أخبار المشاهيرأخبار اليوممنوعات وطرائف

فولتير الذي هجـ.ـا النبي محمد ثم أنصفه.. روح الجمهورية الفرنسية

فولتير الذي هجـ.ـا النبي محمد ثم أنصفه.. روح الجمهورية الفرنسية

أخبار اليوم

فريق التحرير

مقدمة: تمنى فولتير في إحدى حواراته التخيلية التي دارت في أحد شوارع مدينة حلب، بين راهب ورجل عادي  أن تقتدي شعوب أوروبا وقادتها بالأتراك ودينهم الإسلامي

إذا ذُكر عصر التنوير الذي تَتَباهى به فرنسا والغربُ كله، برزتْ أسماء لفلاسفةٍ ومفَكِّرين وأدباء، تَرَكوا بصماتهم الواضحة عليه؛ منهم: روسو، ومونتسكيو، وديدرو، ويُعتبر فولتير واحدًا مِنْ أشهرهم بلا منازع.

الأديب الفرنسي رائد عصر الأنوار المحـ.ـرض على فصل الدين عن الدولة والإصلاح الاجتماعي في عصره، أبدع في فن المناظرة والمجـ.ـادلة الهجـ.ـائية، كتب مسرحيات هجـ.ـائية واحدة منها ضد النبي محمد ثم أنصفه ؟؟ !!

فبعد أن كان من أشـ.ـد أعـ.ـداء الإسلام في عصره وجسد ذلك في مسرحيته  التعـ.ـصب

اتخذ على عاتقه البحث عن الحقيقة فانبهر بالإسلام ونبيه

ورد على مسرحيته –التعـ.ـصب- بكتابين شهيرين “عادات الأمم وروحها” و”بحث في العادات” تحدث فيهما عن روعة الإسلام

هجـ.ـا الكنيسة الكاثوليكية وكتب العديد من المؤلفات ضـ.ـدها، لكنه مات مؤمناً بالله

فهل حقاً كان مسلما؟

أحـ.ـرقت فرنسا عصر الأنوار بعض كتبه التي نادى فيها بالإصلاح الاجتماعي والعدالة الاجتماعية ومنـ.ـعتها، يوصف بأنه مؤسس تيار اليسار الإسلامي، مـ.ـات منذ قرنين ونصف

لكنه دفـ.ـن في مقبرة عظماء الأمة الفرنسية ؟

قبل وفـ.ـاته بشهر كتب: “أنا الآن على شفا المـ.ـوت وأنا أعبد الله، وأحب أصدقائي، ولا أكـ.ـره أعـ.ـدائي، وأمـ.ـقت الخرافات.”

على فراش المـ.ـوت، طلب منه القسيس أن يتبرأ من الشيطان ويعود إلى إيمانه بالله، فأجابه: “لا وقت لدي الآن لأكتسب المزيد من العـ.ـداوات . . . كرمى لله، دعني أرقد بسلام.”

نشرت صحيفة اللوموند الفرنسية الشهيرة الرسمية واللوموند بالفرنسية تعني –العالم- مقالاً للمؤرخ الفرنسي جون تولان مقالا في صحيفة لوموند Le Monde  الفرنسية يقول فيه:

إن فولتير كان معجبا بالنبي (صلى الله عليه وسلم)، وأصبح نصيرا للتسامح الإسـ.ـلامي الذي يتنـ.ـاقض مع التعـ.ـصب المسيحي، حيث يقول إن “معلم المسيحية الذي كان يعيش في تواضع وسلام، قد بشر بغفران الخـ.ـطايا، إلا أن دينه السمح تحول بفعل عنـ.ـفنا إلى الدين الأكثر تعـ.ـصبا والأكثر بر.برية” بحسب ما يقول الفيلسوف الفرنسي والذي نقل عنه هذا الكلام موقع الجزيرة نت.

ونسب الكاتب لفولتير القول إن كنيسة القرون الوسطى بشّرت بعصمة البابا وأحـ.ـرقت الزنـ.ـادقة واستنـ.ـفرت فرسان المسيحيين لحـ.ـرب المسلمين، غير أن القـ.ـادة المسلمين -من أمثال صلاح الدين وابن أخيه الملك الكامل- كانوا في المقابل، يمثلون قمة الرقي والأدب والتسامح

ويستعيد جون تولان حوارا في أحد شوارع حلب تخيّله فولتير في أحد كتبه بين راهب يوناني ورجل نزيه، يعبر فيه الرجل عن شـ.ـكوكه وازد.رائه للعهد القديم والجديد

وعندما يؤكد الراهب أن المسيحية دين سلام، يرد الرجل بأن المسيحيين في أوروبا يحتـ.ـقرون ويقـ.ـتلون بعضهم بعضا

فيرد الراهب بأنه يكـ.ـره الاضـ.ـطهاد، قائلا “الحمد لله أن الأتراك الذين أعيش في ظلهم بسلام لا يضـ.ـطهدون أحدا”، ويقول الرجل “آه! عسى كل شعوب أوروبا أن تحذو حذو الأتراك”.

هكذا -يقول المؤرخ- يستخدم فولتير الإسلام لمهـ.ـاجمة الأسس المسيحية للثقافة الأوروبية، ويشيد بالإسلام والإمبراطورية العثمانية

ويقدم التسامح الإسلامي كنموذج ينبغي أن يلهم الحكام الأوروبيين، ولذلك فهو بطريقة ما، مؤسس اليسارية الإسلامية الفرنسية.

ويتساءل المؤرخ ساخرا، الآن وقد حددنا مصدر الشـ.ـر، ماذا نفعل وكيف نتصرف مع “يساري إسـ.ـلامي” مـ.ـات منذ ما يقرب من قرنين ونصف القرن، هل يكون ذلك بمـ.ـنعه مثلا أو بتحديد المقاطع التي تسـ.ـيء إلى حساسيتنا الجمهورية، ومنع قراءتها أو بحـ.ـرق الكتابات التي تسـ.ـيء إلى مشاعرنا؟

ونبه المؤرخ إلى أن العودة إلى كتابات فولتير في منظورها الصحيح، تظهر أن التلاعب بالمسألة الإسـ.ـلامية ليس حقيقة جديدة في ثقافتنا

مشيرا إلى أن فولتير والمفكرين الأوروبيين الذين أشادوا بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم- والتسامح الإسـ.ـلامي، كان الأولى بهم أن ينتـ.ـقدوا الكنيسة والدولة، لأن ردة فعل منـ.ـاهضيهم العـ.ـنيفة جعلتهم يعتبرونهم أعـ.ـداء للكنيسة والأمة، ونقـ.ـموا على الإسلام.

وبالعودة إلى نقاشات الحاضر، يتساءل المؤرخ ماذا تعني صفة “إسـ.ـلامي يساري”، خاصة أنه لا أحد يعرّف نفسه بهذه الصفة

موضحا أنها مجرد إهـ.ـانة نلقي بها على من يشـ.ـكك في مزايا سياسات معينة، كالحجاب واستقبال اللاجئين والعديد من المواضيع الأخرى، أو من يستنكر الكـ.ـراهية تجاه المسلمين الفرنسيين.

وأشار المؤرخ إلى أن وزير الداخلية جيرالد دارمانان أعاد إحياء هذا المصطلح العزيز على مانويل فالس، وهو مصطلح كان المؤرخ الإسرائيلي شلومو ساند قد لاحظ أن السياسيين يستخدمونه لإسكات من لا يتفقون معهم، وذلك لتجنب أي نقاش فكري لا يكونون فيه على قدر المهمة.

ويخلص الكاتب إلى أن الحوار هو ما نحتاجه الآن، في صورة مناظرات حول قضـ.ـايا التمييز وعدم المساواة الاجتماعية والأمـ.ـن والعلمانية وأشياء أخرى كثيرة

وذلك بمشاركة واسعة من قبل المواطنين من جميع مناحي الحياة ومن جميع المستويات الاجتماعية، مع احترام أصوات أولئك الذين لا نشاطرهم الرأي.

وبالعودة إلى نظر فولتير رائد عصر الأنوار للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، يتساءل المؤرخ الفرنسي جون تولان هل كان الفيلسوف الفرنسي فولتير إسـ.ـلاميا يساريا؟ مذكّرا بأنه كان ينتـ.ـقد نبي الإسلام -صلى الله عليه وسلم- إلا أن هـ.ـدفه الحقيقي لم يكن الإسلام ولا نبيه، بل المتعـ.ـصبين، كما أوضح في رسالة عام 1742.

وعلق بأن فولتير -من أجل الإفـ.ـلات من الرقـ.ـابة- قدم زعـ.ـيم اليعـ.ـاقبة في صورة نبي الإسلام (صلى الله عليه وسلم) إلا أنه بعد ذلك غيّر لهجته في رسائله الفلسفية عام 1734

عندما أثنى على الشيوعية الأنجلوسكسونية واقترح استيرادها إلى فرنسا، خاصة أن “اليسار الإسـ.ـلامي” فيـ.ـروس ينتقل غالبا عبر الأنجلو ساكسون الذين اكتشف فولتير القرآن عن طريقهم، حسب تعليق المؤرخ تولان.

وقد كتب فولتير لصديقه نيكولاس كلود تيريوت “من كُتّاب القرن الـ 17” أن “هناك شيطانا إنجليزيا قام بترجمة رائعة للقرآن العظيم، قدم لها بعرض عن حياة محمد (صلى الله عليه وسلم) مع تحليل للعـ.ـقيدة القرآنية مقرونا بقصة ولادة الإسلام وانتشاره

وقد صور المترجم النبي (صلى الله عليه وسلم) على أنه زعـ.ـيم كاريزمي محبوب ومشرع حكيم صاغ قوانين تناسب شعبه”.

وأشار تولان إلى أن هذه هي صورة نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام التي اعتمدها فولتير في مقالته عن الأخلاق وروح الأمم عام 1757، التي أراد بها كتابة تاريخ عالمي من نوع جديد، يتضـ.ـاءل فيه مكان أوروبا والعالم المسيحي، ساعيا إلى “عولمة التاريخ”.

المصدر: الجزيرة نت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى