أخبار اليوم

ابن سلمان ينتـ.ـقم من بايدن ويفتح صفحة جديدة مع إيران

ابن سلمان ينتـ.ـقم من بايدن ويفتح صفحة جديدة مع إيران

أخبار اليوم

فريق التحرير والمتابعة

محادثات جديدة

ماذا حدث بين البلدين في بداية الاتفاق النـ.ـووي؟

الموقف الأميركي: حـ.ـدود “الدولة” وحـ.ـدود الرئيس

مستقبل النزاع أم مستقبل العلاقات؟

ذكرت صحيفة فايننشال تايمز الأحد نقلا عن مسـ.ـؤولين مطلعين، إن مسؤولين سعوديين وإيرانيين كبار أجروا محادثات مباشرة في محاولة لإصلاح العلاقات بين الخصـ.ـمين الإقليميين وذلك بعد أربع سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية.

ونقلت الصحيفة نفسها عن مسـ.ـؤول سعودي كبير نفيه إجراء أي محادثات مع إيران.

بينما ذكر تقرير الصحيفة نقلا عن أحد المسـ.ـؤولين أن الجولة الأولى من المحادثات السعودية الإيرانية جرت في بغداد في التاسع من أبريل/ نيسان وتضمنت مباحثات بشأن هـ.ـجمات الحـ.ـوثيين وكانت إيجابية.

ويأتي التقرير في وقت تحاول فيه واشنطن وطهران إحياء الاتفاق النـ.ـووي المبرم عام 2015 والذي عارضته الرياض وتضـ.ـغط فيه الولايات المتحدة من أجل إنـ.ـهاء الحـ.ـرب في اليمن التي ينظر إليها في المنطقة على أنها حـ.ـرب بالوكالة بين السعودية وإيران.

يذكر أن رئيس الوزراء العراقي قد زار السعودية في أواخر الشهر الماضي.

ودعت الرياض إلى إبرام اتفاق نـ.ـووي بمعايير أقوى وقالت إنه لا بد من انضمام دول الخليج العربية إلى أي مفاوضات بشأن الاتفاق لضمان تناوله هذه المرة لبرنامج الصـ.ـواريخ الإيراني ودعم طهران لوكلائها الإقليميين.

وكانت السعودية وحلفاؤها قد أيدوا قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018 الانسحاب من الاتفاق النـ.ـووي للدول الكبرى وإعادة فرض العقـ.ـوبات على طهران التي ردت بخـ.ـرق العديد من القيـ.ـود على أنشطتها النـ.ـووية.

وقال مسـ.ـؤول بوزارة الخارجية السعودية الأسبوع الماضي إن إجراءات بناء الثقة قد تمهد الطريق لإجراء محادثات موسعة بمشاركة خليجية عربية.

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أكد في بداية ولايته أنه أوضح للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أن “الأمور ستتغير”، موضحا لماذا لم تفرض إدارته عقـ.ـوبات على ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بعد نشر تقرير الاستخـ.ـبارات الأمريكية.

ماذا حدث بين البلدين في بداية الاتفاق النـ.ـووي؟

بعد أشهر قليلة على الاتفاق النـ.ـووي الذي عقدته إيران مع دول مجموعة 5+1 في يوليو/تموز 2015، أبدت السعودية رغبةً في تليين النـ.ـزاع مع إيران.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015، كانت الأمور لا تزال في بدايتها عندما أطلق عادل الجبير، وزير الخارجية السعودية آنذاك، سلسلة تصريحات اعتبرت بمثابة الدعوة للإيرانيين لإجراء مفاوضات تتسم بطابع التصالح بين البلدين.

لم تتأخر إيران في الردّ، واقترحت عبر وزير خارجيتها الذي كان جديداً يومها، محمد جواد ظريف، إجراء مفاوضات مباشرة مع السعودية، وبالتالي، رفضت جميع الوساطات المقترحة، إن كانت عربية أو إقليمية أو دولية، رغم رغبة التيار الذي يمثله ظريف في ابداء نسبة أعلى من الانفتاح على الغرب في ذلك الوقت.

كان واضحاً أن الإيرانيين، على اختـ.ـلاف تياراتهم السياسية، ليسوا في وارد التراجع عن فكرة أساسية تضبط تباينات النظرة إلى العلاقات الدولية فيما بينهم: الاعتـ.ـراف بإيران كقوة إقليمية في المنطقة.

الموقف الأميركي: حـ.ـدود “الدولة” وحـ.ـدود الرئيس

بعد الاتفاق النـ.ـووي، اتبع الإيرانيون سياسة واقعية لتأكيد توازن القـ.ـوى داخل حـ.ـدودهم القومية وجعلوا من الرغبة في تحديدها في الخارج أولوية.

وبالعودة إلى كتابات رئيسية في العلاقات الدولية، سيتضح أن تحديد ميزان القـ.ـوى هو عامل أساسي لفهم درجة الاستقرار والتغيير في الدولة القومية.

من دون تعقيدات كثيرة، في تلك المرحلة، نجح الإيرانيون في عـ.ـزل خـ.ـلافاتهم لمصلحة الأمـ.ـن القومي الإيراني، خاصةً وأن النمو في القوة ليس سوى نمو ينبع من سياسات القوة، والصـ.ـراع عليها. لذلك؛ كان موقفهم حاسماً: إذا أراد السعوديون التفاوض فعليهم أن يدخلوا في مفاوضات مباشرة مع إيران. وهذا ما رفضه السعوديون.

تتابعت التـ.ـوترات بين البلدين باتساع رقعة النـ.ـزاع في المنطقة.

التحول الجيو – سياسي الأول حدث عند وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة، حيث بادر إلى الغاء الاتفاق النـ.ـووي، ما ترك انطباعاً عند القادة السعوديين بتراجع الحاجة إلى التفاوض مع إيران، وافتراض حدوث رغبة معاكسة تحت الضـ.ـغوط الأميركية وسياسة ترامب المعـ.ـادية لإيران.

في البداية، كان الخـ.ـلاف في ظاهره خـ.ـلافاً على الشروط بين الوساطة والمفاوضات المباشرة، لكنه خـ.ـلاف استراتيجي وتاريخي كبير.

وكما في السعودية، كان هناك تيار في إيران، شعر بعد الاتفاق النـ.ـووي، أن ثمة إمكانية لتوثيق العلاقة مع أميركا على حساب السعودية، وحسب التعبير الذي يستخدمه بعض الصحافيين الغربيين “تحلّ إيران مكان السعودية في علاقاتها الوثيقة بأميركا”.

ومن المعروف أن الرئيس حسن روحاني لطالما كان من أنصار عقد صفقة كبيرة مع الولايات المتحدة منذ كان أميناً عاماً للمجلس الأعلى للأمـ.ـن القومي بين العامين 1989 و2005.

لكن في الوقت ذاته، هناك تيار كبير يرفض هذه الفكرة من أساسها، وما زال يرفضها، من دون إقامة وزن جدي لأي اختـ.ـلافات بين الرؤساء أوباما، ترامب، وبايدن.

وبين التيارين توجد تيارات كثيرة، ولا سيما النخبة الأكاديمية التي تحاول عقلنة النظرة إلى الغرب، على أن يكون تحسن العلاقة مع السعودية من نتائج هذه العقلنة.

ليس وجود دوائر لاتخاذ القرار، تتجاوز قدرة الرئيس على اتخاذها لوحده، مسألة إيرانية وحسب.

فالرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه عبّر عن امتعاضه من النظرة التي وجدها سائدة حوله، لجهة التعامل الدائم مع السعودية بوصفها حليفاً دائماً.

وهناك من يحيل هذه النظرة إلى “الاستابلشمنت” وإلى هيمنة الحسابات الاقتصادية على نظرية الهيمنة الأميركية نفسها، من ضمن عدة عوامل أخرى تحتاج إلى تفصيل.

على الأرجح، ورغم توجيه بايدن إشارات إيجابية لإيران تمثلت باللين تجاه الحـ.ـوثيين، وبالإفراج عن بعض الحسابات الإيرانية بمليارات الدولارات، فإن ذلك لا يعني أن الرئيس الجديد سيستبدل التحالف مع السعودية بالتحالف مع إيران.

وما يطغى على سلوكه من لهفة واضحة لمحو الأثر الشعبوي الهائل لتـ.ـركة دونالد ترامب، لا يعني بالضرورة إمكانية التخلي عن السعودية، بل ينطلق من فهم مشابه لفهم ترامب للدور السعودي، ومفاده أنه يمكن الضغط على السعوديين دائماً في قضايا إعلامية، مثل حقوق الإنسان وغيره، من دون أن يؤدي ذلك إلى قطـ.ـيعة معها، ومع حلف التطـ.ـبيع مع إسرائيل الذي تقوده.

مستقبل النزاع أم مستقبل العلاقات؟

رغم أهمية وصول رئيس أميركي جديد، وأهمية تناقـ.ـضه مع ترامب، لقراءة المشهد الإيراني – السعودي، فإن ذلك لا يعني حدوث تغيرات جوهرية في العلاقة بين البلدين.

لم يكن وجود ترامب بحد ذاته سبباً للتـ.ـوتر بين إيران والسعودية. التـ.ـوتر في العلاقات سببه النـ.ـزاعات الممتدة في المنطقة، حيث توجد فراغات كبيرة في الأنظـ.ـمة اليوم، وتخضع السلطة لحسابات متباينة، في مناطق النـ.ـزاع، مثل اليمن، لبنان، سوريا، والعراق.

وفيما يصرّ السعوديون على خطابهم بشكله القومي، الذي يطالب إيران بالابتعاد عن المناطق العربية، يتمسك الإيرانيون بخطاب جيو – سياسي واضح، مفاده أن تدخل إيران في العالم العربي هو ضرورة استراتيجية لضمان أمـ.ـنها القومي، ولتنفيذ عدة مصالح أخرى.

ويمكن الجزم أن وصول بايدن لن يحدث تغييراً في أي من الرؤيتين، والنقاش سيكون في التفاصيل، وفي حـ.ـدود الغلبة وفي تأثير الدور الأميركي على العلاقات.

القول بوجود دوائر متعددة لاتخاذ القرارات في إيران، لا يعني تعطيل دور دائرة لحساب أخرى. وتخضع العلاقات الإيرانية مع السعودية لهذه النظرة.

لذلك، فإن هوية الرئيس المقبل لإيران، ستكون عاملاً مساعداً لفهم مستقبل هذه العلاقات، ولكنها لن تكون عاملاً نهائياً وحـ.ـاسماً، كما هي الحال مع التغيّر الذي أعلنه وصول بايدن، أو حتى في حال اضعاف موقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الطرف الآخر.

وحسب ما تشير إليه المصادر الإيرانية، فإن إيران سترفض دائماً رفضاً مطلقاً مشاركة السعودية وحلفائها في أية مفاوضات لإعادة العمل بالاتفاق النـ.ـووي، ذلك أن أحد أبرز أسباب قيام هذا الاتفاق في الأساس كانت التفاوض بصورة مباشرة مع الغرب، ما يضع إيران في موقع قوة إقليمية حاضرة وجاهزة؛ وتالياً، فإن أي تراجع عن هذه الصيغة، يفرغ الاتفاق بالنسبة إلى الإيرانيين من معناه، ويفقدهم الوحدة والاجماع أو القبول باحتمالات حدوثه أو عودته.

الاتفاق النـ.ـووي موجود أصلاً، وما ينتظره الإيرانيون هو إشارات أميركية أكثر جدية في مسألة رفع العـ.ـقوبات.

بينما يبحث الأميركيون عن صيغ ومخارج من شأنها طمأنة المصالح الإسرائيلية، المختزلة بخطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يبدو امتداداً بطيئاً لصوت ترامب الآفـ.ـل، بشعبويته التي تحاول تصدير مشـ.ـاكل الداخل إلى الخارج، أكثر من بحثه عن طمأنة السعودية، التي يبدو حتى الآن أنها لم تستخدم جميع أوراقها في الضـ.ـغط على الأميركيين بعد، واكتفت بتقديم إشارات اعتبرتها إيجابية هي الأخرى، مثل المسارعة للإفـ.ـراج عن الناشطة المعـ.ـتقلة لجين الهذلول.

المصدر: وكالة رويترز ومركز سيتا وأخبار اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى