أخبار اليوم

دون معارك.. الجيش الروسي يقتحم دولة عربية جديدة ويحصل على مبتغاه

دون معارك.. الجيش الروسي يقتحم دولة عربية جديدة ويحصل على مبتغاه

أخبار اليوم

فريق التحرير

سباق محـ.ـموم على القـ.ـواعد البحرية

 

في آذار الماضي، لم يفصل استقبال ميناء بورتسودان شرقي السودان للفـ.ـرقاطة الروسية الأد.ميرال جريجوروفيتش عن رسو المد.مرة الأمريكية ونستون تشرشل في ذات الميناء سوى بضع ساعات، في مشهد يحمل في طياته العديد من الدلالات.

فالولايات المتحدة وروسيا يجمعهما سباق محـ.ـموم لإيجاد موطئ قدم لهما في ساحل البحر الأحمر، وتعزيز النفوذ في تلك المنطقة الاستراتيجية.

وربما يسلط التسابق الأمريكي الروسي على الوجود هناك الضوء على جولات التنـ.ـافس المماثلة التي تجمع الطرفين منذ زمن بعيد.

ويرى مراقبون أن واشنطن تحاول قطـ.ـع الطريق على موسكو هذه المرة، مستخلصة دروسا مما حدث في سورية وليبيا، حيث بسط الدب الروسي نفوذه وبات يتحكم في مجريات الأحداث في هذين البلدن.

سباق محـ.ـموم على القـ.ـواعد البحرية

لا يعرف ضـ.ـباط القـ.ـوات البحرية السودانية على أي مستوى في قيـ.ـادة الحكومة الانتقالية يدار الوجود الروسي في مياه البلاد على البحر الأحمر، إذ تسارعت وتيرته بإنشاءات للبحرية الروسية في قـ.ـاعدة فلامنغو ببورتسودان.

ويقول ضـ.ـابط في البحرية السودانية -للجزيرة نت- إن ما يحدث نتيجة لما يشبه السباق على المياه السودانية أوائل مارس/آذار الماضي بوصول سفن حـ.ـربية إلى البحريتين الأميركية والروسية، لكن الروس وصلوا أولا.

ويؤكد الضـ.ـابط الذي فضل حجب اسمه أن فريق الفـ.ـرقاطة الروسية “أد.ميرال غريغوروفيتش” عمد بعد مغادرة المد.مرة الأميركية “وينستون تشرشل” ميناء بورتسودان إلى إنزال معدات لإنشاء قـ.ـاعدة بعيدا عن الأعين.

قـ.ـاعدة وإنشاءات

وأعلنت روسيا في 9 ديسمبر/كانون الأول 2020 اعتزامها إقامة قـ.ـاعدة تموين وصيانة للبحرية الروسية قرب بورتسودان، قادرة على استيعاب 300 عسكري ومدني واستقبال سفن حـ.ـربية تعمل بالطاقة النـ.ـووية.

وطبقا لضـ.ـابط البحرية فإنه بعد إنزال الفـ.ـرقاطة المعدات وصلت رتب رفيعة من الجـ.ـيش الروسي قبل نحو أسبوعين إلى مطار بورتسودان حيث تم إنـ.ـزال مزيد من الآليات وسيارات الحماية وقـ.ـوات بين 70 و80 عنصرا، وبدأ العمل في القـ.ـاعدة مباشرة.

ويضيف المصدر ذاته -للجزيرة نت- أن الروس بدؤوا بإنشاء مبان سكنية ومكاتب وشرعوا في تسوير المنطقة الشمالية من قـ.ـاعدة فلامنغو التي خصصت لهم.

كما يؤكد ضـ.ـابط البحرية السودانية أن العلاقة بين عناصر البحريتين السودانية والروسية في قـ.ـاعدة فلامنغو ليست على ما يرام لأسباب عدة.

ويوضح أن ضبـ.ـاط البحرية السودانية يشعرون بأنهم مغيـ.ـبون عن صفقة تمت ولا يعرفون المقابل الذي ناله السودان من القـ.ـاعدة الروسية، وذكر أن قـ.ـادتهم المباشرين لا يملكون أي إجابات.

مرحلة جديدة توتـ.ـر واحتـ.ـكاكات

ويقول إن احتـ.ـكاكات وقـ.ـعت بين عناصر القـ.ـوتين لأسباب تتعلق بالانـ.ـضباط وبسلوكات أفراد القـ.ـوة الروسية إذ إن المكان متاخم لسكن أسر الضـ.ـباط.

ويشير المصدر ذاته إلى أن القـ.ـوات السودانية تحمي القـ.ـاعدة الروسية على مستوى الدائرة البعيدة، في حين يشرف عناصر البحرية الروسية على حمـ.ـاية منطقتهم في الدائرة الضيقة إذ شرعوا في تشييد سور محكم وحفر ما يشبه الخـ.ـندق حول إنشاءاتهم.

وبحسب الضـ.ـابط فإن زملاءه الضـ.ـباط يرون أنه كان من الأولى منح الروس مكانا آخر لإقامة قـ.ـاعدتهم بدلا من منحهم قـ.ـاعدة جاهزة، حتى يستفيد السودان من إنشاءات جديدة في البنى التحتية على سواحله.

توجه وتساؤلات

ويقول الباحث في العلاقات الدولية والسياسة الخارجية الدكتور راشد محمد علي الشيخ إن اتفاق القـ.ـاعدة البحرية بين السودان وروسيا يمتد 25 سنة، وبحسب جغرافية البحر الأحمر فإن كل الدول يمكن أن يكون لها وجود في المياه الإقليمية للسودان لأغراض تأمـ.ـينية.

ويوضح أن تركيبة علاقات البلدين عسكرية من واقـ.ـع تسـ.ـليح الجـ.ـيش السوداني بالدبـ.ـابات وطائرات السـ.ـوخوي المقـ.ـاتلة الروسية.

ووفقا لذلك من الطبيعي منح السودان روسيا جزءا من مياهه الإقليمية تستوعب فـ.ـرطاقتين، كبيرة وصغيرة، و7 قطع بحرية.

ويؤكد الشيخ للجزيرة نت أن القـ.ـاعدة تستهـ.ـدف الحفاظ على مصالح السودان حال حدوث انحـ.ـسار لمصالحه مع أطراف أخرى.

ويشرح ذلك بقوله “لدى نمو مصالح أطراف أخرى تنشأ حالة من الصـ.ـراع في مجال حيوي هو محل تشغيل آمـ.ـن لكل العالم.

المهددات هنا إستراتيجية وليست أمـ.ـنية ومن ثم فالمصالح درجتها عالية وبالغة الحساسية، لذا ظهر تنـ.ـافس السفن الأميركية الروسية في الشهرين الماضيين”.

ويجـ.ـزم بأن توجه الخرطوم ما زال غربيا لكن إدارة الدولة لمصالحها الحيوية فـ.ـرضت اتخاذ تكتيك إستراتيجي إلى حين التمكن من إدارة مجالها الحيوي ذاتيا.

رغبات روسيا

ومن وجهة نظر الباحث في مركز القرن الأفريقي أبو بكر عبد الرحمن فإن أبرز التحـ.ـديات التي ستواجه القـ.ـاعدة الروسية توجه الحكومة الغربي خاصة نحو الولايات المتحدة الأميركية.

ويتساءل “هل السودان يمتلك الضوء الأخضر للتنقل بين المحاور الدولية بهذه الصورة؟ حتى الآن لا يوجد انزعـ.ـاج أميركي لكن في النهـ.ـاية سيكون لهم كلمة”.

وبعد الإعلان الروسي بشأن القـ.ـاعدة البحرية بـ11 يوما زار الملحق العسكري للسفارة الأميركية بالخرطوم قـ.ـاعدة فلامنغو ببورتسودان، وتعهد بتعزيز التعاون العسكري مع السودان.

ويرى عبد الرحمن -في حديث للجزيرة نت- أن الوجود الروسي بالبحر الأحمر بمنزلة ربط للساحل باليابسة في وسط أفريقيا إذ إن روسيا لديها قـ.ـاعدة على بعد 30 كيلومترا فقط من بانغي عاصمة أفريقيا الوسطى، كما أن هناك تقارير أشارت إلى وجود روسي في حفرة النحاس أقصى الجنوب الغربي لإقليم دارفور.

ويؤكد أن موسكو عينها على الموارد المعدنية لا القـ.ـواعد البحرية التي هي مجرد غطاء لأن حجم التبادل بين روسيا وأفريقيا لا يتعدى 11 مليار دولار.

ويتابع “8 معادن تشكل الصـ.ـراع الإستراتيجي عالميا هي التيـ.ـتانيوم والقصدير والمنغنيز والألمنيوم والذهب واليورانيوم والنحاس والحديد”.

ويتفق ضـ.ـابط البحرية مع هذا الرأي بقوله إن روسيا ليس لديها أساطيل لتحميها بقـ.ـاعدة بحرية بل مصلحتها في السودان تكمن في الذهب.

لكن راشد محمد علي الشيخ يرى أن روسيا تركز في علاقتها مع أفريقيا على الجوانب العسكرية وليس الاقتصادية لأن الشركات الروسية في المنطقة ليست صاحبة بريق في البورصات العالمية.

تنـ.ـافس وصـ.ـراع

ويجزم الباحث في مركز القرن الأفريقي أبو بكر عبد الرحمن بأن ثمة صـ.ـراعا روسيا مع فرنسا تحديدا التي ستستضيف في مايو/أيار المقبل مؤتمرا لدعم السودان.

ويقول إن الخرطوم لا بد لها من التأكد من أنه ومن اليوم سيكون مؤتمر باريس “كمـ.ـاشة”، وستحـ.ـشد له فرنسا بقية حلفائها والقـ.ـوى الأوروبية ما استطاعت لأنه سيستخدم طعما للخرطوم لتحييدها من محاولة طرح أي مبادرة سياسية لحل المسألة التشادية.

ورأى أن باريس تعي جيدا أن ثقل الخرطوم هذه المرة أقوى، بالنظر إلى انتقال علاقاتها مع موسكو إلى مستوى إستراتيجي.

وعلى غير ما جرى في مؤتمر أصدقاء السودان ببرلين العام الماضي فإن باريس عمدت إلى دعوة الحكومة الانتقالية بشـ.ـقيها العسكري والمدني إذ سيقود الوفد كل من رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبد الله حمدوك.

وعلى ما يبدو وإظهارا للتجانس، سجل حمدوك يوم أمس الاثنين أول زيارة له منذ تنصيبه قبل عامين إلى القيادة العامة للجـ.ـيش.

وصرح رئيس الوزراء أن الزيارة تأتي في إطار دعم نموذج الشراكة المتميزة بين المدنيين والعسكريين، التي يؤمل أن تضع اللبنات الصلبة لبناء نظام ديمقراطي راسخ ومستقر يسهم في إحداث الاستقرار بالبلاد.

 

ويرى مراقبون أن السودان ، الذي يشهد مرحلة انتقالية لا تخلو من معـ.ـاناة اقتصادية وتوتـ.ـرات مع الجارة إثيوبيا ما بين نـ.ـزاعات حـ.ـدودية وأخرى تتعلق بمخـ.ـاوفه من تداعيات بناء سد النهضة الإثيوبي ، يحاول تحقيق أقصى استفادة من صـ.ـراع النفوذ الأمريكي الروسي.

وربما جنى السودان أولى ثمار هذا التنـ.ـافس بعدما شطبته إدارة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب رسميا، في كانون أول/ديسمبر الماضي، من لائحة الدول الراعية للإرهـ.ـاب، الأمر الذي فتح الباب أمام إز.الة القيـ.ـود على أي تعاون عسكري أمريكي معه.

وتشمل المرحلة الجديدة من التنسيق بين البلدين، تعاونا استخـ.ـباراتيا في مجال مكـ.ـافحة الإرهـ.ـاب والجمـ.ـاعات المتـ.ـطرفة في القرن الأفريقي، وربما تصل إلى حـ.ـد السماح لقـ.ـوات أمريكية باستخدام تسهيلات عسكرية في السودان.

وأبدت الولايات المتحدة ، عبر سفارتها في الخرطوم مطلع الأسبوع الجاري، رغبة في تعاون عسكري وثيق مع السودان، موضحة أن الملحق العسكري بها جاكوب داي، يعمل مع الجـ.ـيش السوداني لتعزيز العلاقات الثنائية.

ويأتي تسارع التحرك الأمريكي بعد نحو شهر من الإعلان عن اعتزام روسيا تأسيس مركز لوجيستي تابع لبحريتها في بورتسودان قد يصبح نـ.ـواة لقـ.ـاعدة عسكرية.

وكشفت التفاصيل عن أن هذا المركز يستوعب 300 جنـ.ـدي ومدني وأربع سفن من بينها سفن تعمل بالطاقة النـ.ـووية، وفقا لاتفاق عقد منذ ثلاث سنوات، مدته 25 عاما، قابل للتجديد لمدة 10 سنوات أخرى ، على أن تحصل الحكومة السودانية في المقابل على أسلحة ومعدات عسكرية من روسيا.

ويقول محللون إن هذه الخطوة تأتي في إطار حرص موسكو على تعزير نفوذها في القارة الأفريقية التي تزخر بالثروات الطبيعية وتعد سوقا ضخمة للسـ.ـلاح الروسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى