TravelWorld

“افتح يا سمسم”.. برنامج ثقافي سـ.ـحَرَ العالم العربي عقوداً

منوعات وطرائف

11 يوليو، 2021

77 1764 دقائق

“افتح يا سمسم”.. برنامج ثقافي سـ.ـحَرَ العالم العربي عقوداً

أخبار اليوم-منوعات

فريق المتابعة والتحرير

“سالي، أنتِ لم تشاهدي في حياتك شارعاً مثل “افتح يا سمسم”. كل شيء يحدث هنا. ستحبينه”.

أوردت هذا الحوار شخصية غوردن روبنسون، وكانت أول جملة تُنطق في برنامج طموح عُرض للمرة الأولى على “القناة التعليمية الوطنيّة” في 10 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1969.

على مدى خمسين سنة تالية، تحوّل برنامج الأطفال السبّاق إلى نجاح عالمي ورائد ثقافي.

من النادر في عالم الإعلام والبرامج والمسلسلات التلفزيونية أن يجتمع ثلاثة أجيال متتالية يكبر كل منهم على نفس المسلسل ويتربى من خلاله على القيم والأخلاق النبيلة وكل جيل منهم يجد فيه ما يناسبه ويناسب عصره الذي يكبر فيه ويعي فيه المجتمع من حوله، هنا لا أتحدث عن إعادة عرض مسلسل ما بحيث ينال إعجاب الجميع… بل عن حلقات مستمرة منه تتجدد كل جيل و تخاطبه بما يناسبه.

استمتع ضيوف بارزون كمحمد علي كلاي وبرت لانكاستر وديفيد بيكهام وبيونسيه وبي بي كينغ وروبن ويليامز وديفيد بووي وإد شيران وتايلور سويفت، بالظهور إلى جانب شخصيات الد مى المتحركة الشهيرة في العمل، وهم بيرت وإرني وبيغ بيرد وكوكي مونستر والضفدع كيرمت.

واصل “افتح يا سمسم” الذي عُرض لاحقاً على شبكات “بي بي إس” و”إتش بي أو”، نجاحه ليفوز برقم قياسي من جوائز “إيمي” التلفزيونية بلغ 189 جائزة، إضافة إلى إحدى عشرة من جوائز “غرامي”.

يُقدّر الجمهور الذي شاهده بأكثر من 800 مليون شخص في ما يفوق 150 دولة، الأمر الذي لم يخطر على بال عالم النفس لويد موريست والمنتجة التلفزيونية جون غانز كوني عندما كانا يدردشان حول برامج الأطفال التلفزيونية خلال حفل عشاء في 1966.

عزّز “إفتح يا سمسم” أيضاً قيم التعاطف والتسامح، واختار المنتجون مجموعة ممثلين من عـ.ـرقيات متنوعة، وقد دفعت تلك الخطوة إلى حظـ.ـر البرنامج في المحطات التلفزيونية في ولاية ميسيسيبي المتحـ.ـيزة عـ.ـرقياً.

وقد ساهم “إفتح يا سمسم” في تشكيل أجيال عدة. وتسبّب في إطـ.ـلاق أكثر من ألف دراسة بحثية تأملت في تأثير البرنامج على الثقافة الأميركية منذ 1969، مع موافقة الغالبية على تأثيره التعليمي الإيجابي الكبير على المشاهدين.

وعلى نحوٍ مماثل، قدّم العمل قصصاً بارزة عن قضايا مهمة مثل التنـ.ـمر والتشـ.ـرد والفـ.ـقر والمـ.ـوت، وعائلات الأشخاص العاملين في الجيش وأبناء المـ.ـسـاجين.

وأدى ذلك الارتباط بالحياة الحقيقية إلى جعله مؤثراً للغاية. في 2017، بعد سنوات من البحث، قدم “إفتح يا سمسم” فتاة تدعى جوليا وتعـ.ـاني من أحد أشكال ظاهرة التوحّد. ونأمل أنها ساعدت في زيادة فهم التوحد لدى ملايين الأطفال في القرن الحادي والعشرين.

النسخة العربية

كانت نسخته العربية تحت عنوان “افتح يا سمسم”، إذ أنتجت مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربية الجزء الأول سنة 1979 والثاني سنة 1982.

وفي سنة 2010، قررت إحدى وكالات مجلس التعاون إعادة إحياء البرنامج بعد توقف دام 25 سنة. وبعد أن أصبح متابعو نسخته الأولى من الأطفال، والآباء والأمهات.

وصورت المشاهد الداخلية في الكويت، كما صورت المشاهد الخارجية في عديد من الدول العربية والعالم.

وشارك فيه ممثلون عرب و أطفال بالإضافة إلى شخصيات الدمى نعمان وملسون وعبلة والضفدع كامل وقرقور وكعكي وأنيس وبدر وهي شخصيات معروفة ومشهورة في العالم العربي، إذ إن معظم الشخصيات مستقاة من النسخة الأميركية، لكن نعمان وملسون هما شخصيتان خاصتان بالنسخة العربية.

نعمان وملسون، أنيس وبدر، كعكي وغرغور… شخصيات لطيفة جداً كانت معنا في طفولتنا ورافقتنا في تعلم لغتنا ومفاهيم كثيرة بسيطة وتعرفنا من خلال شارع سمسم بسكانه اللطفاء والمسالمين والمحبين على الكثير من القيم والسلوك الإيجابي مثل التعاون والمحبة واحترام الآخرين وخصوصاً الكبار.

مر المسلسل بعدة مراحل منذ بدايته وحتى الجزء الرابع الذي يعرض الآن على بعض القنوات:

بدأ المسلسل جزأه الأول عام 1979 من إنتاج مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربي عن مسلسل أمريكي يحمل اسم شارع سمسم الذي بدأ عرضه عام 1969 على الشاشات الأمريكية ولاقى نجاحاً كبيراً وحاز على عدة جوائز، وتم تصوير الجزء الثاني منه عام 1982. وقاموا تصوير المشاهد الداخلية منه في دولة الكويت والمشاهد الخارجية في عدة دول عربية، ثم اشترت مؤسسة البرامج المشتركة حقوق النشر عن كل جزء مقابل 1.6 مليون دولار والذي يشمل 130 حلقة.

ملسون ونعمان شخصيات تم تعديلها عن النسخة الأمريكية وظهرت في الأجزاء الثلاثة الأولى و بقيا في الرابع بدلاً عن دمى كانت موجودة في النسخة الأمريكية من المسلسل، بينما تم الحفاظ على شخصية الضـ.ـفدع الذي أصبح اسمه (كامل) وأنيس وبدر من النسخة الأمريكية، إضافة إلى الشخصيات البشرية التي عاشت في الحي مثل المعلمة فاطمة ووالدتها ، وحمد النجار وعم عبد الله البائع.

عام 1989 تم إنتاج الجزء الثالث بالفعل و أشرف عليه فيصل الياسري و تم تصوير 120 حلقة منه، لكن لم يعرض منها سوى 44 حلقة بسبب حـ.ـرب الخليج عام 1990 و التـ.ـوتر السياسي الحاصل.

تم تغيير عدد من الممثلين في الأجزاء المختلفة ولكن الشخصيات بقيت كما هي وتم إضافة بعض الشخصيات الحقيقية من الممثلين، لكن هذا لم ينعكس بشكل سلبي على البرنامج بسبب تباعد المدة بين الأجزاء.

أيضاً فريق العمل كان كبيراً ومتنوعاً من فيصل الياسري في الأجزاء الأولى وفاروق القيسي وفائق عبد الحكيم، وكان كبار الكتاب الذين عملوا في المسلسل (ياسر المالح – زهير الدجيلي – سيد حجاب – إحسان قنواتي – علي حرب وغيرهم)، وكثيرون ساهموا في كتابة الأغاني أيضاً التي أضافت على المسلسل تنوعاً وعامل جذب كبير لجميع الأعمار.

وكان الهـ.ـدف من هذه السلسلة في بداية انطـ.ـلاقتها تعليم الأطفال ومساعدة الصغار على الاستعداد للمدرسة، مع تنوع الشخصيات في العرض، ويظهر العرض مكانا يعيش فيه الجميع بسلام بما في ذلك الوحـ.ـوش والبشر والحيوانات.

ويقول مؤرخ التلفزيون تيم بروكس “نظرًا لتصميمه الرائع وجمهوره المحدد من الأطفال في سنوات تكوينهم ونشأتهم، فمن المحتمل أن يكون له تأثير إيجابي أكبر على أجيال من المشاهدين الشباب أكثر من أي برنامج تلفزيوني على مدار الخمسين عامًا الماضية”.

شخصيات عجيبة

تقول صحيفة USAToday الأميركية إن الشخصيات العجيبة هي جزء من السبب الذي يجعل الجمهور يحتمل المسلسل ويؤيده طوال 50 عاما.

إنه مزيج فريد من الشخصيات والوعي والموسيقى والفكاهة والإنسانية”، “كل هذه الأشياء التي تم تجميعها معًا في هذه الحزمة الصغيرة – هذا الشارع الصغير، هذا المجتمع – هو أمر مهم للغاية حول “شارع سمسم”، والذي يبقي المشاهدين على اتصال بهذا العرض”.

يقول رون سايمون، أمين التلفزيون والإذاعة في مركز paley للإعلام: “كان شارع سمسم” والذي (تم عرضه لأول مرة) في عام 69 يضم فريقًا متعدد الثقافات وفريقًا مبدعًا”.

وتنقل الصحيفة عن المسـ.ـؤولين عن هذا البرنامج قولهم: “ما زلنا نعلم الأرقام والحروف، لكن تركيزنا الأساسي ينصب على التطور العاطفي والاجتماعي للطفل. يرى الجمهور أنفسهم في هذه الشخصيات، ويمكن لـ”شارع سمسم” معالجة هذه القضايا المهمة حقًا”.

بعد مرور أكثر من 50 عاماً على عرضه، خلال الثمانينيّات تحديداً، وتحقيقه نجاحاً كبيراً في العالم العربي في تلك الفترة أعلنت مؤسسة “بداية للإعلام”، وهي شركة متخصّصة في تطوير المحتوى التعليمي الترفيهي للأطفال، ومقرّها في أبو ظبي، عن تنفيذ النسخة الجديدة من برنامج افتح يا سمسم ، وإعادة إحياء شخصياته التي لطالما بقيت في ذاكراة المُشاهد العربي حتّى اليوم.

وعاد البرنامج ليقدم في جزأين كل جزء من 28 حلقة مع نفس الشخصيات المحبوبة وشخصيات جديدة بشرية أضيفت إلى البرنامج، وعمل على تقديم المعلومات المفيدة والممتعة للأطفال من سن الرابعة حتى السادسة بأسلوب ممتع ومسلٍّ وذلك بإشراف أخصائيين تربويين.

المصدر: وكالات وأخبار اليوم

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى