رغماً عن اليونان وإسرائيل.. تركيا تسيـ.ـطر على المتوسط

رغماً عن اليونان وإسرائيل.. تركيا تسيـ.ـطر على المتوسط
أخبار اليوم
فريق التحرير
مصر وليبيا إلى الجانب التركي
اتفاقية تغير قواعد اللعبة
تعاون وترسيم حـ.ـدود
اليونان: يحصي الأضـ.ـرار
كانت اليونان ومن ورائها إسرائيل تراهن على جذب الحكومة الليبية إلى صفها، وذلك بما يخص ترسيم الحـ.ـدود البحرية المشتركة، لكن السياسية التركية المتسمة بالصبر وطول البال تمكنت من السيطرة على المتوسط وجذب حكومة ليبيا نحوها
أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة تمسك بلاده بالاتفاقيات الموقعة مع تركيا خاصة اتفاقية ترسيم الحـ.ـدود البحرية، إضافة إلى توقيع المزيد من الاتفاقيات الاقتصادية، وذلك عقب وصوله على رأس وفد رسمي إلى تركيا
وتعتبر زيارة دبيبة لتركيا من بين الزيارات الأولى التي تجريها أول حكومة ليبية رسمية متفق عليها، والتقى دبيبة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” مع وفد مكون من 14 وزيراً، وشارك مع الرئيس رجب طيب أردوغان في اجتماع المجلس الليبي التركي للتعاون الاستراتيجي
في اليوم ذاته وصل وزير الخارجية اليونانية نيكوس ديندياس إلى مدينة بنغازي ليجتمع مع رئيس البلدية ونائب رئيس الحكومة حسين القطراني، قبل أن “يسافر” إلى طبرق للقاء رئيس مجلس النواب عقيلة صالح.
أما نظيرته الليبية فكانت في عداد الوفد إلى تركيا.
وجاءت الزيارة بعد أسبوع واحد على زيارة رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس للعاصمة طرابلس.
وأكد المسؤولان معـ.ـارضتهما لاتفاقية ترسيم الحـ.ـدود التركية الليبية وعرضا استعداد بلادهما لاستئناف مفـ.ـاوضات ترسيم الحـ.ـدود بين اليونان وليبيا.
مصر وليبيا إلى الجانب التركي
تناولت وسائل إعلام عديدة الزيارة وتبعاتها من أهم من تكلم عن الأمر موقع المدن فقال؛
ومن المفيد لاستكمال سوريالية الصورة، إضافة الاتصال الهاتفي “الإنساني” للتهنئة بحول شهر رمضان بين وزيري الخارجية في مصر وتركيا
والذي يعكس التقارب المتصاعد بين القاهرة وأنقرة، ويفسر موقف مصر الذي بدأ يميل إلى الحياد في النـ.ـزاع التركي اليوناني.
وذلك في ضوء الابتعاد التدريجي لتركيا عن اعتماد الإخـ.ـوان المسـ.ـلمين كوسيلة لتعزيز نفوذها الاقليمي لصالح التعاون الاقتصادي وتكريس نفوذ إقليمي يقوم على المصالح المتبادلة
مع التمسك دائماً بهـ.ـدف مركزي هو تعديل بنود اتفاقية لوزان المتعلقة بالمياه البحرية، وكذلك اتفاقية مونترو المتعلقة بالمضائق إذا أسعفتها تحالفاتها الدولية، وإذا نجحت منـ.ـاورة شق قناة تربط البحر الأسود ببحر مرمرة.
اتفاقية تغير قواعد اللعبة
شكلت اتفاقية ترسيم الحـ.ـدود البحرية بين تركيا وليبيا الموقعة في 27 تشرين الثاني نوفمبر 2019، تغييراً لقواعد اللعبة في شرق المتوسط
فقد انطلقت تركيا في ذلك الترسيم من اعتبار جزيرة كاستيلوريزو (مايس) بالتركية المتنـ.ـازع عليها مع اليونان والتي تبعد 2 كلم عن البر التركي.
هو ما يسمح بإبرام اتفاقية ترسيم حـ.ـدود بحرية مع ليبيا والتي تؤدي بالتالي إلى تغيير جذري في الحـ.ـدود البحرية، بل في الوضع الجيوسياسي لمنطقة شرق المتوسط على النحو التالي:
* تزيد المنطقة الاقتصادية الخالصة لتركيا من حوالي 41 إلى 145 ألف كلم مربع، يتم اقتطاعها من المنطقة اليونانية في بحر إيجة والبحر المتوسط.
ولكن الأهم أنها تجعل مدن مرمريس وفتحية وكاس التركية متقابلة (جارة) لمدن درنة وطبرق وبردية في ليبيا.
ما يسمح بالتالي برسم الجرف القاري لكلا الدولتين بناء على مبدأ خط الوسط.
وبدون إعارة أهمية للجزر وبخاصة جزيرة كريت التي تعتمدها اليونان كخط أساس لتحديد مياهها البحرية، فيصبح لها مياه إقليمية ومنطقة اقتصادية خالصة.
* تجعل تركيا وليبيا الممر الإلز.امي لأي خط أنابيب من شرق المتوسط إلى أوروبا، وهو ما أكده الرئيس التركي بشكل مباشر بعد توقيع الاتفاقية بقوله “ان تنفيذ خط أنابيب الغاز إلى أوروبا، بات بحاجة إلى التفـ.ـاوض مع تركيا”
* تعيد حوالي 39 ألف كلم2 إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة الليبية، وهي المساحة التي أعلنت حكومة الوفاق أن اليونان ألحقتها بمنطقتها الاقتصادية مستغـ.ـلة الأوضاع غير المستقرة في ليبيا
وتم إبلاغ الأمم المتحدة بعدم الاعتراف بالترسيم اليوناني باعتباره عملية “اغتصـ.ـاب للمياه البحرية الليبية”.
* يشكل إيداع الاتفاقية لدى الأمم المتحدة كابـ.ـوساً دائماً لليونان لأنه يحـ.ـرمها من استغـ.ـلال مكامن النفط والغاز في ما تعتبره منطقتها الاقتصادية، لأنها تصبح منطقة متنـ.ـازع عليها بموجب قانون البحار.
كما تشكل الاتفاقية مكسباً وطنياً لا يمكن لأي حكومة أو جهة سياسية ليبية التفريط به.
* تشير بعض التقارير الغربية إلى أن اعتماد الترسيم التركي يؤدي تلقائياً إلى استعادة مصر لحوالي 15 ألف كلم2 من المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص واليونان، وهو ما يفسر الموقف المصري المحايد ظاهرياً والمؤيد لتركيا ضمناً.
تعاون وترسيم حـ.ـدود
من دون التسرع بالاستنتاج، فإن زيارة الوفد الليبي إلى تركيا حملت دلالتين مهمتين الأولى تتعلق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، حيث تمت دعوة الشركات التركية إلى استكمال تنفيذ مشاريعها المتوقفة في ليبيا.
إضافة إلى توقيع خمس 5 اتفاقيات شراكة في مجالات مختلفة شملت إنشاء 4 محطات كهرباء وبناء مبنى جديد للركاب في مطار طرابلس.
أما الدلالة الثانية وهي الأهم طبعاً، فتتعلق بإعلان التمسك باتفاقية ترسيم الحـ.ـدود البحرية
وهو ما أكده الدبيبة خلال مؤتمر صحافي مع أردوغان بقوله: “الاتفاقيات الموقعة مع تركيا وخاصة تلك المتعلقة بترسيم الحـ.ــدود البحرية، تقوم على أسس صحيحة وتخدم مصالح بلدينا”.
ولاقاه في هذا الموقف رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، بتأكيده على “احترام ليبيا لما تم الاتفاق عليه مع تركيا وأنه ستتم المحافظة على المصالح المشتركة للبلدين خلال فترة عمل المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية”.
هل تتراجع اليونان؟
وكان لافتاَ في هذا السياق تضمن البيان الصادر عن اجتماع التعاون الاستراتيجي المطالبة في انقرة المطالبة “بعقد مؤتمر للحوار بين دول شرق المتوسط بهـ.ـدف ضمان حقوق جميع الأطراف”.
وهو ما رأت فيه مصادر متابعة إعادة تموضع تركيا على خريطة شرق المتوسط، وربما بمباركة مصرية غير معلنة ما يشكل مقدمة لدخولها في منتدى غاز شرق المتوسط مستقبلاَ.
هل تتراجع اليونان عن مواقفها المتصلبة والاعتماد على دعم بعض الدول الأوربية وتتجه إلى تقديم بعض التنـ.ـازلات للتوصل إلى تسوية؟
اليونان: يحصي الأضـ.ـرار
التحرك اليوناني المدعوم من فرنسا، يبدو أنه يستهـ.ـدف حصر الأضـ.ـرار المتوقعة ومحاولة الضـ.ـغط على ليبيا لإلغاء الاتفاقية مع تركيا
التي وصفها وزير الخارجية اليوناني ديندياس، “بالاتفاقية غير القانونية التي أبرمتها حكومة الوفاق”.
وأيده في ذلك رئيس مجلس النواب في طبرق عقيلة صالح الذي شكـ.ـك بشرعية الاتفاقية لأن مجلس النواب لم يصادق عليها
علماً ان المجلس كان قد وجه كتاباً إلى الأمم المتحدة بعد توقيع الاتفاقية مطالباً بعدم تسجيلها، ولم تتم الموافقة على الطلب “لأن الاتفاقية لا تخالف قانون البحار، ولا تمس حـ.ـرمة حـ.ـدود الدول المعنية”، كما أعلنت الأمم المتحدة.
ولكن يبدو أن المسعى اليوناني لن يكتب له النجاح في ظل التسوية السياسية في ليبيا التي تترسخ يوماً بعد آخر.
وفي ظل توجه السلطة الجديدة في ليبيا للاستفادة من مناخ التقارب بين القاهرة وأنقرة لتقوية موقفها في المفـ.ـاوضات المرتقبة مع اليونان لإعادة ترسيم الحـ.ـدود البحرية.
حيث سيقوم رئيس المجلس الرئاسي بزيارة قريبة لليونان لبحث تشكيل لجنة ليبية – يونانية لبحث قضـ.ـية الحـ.ـدود البحرية، في حين أعلن رئيس الحكومة أهمية أن “يسهم أي اتفاق في حفظ حقوق ليبيا واليونان وتركيا”.