بعد إرساله وصية للثـ.ـوار .. وفـ.ـاة المعـ.ـارض السوري ميشيل كيلو

بعد إرساله وصية للثـ.ـوار السوريين.. وفـ.ـاة المعـ.ـارض ميشيل كيلو
أخبار اليوم
فريق التحرير
أرسل المعـ.ـارض السوري الكبير “ميشيل كيلو” وصية للسوريين من مشفاه في العاصمة الفرنسية باريس، الأسبوع الماضي
وقال كيلو في رسالته:”
بصراحة، لن يؤدّي ما يحصل إلى إسقـ.ـاط الإسلاميين وحدهم، ولا الديمقراطيين وحدهم ولا القوميين وحدهم، ولا اليساريين وحدهم.
جميع تلك التيارات ستسـ.ـقط في معـ.ـركة المسـ.ـؤولية الوطنية، إذا لم نتدارك ما يحصل.
وأقصد هنا تحديدا تلك التيارات، بغض النظر عن خلفيتها الفكرية، أي تلك التي ترى في سورية وطنا لها، وأن السوريين جميعا مواطنون أحرار ومتساوون، والمستقلة عن أي نظام في الإقليم، أي تلك القـ.ـوى التي تمثل (وتتمثل) شعب سورية وقضـ.ـيته وحقوقه، قبل، وفوق أي أحد آخر.
لن يُسقِـ.ـط الإسلاميون وحدهم، أو اليساريون أو القوميون، الديمقراطيون، وحدهم، نظاما وحـ.ـشيا تدعمه قـ.ـوة إقليمية، وأخرى دولية متوحـ.ـشة مثله، وأكثر.
ولن يسقُـ.ـط ما لم تقتنع الدولتان المعنيتان بأننا نمتلك من القـ.توة ما يصـ.ـدّ محاولاتهما فـ.ـرض إرادتهما علينا، فهل تكون مراجعتنا أحوالنا التي تتجاوز حزبيتنا، ومصالحنا الضيقة، خطوتنا التالية على درب التمهيد للنهوض وتاليا للانتصار المأمول؟
باختصار، من غير المعقول أن نستمر في التمسّك بمصادر إضعـ.ـاف ثـ.ـورتنا وقضـ.ـيتنا وشعبنا.
ومن غير المعقول أن نستمر على ذلك المسار، التفـ.ـتيتي، والارتجالي، والمرتـ.ـهن للخارج، والذي خدم النظام أكثر مما أسهم في زعـ.ـزعته.
تعالوا إلى كلمة سواء بيننا، تعالوا نجدّد العهد لشعبنا .. تعالوا إلى مراجعة نقدية، نوضح فيها، بصراحةٍ وبمسـ.ـؤولية وبشفافية، أين أخطـ.ـأنا وأين أصبنا، وكيف يجب أن نعيد بناء أحوالنا.. هذا ما يريده شعبنا.. فلنكن على قدر تلك الإرادة.
واليوم الاثنين 19 نيسان 2021 أًعلن عن وفـ.ـاة المعـ.ـارض الكبير ميشيل كيلو في مشفى العاصمة الفرنسية باريس، متأثراً بإصـ.ـابته بوبـ.ـاء العصر “فــيـ.ـروس كـ.ـورونا”
ميشيل كيلو في سطور
ولد ميشيل كيلو في مدينة اللاذقية عام 1940 في أسرة مسيحية لأب شـ.ـرطي وربة منزل، وعاش طفولته في أسرته وبرعاية من والده الذي كان واسع الثقافة.
تلقى كيلو تعليمه في اللاذقية وعمل في وزارة الثقافة والإرشاد القومي.
ينقل ميشيل كيلو عن والده أنه كان يقول: كيف تستطيع أن تكون مجرد مسيحياً فحسب في بيئة تاريخية أعطتك ثقافتك ولغتك وحضارتك وجزءاً مهما من هويتك.
يشغل ميشيل كيلو منصب رئيس مركز حريات للدفـ.ـاع عن حرية الرأي والتعبير في سورية، وهو ناشط في لجان إحياء المجتمع المدني وأحد المشاركين في صياغة إعلان دمشق، وعضو سابق في الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي، ومحلل سياسي وكاتب ومترجم وعضو في اتحاد الصحفيين السوريين.
ترجم كيلو بعضاً من كتب الفكر السياسي إلى العربية منها كتاب “الإمبـ.ـريالية وإعادة الإنتاج” و”كتاب الدار الكبيرة”، و”لغة السياسة” و”كذلك الوعي الاجتماعي”.
تعرض كيلو لتجربة الاعتـ.ـقال في السبعينيات دامت عدة أشهر، سافر بعدها إلى فرنسا حتى نهـ.ـاية الثمانينات، نشر بعض الترجمات والمقالات، ولم يستأنف نشاطه بوضوح حتى حلول ربيع دمشق.
اعتـ.ـقل ثانية بتاريخ 14-5-2006 بتهـ.ـمة إضـ.ـعاف الشعور القومي والنيل من هيبة الدولة وإثـ.ـارة النعـ.ـرات المذهبية.
يشير بعض المراقبين إلى أن اعتقـ.ـاله جاء على خلفية توقيعه (مع مجموعة من النشطاء والمثقفين) على إعلان بيروت – دمشق في أيار 2006.
لكن كيلو نفسه وفي مقالة له بعنوان “قصة اعتـ.ـقالي واتهـ.ـامي” كتبها وهو في السجـ.ـن يقول: “واليوم ، وبعد سبعة أشهر على وجودي في السجـ.ـن
أراني أتساءل: هل صحيح أنه تم توقـ.ـيفي بسبب إعلان دمشق بيروت، لا ، ليس إعلان بيروت/ دمشق سبب اعتـ.ـقالي.
هذه قناعتي… وإذا كان هناك من يريد الانتـ.ـقام مني … ؛ فإنني أتفهم موقفه وإن لم أقبله، مع رجاء أوجهه إليه هو أن يمتـ.ـنع عن وضعه تحت حيثية القانون والقضاء، كي لا يقوض القليل الذي بقي لهما من مكانة ودور”.
أحيل كيلو ليحاكم أمام القضـ.ـاء العادي، ثم جرى تحويله ليحاكم أمام المحكمة العسكرية.
وفي مايو/أيار 2007 أصدرت المحكمة حكماً عليه بالسـ.ـجن لمدة ثلاثة أعوام بعد إدا.نته بنشر أخبار كـ.ـاذبة وإضـ.ـعاف الشعور القومي والتحـ.تريض على التفرقة الطائفية.
تم الإفراج عن ميشيل كيلو قبيل منتصف الليلة الثلاثاء 19/5/2009، بعد خمسة أيام على انتهـ.ـاء حكمه بالسـ.ـجن ثلاث سنوات.
قامت مجموعة من النشطاء والمحامين والإعلاميين والمفكرين بتأسيس اللجنة الدولية لمساندة ميشيل كيلو قبل أن يتم الإفراج عنه
منهم ناصر الغزالي رئيس مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية وفيوليت داغر رئيسة اللجنة العربية لحقوق الإنسان ونادر فرجاني المحرر الأساسي لتقارير التنمية العربية ومحمد السيد سعيد، نائب مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية الأهرام
وهيثم مناع مفكر ومناضـ.ـل حقوقي ومنصف المرزوقي مفكر ومناضـ.ـل حقوقي وبرهان غليون مفكر وأستاذ في جامعة السوربون والدكتورة سيلفي دوبلوس أستاذة في كلية الطب وجان كلود بونسان ناشط في العمل الإنساني، وآخرون كثر.
وقد انبثقت عن هذه اللجنة هيئة للدفـ.ـاع عن مشيل كيلو ضـ.ـد التهـ.ـم الموجهة إليه
الرسالة الأخيرة
ويرى كيلو أننا في أمسّ الحاجة إلى لقاء سياسي، لقاء وطني جامع، نقطع بواسطته مع خـ.ـلافاتنا التي استهـ.ـلكتنا واستنـ.ـزفتنا وبدّدت تضـ.ـحياتنا.
مطلوبٌ أن نقف صفا واحدا لمواجـ.ـهة هذا الخـ.ـراب، وهذا التخـ.ـريب، في أوضاعنا، أولاً كي نكون على مستوى تضـ.ـحيات شعبنا وآماله. وثانيا، كي نكون عند مستوى مسؤولياتنا الوطنية.
وثالثا، كي نقنع العالم بعدالة قضـ.ـيتنا، وبجدارتنا في تحمّل المسـ.ـؤولية، كي يأخذنا على محمل الجدّ، أي يجب أن نقنع أنفسنا وشعبنا والعالم بأننا جديرون بتلك المسؤولية الوطنية.
وفي رسالته الأخيرة قال كيلو للثـ.ـوار السوريين:
على الصعيد الدولي، تتحرّك دول أوروبية عديدة، وتتحرّك الولايات المتحدة، بكونغرسها (مجلسي النواب والشيوخ) وبإدارتها، نحو تدعيم جهدنا وكفـ.ـاحنا للتحرّر من نظام الأسد، فهل يعقل ألا نتحرّك نحن نحو قضـ.ـيتنا، من خارج صندوق خـ.ـلافاتنا الحزبية والفئوية والشخصية، التي سدّت دربنا نحو حريتنا من ضمن عوامل كثيرة نعرفها جميعنا؟
واستكمل رسالته قائلاً: “لن تقـ.ـهروا الاستـ.ـبداد منفردين، وإذا لم تتحدوا في إطار وطني وعلى كلمة سواء ونهائية، فإنه سيذ.لكم الى زمن طويل جدا.. في وحدتكم خلاصكم فتدبروا أمرها بأي ثمن وأي تضـ.ـحيات
وشدد صاحب قصة الطفل المعـ.ـتقل والعصفور على أن السوريين لن يصبحوا شعباً واحداً ما داموا يعتمدون معايير غير وطنية وثـ.ـأرية في النظر الى بعضهم وأنفسهم، وهذا يعني أنهم سيبقون -كما قال- ألعوبة بيد الأسد الذي يغذي هذه المعايير وعلاقاتها وهم يعتقدون انهم يقـ.ـارعونه.
وأردف: “ستدفـ.ـعون ثمنا إقليمياً ودولياً كبيراً لحريتكم فلا تترددوا في إقامة بيئة داخلية تحد من سلـ.ـبياته أو تعـ.ـزلها تماما”
مطالباً أن لا يتخلوا عن أهل المعرفة والفكر وأن لا يستخـ.ـفوا بفكر مجرب بل إطاعتهم واحترام مقامهم الرفيع وعليهم -كما قال- أن يتمسكوا بطريق الحرية في كل كبيرة أو صغيرة لأنه قـ.ـاتل الاستبـ.ـداد الوحيد.
واستدرك: “أنتم الشعب وحده من صنع الثـ.ـورة فلا تتركوا أحداً يسـ.ـرقها منكم”.
وختم المفكر السوري والمعتـ.ـقل السابق لدى النظام داعياً السوريين إلى اعتماد أسس للدولة يسيرون عليها ولا تكون محل خـ.ـلاف بينهم وإن تباينت قراءاتها بالنسبة لهم فهي أسس ما فوق حزبية أو أيديولوجية، فالدولة دولة وليس لها هوية إيديولوجية لأنها التعبير على مستوى المؤسسات والمصالح العليا عن عموم الشعب.