الثاني من نوعه في تاريخها.. انتقال سلس للسلطة في سوريا

الثاني من نوعه في تاريخها.. انتقال سلس للسلطة في سوريا
انقـ.ـلاب وقـ.ـتل مصـ.ـير رؤساء ومرشحي الرئاسة السورية
أول انتقال سلس في سوريا الحديثة
مقارنة بشار مع الكبار
أخبار اليوم
فريق التحرير
عرف التاريخ السوري الحديث تنـ.ـافساً شـ.ـرساً على السلطة وعلى الرئاسة، حيث توالت الانقـ.ـلابات العسكرية في منتصف القرن الماضي.
لم يمـ.ـتنع رفاق الدرب عن الزج ببعضهم في السـ.ـجون، وفيها مـ.ـات رئيساً سورياً ومرشح.
تسببت النـ.ـزاعات على السلطة منتصف القرن الماضي بإحداث شـ.ـرخ سياسي بين بعض المناطق السورية، نتج عنه تنـ.ـافر ثقافي كان تأثيره المجتمع طفيفاً.
وتحمل الانتخابات التي ستجرى في 26 مايو (أيار) القادم، الرقم 18 منذ عام 1932 التي جرت تحت الانـ.ـتداب الفرنسي.
شهد تاريخ سوريا المعاصر الكثير من الانقـ.ـلابات العسكرية والاغتيـ.ـالات للرؤساء السابقين، مقابل “انتقالين سلسين للسلطة”
واحد حصل في العام 1954، لدى انتقال الرئاسة من هاشم الأتاسي إلى شكري القوتلي، والثاني حصل عام 2000 عندما انتقلت السلطة بشكل سلس وانسيابي من حافظ الأسد إلى ابنه بشار الأسد
انقـ.ـلاب وقـ.ـتل مصـ.ـير رؤساء ومرشحي الرئاسة السورية
في 1936 أجـ.ـبر محمد علي العابد على الاستقالة كما هو الحال مع هاشم الأتاسي في 1939. الأول توفـ.ـي في منـ.ـفاه في مدينة نيس الفرنسية في 1939، وتوفـ.ـي الثاني لكبر سنه في حمص في 1960.
وكان تاج الدين الحسني الذي عينه الفرنسيون في 1941، الرئيس الوحيد الذي يمـ.ـوت في “فراش القصر” في 17 يناير (كانون الثاني) 1943.
وأخرج شكري القوتلي من القصر بانقـ.ـلاب عسكري في مارس (آذار) 1949 قاده حسني الزعـ.ـيم الذي خرج أيضاً بانقـ.ـلاب آخر في أغسطس (آب) قاده سامي الحناوي.
الزعـ.ـيم قـ.ـتل بـ 176 رصـ.ـاصة في جسده في انقـ.ـلاب الحناوي الذي سجـ.ـن ثم قـ.ـتله حرشو البرازي في بيروت في 1950.
كان أديب الشيشكلي نفذ في ديسمبر (كانون الأول) 1949، انقـ.ـلابه ووضع الحناوي بالسـ.ـجن لمدة قبل أن يطـ.ـلقه تلبية لضـ.ـغوطات وطلبات.
أما الشيشكلي الذي ترك البلاد بعد الحكم، فاغـ.ـتيل في البرازيل في 1964 بسبب “ممارساته ضـ.ـد الدروز” جنوب سوريا.
غادر هاشم الأتاسي مقعد الرئاسة في نوفمبر (تشرين الثاني) 1951، بعدما تسلمه مؤقتا في ديسمبر (كانون الأول) 1949.
أمام فوزي السلو، الذي غادر “طوعا” لصالح أديب الشيشكلي في 1953.
أول انتقال سلس في سوريا الحديثة
في فبراير (شباط) 1955، جرت مراسم التسليم والتسلم الشهيرة بين هاشم الأتاسي وشكري القوتلي، ليكون “الانتقال السلس” الوحيد في تاريخ البلاد
حيث عاد القوتلي واستقال لصالح جمال عبد الناصر في 1958، على عكس لؤي الأتاسي “الذي نصحه العسـ.ـكر بالاستقالة” بعد أحداث يوليو (تموز) 1963، ثم توفـ.ـي في حمص في 2003.
أما القوتلي، فإنه توفـ.ـي في منفـ.ـاه في بيروت بجلطة في “نكسة” يونيو (حزيران) 1967.
أمين الحافظ، الذي “خلعه” صلاح جديد في 1966، سجـ.ـن وغادر إلى المنـ.ـفى ثم عاد وتوفـ.ـي في حلب في 2009.
نور الدين الأتاسي وضع مع صلاح جديد في السـ.ـجن من الأسد الأب يعد تسلمه الحكم في 1970.
توفـ.ـي الثاني في المعـ.ـتقل، فيما توفـ.ـي الأول بمجرد خروجه منه.
أما الخطيب “رئيس الدولة” في أول سنة من حكم الأسد، فأصبح رئيسا للبرلمان لسنة ثم تنحى من العمل السياسي، كما هو الحال مع مرشحي العام 2014، الذي صار أحدهما وزير تنمية، ثم “اعـ.ـتزل السياسة”.
الانتقال السلس الثاني
تولى بشار الأسد منصبه وهو يبلغ 34 عاما بعد أن تم تعديل الدستور خصيصا لتمكينه من تولي منصب الرئاسة وهي السابقة الأولى لتوريث السلطة في دولة من الدول المفترض أنها ذات نظام جمهوري في المنطقة.
ليكون هذا ثاني انتقال سلس للسلطة في سوريا، بحال غضضنا الطرف عن الانتقالات السلسة التي جرت بين حافظ ونفسه
عندما أدى اليمين الدستورية رئيسا لسورية في السابع عشر من يوليو عام 2000 بعد وفـ.ـاة والده حافظ الأسد لم يتبادر إلى ذهن الكثيرين أن بشار الأسد هذا الشاب اليافع طويل القامة سيظل في السلطة لسنوات عدة، لكنه ما زال مع آلته القمـ.ـعية
في بداية حكمه حصلت انشـ.ـقاقات عميقة في أركان الدولة العميقة أو الحرس القديم، كما أن بشار أطـ.ـاح بالبعض الآخر معتمداً على أخوه “ماهر” وعلى صهره آصف شوكت الذي قـ.ـتل في خلية الأز.مة
مقارنة بشار مع الكبار
قبل تسعة عقود، كان اثنان من المتنـ.ـافسين حاكمين سابقين للبلاد، هما حقي العظم رئيس “دولة دمشق” ورئيس الدولة السابق صبحي بركات، واثنان أحدهما رئيس الوزراء الحالي والسابق وقتذاك تاج الدين الحسني ورضا الركابي.
أما المرشحان المتبقيان فأصبحا في وقت لاحق أول وثاني رئيس لسوريا: محمد علي العابد وهاشم الأتاسي.
الأول، كان سفير السلطنة العثمانية في واشنطن ووزير المال في “الاتحاد السوري الفيدرالي” والثاني، ممثل “الكتلة الوطنية”.
تحمل الانتخابات المقبلة الرقم 18 منذ عام 1932 التي جرت تحت الانتـ.ـداب الفرنسي الذي تسلم البلاد في 1920.
تنـ.ـافس ستة مرشحين، ما كان يمثل أكبر عدد من المتنـ.ـافسين في انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد قبل ارتفاع العدد في الانتخابات الحالية إلى 13 مرشحاً.
المرشحون الـ 13 غير معروفين للشعب السوري وللعالم، وهم غير مؤثرين ولا يعدو كلامهم عن كونه مبايعة صامتة وخـ.ـائفة لبشار
ينتـ.ـهي الترشح في 28 الشهر الجاري، على أن تجرى الانتخابات في 26 الشهر المقبل، بموجب دستور العام 2012، الذي ينص على وجوب أن يحصل المرشح على 35 صوتا من أعضاء مجلس الشعب ذي الـ250 مقعداً.
وفي انتخاباته العام الماضي، حصلت “الجبهة الوطنية التقدمية” التي تضم تحالف أحزاب مرخصة بقيادة “البعث” على 183 مقعداً (بينهم 166 بعثياً)، ما يعني أن قرار الترشح الرئاسي بأيدي الحزب الحاكم وائتلاف الأحزاب المرخصة.
وأعلنت دول غربية بينها أميركا أن الانتخابات “لن تكون حرة ونزيهة وذات مصداقية”.
وحسب قرار مجلس الأمن 2254، تتطلب الانتخابات ذات المصداقية في سوريا إشراف الأمم المتحدة وبيئة آمـ.ـنة تضمن حماية جميع السوريين، بمن في ذلك اللاجئون والنازحون داخلياً، لممارسة حقهم في التصويت.
ولن يكون معظم اللاجئين في الخارج (عدا في لبنان)، قادرين على المشاركة بسبب وجود شرط “الخروج الشـ.ـرعي” من البلاد لتملك الحق بالتصويت كما أن معظم الدول الغربية أغلقت البعثات الدبلوماسية السورية.
في المقابل، اعتبرت روسيا وإيران هذه الانتخابات “استحقاقا دستورياً”، حيث يتوقع أن يفوز الرئيس بشار الأسد بها بولاية رابعة مدتها سبع سنوات.