في أوكرانيا.. واشنطن تتوعد بوتين والتركي يقلب الموازين جوّاً

في أوكرانيا.. واشنطن تتوعد بوتين والتركي يقلب الموازين جوّاً
أخبار اليوم
فريق التحرير
عقـ.ـوبات أمريكية على روسيا وطرد لدبلوماسيين
ما أهمية أوكرانيا بالنسبة لروسيا؟
ما عوامل التصـ.ـعيد في 2021؟
دعم غربي
تحـ.ـذير روسي
أز.مة السفينتين
بماذا تضـ.ـغط موسكو على كييف والغرب؟
لا يبدو أن روسيا تريد مواجـ.ـهة الناتو في أوكرانيا لكن الأمر الجـ.ـديّ والواضح أنها تريد أوكرانيا مهما كلفها الأمر وهي تقوم الآن باستعراض للقـ.ـوى
لكن الأمور تتطور وتتسارع بوتيرة مقـ.ـلقة للغاية، ويعرف الطرفان –الروسي والناتو- بأنّ أي مواجـ.ـهة مباشرة بين الطرفين ستكلفهما كثيراً، وستتسبب بتغير خارطة العالم الغرافية والسياسية، كما أنها ستساهم في صعود قـ.ـوى غير متوقعة وانهـ.ـيار أخرى
عقـ.ـوبات أمريكية على روسيا
أعلنت الولايات المتحدة الأميركية اليوم الخميس، فـ.ـرض عقـ.ـوبات على روسيا تشمل طـ.ـرد 10 دبلوماسيين روس على خلفية التدخل في الانتخابات الرئاسية الماضية.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، إن هـ.ـدف العقـ.ـوبات اليوم إيجاد فرص للتعاون مع روسيا بما يتوافق مع المصالح الأميركية، مؤكدة فـ.ـرض المزيد حال تهـ.ـديد موسكو للاستقرار العالمي، وفق البيان.
كما شـ.ـددت على أنها ستتصرف بحـ.ـزم ردا على أي إجراء روسي يلحق الضـ.ـرر بأميركا أو حلفائها، مشيرة إلى أن العقـ.ـوبات ستضمن الحـ.ـد من أنشطة روسيا الخبـ.ـيثة مستقبلا.
كذلك كشفت أن العقـ.ـوبات الجديدة تم فـ.ـرضها على روسيا بشأن القرم، وتم تنسيقها مع الحلفاء الغربيين، بحسب البيان.
روسيا سنرد بالمثل
بعد ساعات من انتشار أخبار تفيد بتخطيط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإعلان عقـ.ـوبات على مسـ.ـؤولين روس، تستهـ.ـدف أفراداً وكيانات، هـ.ـدد الكرملين، اليوم الخميس، بالرد بالمثل.
وأكدت الرئاسة الروسية أن العقـ.ـوبات الأميركية حال فـ.رضها، ستعيق القمة المتوقعة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
كما كشفت وسائل إعلام أميركية أن واشنطن ستطـ.ـرد 10 ضبـ.تاط استخـ.ـبارات روس.
وجاءت هذه التطورات بعدما أفاد أشخاص مطلعون على أن حزمة عقـ.ـوبات ستستهـ.ـدف العديد من المسؤولين الروس، وستقترن بأوامر طـ.ـرد بعضهم من الولايات المتحدة وبالفعل هذا ما حصل.
كما ستكون جزءاً من مجموعة ردود للحكومة الأميركية على عملية تسلـ.ـل إلكتروني رُصـ.ـدت في ديسمبر، وقالت الحكومة الأميركية إنها من المحتمل أن تكون من تدبير روسيا، وفق رويترز.
وأثرت تلك العملية على البرامج التي تصنعها شركة سولار ويندز، وأتاحت للمتسـ.ـللين الوصول إلى الآلاف من الشركات والمكاتب الحكومية التي استخدمت منتجاتها.
يشار إلى أن دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، كان صرح للصحافيين الأسبوع الماضي، أن “العـ.ـداء وعـ.ـدم القـ.ـدرة على التنبؤ بأفعال أميركا يجبراننا بشكل عام على الاستعداد لأسـ.ـوأ السيناريوهات”.
الجدير ذكره أن العلاقات بين البلدين قد شابها التوتـ.ـر خلال الفترة الماضية بسبب ملفات كثيرة بينها سوريا وأوكرانيا واتهـ.ـامات تجـ.ـسس وتدخل بالانتخابات وحقوق وحريات وديمقراطية.
وقد لوحت واشنطن كثيراً بينتها محـ.ـاسبة موسكو على تصرفاتها العـ.ـدائية والمتهـ.ـورة، كما توتـ.ـرت العلاقة أكثر بعد وصف الرئيس الأميركي جو بايدن لنظيره الروسي بالقـ.ـاتل.
ما أهمية أوكرانيا بالنسبة لروسيا؟
لأوكرانيا أهمية كبيرة بالنسبة لروسيا بطبيعة الحال، فتاريخيا هي مهد حضارة مملكة “كييف روس”، والعرق السلافي المنتشر بين أوكرانيا وروسيا وبيلاروسيا.
وسياسيا واقتصاديا، أوكرانيا جارة رئيسية بالنسبة لروسيا، وتتمتع بثروات وإمكانيات عسكرية وصناعية وزراعية واسعة وضخمة، وموقع جغرافي يفصل بينها وبين “معسـ.ـكر القـ.ـوى الغربية”.
وأما ثقافيا واجتماعيا، فيرتبط البلدان بعلاقات كبيرة، وخاصة في المناطق الحـ.ـدودية.
كل هذه الأمور جعلت من أوكرانيا “حديقة خلفية” بالنسبة لموسكو التي ترفـ.ـض التخـ.ـلي عنها وتَحوّلها إلى “وصاية الغرب” بعد عقود التبـ.ـعية والمـ.ـوالاة، إن صح التعبير.
ما عوامل التصـ.ـعيد في 2021؟
تحـ.ـشد روسيا قـ.ـواتها على حـ.ـدود أوكرانيا بشكل واسع وغير مسبوق، وهذا يعود إلى عدة عوامل ومستجدات، من أهمها: تغير الإدارة الأميركية، وتشـ.ـدد إدارة بايدن مع موسكو فيما يتعلق بالأز.مة الأوكرانية
واحتمالات التدخل الروسية في الانتخابات، إضافة إلى تنامي العلاقات العسكرية بين أوكرانيا وتركيا، حيث باتت تركيا مصدرا رئيسيا للطائرات المسيرة بالنسبة للجيـ.ـش الأوكراني
والعامل الأخير هو حملة أطـ.ـلقتها السلطات الأوكرانية قبل أسابيع ضـ.ـد نفوذ ورموز المعـ.ـارضة الموالية لروسيا.
ويصف كثيرون التصعيد الأخير بأنه استعراض للعضلات بين موسكو وواشنطن، وهذا قد يفسر حجم التصريحات وتبادل الاتهـ.ـامات بين الجانبين، إلى جانب التصريحات الأوكرانية.
وينظر المراقبون باهتمام إلى تطور موقف أنقرة من الأز.مة، وهي المعنية أيضا بالحـ.ـد من تنامي النفوذ الروسي شمالا وجنوبا، في البحر الأسود وسوريا.
دعم غربي
في المقابل، قالت الخارجية الأميركية إن وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا أكدوا خلال اجتماع لهم في بروكسل دعمهم لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
وأضافت الخارجية الأميركية أن الوزراء أشادوا بما سموه ضبـ.ـط النفس الذي تتحلى به أوكرانيا في مواجـ.ـهة ما وصفوه بالاستفـ.ـزازات الروسية، بما في ذلك الحـ.ـشد العسكري وتزايد الهجـ.ـمات على خطوط التمـ.ـاس.
كما شـ.ـددوا على ضرورة أن تقوم روسيا فورا بتهـ.ـدئة التوترات مع أوكرانيا، وناقشوا كذلك الأولويات والتحـ.ـديات المشتركة الأخرى.
تحـ.ـذير روسي
في المقابل، حـ.ـذر سكرتير مجلس الأمـ.ـن الروسي نيكولاي باتروشيف من أن أوكرانيا قد تقوم بتنفيذ أعمال استفـ.ـزازية بمساعدة الولايات المتحدة قد تصل إلى قتـ.ـل جـ.ـنود، كي تبدأ عمليات عسكرية ضـ.ـد شبه جزيرة القرم.
وشـ.ـدد باتروشيف على ضرورة اتخاذ إجراءات إضافية لحماية سكان شبه الجزيرة والمصالح الروسية في المنطقة.
وأشار إلى وصول 5 طائرات نقل عسكرية أميركية إلى أوكرانيا خلال الأيام الماضية، مؤكدا أن كييف تحصل على أسلـ.ـحة فتـ.ـاكة من قبل الولايات المتحدة والدول الغربية، على حـ.ـد تعبيره
أز.مة السفينتين
قال مسـ.ـؤول في الأسطول السادس الأميركي إن السفينة الحـ.ـربية الأميركية التي كان من المقرر أن تدخل البحر الأسود في الـ14 من الشهر الجاري، لن تعبر في الموعد المحـ.ـدد.
وأوضح المسؤول الأميركي أن ذلك لا يعني أن مهمة السفينة في البحر الأسود قد أُلغيت، وأن السبب يعود لاعتبارات تتعلق بالعمليات والجداول الزمنية، مشيرا إلى أن السياسة تؤثر أحيانا على مواعيد المهـ.ـمات البحرية.
ورفـ.ـضَ المسؤول الإفصاح عما إذا كان قد ألغي عبور سفينة حـ.ـربية أميركية أخرى إلى البحر الأسود عبر تركيا، كان من المقرر أن تعبر نهاية هذا الأسبوع.
أفادت مصادر دبلوماسية، أن الولايات المتحدة الأمريكية أبلغت وزارة الخارجية التركية، “إلغـ.ـاء عبور سفينتين حـ.ـربيتين أمريكيتين المضائق التركية باتجاه البحر الأسود”.
وقالت مصادر دبلوماسية مقربة من وزارة الخارجية التركية مساء أمس الأربعاء، إن “واشنطن قدمت إخطـ.ـارا دبلوماسيا عبر سفارتها بالعاصمة أنقرة إلى وزارة الخارجية التركية، يفيد بإلغاء عبور سفينتين حـ.ـربيتين المضائق التركية باتجاه البحر الأسود”.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه “تم إلغاء تصاريح سابقة لمرور السفينتين عبر مضيق البوسفور”.
وفي وقت سابق، أشارت مصادر في الخارجية التركية أنه “تم الإبلاغ عبر القنوات الدبلوماسية بعبور سفينتين حـ.ـربيتين أمريكيتين إلى البحر الأسود وفقًا لاتفاقية (مونترو)”.
وكان من المقرر أن تعبر السفينتين في الرابع عشر والخامس عشر من أبريل/نيسان الجاري؛ لتستقر في البحر الأسود، على أن تعودا في 4 و5 أيار/مايو المقبل.
ما أسباب الحـ.ـرب؟
بحجة حماية الرعايا الروس، ضمت روسيا أراضي شبه جزيرة القرم إليها في مارس/آذار 2014، ودعمت حراكا انفصـ.ـاليا عسكريا في إقليم دونباس شرق البلاد، وإن كانت تنفي ذلك الدعم جملة وتفصيلا.
ويرى كثيرون أن سبب “الضم والحـ.ـرب” يعود إلى حقيقة أن روسيا لم تعد (بعد 2014) قادرة على إبقاء أوكرانيا في صفها سياسيا
وشعورها أن جنوح أوكرانيا المتعاظم نحو الغرب بات يشكل خـ.ـطرا عليها، وخاصة أن كييف تخلت عن صفة عدم الانحياز، وتسعى علنا إلى عضوية الناتو.
ويرى خبير الشؤون الأوكرانية في مركز “الأطلسي” للدراسات الكاتب بيتر ديكنسون، أن “حقيقة تراجع الرغبة الشعبية بالعودة إلى علاقات الماضي مع روسيا، وغياب الحنين إلى فترات الوحدة معها (في ظل الاتحاد السوفياتي) أمر باعد الدولتين
وقد يشكل عـ.ـدوى بين الدول الأعضاء في الاتحاد الروسي أيضا، لذلك يجب أن “يحـ.ـارَب” وفق العقلية السياسية الروسية”، على حـ.ـد قوله.
بماذا تضـ.ـغط موسكو على كييف والغرب؟
لا تملك كييف الكثير من أدوات الضـ.ـغط على موسكو، والعكس غير صحيح، لأن الأخيرة تمسك بعدة أدوات وملفات وقضايا، نذكر من أبرزها:
-ضم القرم وعسكـ.ـرتها، وهو ما تعتبره أوكرانيا احتـ.ـلالا لأراضيها.
-دعم الانفصـ.ـاليين في شرق البلاد، الذين لا يخفون أحلاما توسعية تكاد تبلغ نصف مساحة أوكرانيا.
-ورقة الغاز المتمثلة بمشروع “نورد ستريم 2” (Nord Stream2) الذي يهـ.ـدد شبكات النقل الأوكرانية.
-بطبيعة الحال، يتخوف معسكر الغرب من تنامي النفوذ العسكري والاقتصادي في المنطقة، وهنا تبرز أكثر مخـ.ـاوف دول البلطيق وبولندا التي كانت يوما جزءا من الاتحاد السوفياتي أيضا، وتخـ.ـشى من “أطـ.ـماع استعادة الأمجاد السابقة لدى بوتين”.
كيف يواجه الغرب روسيا؟
على خلفية الأز.مة الأوكرانية منذ سنة 2014، فـ.ـرضت دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وكندا وغيرها كثيرا من العقـ.ـوبات السياسية والاقتصادية على روسيا التي أُبعدت بداية عن مجموعة “الثماني الكبار”، ثم عن المشاركة في أروقة “البرلمان الأوروبي”.
ودعمت تلك الدول أوكرانيا بمساعدات مالية كبيرة، موجهة بشكل رئيسي نحو الإصلاحات الرامية إلى تطبيق معايير العضوية في الاتحاد الأوروبي والناتو، وكذلك نحو مجال مساعدة النازحين عن مناطق الحـ.ـرب والتوتـ.ـر.
ولعل أكبر هذه المساعدات وأكثرها “قـ.ـوة” -إن صح التعبير- كانت من الولايات المتحدة، وجاءت على شكل مساعدات عسكرية ونظم أسلـ.ـحة وصـ.ـواريخ (جـ.ـافلين) وتدريبات مشتركة، بحجم بلغ نحو 2 مليار دولار، وفق السفارة الأميركية لدى أوكرانيا.