أخبار اليوم

وسط تغاضي إدارة بايدن… النفط الإيراني يجوب البحار ويصل ميناء بانياس السوري

وسط تغاضي إدارة بايدن… النفط الإيراني يجوب البحار ويصل ميناء بانياس السوري

أخبار اليوم

فريق التحرير

تواصل إيران تنفيذ إجراءات واسعة لخـ.رق العقـ.وبات الأميركية، حيث أرسلت ثلاث شحنات من البنزين إلى فنزويلا المتعطشة للوقود في الأشهر الأخيرة، وسط صمت أميركي مستغرب.

ولم تقم إدارة بايدن بفعل شيء لوقف الناقلات، مما يشير إلى تحفـ.ظها حيال فـ.رض العقـ.وبات، وذكاء المناهـ.ضين للولايات المتحدة في التهـ.رب منها، وفقاً لما ذكره موقع “صوت أميركا”.

وقامت سفينتان مملوكتان لشركة الناقلات الإيرانية الوطنية، وهما فاكسون وفورتشن، بتسليم مئات الآلاف من براميل البنزين الإيراني إلى مدينة بويرتو لا كروز الفنزويلية في نهاية يناير وبداية فبراير.

كما سلمت الناقلة الثالثة للشركة الوطنية الإيرانية للناقلات، 270 ألف برميل أخرى من البنزين إلى مدينة بويرتو كابيلو في 20 فبراير.

في سوريا

يبدو وكأن هناك علاقة “قدرية” غير قابلة للتفسير، تربط بين الوصول إلى ذروة غير مسبوقة لأز.مة الوقود في سوريا، في نيسان/أبريل من كل عام، وبين حصول انفراجة مؤقتة للأزمة، في الشهر نفسه.

تكرر ذلك في نيسان/أبريل من العامين 2019 و2020، وها هو يحدث للمرة الثالثة على التوالي، في نيسان/أبريل من العام الجاري، حيث وصلت أز؟مة شح الوقود في مناطق سيطرة النظام، إلى ذروة جديدة غير مسبوقة.

دفعت الإعلام الروسي إلى الإقرار بأنها أسـ.وأ أز.مة على الإطلاق.

لكن البحرية الروسية، ستسارع لإنجاد حليفها بدمشق، وسترافق على الأرجح 3 ناقلات نفط إيرانية تتجه إلى الشواطئ السورية، بعد أن سبقتهم ناقلة أولى إلى مصفاة بانياس.

بصورة دفعت وزارة النفط إلى إصدار بيان، أشبه بـ “بشرى سارة” تزفها للسوريين، تفيد باقتراب “الفرج”، الذي سيتيح متنفساً ربما لأسابيع فقط، قبل الولوج إلى أز.مة جديدة.

 

الأز.مة الأخيرة، تسببت بها حـ.ادثة إغلاق قناة السويس، بصورة مباشرة.

لكن ما مهد لها، هو تصـ.اعد حـ.رب الناقلات، بين إسرائيل وإيران.

لتأتي حـ.ادثة إغلاق القناة، وتدفع الأزمة إلى مدىً غير مسبوق.

ذلك التفسير الظاهري، يوضح –بصورة سطحية- ما حدث. وفي الوقت نفسه ، يعطي إيحاءً، بأن روسيا وإيران، حريصتان على صمود حليفهما – الأسد-، فيما تستهـ.دفه إسرائيل. لكن التمعن في التفاصيل، يدفع إلى قراءة أعمق، وأكثر تعـ.قيداً.

في نهاية شهر نيسان/أبريل من العام الفائت، رصد موقع “تانكر تراكرز”، المتخصص في تتبع ناقلات النفط، وصول سفن نفط إيرانية، تحمل أكثر من 6.8 مليون برميل، إلى ميناء بانياس السوري.

الموقع ذاته، تحدث قبل يومين، عن اقتراب وصول 4 ناقلات نفطية إيرانية إلى الميناء ذاته، تحمل هذه المرة حوالي 3.5 مليون برميل.

نظرياً، لا تغطي الكمية الأخيرة الاستهلاك المحلي في مناطق سيطرة النظام، إلا لـ 35 يوماً فقط.

لكن النظام يستعد لديمومة أطول للكمية القادمة، عبر سياسة تقـ.شف تحدّ من النشاط الحكومي، بعد تعليق دوام الموظفين أو تخفيض مدته، لـ 10 أيام.

إلى جانب التخفيضات الأخيرة التي فـ.رضتها حكومة النظام على مخصصات البنزين المدعومة.

فمن يريد الحصول على البنزين، فليتجه إلى السوق السوداء، وهذا بيت القصيد.

فالروس يحمون بعض الناقلات، والإيرانيون يوردون كميات كبيرة من النفط إلى سوريا، ونظام الأسد يموّل السوق بكميات محدودة من النفط المدعوم، فيما يلعب دوراً في بيع الكميات الأكبر من النفط الإيراني عبر السوق السوداء.

هذا ما ذهبت إليه، كل من المعـ.ارضة الإيرانية -عبر مصادرها في الداخل الإيراني-، ووزارة الخزانة الأمريكية، التي تستند إلى معلومات استخـ.باراتية، وذلك في تقارير صدرت عن الجانبين، خلال العام الفائت.

ففي نيسان/أبريل 2020، قال موقع راديو فاردا الإيراني المعـ.ارض، إن نظام الأسد في سوريا حلّ محل الصين، في المرتبة الأولى بين مستوردي النفط الإيراني.

وقال الموقع، إنه منذ فـ.رض العقـ.وبات الأمريكية على إيران في أيار/مايو 2019، يصل إلى سوريا، بصورة وسطية، حوالي 2 مليون برميل نفط شهرياً.

لكن هذه الكمية ترتفع إلى أعلى من ذلك، في بعض الأوقات، وهو ما يفسّر حصول انفراجات مؤقتة لأز.مات الوقود المُستدامة في سوريا.

وتتفق وجهة النظر الأمريكية، جزئياً، مع المعـ.ارضة الإيرانية، إذ يشير تقرير صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية، في أيلول/سبتمبر 2019، إلى أن إيران نقلت نفطاً بمئات ملايين الدولارات عبر شبكة شحن، سـ.رّية، يشكّل كل من “فيلـ.ق القدس” في الحـ.رس الثـ.وري الإيراني، وحزب الله، ونظام الأسد، أذرعاً رئيسية فيها.

وذلك التقرير غطّى فقط الفترة بين أيار/مايو 2019 – تاريخ فـ.رض العقـ.وبات الأمريكية على إيران- وأيلول/سبتمبر 2019، تاريخ صدور التقرير.

أي أن إيران نقلت –على الأغلب- نفطاً بمليارات الدولارات، عبر شبكة الشحن السـ.رّية تلك، حتى اليوم.

ووفق التقرير الذي تحدث عنه باستفاضة تحليل نشره “معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى”، قبل يومين، فإن شركات روسية، تشارك في تسهيل شحن ملايين البراميل من النفط إلى نظام الأسد، فيما يسهّل الأخير عبر “مصرف سورية المركزي”، نقل الأموال –ثمن النفط- إلى حزب الله.

ومقابل هذه الخدمات، يحصل نظام الأسد على حصّة من النفط الإيراني، بأسعار أقل من الأسعار العالمية، لكن، ليس مجاناً.

هذه الشبكة المعقـ.ّدة، لبيع النفط خلسةً، بعد فـ.رض العقـ.وبات الأمريكية في 2019، هي ما دفع إسرائيل إلى استهداف بعض ناقلات النفط التي تعتقد أنها تحمل نفطاً إيرانياً، إلى سوريا، تحديداً.

وهو ما أدى إلى انخراط إيران بنشاط مضـ.اد يستهـ.دف بعض سفن الشحن البحري التابعة لإسرائيل.

أي أن الأخيرة لم تكن تستهـ.دف، بصورة أساسية، نظام الأسد، الذي تضـ.رّر من حـ.رب الناقلات، ولم يعد يحصل على حصّته من النفط الإيراني، بانتظام، فتفاقمت أز.مات الوقود في مناطق سيطرته.

وهكذا، يبدو النفط الذي لا يصل إلى سوريا، في وقته، أشبه بقصّة ذات وجهين.

فهي من السطح، قصّة صمـ.ود لنظام يكـ.افح العـ.دو الإسرائيلي، ويسانده حليفاه المخلصان، إيران وروسيا.

أما من الباطن، فهي قصّة بيع وشراء، وسمسرة. فإيران التي تعجـ.ز عن بيع نفطها بشكل شـ.رعي، بسبب العقـ.وبات الأمريكية، تتمكن من تصريف جزء منه، والحصول على ثمنه، من جيوب السوريين، الذين يضـ.طرون للجوء إلى السوق السوداء، لشراء الكميات التي يحتاجونها من الوقود

والتي لا يتمكنون من الحصول عليها عبر قنوات الدعم الحكومي. وهنا يأتي دور نظام الأسد، الذي يحرص، يوماً تلو الآخر، على تقليص جدوى قنوات الدعم تلك، لصالح سوق سوداء، يكون هو ذاته، المورّد الرئيس لها.

المدن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى