها قـ.ـوات نظام حافظ الأسد.
لكـ.ـسر شوكة المعـ.ـارضة، خلال شهر شباط 1982، وأسفرت عن انتـ.ـهاكات لحقوق الإنسان.
وتد.مير جزء كبير من المدينة، ومذابـ.ـح راح ضحـ.ـيتها، عشرات الآلف من السكان، وهو حدث لا يزال مُتجذراً في التاريخ السوري، وفي الذاكرة الجماعية كرمز للقـ.ـمع، الذي يمارسه نظام عائلة الأسد ضـ.ـد شعبه، وأسبغت على رفعت الأسد لقب “جـ.ـزار حماة”.
ويستدرك المقال: مثل أي مُدعى عليه، يتمتع رفعت الأسد بافتراض البراءة، لكن خطـ.ـورة الوقائع المزعـ.ـومة ضـ.ـده في سويسرا، وإدا.نته في محكمة ابتدائية فرنسية، تبرران سحـ.ـب وسام جوقة الشرف منه.
ويختم المقال، بأن وسام الشرف، هو أعلى وسام وطني فرنسي، مُنح على مدى قرنين باسم رئيس الدولة، كمكافأة للمواطنين الأكثر استحقاقاً، وللأجانب الذين قدموا خدمات، أو دعموا أهداف فرنسا في العالم.
وإذا كان هذا الاستحقاق مصحوباً بتمييز خاص، إلا أنه لا يخلو من التـ.ـزامات، مثل عدم ممارسة أعمال، أو سلوك مخـ.ـالف للشرف.
أو احتمال الأضـ.ـرار بمصالح فرنسا في الخارج، أو المبادئ التي تدعمها حول العالم.
وعليه في ضوء الإدانة الأولية لرفعت الأسد في فرنسا، والإجراءات الجنـ.ـائية ضـ.ـده في سويسرا.
تعتقد المنظمتان أن هذه العناصر تعلل السحـ.ـب الفوري لأعلى تمييز وطني يُقدم للأجانب.
استناداً إلى مرسوم تعديل قانون “فيلق الشرف” المعتمد بتاريخ 27 أيار 2010. الذي يُجيز سحـ.ـب وسام “جوقة الشرف” من الأجانب، دون الحاجة إلى إدا.نة نهـ.ـائية.
يُذكر، أن المنظمتين هما: “تغيال إنترناشيونال ـ المحاكمات الدولية”، تكافح الإفـ.ـلات من العـ.ـقاب على الجـ.ـرائم الدولية.
وتدعم الضـ.ـحايا، في سعيهم لتحقيق العـ.ـدالة، مقرها الرئيسي في جنيف بسويسرا. و”شيربا”، وهي جمعية قانونية فرنسية. تهتم بحماية ضـ.ـحايا الجـ.ـرائم المالية، والدفـ.ـاع عنهم، مقرها في باريس.