إلى أين.. بعد إعلانه تعليق عمله مع المعارضة.. هل سيعود جمال لحضن الوطن؟

إلى أين.. بعد إعلانه تعليق عمله مع المعارضة.. هل سيعود جمال لحضن الوطن؟
أخبار اليوم
فريق التحرير
بات جمال سليمان وجهاً عالمياً معروفاً بسبب عمله كسياسي معـ.ـارض لنظام الأسد، وكان قبلها يعمل كفنان سوري محترف ومدرس مواد في المعهد العالي للفنون المسرحية.
ومع اشتداد وتجمد القضـ.ـية السورية تضـ.ـاربت الأنباء بخصوص سليمان وعمله السياسي، وبالتحـ.ـديد فيما يتعلق بالمجلس العسكري، لكن سليمان الفنان لم يبد جلداً ضمن المسار السياسي حيث أعلن اليوم السبت قرار اعتبره البعض صادماً.
أصدر الممثل السوري المعـ.ـارض، جمال سليمان، قرارًا مفاجئًا يتعلق بنشاطه السياسي ضمن اللجنة الدستورية وهيئة التفـ.ـاوض السورية.
ونشر “سليمان” عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” أنه ولأسباب متعددة لم يجد أمامه من خيار سوى تعليق نشاطاته ضمن المعـ.ـارضة السورية.
واعتبر الممثل السوري أن بعض السياسيين في المعـ.ـارضة باتوا يعتبرون عملهم ضمن تلك التشكيلات كحرفة أو مهنة، وهو ما انعكس سلبًا على القضـ.ـية الوطنية في البلاد.
وأوضح “سليمان” أن من أسباب تعليقه للعمل السياسي الصـ.ـراع الذي تشهده سوريا عبر تدخُّل الدول الإقليمية والعالمية فيه، علاوةً على رفـ.ـض نظام الأسد لأي حل ينقـ.ـذ السوريين.
ويعتبر “جمال سليمان” من أوائل الممثلين السوريين انشقـ.ـاقًا عن نظام الأسد، وقد كان عضوًا في هيئة التفـ.ـاوض السورية عن منصة القاهرة، وفي اللجنة الدستورية المصغرة.
وفيما تلقت وسائل الإعلام الموالية للنظام والصفحات الداعمة له في مواقع التواصل، تصريحات سليمان، على أنها تراجع عن مواقفه السياسية، فإن سليمان أوضح أن موقفه الجديد
لا يعني طعـ.ـناً بالمعـ.ـارضة فأنا جزء منها”.
مضيفاً أنه “خلال عملنا المشترك التقيت مع أخوة وأصدقاء وصديقات بيننا معرفة قديمة وتعرفت على سوريين وسوريات مخلصين ووطنيين ومناضلين حقيقيين جمعنا معاً تطلعنا لسوريا الحرة الموحدة التي يسـ.ـودها نظام ديموقراطي عادل حيث الجميع سواسية أمام القانون في حقوقهم وواجباتهم بصرف النظر عن خلفيتهم العرقية أو الدينية أو المذهبية أو المناطقية أو اي هوية أخرى تنـ.ـازع الهوية الوطنية”.
على أن موقف سليمان الجديد يعتبر آخر نقد يوجه لكيانات المعـ.ـارضة السياسية في سوريا، وكان لافتاً اعتباره أن “المعـ.ـارضة أصبحت بالنسبة للبعض مهنة وحرفة وهو ما أساء للقضية الوطنية”
مطالباً بمراجعة كاملة لبنيتها، مشـ.ـدداً على “ضرورة ضخ دماء شابة تحمل رؤى جديدة إلى المعـ.ـارضة”، مضيفاً أن “الصـ.ـراع الإقليمي والدولي في سوريا ورفـ.ـض النظام السوري أي حل سياسي، كانت له انعكاساته السـ.ـلبية على تماسك المعـ.ـارضة واستقلال رأيها وصوابية حساباتها”.
هل سيعود جمال سليمان فعلاً إلى نظام الأسد؟
بعد أن عمل في السياسية لعـ.ـقد من الزمن من المتوقع أن يبقى سليمان فنان فقط، ويظن متابعون بأنه لن يقبل كونه مجرد فنان، فسليمان قبل 2010 ليس كجمال 2021
علاقته جيدة بموسكو وجلس اكثر من مرة مع لافروف وزير خارجية روسيا الذي جاهد في الحفاظ على الأسد واقفاً حتى اللحظة
كما أن لسليمان قاعدة علاقات ليست بالقليلة مع عسـ.ـكريين قـ.ـادة ومع ساسة روس وعرب على قدر عال من الأهمية، وله من يؤيد أفكاره داخل نظام الأسد
لم يصرح جمال عما سيفعله في الأيام القادمة وإلى أي طرف سياسي سينتمي أو سيعمل، فيما لم تصدر أي بيانات حول رفاقه من الساسة من نفس منـ.ـصة موسكو أو غيرها من المنـ.ـصات توضح إن حدثت مشكلة بعينها دفعت سليمان لأخذ هذا القرار
قبل عام
في حوار صحفي، أكد الفنان السوري، جمال سليمان أنّ الثـ.ـورة السورية لم تنـ.ـتهِ، وهي مشـ.ـروعة، وهي بالأصل بدأت بمطالب معيشية، وأنّ الناس يريدون العيش بكرامة في وطن يسوده القانون، لا في مزرعة توزَّع أرزاقها كما يريد صاحب المزرعة.
ويُعدّ سليمان، من أوائل الفنانين السوريين الذين اتخذوا مواقف سياسية منـ.ـاهضة للنظام السوري، بعد انطـ.ـلاق الثـ.ـورة السورية عام 2011
وإثر موقفه السياسي، اضـ.ـطُّر لمغادرة سوريا، بعد أن تعـ.ـرض لتهـ.ـديدات من قبل نائب وزير الدفـ.ـاع السوري السابق، آصف شوكت، الذي هـ.ـدّده بابنه الذي كان يبلغ من العمر 3 أعوام آنذاك، ليبدأ جمال سليمان مرحلة جديدة من حياته.
ورغم أنّه لم يتوقف عن التمثيل في الدارما السورية والعربية، إلا أنّه بات من الشخصيات السورية المعـ.ـارضة البارزة، بوصفه أحد الأعضاء المؤسسين لـ “مؤتمر القاهرة للمعـ.ـارضة السورية”، الذي يشارك جمال من خلاله في أعمال “اللجنة الدستورية السورية”، لكتابة دستور جديد في سوريا تحت رعاية الأمم المتحدة.
في هذا الحوار، الذي جرى في مدينة الشيخ زايد بالقاهرة، تحدث جمال سليمان لـ”حفريات”، على حلقتين، عن آخر التطورات الذي وصل إليها الوضع في سوريا، كما نتناقش معه حول الفنّ والدراما السورية.
هنا نصّ الجزء الأول من الحوار:
مع دخول “قانون قيصر” حيّز التطبيق؛ كيف ترى تأثيره على سوريا، سواء من الناحية الإنسانية أو السياسية أو الاقتصادية؟
لا شكَّ في أنّ “قانون قيصر” سيكون له تأثير كبير على النظام، وعلى مصادر تمويله، وهذا الهـ.ـدف الرئيس منه، لكنّ القانون سيكون له تأثير كبير أيضاً على روسيا، وعلى كلّ الجهات التي بدأت تعتقد أنّ النظام السوري كسب المعركة، بالتالي؛ لا مـ.ـانع، بالنسبة إليهم، من إعادة تطبيع تدريجي مع هذا النظام.
ورغم أنّ سوريا قد أُلحق بها د.مـ.ـار هـ.ـائل، إلا أنّها أصبحت كعكة شهية بالنسبة إلى كثير من المستثمرين والشركات ورجال الأعمال والدول، من أجل الاستثمار في سوريا لإعادة البناء، كلّ هذا قبل أن يكون هناك حلّ سياسي، بالتالي؛ قانون قيصر سيمنع هؤلاء من التحرك باتجاه النظام ودعمه.
وقد سمعنا كلاماً من المبعوث الأمريكي للملف السوري، جيم جيفري، وغيره، حول أنّ قانون قيصر سيجعل من سوريا لقمةً مُـ.ـرَّة من الصـ.ـعب على الروس أو الإيرانيين ابتلاعها.
من الناحية الإنسانية، بلا أدنى شكّ، سيكون لهذا القانون، ككلّ قوانين العقـ.ـوبات الاقتصادية، انعكاس سلـ.ـبي على الحياة اليومية للناس العاديين
الذين تنهار حياتهم بشكل مـ.ـأساوي، منذ قرر النظام ألّا يستمع لمطالب المتظـ.ـاهرين السلميين، الذين ملأوا ساحات المدن مطالبين بالإصلاح
ومنذ رفـ.ـضه الدخول في أيّة مفـ.ـاوضات سياسية، وقبوله بفكرة أنّ سوريا لا يمكن أن تبقى على ما هي عليه، وأنّ النظام السياسي القائم، بفـ.ـساده وسوء إدارته، لا يمكن أن يبقى إلى الأبد، بالتالي؛ لا بدَّ من التغيير
وبدل ذلك، قرّر النظام انتهاج حلّ العـ.ـنف الذي فتح مستقبل البلاد أمام أسوأ الاحتمالات.
الوضع المـ.ـأساوي لحياة الناس قبل قانون قيصر رسمته فصول متتالية من الفـ.ـساد وسـ.ـوء الإدارة
كان آخرها الصـ.ـراع الذي نشب بين بشار الأسد وابن خاله، رجل الأعمال السوري رامي مخلوف، بالتزامن مع قانون قيصر، ما أدّى إلى انهيـ.ـار سعر صرف الليرة السورية، والذي انعكس بشكل كـ.ـارثي على الحياة المعيشية للمواطن.
بصفتك عضواً في “منصة القاهرة” للمعـ.ـارضة السورية، وهي ضمن هيئة التفـ.ـاوض السورية واللجنة الدستورية؛ كيف ترى أداء اللجنة الدستورية في الوقت الحالي؟
بعد أعوام من امتـ.ـناع النظام عن الدخول الجدي بمفـ.ـاوضات تفضي إلى حلّ سياسي، جاءت اللجنة الدستورية، كخيار ارتأته الدول الفاعلة في الشأن السوري، وعلى رأسها روسيا، التي استطاعت أن تضمن موافقة الولايات المتحدة الأمريكية
والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، بالتالي الأمم المتحدة، على أن يكون المدخل الدستوري بوابة لتنفيذ القرار 2254، الذي ينصّ، فيما ينصّ، على الحاجة إلى إصلاح دستوري في سوريا.